الدحنون - شقائق النعمان !

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 00:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

شقائق النعمان ( الدحنون ) ! = Anemone C0ronori

فتحت الكوكل لأبحث أكثر عن ( بيت جن , وبيت حانون , وعائلة الدحنون في فلسطين) فاكتشفت أشياء جديدة جذبتني وأبهجتني فعلاً فهل أجمل من المعارف والمعلومة الجديدة , وما قيمتها وفائدتها إذا بقيت داخل دفاتري ومؤلفاتي ؟
...
الدَحنون هو شقائق النعمان في فلسطين
كانت رحلتي إلى الطبيعة والتاريخ والزهرة الشهيرة ..
يتفتّق البرعم الزهري في اّذار ليطرح زهرة بديعة الجمال فائقة الحسن .
نبتة عشبية حولية تنتمي إلى الفصيلة الحوذانية . ساقها رفيعة مفردة , ناعمة الملمس , ترتفع لتصل نصف متر , أما الأوراق فرمُحية الشكل مسنّنة تسنيناً لطيفاً .
الإسم العلمي لها : الشقار الأكليلي .
ينفتق البرعم الزهري في أذار الربيع ليطرح زهرة بديعة , ارتبطت بمفصل تاريخي هام في التاريخ العربي , حيث تقول الرواية أنها نبتت على قبر الملك العربي المشهور ( النعمان بن المنذر ) الذي قتله الفرس عندما رفض المذلّة .
تظهر هذه الزهرة في تجمعات كبيرة وعلى مساحات واسعة وخاصة في الأراضي البور المشبعة بماء المطر .
لقد ارتبطت شقائق النعمان بالأدب العربي . وفي رواية أخرى قيل نبتت على قبر النعمان بن المنذر عندما داسته الفيلة , إذ رفض الخضوع لملك الفرس بتسليم نسائه ونساء العرب , فكانت معركة ذي قار الشهيرة .. , وتعرف في بادية الشام والعراق بإسم الدحنون .

الوردة ذات بتلات أربع تتراوح ألوانها بين الأحمر والأبيض ليشمل الأرجواني والقرمزي والبنفسجي والقرنفلي والزهري تتوسطها بقعة داكنة اللون . بذورها صغيرة سوداء اللون , لا رائحة لها .
شقائق النعمان زهرة عربية برّية , لا تُدجّن بمعنى أنها لا تكون إلا برية فزراعتها في الحدائق أمر يخالف طبيعتها .
يطلق على شقائق النعمان تسميات عديدة منها :
زهرة الدم , الشقيق , شوقار أكليلي , دعنون , دحنون ..
لهذه الزهرة استعمالات طبية عديدة أهمها : في حالات الربو وضيق التنفس , والسعال , وحالات التلبك المعوي , إضافة إلى مفعولها الكبير في حالات التوتر العصبي , وحالات الرعاف ( نزيف الأنف ) . ولا ننسى فعالية هذه الزهرة في الإستعمالات الجمالية لدى النساء , فهي تساعد في إكساب الشعر لمعانه وبريقاً وإضفاء النضارة الطبيعية عليه , كما تستعمل لنضارة البشرة وإزالة تجاعيدها..
وتقول المعلومة أن عندما تظهر هذه الزهرة الجميلة في الحقول يتوقف الفلاحون عن البذر !


تحدثت مع العزيز جريس الباحث في التاريخ القديم لهذه المنطقة , فأجابني بما كتب حول هذه النقطة والمعلومة بالذات في مؤلفه ما يلي : :
( النعمان وشقائق النعمان والشعراء والعلماء :
كان الملك النعمان الثالث مغرماً بالطبيعة وعطاءاتها الجميبة النقية فكان يحب الإستئناس والتمتع بالربيع وحلله البديعة . فكان يخرج إلى النجف والبادية القريبة , لتنصب له ولأصحابه القباب قرب الماء والربيع لقضاء أيام ممتعة في الصيد وأحضان الطبيعة . يستمتع بمنظر الشقائق الأخّاذ الجاذبة للقلوب . وقيل أن الشقائق الحمراء سميت بإسمه لأنه قال : ما أحسن هذه الشقائق . وكان أول من حماها - أي نقلها ودجّنها من البرية إلى أحواض معتنى بها في المدينة - فسميت شقائق النعمان * ,, كما اشتهر بتربية خيرة الخيول العربية والإبل والماشية . **
يترافق حب الطبيعة مع حب الشعر والأدب والعلم حتى أضحت الحيرة منارة وملجأ للشعراء والأدباء والعلماء ) .انتهى
....


على كل حال مهما كان أصل التسمية ,, فإن هذه الزهرة , تظهر في منتصف فصل الربيع من كل عام تخلب الأنظار بلونها الأحمر الناري تفرش السهول والروابي والبراري ببساطها الجميل , فهل نطلق على الربيع العربي في سوريا زهرة النعمان فعلاً ..زهرة الدحنون ..؟؟
فهي الزهرة الي تعبّرعن الكرامة والشهامة والأصالة العربية .. قصفتها ونتفتها أيادي القيادة الإيرانية - ثم أميركا والغرب والشرق خدام الديكتاتورية الأسدية !
التاريخ يعيد نفسه بعد مئات مئات السنين !!

في الأردن وفلسطين تسمى هذه الزهرة الدحنون أو الحنون
فالدحنون الزهرة العربية الشامخة , لها دلالات ضاربة في التاريخ
زهرة الرمز العربي .... تعرف في الأردن والعراق وبادية الشام و سوريا ولبنان وفلسطين ..
يا إلهي , شهداء الحرية في سوريا الثورة التي غطت الأرض , كم ستزهرحقولنا وروابينا بزهرات الدحنون .. شقائق النعمان !؟
----------------------------
المصادر : بحوث في الكوكل - الغوغل
- مؤلّف دولة الحيرة - للباحث والكاتب : جريس الهامس
* الزبيدي - تاج العروس ج 6 ص 398
** ذيل الأمالي والنوادر للقالي ص 185
-----------
مريم نجمه - لاهاي

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات