اليوم العالمي للمرأة العاملة: توحيد النضال ضد الاضطهاد والاستغلال
الرابطة الأممية للعمال
2015 / 3 / 22 - 09:18
سكرتاريا المرأة في الرابطة الأممية للعمال
في عيد المرأة العاملة، تقدم الرابطة الأممية للعمال كل الدعم إلى جميع نساء الأرض اللاتي يكافحن يوميا ضد القمع وضد الاستغلال الرأسمالي.
نكرس هذه المناسبة لرفيقتنا كارولين غارثون، القائدة الطلابية والعضو الاشتراكي الشاب في الحزب العمالي الاشتراكي في كولومبيا، والذي يشكل جزءا من الرابطة الأممية للعمال- الأممية الرابعة. كارولين اختفت منذ ثلاث سنوات في جمهورية الإكوادور. وبالرغم من الحملة المكثفة للبحث عنها، لم نستطع حتى الآن اقتفاء أثرها. أيضا إلى الرفيقة ساندرا فيرنانديث، العضو الاشتراكي من حزب العمال الاشتراكي الموحد (البرازيل) وولدها كاو، اللذان قتلا قبل سنوات على يد شريكها، وكانا ضحايا الوحشية الجنسية.
إلى النساء الكورديات، اللاتي تنظمن في كتائب نسائية وشاركن بجدارة في هزيمة الدولة الإسلامية (داعش) في كوباني.
إلى آلاف المعلمين، الطلاب والعمال والناشطين الذين تظاهروا في الأشهر الماضية في المكسيك احتجاجا على اختفاء وقتل 43 طالبا في ولاية غيريرو. لقد تظاهروا ليكشفوا تورط إدارة بينيا نيتو ودولة المكسيك في تغاضيها عن مافيات تجارة المخدرات.
إلى الطبقة العاملة الأوروبية، التي بقيادة المرأة اليونانية تشارك كافة العمال في الصراع اللانهائي ضد خطط التقشف المفروضة من قبل امرأة تدعى أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية.
إلى المرأة التركية والشعب التركي أجمع، الذي تظاهر مؤخرا في أنحاء البلاد لمطالبة حكومة إردوغان وضع حد للوحشية الذكورية ردا على مقتل فتاة تبلغ من العمر عشرين عاما تم ضربها وطعنها بالسكين قبل أن تلفظ أنفاسها وهي تقاوم محاولة اغتصابها.
الاضطهاد: واقع صادم
منذ عدة سنوات، والمنظمات الدولية والحكومات الرأسمالية، بالإضافة إلى النخبة الأكاديمية ووزراء التعليم والثقافة، يستمرون بإخبارنا أن "اضطهاد المرأة" يعود إلى زمن غابر، وبأن انتصار الرأسمالية على الاشتراكية سيجلب لنا أنهار من العسل والحليب. حتى أن أحد أشهر الكتاب في أمريكا اللاتينية قال أن الثورة المنتصرة الوحيدة في القرن العشرين كانت ثورة المرأة. صحيح أن في القرن الأخير، بفضل النضالات الهامة، استطاعت المرأة شق طريقها والحصول على العديد من الحقوق الديمقراطية. ولكن، يجب عليهم اليوم أن يعترفوا بأن "التمييز" ضد المرأة لا يزال موجودا، وبكثرة أيضا.
النمو الاستثنائي للعنف ضد المرأة يأخذ أشكالا أكثر اشمئزازا ولا يمكن إخفائه. إلى درجة أن الأمم المتحدة، منظمة البرجوازية الإمبريالية، كان مضطرة لإعلان وجود وباء عالمي حقيقي. لا يمكنهم أن يتستروا على أن 70 المئة من الفقراء في العالم هن نساء، كما لا يمكنهم تجاهل أن في كل عام هناك 30 بالمئة من الحمل غير مرغوب فيه، وأن في أميركا اللاتينية وحدها، يتسبب الإجهاض غير الآمن بوفاة 17% من الأمهات، وأغلب الضحايا من المراهقات والفقيرات.
لا يستطيعون اخفاء التفاوت في الأجور، هذا الاختلاف لا يمكن حتى لهوليود التهرب منه.
