أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - حوار يتأرجح بين ظرفين.....















المزيد.....

حوار يتأرجح بين ظرفين.....


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد أن أنهى خطبة الجمعة ترك رجل الدين التقي منبره ليستريح في أحدى اركان الحرم ، تقدم منه فتى وبعد أن أدى التحية بوقار جلس قبالته ليتجاذب أطراف الحديث ويستنير بعلم أولياء الله على الأرض .. وكان هذا الحوار.....



+ مولاي لماذا الأصرار على إقحام الدين في السياسة؟

- يا بني لابد من هذا الإقحام.. فما فائدة الدين إن لم يتدخل لتخليص هذه الأمة.. وكل الأمم!.. من المظالم وتطهيرها من الفاسدين والوصوليين والمتربصين للأضرار بها.. والساكت عن الحق شيطان أخرس.. كما تعلم بنيّ

+ بلى مولاي لقد صدقت، فعلى رجال الدين أن يتدخلوا بثقل قواعدهم الشعبية ليلعبوا الدورالأهم في العملية السياسية لضمان التطهير من كل شائن

- أحسنت وبارك الله فيك يابنيّ، فنحن نفعل الخير لجزاء الآخرة.... وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.. ولا أظنك تجهل ذلك

+ مولاي .. لكن آولا تتفق معي بأن السياسة لعبة قذرة ولا تتفق مع مبادئ الدين السامية، وإبعاده عن تلك اللعبة ماهو إلا تنزيها له ولقدسيته؟

- أحسنت يا بني .. مثلما ذكرت، أنها لعبة عكرة!.. أذن لابد من تنقية تلك اللعبة بنزاهة الدين وسمو ما يتضمنه من مبادئ رفيعة وقيم راقية

+ وكيف هذا يا مولاي.. كيف التطبيق والمحفل السياسي كالأخطبوط حيث تمتد أذرعته للتعاطي مع محافل السياسة العالمية المتنوعة والتي قد لا ترتبط بدين أو عقيدة..,إن نزّه الدين محفلنا السياسي وباتت لعبتنا السياسية لعبة نظيفة! فكيف سيكون التعاطي مع المحافل القذرة؟هل سنعتكف بمحفلنا النظيف عن العالم أم سندخل في نزاع مع تلك المحافل؟ آلا ترى بأننا سنضطر للتعامل معها ومصافحتها او حتى مغازلتها حيث لا يمكننا تطهير كل المحافل السياسية وبمبادئ قد لا تفهمها الأطراف الأخرى؟

- وهل نسيت الله ومقدرته يابنيّ.. لنسعى لفعل الخير والله معنا فرحمته واسعة لهداية كل العباد وكم فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بأذنه

+ أفدتني الكثير بما أوضحتموه مولاي..وأنا شاكر لكم هذا.. ولكن في خاطري تساؤل أفرزته حكمتكم وسمو ردودكم..وأرجو أن لا يزعجكم...

- تفضل ولا تتحرج يا بني

+ إن كان لابد من ولوج الدين بالسياسة لتطهير الأمة وأنقاذها ومثلما تفضلتم، فلِمَ أنحسر الدين ولم يتدخل لأنقاذها آبان الحقبة الصدامية المعروفة بالبطش والأستبداد وقد كان المحفل السياسي آنذاك كمقصلة مسلطة على الرقاب؟

- يا بني لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وتلك الحقبة شيطانية بمعنى الكلمة

+ مولاي.. وما فائدة الدين إن لم يتدخل لتخليص الأمة وتطهيرها من الفاسدين والوصوليين ووو... ومِن كل مَن جعلها حقبة شيطانية..هل نسيتم ماقلتموه توا!

- الطاغوت كان عظيما يابني ولا يتردد بجرف مدينة بأكملها إن نبست بحرف لا يقع على هواه

+ مولاي ..الله أعظم من اي طاغوت ولا يخفى عليكم هذا ، وكلما اشتد الطاغوت وطغى كلما اشتدت الضرورة لطمسه لتخليص الأمة من جبروته، والله لا يرضى إلا بالحق والساكت عنه شيطان أخرس وكما تفضلتم توا.. ولا تنسى قوله تعالى " فمَن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد اسمتسك بالعروة الوثقى "

