أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - راشومون 1950(أكيرا كيراساو):الحقيقة المحتملة














المزيد.....

راشومون 1950(أكيرا كيراساو):الحقيقة المحتملة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 15:24
المحور: الادب والفن
    


راشومون 1950(أكيرا كيراساو):الحقيقة المحتملة
هو الفيلم الذي صنع مجد كيراساو واطلق السينما اليابانية على العالم الغربي،بل ظل فن كيراساو حتى اللحظة الأخيرة من حياته ناطقا بهذا الفيلم محققا جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين،وأوسكار افضل فيلم أجنبي لعام 1950،وهو امر ان تكرر فهو نادر الحدوث.
فيلم راشومون هو فيلم عن الحقيقة المحتملة،أو وبعبارة أخرى عن نسبية الحقيقة أي عن شيء شبيه نوعا ما بأحد أفضل واشهر أفلام أنتونيوني على الاطلاق ألا وهو الانفجار(Bloweup).
ولكن ان كانت قصة أنتونيوني السابقة الذكر لها تبعيات أخرى فتقريبا فيلم راشومون مجرد،وان كان له تبعيات ولكن ضمن الموضوع المجرد نفسه الذي هو بالتأكيد سوف يكون الاشكالية السفسطائية.
القصة هي عن رجل ساموراي قتل مصاغة من قبل كيراساو بطريقة غريبة ومثيرة بحيث تبدو كعنصر اشكالي،فالفكرة على اية حال المصاغة في الفيلم كانت موجودة ومنذ مئات السنين ألا وهي كما قلنا الفكر السفسطائي أو الاقناع بصحة الشيء وعكسه فموضوع الفيلم بالتأكيد هو فلسفي قبل ان يكون أدبي أو فني...
إن كان لابد للمقارنة مع سفسطائي آخر فالاشكالية عند كيسلوفسكي في الخطايا العشرة كانت أكثر شاعرية وأقل تجريدا وأكثر ابرازا للعنصر الادبي من (راشومون كيراساو)،لأن كيراساو يبدو-وهذا صحيح شئنا أم ابينا-يعتمد على فكر سفسطائي مجرد،ولكن الذي كان يبدو واضحا كمضمون في الخطايا العشرة هو الشك نفسه وهذا مختلف بحد ذاته عن مضمون كيراساو.
تقول احد الشخصيات التي سمعت القصة التي رويت بأكثر من طريقة:
في هذه اللحظة فقدت الأيمان بالروح البشرية...
من التجريد يبرز لسان كيراساو المضمون الرئيسي للفيلم:
الكائنات البشرية لايستطيعون أن يكونو صادقين مع انفسهم عن انفسهم...هم لايستطيعون التحدث عن أنفسهم من دون زخرفة،وهذه الجملة سنعيدها مع نهاية المقال...
إذا هذا المضمون هو هدف الفكر التجريدي الذي يطرح فيه كيراساو الفكرة،فالشكل الروائي يعتمد على الطرح السفسطائي بينما الشكل الفني يبرز كيراساو كعملاق في فن الصورة خاصة عندما يبرز بوابة راشومون.
القصة سوف تروى من أربعة زوايا للرؤية،وهذه الزوايا لاتعتبر وجهات نظر لأن كل شخص يرويها منهم يعرف الحقيقة ولكنه عمل على تشويهها وفقا الى مصالحه الشخصية على أن هذا لايبدو واضحا ايضا.
القصة الأولى تروى من قبل اللص المجرم الخطير(تاجاموري-توشيرو ميفوني) الذي يغتصب هذه المرأة أمام اعين زوجها ومن ثم يقتله بعد أن يقود مبارزة عادلة بينهما لم يكن ينوي فيها قتله.
بينما القصة الثانية على لسان الزوجة المغتصبة تقول بأنها قتلت زوجها خوفا من انتقامه،بينما روح الزوج الميتة تقول بأن زوجته كانت سعيد بالخلاص من زوجها وهي التي طلبت من المجرم قتله فانتحر....
