ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 19:28
المحور:
الادب والفن
ربيع آخر الأرصفة
وليل ٌ لبحر الحانات .
يومها كنا إثنين
نرتدي ثوبا ً واحدا ً
يختفي ظلنا المحفور
على سنابل السهل
هو اختارته أول غيمة
وأنا غرقت
في قاع بئر .
***
نافذة ترتعش
تطل على سهل الغياب
كلما غازلها الظل
تفتح لعفة الشوق
ألف باب .
****
كانت تسلك طريق الأولياء
تقرأ الفاتحة
وأنا في زحمة البخور
أشعل شمعة
أعلق القماش الملون كالأجراس
أعدد أسماء من ماتوا في الأرض الغريبة
وأسأل لماذا يا أمي
كل هذا البكاء
هي مهد عناوين لم تكتمل
ترتمي القرى في صبرها
تنهيدة ألوان الفراشات
وتفر من كلينا أوردة الإشارات
ضفاف الأخضر المستحيل
قامة الحياة ،
على أطراف ثوبها
ينز الأمل
أتلحف بثناياه
كلما اكتمل عنقود الروح
وكلما أشرقت الشمس وارفة
خيمة الظلال المتكسرة
قنطرة
على خجل المقهورين
تطرز لوعة القناديل
أعواد المسك
وعد جنة الأنبياء
لك سنابل ما سيأتي بعدنا
لك خبايا النفس المطمئنة
فنامي في استراحة التراب الأبدية
عشب الملائكة وسادة
وغدا ً آتيك محملا ً
تلال تعبي
عجينة خبز
يتقاسمها تحت قدميك
طهر الماء .
****
تراتيل حزن
في قعر هش
الأصابع أنقى ما أبصرته الريح
ليتني ثمارها الراسخة
وليتني وَهْم ُحضن المدينة
في الإشفاق تطمرني
وأنا المتربص شقوق الغيم
غشاوة كهف
وجنازة عرس القصيدة
عروق الرمل أمتعة الحصار
أنخاب رب الرياء
روث الفجيعة
تجوع خاصرتي رغوة جدران
والقرى بين ضلوعي
جثث الثماثيل السعيدة .
****
أحيانا ً
تقتص مني ومن غيري
غيرة الكلمات
أبتهل في كتاب الذكريات
عن أسرار عجزي
أجد إبتسامة
على الطريق طائشة
خرير ساقية ماء
كنف الخبز
تحول الأعشاب الندّية
رفقة حيوان أليف
طنين الحشرات
كل ذلك
وفي جيبي
ينهدم صمت الخريف
موسوعة الحياة الأبدية .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