الممثلة الأمريكية، باتريسيا آركيت، الحاصلة على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة، قالت في كلمتها عند استلام الجائزة "لقد حان الوقت الذي نحصل فيه على أجر مساو للرجل لمرة واحدة وللجميع، بالإضافة للحقوق المتساوية للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية". الحقيقة أن ما تبقى من العالم في حالة أسوأ. إذا كان هذا ما يحصل للمرأة الغنية الأمريكية، التي تتقاضى 35 مليون دولار في العالم، فماذا يمكن أن يقال عن ملايين العاملات اللاتي يجب أن تتعذبن للحصول على الحد الأدنى من الأجور في بلدان "العالم الثالث"؟
لا يمكنهم أن يخفوا حقيقة أن المرأة العاملة يجب أن تعمل فترتي عمل: ثمان ساعات أو أكثر في اليوم في عمل منتج وعلى الأقل أربع ساعات يوميا من العمل المنزلي، الذي يتم تمويهه بما يطلق عليه رؤساء المنظمات "الاقتصاد الرعوي". إن العمل غير مدفوع الأجر الذي تقوم به المرأة يمثل أرقام هائلة بما يتعلق بإجمالي الناتج المحلي. في عام 2009، في المكسيك كان 22.6 بالمئة، وفي الأرغواي تجاوز 30 بالمئة، وفي كولومبيا 17.2 بالمئة، يكفي الإشارة إلى ثلاث أمثلة في أمريكا اللاتينية للدلالة على هذه الأرقام.
بالرغم من تخفيهم وراء قناع "الأعمال الإنسانية"، لكنهم لا يستطيعون تجاهل حقيقة أن في الحروب والغزوات التي تدعمها الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، والجيوش الإمبريالية وقوات الأمن تجد المرأة نفسها أكبر الضحايا خاصة عندما يحولون جسدها إلى تذكار لحروبهم. إن ذكورية الإخضاع، تجبر النسوة على الاقتلاع والعبودية كما يحصل في الشرق الأوسط وأوكرانيا وإفريقيا.
لا يستطيعون تجاهل أن الغالبية الساحقة من العمل النسوي يتم توظيفها في القطاعات الخدمية والصحة والتعليم والعمل الاجتماعي والمطاعم والتنظيف وكل المسؤوليات الملقاة على كتف المرأة تقليديا ما هو إلا توسيع لدورهن كأمهات وراعيات، وأن، في الاتحاد الأوربي على سبيل المثال يمثلن 69.2% من عمال القطاع العام ولكن فقط 38% من عدد العمال الكلي. إن التقدم الذي حصل بواسطة المرأة في الوظائف وخاصة في قطاع الصناعات بالإضافة إلى قطاعات النسيج والإلكترونيات أو الغذاء بعيد كل البعد عن ردم الهوة بين الرجال والنساء.
بصرف النظر عن الخطابات التي تعدد مزايا الديمقراطية والتضمين (الخطاب البرجوازي)، لا يمكن تغطية حقيقة أن القطاعات الأخرى مثل السود والمهاجرين وأصحاب التنوع الجنسي لا يزالون ضحايا العنصرية وفوبيا الخوف من الأجناب ورهاب المثلية. دعونا فقط نتذكر الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي في فيرغوسون في الولايات المتحدة الأمريكية ضد توحش الشرطة العنصرية، نتذكر أيضا ممارسات عناصر الشرطة في الاتحاد الأوروبي ضد المهاجرين والإسلام فوبيا المدعومة من قبل الحكومات ومجموعات اليمين المتشدد في الولايات المتحدة وأوروبا، و اللوائح الرافضة لقبول زواج وتبني المثليين.
لتعويض هذا الواقع الذي لا يمكن إنكاره، تدعم الرأسمالية تطور المرأة في مجال السياسة وتظهر أنجيلا ميركل، كريستينا كيرشنر، ميشيل باشيليت، ديليما روزيف، الوزيرات وسيدات الأعمال على أنهن رموز لتمكين المرأة. أحيانا يقدمون جائزة إلى امرأة من القطاعات الشعبية، بفضل جهودها الحثيثة والسياسات العامة، التي تخطط لخلق الأعمال الصغيرة. نتكلم بصوت عال: لا يمثلوننا! ليس علينا أن نعمل لفترتين لأنهم يستطيعون أن يدفعوا إلى جيش من النساء اللاتي تعملن أعمال منزلية من أجلهم. ليس على النساء أن تعانين من تبعات عمليات الإجهاض السرية لأنهن تستطعن تسديد فواتير الأطباء والعيادات الخاصة. لا تعانين كل يوم من العنف لأنهن تستطعن استقدام حراس يعتنون بهن.
