أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - التوافق المطلوب وطنيٌ شامل














المزيد.....

التوافق المطلوب وطنيٌ شامل


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 06:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل عشر سنوات ونيف اجتمع القوم، وتعجلوا لتكوين توافقهم الذي قالوا انه سيسعدنا جميعاً، فصدقناهم، ولم نكتشف مخاطر ذلك التوافق، الا بعد ان وقعت الفأس في الرأس كما يقال، اذ ان توافقهم وبدلاً من ان يوحد المجتمع، عمل على تقسيمه بحسب الاديان والمذاهب والقوميات وغيرها من المسميات غير المطلوبة في مضمار العمل السياسي؛ ولكنهم اقحموها فيه وابرزوها هماً اول فأساءوا الى السياسة، والى تلك المسميات في الوقت عينه، وخسرنا بذلك كثيراً فيما ربح السياسيون!
من المعلوم ان التوافق على وفق مفاهيم الفلسفة والسياسة له اشتراطاته، فلقد جاء في احد تعريفاته الفلسفية، انه يعني أن على الفرد ان "يسلك مسلك الجماعة ويتجنّب ما عنده من شذوذ في الخلق والسُّلوك"، اما مفهوم التوافق السياسي فيقول المؤرخون انه أُطلِق لأول مرة على طبيعة عمل الحكومة البريطانية للمدة ما بين 1945-1979مبينين ان تلك الظاهرة تمثلت "بتوافق" الحزبين الرئيسين، المحافظين، والعمال، على السياسات العامة للحكومة، "مثل تحقيق الرفاهية، والضمان الاجتماعي، وخدمات الدولة في القطاع الصحي، ونشر الصناعة"، أي ان التوافق جرى على البرامج الحكومية المبنية على اساس البرامج الانتخابية، المرسومة على اساس خدمة المجتمع، وليس توافقات على المناصب الوزارية او حيازة المؤسسات مثلما يجهر مسؤولونا ليلاً ونهاراً، هذا اذا حصرنا التوافق في اطاره التنافسي الحزبي، وحتى هذا لم ينفذه سياسيونا، الذين كان لهم دور كبير في اذكاء التوترات في المجتمع التي اوصلتنا الى المأزق الذي نحن فيه الآن.
اما اذ اردنا الحديث عن توافق وطني، فلقد فشلوا فيه بامتياز؛ لأنهم ابرزوا في نقاشاتهم بشأن التوازن مفاهيم دينية وطائفية وقومية وفئوية ضيقة، وأصر كل منهم على تثبيت تلك المفاهيم، التي لا تعد هماً فيما يتعلق ببناء المجتمع المتنوع المشارب والاهواء، الذي يريد عملية توافق توحده على اهداف عامة؛ لا ان تشتته في مسارب لن تعني شيئا فيما يتعلق بحياته الواقعية.
وبصريح العبارة نقول، اذا كان السياسيون يصرون على ان التوافق يخص الجانب السياسي والتنافس الحزبي على المناصب وحيازة الوزارات، فانه و استناداً الى التجربة المريرة التي عاشها العراق، ودفع الناس كثيراً من الضحايا بسبب اخفاقها؛ فان على التوافق السياسي ان يتضمن اول ما يتضمن اختيار اشخاص للمناصب الحكومية يتفق عليهم الجميع، كأن يكونوا من اصحاب التخصص في مجال عملهم ووظائفهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، وغير بعيد عنا التجربة التونسية التي لجأت في الاوقات الحرجة منذ اسقاط النظام السابق، الى توافقات حقيقية افرزت اطقم وزارات كاملة يقودها مستقلون، في حين اكتفت الاحزاب الفائزة بدورها النيابي التشريعي، وكذلك يمكن ان يقال عن التجربة المصرية، التي كثيرا ما يفلح فيها السياسيون في التوافق على وزراء مختصين "تكنوقراط" من المعروفين لدى الرأي العام، من دون ان يلتفتوا الى انتسابهم السياسي و الاثني، وهم بذلك يفكرون بمجتمعهم؛ فلماذا نشذ نحن عن ذلك باقترافنا التوافق المغلوط و المخيب في كل مرة.





#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الحقيقة بشأن حمايات المسؤولين؟
- بعض اسرار تخلفنا وتقدم الآخرين
- فرصتنا لاستعادة وجدان العراق الحقيقي
- مواقف العرب المسبقة من الاحداث العراقية
- الحرب والسياسة وما بينهما
- الارهاب والفساد قطبا رحى الخراب
- تخفيض رواتب كبار المسؤولين تدبير مكمل للإصلاح الاداري
- الحكومة والمعارضة و بلبلة الانسحاب النيابي
- حقوق الصحفيين بين -قانونهم- وبطش ذوي السلطان
- التغييرات الإدارية الاملة و سيلة الإصلاح الممكنة
- أعياد الحب المجهضة في مناخات القسوة و الكراهية
- أي نظام اجتماعي نبنيه بعملية تربوية عليلة؟
- حقوق الإنسان في قبضة وزيرها
- مربعات الحرائق وتساقط الاعمدة
- شد احزمة بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- شد بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- هل لدى العراقيين رأي عام حقيقي؟
- النفط الذي هرِمَ والزراعة التي أجدبت
- تونس تنتشل -الربيع العربي- من كبوته
- أبواب النواب مغلقة حتى حين


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - التوافق المطلوب وطنيٌ شامل