محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 00:17
المحور:
الادب والفن
تلك المرأة ذات القوام الممشوق،
في بيتها الريفي الواقع على طرف الشارع الذي يذهب نحو الجنوب.
استيقظت من نومها ذات صباح، ذهبت إلى الزريبة لتطمئن على البقرة، قدمت لها العلف وعادت لتوقظ زوجها كي يستعد للذهاب إلى عمله في المصنع الكبير في المدينة المجاورة.
تلك المرأة المثابرة،
أيقظت ولديها وهيأتهما للذهاب إلى المدرسة، ثم راحت تكنس ساحة بيتها وهي تحاذر أن يندلق نهداها من فتحة الفستان.
تلك المرأة التي عينها مثل فتحة الفنجان،
توقفت عن الكنس لحظة، رنت بعينيها إلى الحافلة التي تقل فوج السياح، فيما الحافلة تتوقف لحظة عند المنعطف. وقعت عيناها دون قصد على عيني ذلك الرجل الذي لم يشبع بعد من متعة السفر، ابتسم لها وابتسمت له دون وجل.
ذلك الرجل،
ما زال يسأل نفسه: ما الذي فعلته المرأة بعد أن انتهت من كنس الساحة؟ هل بقيت واقفة هناك أم اتجهت الى المطبخ أو الى غرفة النوم؟ هل غسلت صحونها في المجلى أم اضطجعت بعض الوقت في فراغ السرير؟ وهل تتذكره مثلما يتذكرها الآن؟
ويحيره السؤال: هل ما زالت تلك المرأة على قيد الحياة بعد تلك السنوات الطوال؟
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