أغلب المجموعات النسوية تدافع عن وجهة النظر التي تقول أن المرأة يجب أن تتوحد في الأختية (مجموعات من النساء فقط). لا نتفق معهن على ذلك. تستطيع المرأة البرجوازية أن تذهب إلى أبعد ما يمكن وتشارك في الأعمال الخاصة للدفاع عن هذا أو عن المطالب الديمقراطية، ولكن ليس أكثر من هذا. إن الصراع الطبقي يضعنا في مواقع المعارضة خارج هذه الحواجز. هل من الممكن للمرأة اليونانية أن تشبك يديها مع أنجيلا ميركل؟
الواقع أن الرأسمالية، بدلا من جلب أراض يتدفق فيها الحليب والعسل، تعمق وتستخدم التمييز واضطهاد قطاعات واسعة من المجتمع لتزيد من العذابات المتزايدة والاستغلال الملقى على أكتاف الطبقة العاملة، وذلك للتعافي من الأزمة العميقة التي تمر بها على كافة المجالات.
تنتعش جميع الأيديولوجيات الدينية والثقافية والأخلاقية التي كانت سند وشرعية القوة الرأسمالية، على حساب العمال ونضالاتهم وحشودهم والتي تم دفعها إلى الوراء خلال المراحل الهامة من القرن العشرين، وذلك ضمن الأشكال الجديدة للرأسمالية. اليوم الإنجازات الديمقراطية، مثل الحق في الإجهاض الحر، يتم اقتصاصها بشكل كبير في الولايات المتحدة، وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
في هذه الأيام، يتم وضع خطط التقشف القاسية موضع التنفيذ في أوروبا، بنفس الطريقة التي كانت متبعة في أمريكا اللاتينية في تسعينيات القرن الماضي، والتي تدمر الحقوق التي تم الحصول عليها بواسطة الطبقة العاملة بشكل عام، وبواسطة المرأة، ضمن نطاق من الحقوق النسوية الديمقراطية والاجتماعية. إن الأيديولوجية الجنسية تستخدم لتقسيم الطبقة العاملة كتبرير للبطالة والتسريح من العمل وقصقصة الميزانيات والحقوق الاجتماعية.
التقشف: المرادف للحرب الاجتماعية
لا يوجد في العالم الرأسمالي من استطاع التملص من خطط التقشف. في بعض الحالات يطبقونها بطريقة أعمق، وفي بعضها الآخر بشكل أبطأ. رأس المال الإمبريالي، بمعنى مؤسساته متعددة الجوانب، صندوق النقد الدولي، الترويكا ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي عملوا على تطبيق سياسة معقدة للتعافي من الأزمة الاقتصادية التي بدأت في عام 2007 وإنتاج مصائب اجتماعية كما في هاييتي واليونان.
لا تصدق الطبقة العاملة في الولايات المتحدة وأوروبا بأنها كانت ضحية هذه الخطط التي يتم تنفيذها في أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا.
التقرير الأخير الصادر عن رابطة المرأة الأوروبية حول تأثير سياسات التقشف بما يتعلق بحقوق المرأة يقول:"... تضعف سياسات التقشف في أوروبا حقوق المرأة، وتطيل حالة التباين بين الجنسين وتجعل من توقعات التطور الاقتصادي أكثر صعوبة..."
الوضع على هذا الشكل بسبب القصقصة الجائرة للإنفاق العام والذي تسبب بتسريح عمال القطاع الذي تشكل المرأة فيه ما يقارب الـ 70%، بالإضافة إلى القصقصة في الإنفاق الاجتماعي والذي أثر على قطاعي الصحة العامة والتعليم.