- حسنا بني.. أجبني... ما بأستطاعة رجال الدين فعله آنذاك؟

+ أن لا يلتزموا الصمت ويطيلوا السكوت على المظالم.. أن يكفروا بالطاغوت جهارا.. أولم تذكروا في سياق حديثكم .. وكم فئة قليلة غلبت......... الخ،.. أولم تذكروا.. وأعمل لآخرتك كأنك... الخ.. والتاريخ يشهد بمواجهات غير متعادلة العدة والعدد وقد حقق بعضها النصر بأذنه تعالى

- وفُتكَ ببعضها الآخر بسبب عدم التكافؤ يابني

+ بلى مولاي هذا صحيح..لقد استشهدوا في سبيل الحق واستشهادهم لم يزل لغايته نبراسا لنا ونحتفي به على خيرمايرام

- يا بني لماذا لا تفهم..لقد تغير الزمن ومعه تغيرت طرق المواجهة حيث أنتقلت من الدرع والسيف والرمح الى معدات وعجلات ثقيلة واسلحة كيمياوية فهل تريد لنا الأستشهاد دون أي مواجهة يذكرها التاريخ؟

+ مولاي.. التاريخ دنيوي، وما قيمة أن يذكركم التاريخ أمام ذكر الله لكم وفوزكم بجناته، هذا إن فزتم بالشهادة..فقد يكون لكم النصر فيما لو تدخلتم لتخليص الأمة، وبأذن الله قد ينزل كالوفر كل ما كان سيلقيه ذلك الطاغوت لأبادتكم فلماذا يأستم من رحمة الله ونسيتم مقدرته كما نسيتم معجزاته في شرذمة الكفار والمشركين والمتسلطين والطواغيت والتي تستشهدون بها في كل مناسبة ومن فوق منابركم الجليلة..آما كان الموقف يستحق الإقدام والإقتحام ورحمة الله الواسعة غطاءكم، هذا ولديكم قاعدة شعبية عريضة مغضوب عليها كانت ستعاضدكم وبلا شك، ولكان أمامكم اسمى خيارين .. فأما الشهادة وما أعظمها.. وأما النصر وما اطيب عنفوانه ...وما أطهر وأعظم المواجهة التي تضعكم أمام خيارين بتلك الرفعة.. وعلى العبد أن يسعى كي يسعى الله معه

- يبدو بعض حق فيما تقول يا بني فلقد إلتزمنا أضعف الأيمان

+ عذرا مولاي ..لا أعتقد أنكم التزمتم أضعف الأيمان

- لا يابني لا تتطاول على الحقيقة فقد إلتزمنا اضعفه ولا يعلم السريرة غير الله

+ صدقت مولاي فلا يعلم الغيب إلا الله .. ولكن اضعف الأيمان لا يقترن بالقلب والسريرة فقط ولكن ايضا بتجنب التعاطي مع الطاغوت وبعدم تمرير طغيانه على أقل تقدير إن كان من المستعصي ردعه أو الأطاحة به او حتى الكفر به..

- يا بني.. وهل تآمرنا مع الطاغوت لأيذاء البشر؟ .. اتقي الله فيما تقول يا أبني

+ عذرا مولاي لم أقصد التآمر إطلاقا.. ولكنكم فعلتم ما كان يمليه عليكم الطاغوت وتجنبتم ما يمليه عليكم الله.. أو يرضى الله بذلك؟

- لا يرضى الله بذلك يابنيّ إن كان قد حصل .. ولا أظن الأمر هكذا، فلقد كنا نؤدي واجباتنا الدينية بأمامة المسلمين وتوعيتهم بأمور دينهم الحنيف وهذا كل ما فعلناه للأسف متجنبين شر الطاغوت..

+ مولاي عذرا.. وهل من واجباتكم الدينية الخطب المسييسة التي كانت تمرر لكم من قبل الطواغيت لألقاءها أيام الجمع من فوق المنابر؟ المنابر لقول الحق وبما يرضي الله وشريعته وليس لتمرير الباطل وأنت أدرى ....لقد ساهمتم بتضليل العامة وهذا يقضي على اضعف ايمانكم... اكرر اعتذاري مولاي فقد أبدو متهجما ومندفعا ولكني في الحقيقة ضجرا ليس إلا...

- استغفر الله.. ولا اله إلا هو الحي القيوم....يابنيّ لقد تصرف بعضهم بدنيوية بغيضة وجزائهم عند الله..ولا تنسى بنيّ هناك من نال الشهادة وعمل لآخرته وبما يرضي الله..