قبل ان نعرج على الرواية الرابعة لهذه القصة على لسان الشاهد،لنلاحظ أن الشخصيات الثلاث نسبت لنفسها شرف فعل القتل على ان لهذا القتل مهما كانت دوافعه نبيلة أو غير مقصودة لابد أن يتعرض من فعله إلى العقاب لاحقا،وهذا الأمر زاد الموضوع اشكالية،إلا إذا كان في قتل هذا الرجل شرفا أو ميزة غير مفهومة،فليس من المهم بالنسبة لنا أن نؤيد وجهة نظر معينة،ولكن الأهمية تكمن مع كيراساو وكيف يجعل الحقيقة مسفسطة ويدع الأمر بالنسبة للمتلقي الذي عليه شاء أن أبى أن يؤيد وجهة نظر معينة،ولكن ضمن هذا الاطار فالفيلم هو الذي يخادع الحقيقة وليست الحقيقة هي التي تخدعه.
إذا كانت رواية الشاهد تقول أن القتل تم بناءا على استفزاز تام من المرأة المغتصبة،فحتى هذه الرواية هو أصلا غير متأكد منها،كما أن له دوافع للكذب مثل السرقة على سبيل المثال،وحتى الكلمة التي قالتها احدى شخصيات الفيلم عن أن الموتى لايكذبون فهي أيضا ليست مبررة لتصديق رواية معينة...
بالتأكيد هناك واقعة واحدة هي الصحيحة ربما قد لاتكون من ضمن هذه الروايات اصلا،فالحقيقة هنا لاتظهر كقرار اشكالي يجعلنا نظن أن كل الخيارات اشكالية،وعلى ان الدوافع لطريقة الرواية لازالت غامضة،ولكن الواقعة بالنسبة لكل شيء وبالنسبة أيضا لمعطيات النهاية والمكان هي واحدة لايمكن التلاعب بها على الاطلاق،ولكن الحبكة مفهومة كما قال كيراساو نفسه ويوجد لها حل هو المتلقي نفسه..
يقول أحد النقاد:عبقرية راشومون تكمن أن كل فلاش باك فيها قد يكون صحيحا أو قد يكون خاطئا في نفس الوقت.
صحيح:لأنه يقدم صورة شخصية عن اعتقاد كل شاهد باللذي حدث
خاطئ،في كلمة على لسان كيراساو نفسه:
الجنس البشري لايستطيع أن يكون صادقا مع نفسه عن نفسه...هم لايستطيعون التحدث عن أنفسهم من دون زخرفة؟
علينا أن لاننسى شيئا مهما:القصة هي من كتابة أكيرا كيراساو
بلال سمير الصدّر 6/12/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة 1950(أكيرا كيراساو):عن الاعلام الفضائحي والحرية الفنية ...
- الكلب الضال 1949(أكيرا كيراساو): استحقاق مألوف في تقليد سينم ...
- مبارزة صامتة 1949(أكيرا كيراساو):بين الخاص والعام
- الملاك الثمل 1948(أكيرا كيراساو): أحيانا علي أن آتي كنوع من ...
- عن المخرج الياباني أكيرا كيراساو واسطورة الجودو 1943 والرجال ...
- الحب حتى الموت 1984:تأملات في الحياة والموت
- عمي الأمريكي 1980 الن رينيه:الأنسان في انبوبة اختبار
- العناية الالهية 1977 الن رينيه:اللغة الأخلاقية
- ستافينسكي 1975(ألن رينيه):فيلم سينمائي من دون اشكالية سردية ...
- أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية
- الحرب النتهت 1966 الن رينيه: اسبانيا لم تعد سوى حلم للسياح ا ...
- مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة
- العام الماضي في مارينباد 1961 الن رينيه:لحظة التكوين
- هيروشيما يا حبي 1959 الن رينيه:ذكريات الظل والحجر
- ليل وضباب 1955:عن الن رينيه واستباحة الذاكرة
- السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل) ...
- شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر
- الجاذبية الخفية للبرجوازية 1972(لويس بونويل):مسرحية من الدرج ...
- تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة
- Scopophilia:Peeping Tom1960


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - راشومون 1950(أكيرا كيراساو):الحقيقة المحتملة