أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى ملو - هل فعلا يحترم الإسلامويون الحياة الخاصة للأشخاص؟















المزيد.....

هل فعلا يحترم الإسلامويون الحياة الخاصة للأشخاص؟


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 18:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدكتور فيصل القاسم
"أيها العلمانجيون المسعورون: لماذا لا تعتبرون ارتداء الحجاب حرية شخصية كحرية التعري والسفور التي صدعتم رؤوسنا بها؟"
تعليقي
و أيها الإسلامونجيون المعسورون: لماذا لا تعتبرون أكل رمضان علنا و ما تسمونه التعري و السفور حرية شخصية كحرية ارتداء الحجاب التي "تبرزطون" بها أمخاخنا؟متى ثبت ان علماني واحد قتل إحداهن بسبب الحجاب؟و لكن العكس صحيح

في الأيام القليلة الماضية و نتيجة لما عرف في الصحافة الوطنية "بقضية الوزيرين العاشقين",عاد موضوع الحياة الخاصة للأفراد ليثار من جديد و بحدة أكبر هذه المرة,حيث وجد الإسلامويون من أتباع ما يسمى حزب العدالة و التنمية أنفسهم في ورطة من أمرهم و لتبرير ذلك و توجيه الرأي العام إلى أمور أخرى عوض الانشغال بالكوبل,تجدهم يلعبون نفس اللعبة المعهودة عنهم و هي "المظلومية" و "الدروشة" و أن الكل متآمر ضدهم,و أن الحدث لا يستحق كل هذه الضجة لأن الأمر يتعلق حسبهم ب"الحياة الخاصة للأفراد",فهل يؤمن فعلا هؤلاء بضرورة احترام حياة الأشخاص الخاصة؟
حسب رأينا المتواضع فلا وجود لشيء اسمه الحياة الخاصة للسياسي,فهو مرآة المجتمع و ممثله و المعبر عن أماله و آلامه و قدوته,و هذا هو الذي يجعله مختلفا عن الإنسان العادي,و محط أنظار و انتقاد الجميع(سواء بالسلب أو بالإيجاب),و السياسي الذي لا يقبل قانون اللعبة هذا عليه أن ينسحب منها.
لقد رأينا ما أثارته فضيحة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كيلنتون مع سكرتيرته مونيكا و فضيحة شيراك مع عشيقته و ساركوزي و هولاند و برلسكوني و غيرهم من السياسيين و الرياضيين و المشاهير و ما تعرضوا له من سخرية و"كاريكاتورية" لاذعة دون أن نسمع من أنصارهم أو منهم شخصيا ضجيجا أو زعما بأن الحياة الخاصة لهم لا يجب الخوض فيها,فهم شخصيات عمومية معرضة للنقد و المحاسبة حتى فيما يتعلق (بحياتهم الخاصة).
و ما قيل عن السياسي يقال عن الكاتب و الأديب و الممثل و المبدع,فحياتهم ملك مشترك للجميع,تسمع جديدهم في الإعلام,و لوفاة أحدهم يحزن الجميع,و لنجاحهم يصفق الجميع,و لفعل شنيع يأتون به يمتعض الجميع و لعمل خيري يقومون به يفرح الجميع,وهذا كله من الذي يجعلهم يختلفون عن بقية الناس كما قلنا سلفا.
عندما ينادي الديمقراطيون بالحرية الفردية في شموليتها و بضرورة احترام الحياة الخاصة للأفراد تجد الإسلامويين من المتشددين و المعتدلين(و إن كان ليس فيهم معتدل في الواقع) يتهمونهم بخدمة الأجندة الأجنبية و بالمؤامرة و بالسعي إلى تدمير المجتمع و نشر الانحلال الأخلاقي(و كأنهم وحدهم الغيورين على الأخلاق و على المجتمع) و بالإلحاد و بغيرها من تهمهم التي لا تنتهي,فكيف إذا لمن كان هذا حاله أن يتكلم عن شيء اسمه الحياة الخاصة للأفراد,فما بالك بأن يحترمها؟أم يستحضرون الحياة الخاصة فقط عندما يقعون في "فضيحة"؟
و حتى لا نتحدث عن فراغ,نصوغ مثالا(بل أمثلة) يدل دلالة واضحة على أن الإسلامويين هم آخر من يمكنه التحدث عن الحياة الخاصة للأفراد,و يتعلق الأمر هنا بحرية الإفطار العلني في رمضان,إذ تجدهم من أكبر المعارضين و الرافضين لهذه الحرية رغم أنها تتعلق بالحياة الخاصة للأفراد و لا دخل لأحد فيها و لا ضرر فيها,و إن كانوا يحاولون إيهام السذج بأن في ذلك تهديد للأمن الديني للمجتمع,فبالله عليكم فيما سيضرنا مفطر رمضان علنا و فيما سينفعنا صيام صائم ؟لماذا نرى الأجانب في نهار رمضان يشربون الماء و يدخنون في الشوارع و "يتقهوون" دون أن يهدد ذلك أمننا الديني,بل دون أن نعيرهم أدنى اهتمام,ما الفرق؟
من يزعجه مفطر في رمضان فعليه أن يراجع إيمانه(هل هو مؤمن أصلا,و هل إيمانه قوي و قادر على الصمود أم هو إيمان المظاهر سرعان ما يندثر عند أول مواجهة مع "الكفر"؟) لا أن يتهمه بتهديد أمنه الديني لأنه "على سبة"., الإيمان والصوم و كل العبادات مسائل شخصية لا دخل لأحد فيها,و لا مجال لإقامة محاكم التفتيش لمعرفة المؤمن من الكافر كما يسعى إلى ذلك الإسلامويون,فكل بقرة تعلق من رجلها كما يقول المغاربة و التي معناها و لا تزر وازرة وزر أخرى كما جاء في القرآن الكريم.
كثيرا ما سمعنا عن صحافيين و مواطنين يلقى عليهم القبض بتهمة ممارسة الدعارة و يحاكمون بأقسى الأحكام,و في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات التقدميين و الديمقراطيين ب "الله إن هذا لمنكر" تجد الإسلامويين "يضربون الطم" و لا تسمع أو ترى منهم تضامنا أو موقفا واضحا وهم الذين خرجوا عندما تعلق الأمر باثنين منهم للحديث عن الحياة الخاصة,أليست ممارسة الدعارة(إذا افترضنا صحة هذه التهمة)حياة خاصة؟ما دخل السلطات في الحياة الخاصة لشخص يمارس الدعارة أو حتى الخيانة الزوجية مادامت زوجته لم تبلغ عنه,بل و تتضامن معه في "محنته" بعد القبض عليه؟
و بما تضر امرأة تريد إسقاط ما في "كرشها" الآخرين؟(عن وقوف الإسلامويين لحق الإجهاض بالمرصاد أتحدث يا هذا),فلماذا يسعون لفرض "نموذجهم" و نمط عيشهم على الناس؟ و لماذا لم يجربوا يوما أن يحترموا حياتهم الخاصة؟بل ما سبب انتشائهم و غبطتهم عندما يسمعون عن "فضيحة" من يختلفون معهم إديولوجيا و كأنهم حصلوا على صيد ثمين يستغلونه للزيادة من وثيرة تهمهم و تجييشهم للشعب خاصة عندما يتعلق الأمر بعلماني متمرد على أفكارهم,فيجدونها فرصة للنيل منه و وصفه بالفجور و الفسوق و السعي لنشر الرذيلة و الفاحشة و غيرها من الأوصاف التي تخص قواميسهم و إن كان في العلمانيين من هم أطهر و أشرف منهم؟
لن نتحدث عن حرية المعتقد و حرية تغيير الديانة(التي هي حرية شخصية),لأنها في نظرهم خروج عن الجماعة و ردة عليها,و إن كان الراغب في ذلك لم يعلن يوما أنه من تلك الجماعة,إنما ورث ذلك عن آبائه و أجداده,مما يجعل الطريق سهلا أمام "إسلام المظاهر و النفاق "بدل إسلام المباديء و القناعات.
شخصيا لا أعتبر ما حدث بين الوزير و الوزيرة فضيحة أو جريمة,بل حرية فردية(و هذا لا يعني أنه ليس من حق الجميع الخوض فيها,فهناك فرق بين كون الفعل حرية شخصية و بين حق المواطنين في الحديث عن هذا الفعل),و إن كان الإسلام يحرم أي علاقة غرامية خارج إطار الزواج,و لكن الذي يصيب المرء بالحيرة هو تناقض مواقف الإسلامويين,فهم من جهة ضد الحرية الشخصية عندما ينادي بها الآخرون و من جهة أخرى يدعمونها عندما يتعلق الأمر بهم و عندما يرون فيها مصلحتهم !!!
و السؤال الذي يطرح هو التالي:
متى يدرك الإسلامويون مغزى البيت المنسوب للإمام الشافعي الذي يقول فيه:
لسانك لا تذكر به عورة امريء///فكلك عورات و للناس ألسن
و متى يستوعبون حكمة أبرهام لنكولن القائل:
"إذا كنت تبحث عن جانب السوء في الناس,فإنك حتما ستجده"
عندما يدركون هذه الحكم,حينها فقط سيتعلمون احترام الحياة الخاصة للناس,و حينها فقط سنصدقهم عندما يتحدثون عن الحرية الفردية للأشخاص.