+ نعم هذا صحيح ... لكن مولاي اسمح لي.. إن كانوا قد تصرفوا بدنيوية بغيضة ولعقود، فما اليقين بأن دنيويتهم قد أنقضت بين ليلة وضحاها ،وأنّ كل مبتغاهم الآن هو مسك السياسة بنزاهة الدين ولصالح الأمة ومن أجل جزاء الآخرة، أوضح لي مولاي.. كيف وعلى حين غرة أرتقوا من أضعف الأيمان والإنطواء به في ظرف المظالم آنذاك الى اشده والإنتشار به في ظرف الغنائم الآن؟

( أكتفى رجل الدين بالصمت.. بينما أنطلق الفتى ليفرغ المزيد مما في جعبته مستأنسا بهدوء الطرف الآخر...)...

وهل تُنزّه السياسة فيما لو تقمصت الدين؟
مولاي أخشى أن يتلوث ديننا بمكر الساسة واباطيلهم..
..مولاي، السياسي يكذب ويماطل ويخادع ويساوم ويصافح من لا دين له ولا مذهب ويجالس الكفار والطغاة، اما رجل الدين الحق يامولاي فهو.....فهو..
........أنت أدرى بما يجب أن يكون عليه رجل الدين.......

مولاي فقط أنظر الى كل تلك الجداريات التي يمقتها الشعب لأرتباطها بتلك الحقبة الدموية وستعلم كم هم دنيويون فقد ازاحوا صور الطاغوت الضرورة لتحل محلها صور العمامة الضرورة بوجوه مختلفة الألوان والأعمار والولاءات ..آما كان يتوجب على رجل الدين التوجيه بهدمها كي لا تبقى شاخصة بتاريخها الهزيل فوق هذه الأرض الطيبة، وإن كان لابد من توظيفها مولاي فلتوظف بصور تستعرض مأساوية تلك الحقبة أو بمقولات مأثورة او أحاديث أو اشعار وطنية او مواعظ ضد الأرهاب المستفحل...
مولاي أجبني.. لماذا يتكالب أغلب رجال الدين على رفع صورهم في الشوارع والأزقة والمحافل والمسيرات وكما كان يفعل الطاغوت.. لا مولاي لا .. ليس حب الشعب إن كنت تفكر بهذا .. هذا ما كان يبرر به الطاغوت كثرة صوره وملصقاته وتماثيله وحماقاته.... أنه داء العظمة والإنتشار وحب النفوذ والسيطرة والذي يترجم بطرق مختلفة ومن أموال المسلمين.. أنها الدنيوية التي تعيبونها على الآخر وتحاربونها من على المنابر..مولاي... الدين أصبح كالدمية يعبث بها من يشاء وكيفما يشاء وبهذا تقهقر السبيل الى الحق حيث لا رادع لمثل هؤلاء بل العكس مولاي هناك من يتحالف معهم ويدعمهم لمزيد من الغلو... أولم ترى المعممين من مخابرات الطاغوت؟ أولم ترى العمائم فوق رؤوس الــ...

ولم يكمل الفتى كل ما في جعبته من تساؤلات وضجر، فقد قاطعه الشيخ معتذرا وعازما على الأنصراف......
فأطرق الفتى وقد أزداد ضجره....
ثم هبّ واقفا وتحسّس جيوبه فأنشرحت اساريره بعد حيرة وإمتعاض...
فقد أيقن امكانية دخوله اللعبة ...
..فهو يمتلك ما يكفي لشراء بضع امتار من القماش الناعم.....!!...



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلوات للتفخيخ!
- رجلان..مشهد..مختصرات
- مسودة دستور ...ومعضلة شعب ..6
- توجعات.. بلا هوية
- مسودة دستور..ومعضلة شعب..5
- مسودة دستور .. ومعضلة شعب..4
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب ..3
- مسودة دستور... ومعضلة شعب...2
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب 1
- أين... وطني؟
- تصدعات جنوبية.. بين السيكارة وعقبها
- أنثى..
- غريب.. بين الرصيف والرصيف
- !! صدام.. ثروة قومية لا يستهان بها
- البعث خطار قاصدنه
- ويح اسمي والوطن......فضفضة حول تطويع الدين لخدمة الأرهاب وال ...
- ولماذا لا اسخر؟
- نفحة ٌ.. من أور
- القدس.. التهويد.. ومواء القطط
- ميزوبوتاميا..ودواليب الخزف


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - حوار يتأرجح بين ظرفين.....