أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - ألم..














المزيد.....

ألم..


نصيرة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


تحت الجسر الحديدي القديم ..ثمة انتظارٌ في الظهيرة الملقاة على أرض تختنق بالحصى الحارق .الشجرة الحزينة تبتسم بقلق لامعنى له .لست أنا من يقف بانتظار الالم المبهم وهو يهزّ جذعها المركون منذ الالفية الثانية والاوراق تكاد تصرخ بطعم لم يشهده تاريخ المدينة الخائفة..غدا سيكون اللقاء المرتبك .تحت الجسر الصامت وهو يأكل تاريخه قطعة قطعة والالم في الخاصرة يكاد يزحف نحو القلب الملقى على حافة النهر.من لي بعينيك تهتكان قلق السنين الماضيات ..من لي بصوتك يطلق صمتي ويحيلني نهرا عشوائيا يبتلعُ شواطىء المدينة التي اعتلتها زفرة السمك البري..وزهر أحمر تفتك به النوارس الكاذبات..كل شىء محض ألم تحت الضلع الساخن ..كل شىء محض كذب ..بين الفجر والفجر..يستعذبه الصدق الخفي تحت الضلع الساخن ..لم تقلها لي في الغرفة النائمة فجرا تحت الجبل الذي يضم رفاتي كل ليلة..والذباب الجبلي يرقبني ويرقب ساعة الصفر.لم تقلها لي وانا خلف الباب يعتصرني اليتم والالم وبكاء الليلة الماضية ورهاب السؤال المر الدائم .وبخني بشدة وأنا اصمت واحلم والم الخاصرة اليمنى يُجفلني قبل ان تأتي بالفجر تحت العريشة الخضراء .لماذا تصمت ..؟ لماذا تكتم نفسك عني وأنا لاأتوقع ماذا يحدث بين الفجر والفجر.؟من ينقذني من عينيك ..؟ كل شىء يمضي على وتيرة واحدة..والشجرة الحزينة تبتسم في وجهي..من أين أأتي بسكين يطعنكِ في الخاصرة وتهلكين.فلاتبتسمين في وجهي ثانية ..يقتلكِ الألم قبل الموت آلاف المرات تحت الجسر على الضفة الثانية من دجلة ..دجلة الذي جفّ حلقه فلايسدّ عطشه دمٌ أزهَر تحت الجسر.أتعلم كيف يئّن القلب بألم لايعرف كنهه ؟ خوفٌ يدور على المقاهي الخرس بطعم البنفسج الذي تاه ليلة السقوط المّر. كم سيطول هذا الصمت والتخفّي ..لم تقلها لي وأنا أشعر ببردٍ يتلذّذ باندحار القرار الصعب.لم يكن هو العشب ذاته على الضفة الثانية .وهي تبتسم لي. مَن لي بقلبي تسرقه وتُحيله دثارا للعبة الفجر.؟ لم يزلْ عطرك يملأ المكان الذي أدفن فيه رأسي وأشهق لصوتك يناديني .أمض معي وأنا يكبلني الحديد الاسود المترامي وأشواك الغاصب تدمي خطواتي منذ الالفية الثانية او الثالثة .عيونك ترقبني تقفز معي وأنا لاأكاد ارى من بكاء أدمى دمي بالامس أو أمس يعبث بي .من لي بخراب يستر هذا العري الشاحب ..؟ يأكل هذا الانتظار وهذه الساعات التي تكتنف اللّهاث ولاتسمح بالمثول .حكاية تحت الجسر أو تحت الجبل الهرم ..لم تقلها لي وأنا بين يديك يكبلني المطر البارد ويخيفني وهج الموت الذي يطارد الاغلفة السرية. لن تبتسمين ثانية .. تبعثر الدم البريّ حول عروقك التي تفتك بالتاريخ وتحيل الفجر صراعا مرا بين الاسى والذبول .كم يؤلمني هذا المساء..من لي بفجر أعرفه ويعرفني..لن يأتي ابدا فالقرار الصعب بدأ مفعوله يسري على وطني بلا أرادة مني..وأنت تدري انه يأكل السماوات ويدفن الاموات على الضفة الثانية بلا وجل .لن يأتي أبدا هذا الفجر .سيطول المساء سنينا تحصد كل النوارس المكبلة بخيوط الملك الجبار في السماء السابعة.



#نصيرة_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البغدادية والوجه الاسوأ للاعلام العراقي
- الضرب
- عاشق في بغداد..1
- بين الحضور والغياب
- الحمّى
- المجنون
- اليباب هذا الفجر
- على فراش الموت -2-
- على فراش الموت-1-
- انا في محنة 1
- عناد غزوان ..المرفأ النديّ
- فيس بوك -1-
- كن معي
- زهرة حمراء..
- وجهك الصامت ...
- الفرن -2-
- الفرن-1-
- أين تكمن النهاية ؟
- صمت ..
- كأس بغداد -2-


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - ألم..