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة طبية
- مرحبا بكم في المملكة العربية المغربية!!!
- بنكيران يكوي و أحمد صدقي يبخ
- تصوروا كيف سيكون العالم لو أن كل واحد يفعل -شرع يده-؟ !
- تجارب غريبة !!
- حكومة بنكيران و منطق -هذا ما وجدنا عليه الوزراء السابقين-
- مغاربة يطلقون عريضة لحل -حزب العدالة و التنمية-
- الإسلامويون و حمية الجاهلية:تعليقا على -التكريمات- المتتالية ...
- حلم لم يحقق حلمها !!
- Tit sdis(الثريا) أسطورة من الأساطير الأمازيغية,ماذا لو تتحقق ...
- دروس في النفاق أو كيف ترضي الجميع
- أخطاء فادحة في الامتحان الجهوي لمادة الاجتماعيات بجهة سوس ما ...
- لائحة الأصدقاء
- إلى عامل...
- حوارات -الزرود- أو الحوار من أجل الحوار
- هل الأزمة المالية مبرر لحرمان الناس من حقوقهم؟
- جاسوسة تتجسس على جاسوسة
- ...و مع ذلك فشبح-السنة السوداء- ما زال يلوح في الأفق!
- هل الجودة و الكفاءة تهمان فعلا ما يسمى وزارة التربية الوطنية ...
- حوار مع سراق الزيت ألماني


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى ملو - هل فعلا يحترم الإسلامويون الحياة الخاصة للأشخاص؟