حميد التوزاني
الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 20:19
المحور:
الادب والفن
أتذكر طريق الحقل
نخلة تُحول مجرى الساقية
طفل يجري عكس الريح ولا يتعب
طيور ترقص ابتهاجا بقدوم الربيع
ورود تفوح عطرا مُسكرا
وصغار معزٍ تداعب الطفل وتهرب
محراث خشبي يسطر خيرا على الأرض
كأس شاي تحت زيتونة الوادي
حديث نقش على الذاكرة
بعد سنوات شاخ الطفل
حصل على تأشيرة الاغتراب
وجدت ممرا لطريق الأمل
تاه، ضاع وآمن بالمعتقل
وبحث في خيوط الذاكرة
لعلها تقوده لجنة كانت هناك
بالوادي ورحلت
إلى المدينة فتهاهت وضاعت
وسط زحام الأمل وقساوة الانتظار
****
تستعبدني ذاكرتي
تذكرني، أن أملي سراب
أن الربيع يُحتمل ألا يعود
إن لم أتوسله حتى الانتحار
إن لم أحبه حتى الإتحاد
فلن يعود
أتذكر، مررت من هناك
نسيت طريق الرجوع
لأضيع بين كلمات القدر
أمشي على جمر الانكسار
على جمر الانتصار
أبحث عن النهايات
لكني فقط أجد البدايات
في كل بداية أشتعل شيبا
أصمت، أبكي، أبتسم
يمتزج الفرح والحزن
لأغرق في بحر الجنون
يصبح للحياة معنى
أعيش على لحن الأمل
تراتيل الربيع والمطر
ليحكم علي بالإعدام
في سجن الانتظار
وأنا أحسب الانتظار انتصار
****
يموت عمري كل يوم
وفي كل موت أذكره بنجاحاتي وانتكاساتي
تطلعاتي واختياراتي
أتحداه وأقسم أمامه أني لن أنهزم
ولو سرق مني العمر
لن أنسحب، لن أنحني
سيعود الربيع وأعود للحقل
ولو بعد مليون يوم
سأعود، لك أمي، لك أبي
ولو نسي القدر
أنكما تنتظراني
فسأذكره، بخيبتي في وطنه
المتعب، المقرف، المزعج
وسأعانق الريح فرحا بهديتي لكما
وإن كره القدر والوطن
سأعود لقطف زهر العمر
#حميد_التوزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