لقد قاموا بتقليص حقوق حماية الأمومة، وتعويضات الأطفال، حقوق التعويض، برنامج الرعاية بالأطفال وكبار العمر، وزيادة أعباء الضريبة من خلال ضريبة القيمة الزائدة. المرأة التي تحصل على عمل يتم التعاقد معها بعقد مؤقت على أساس الساعات أو عقد لغير المتفرغين، مع توظيف أكثر قلقلة وبدون التزام بفوائد الضمان الاجتماعي.
القتال سويا ضد الإيديولوجية البرجوازية
العام الماضي في إسبانيا، الآلف من العمال، تقودهم النساء، خرجوا إلى الشوارع وحققوا نصرا كبيرا. لقد هزموا اقتراح الحكومة ووزيرها غاياردون من أجل خفض حق الإجهاض. ليس فقط المشروع الجديد تم إلغائه بل أيضا كان على الوزير أن يرحل. هذا هو الطريق: الحقوق الديمقراطية للمرأة ليست فقط من واجب النساء بل واجبنا جميعا.
من الضروري أن تقوم الطبقة العاملة ومنظماتها بتنفيذ برنامج توحيد العمال. إن الأيدلوجيات مثل الجنسية، الخوف من الأجانب، المثلية والعنصرية هي أفكار تعصبية تعزز البرجوازية في المجتمع لأنها أمور وظيفية في الاستغلال الاقتصادي والقمع السياسي. هي أيديولوجيات ضارة تقسم العمال وتجعلهم يواجهون بعضهم بعضا، تمنعهم من القتال من أجل مصالحهم المشتركة ضد الاستغلال الرأسمالي، تمنعهم من إدراك أنفسهم كطبقة مستقلة.
المرأة هي نصف الطبقة العمالة، في القطاعات الخدمية مثل التعليم والصحة عددهن يقترب من السبعين بالمئة. وعدم المساواة في الأجور يعبر هنا عن عدم المساواة لجميع عمال هذه القطاعات. يجب أن تتضمن اتحادات العمال مطالب عمالية نسوية محددة مثل الأجور المتساوية، رعاية الأطفال، الحق في التعويضات، برامج رعاية الأطفال وكبار السن، حماية الأمومة ورعاية الأبناء، صناديق الدعم العامة، تعميم فكرة العمل المنزلي في المجتمع، حق التقرير في الأمومة، الحق في الإجهاض الحر والحق في التبني للمثليين.
يجب أن نقاتل لدخول المرأة في قيادة الاتحادات والمنظمات العمالية، وتقديم كل الطرق للوصول إلى هذا الهدف.
علينا أن نقاتل الجنسية وكافة تعابيرها، ونقال ضد العنف المنزلي والاجتماعي، وضد مفهوم المرأة باعتبارها غرضا جنسيا.
نقاتل من أجل الاشتراكية
إن النظام الرأسمالي يقدم فقط الأزمات والحروب والاستغلال والاضطهاد للعمال. فهو يظهر وجهه الحقيقي ويؤكد أن مقترحات "أنسنة الرأسمالية" أو الوصول إلى تطورات دائمة بدون تغيرات جذرية، التي ترفع "الديمقراطية الراديكالية" كحل أو اشتراكية كاسترو- تشافيز، جميع هذه الأمور عبارة عن أوهام زائلة.
نريد أن نقاتل لكي نترك للأجيال القادمة عالم أفضل. نقاتل من أجل مجتمع بدون استغلال، بدون قامعين ومقموعين، نقاتل من أجل مجتمع اشتراكي.
ولكن لا نقاتل من أجل اشتراكية بيرقراطية أو قمعية بالشكل الستاليني، الذي قام بتشويه الإنجازات الهائلة في السنوات الأولى من ثورة 1917، والتي منحت حقوق المرأة والتي لم تستطيع أكبر الدولة الرأسمالية من الحصول عليها.
سواء رغبنا بتطبيق برنامج "إصلاحات الرأسمالية" الذي يتبناه غالبية منظمات اليسار هذه الأيام. نقاتل من أجل الإصلاحات، بالطبع، من أجل الحقوق الديمقراطية، من أجل الحريات، ولكن هدفنا هو الاشتراكية. هذا هو نداء المعركة خاصتنا في هذا اليوم العالمي للمرأة. هذه صرختنا للعمال الذكور وللعاملات الإناث. نقاتل من أجلحزب عالمي ثوري لجعل هذه الهدف واقعا