جاسم الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 19:19
المحور:
المجتمع المدني
مازالت الانساق الثقافية والفكرية العربية وسيميائياتها التقليدية
السائدة تنظر الى الانسان على انه مجرد " رقم " وعدد كمي ليس إلا كما
في الروتين التقليدي للمعاملات الكثيرة في أروقة دوائر الدولة حيث هو
مجرد أرقام واسم وصور لحامليها ليس إلا وقالها قديما الفيلسوف ارخميدس ان
الانسان رقم حيث يعبر عن ان البشرية لم تبلغ بعد المستوى الفكري اللائق
الذي يكرم الوجود الانساني بما يليق به وباضافاته الانسانية لتغيير
الحياة وتحسين شروط الحياة فيها وان ثمة مسكوت عنه في فهم طبيعة الانسان
ودوره وتطلعاته وانه مازال مقموعاً فكريً وجسدياً والغريب ان هذا الوصف
مازال قائما وموجودا رغم مرور آلاف السنين على رحيل ارخميدس حيث ان
انواع التفكير السائدة مازالت تنظر الى الانسان رؤية متدنية ولاتؤمن
بدوره وتطلعاته واقصد هنا الانسان المختلف الذي يمارس الرفض والاحتجاج
على انساق التفكير والوجود غير الانساني وهنا تتوحد وتحشد الانساق
السلطوية بكل اشكالها للحط من شأن هذا الانسان ورجمه مختلف التهم من اجل
تشويه صورته لدى المجتمع وتحضر هنا تهم التخوين والشعوبية والزندقة
والهرطقة وغيرها من التهم الجاهزة الملفقة والمزيفة وحدث ذلك لكثير من
المفكرين الاحرار في التاريخ ولم يبالوا لذلك وتحملوا بشجاعة مواقفهم
من اجل تحرير البشرية من تفكيرها غير السليم بحق الانسان وايصال رسالة
مهمة لهم ان الانسان ليس" رقما " ً بل " مفهوم " و " كينونة "عالية جداً
من الخصوصية والتميز في التثقيف وتحرير الاخرين من الأوهام والزيف ..
لذلك يجب علينا اليوم جميعا استيعاب ان الانسان مفهوم عميق جدا ويجب ان
نرفده بثقافتنا وفكرنا الحر المستقل لاحداث تغيير في ذهنية الاخرين وهذه
مهمة فكرية وانسانية مشرفة بالتاكيد تستلزم حشد كمل الامكانيات الفكرية
والانسانية واستحضارها في اطار الصراع القائم ومازال كل طرف المعبأ بعبئ
التاريخ والتقاليد والسلطة والطرف الاخر المحتج بإسم القيمة الانسانية
والدور والكينونة والمستقبل يوظف ادواته لكي يحسم الصراع لصالح نسقه وهو
صراع غير تقليدي بل صراع مفهومي وقيمي وهو مايجعل ضرورؤة الاسهام به
ونعززه بكل جديد فكر وأدب وأي نسق آخر لان ممارسة انزياحات لأفكار لم تعد
تلبي حاجة ومتطلبات الحياة ضرورة فكرية والتزام انساني ولكي يتم التغيير
في فهم كينونة الانسان لابد من تغيير العقلية السائدة فكريا وثقافياً
والتأكيد والتثقيف على ان الانسان ليس مجرد كائن حي بل مفهوم نوعي وذو
دور مميز ومحوري في احداث التغيير ومن هنا اكتسب سمته النوعية وهو ليس
رقم بل اضافة وبصمة وأثر فاعل وجلي ويجب استيعاب هذا التحول في مفهوم
الانسان وجعله ركيزة هامة في ثقافة الانسان واقتران ذلك بسلوكه فبالتفعيل
تكتسب المفاهيم قوة ورسوخ في ذهن المواطن والمجتمع وتصبح قوة مؤثرة منتجة
.
#جاسم_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