|
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل العاشر
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 12:16
المحور:
الادب والفن
- طَلَبَتْ مني سونيا أن أتزوج منها، هكذا تزيح عن طريقها ولي العهد، وتخلص من تهديداته. سيحمل الطفل اسمي، وينتهي الأمر. كان ما تريده مني شيئًا كثيرًا، شيئًا كبيرًا، فأنا أحب رشا، ورشا هي التي أريد الزواج منها. ثم، لا شيء يؤكد أن يكون ابن ولي العهد، كيفه واثقًا إلى هذه الدرجة. قالت إنها وقعت منه حبلى عندما رافقته في رحلة طويلة إلى أرخذونة. - متى كان ولي العهد في أرخذونة؟ سألتُ. - أنا حامل منذ خمسة شهور، ابتسمتْ. - لا أحد يبالي بالنجوم إذا كان القمر معه. - ماذا؟ - لم أكن في إسبانيا. - أرخذونة ليست كل إسبانيا. - أرخذونة كانت كل إسبانيا. - كيف؟ - أراد أن يتجلبب بالمجد. - رفض العسكر أن يعينوه رئيسًا عليها. - بدلاً من الكاردينال ريفيرا؟ - قالوا له تدبر أمرك مع الفارس بوعمير، وكن حاكمًا لشذونة. - مع الفارس بوعمير؟ - في الواقع، كان يريدني أن أرضع من حليبه. - من حليبه؟ - افهم، دون تفاصيل، يا دين الرب! - ولم تقدري. - الفارس بوعمير عاجز جنسيًا. - فقدتِ كل حيلة. - لهذا فشلت خطة ولي العهد. - واليوم لماذا يريد أن تجهضي؟ - وكأنكَ لا تعيش في هذا البلد، يا قحبة الخراء! - أخوه مريض، أعرف. - ومن المتوقع أن يتنازل عن العرش. - لهذا يصر على إسقاط طفلك. - لن أسقطه، إنه كل حياتي. نعم، لواحدة مثلي. - أنت امرأة قبل أن تكوني سفرجلة. - لكنك ستتزوجني، فأزيح عني شره. - كضمان، ليس كافيًا للملك القادم. - سيقتلني في رأيك حتى ولو تزوجتك؟ - مائة المائة. - إذن ماذا أفعل؟ - دعيني أفكر في الأمر. - أنا لن آخذكَ من رشا، بل على العكس، سأساعدك. - ستساعدينني كيف؟ - لن أقول لك. - قولي. - لا. - لماذا؟ - لأني سأغضبك. - لن تؤذيها. - أنت مثل باقي عرصاتي. - أحزر ولا أحذر. - تُحَدِّر. - أثق بفرجك، أنت تعرفين؟ - يا دين الرب! - لا تبكي. - يا دين الرب! يا دين الرب! - ماذا قلتُ؟ - يا دين الرب! يا دين الرب! يا دين الرب! - ... - ثق بعقلي، يا دين الرب! بجملة واحدة، أعادت سونيا إحياء كل كوابيسي. كنت لا أريد عونها، وها هي تفرض علي قدرًا لم أعد أحتمله. بدت الأيام طويلة، كل يوم بطول شهر أو عام. كان عليّ أن أنتظر أسبوعين طويلين، طويلين جدًا، حتى ترجع رشا من عطلتها. هل أمرُّ تحت نافذتها، ونافذتها دومًا مغلقة؟ هل أصادفها في أحد شوارع حيها، وشوارع حيها دومًا فارغة. هل أحلم بمجيئها عندي في النهار حين الاقتراب من الساعة الثالثة، والساعة على الثالثة دومًا واقفة؟ أخذتُ أراها في كل امرأة. أخذت أشم عطرها في كل زاوية. أخذت أسمع صوتها من كل شفة. تعلمت عدم الخجل حين النظر إلى النساء، وأوقعت في شباكي الكثير من المعجبات دون أن أشاء، دون أن يعرفن فيّ كاتبًا. لكني كنت أحبها هي، ولم أكن لأخونها. كنت أحب جمالها هي، ولم أكن أحب الجمال الغبيّ، الجمال الذي لا يفكر بعقله. كنت أحب حردها لأني لم أسمع ضحكتها سوى مرة واحدة. كنت أحب كل ما تحب وكل ما تكره لأني أحب حتى ما تكره. كنت أبقى كل ليلة حتى الصباح منتظرًا أن تناديني. كنت لا أنام إلا بعد أن يجرف أذني طنين ندائها، وفي الكثير من الأحيان، كان الطنين لا يأتي، وكنت أبقى حتى الصباح منتظرًا أن تناديني كل فقمات البحر. إن الصحو مذل، يا أخي، والنوم أذل، والأحلام لُعَبُ الدمى. النجوم رأت ضوئي في الليل، فقالت هذا واحد من العاشقين، تعالي نلعب بضوئه، فلعبت بضوئي حتى انطفأت، وبقي ضوئي في الليل، بقيت وحدي، وأنا مُوتان الفؤاد. دقت سونيا الباب عليها، ففتحت لها. كانت تريد أن تبرئ لي جفنيّ بشفتيها، فلا تُعمى عيناي، وتدلني على الطريق بعينيها. - أنا سونيا، أخت أبي بكر الآشي، قدمت المومس نفسها. - سونيا الآشي، تفضلي، رجتها رشا. - أنا لا أزعجك؟ - أبدًا. - تقضين عطلتك بين أربعة جدران كما أرى؟ - ألحت ماما عليّ بالخروج معها. - هل هو الحب؟ - يا ليت. - ما هو. - لا أعرف. - أنا أعرف. - أنتِ تعرفين. - أبو بكر زادها معك حبتين، وأنا هنا كي أقول له معك "كفى". - أنت ضد؟ - أنا ضد. - وهو، ماذا يقول؟ - أنا هنا دون أن يعلم. - لماذا؟ - لأنني ضد. - ولماذا أيضًا. - لأساعدك. - تساعدينني كيف؟ - لن أقول لك. - لماذا؟ - ليرتسم ظلك في السماء. - لا أفهم. - واحدة رقيقة الطبع مثلك. - أنت لا تجعلينني أرتاح إليك. - يجب أن أراك. - غدًا؟ - غدًا. - أين؟ - في مطعم جبري. - على الساعة الثانية؟ - على الساعة الثانية. - أقولُ لكِ... - ماذا؟ - لا تخبري أحدًا. كنتُ أقول لي: يجب ألا أموت، يجب أن أحيا، لأجل أن أحبها! لم أخف من الموت مرة واحدة إلا بعد أن أحببتها. فهمت الآن فقط لماذا لم يكن الانتحاريون يخافون من الموت. أما الموتى-الأحياء الذين يرعبهم الموت، فهم شيء آخر، هم الجبناء بكل بساطة. أنا الانتحاري العاشق الوحيد الذي بقي حيًا. كنت مستعدًا لسماع صوتها مقابل الموت حالاً بعدها. وَلّدت عندي حاجةُ سماعي إلى صوتها قدرة غريبة على التحول. أردت أن أصبح ذبابة كي أطير حتى نافذتها، فأدخل، وأراها، وهي نائمة. أردت بالفعل أن أصبح ذبابة. أن أصبح ذبابة. أردت أن أصبح ذبابة. وبينما كنت مستلقيًا في فراشي، محدقًا في السقف، قريبًا أكثر ما يكون من السماء، عزمت بقوةِ حبي على أن يكون لي جناح، فانبثق مكان ذراعي جناح. عزمت أكثر، وأنا أتجرد من كل إحساس، غير إحساسي بكوني ذبابة، على أن يكون لي خرطوم، فانبثق مكان أنفي خرطوم. عزمت أكثر، فأكثر، وأنا أتلاشى في الأجواء، وجسدي يصبح خفيفًا، على أن تكون لي ساقان مشعرتان، فانبثقت مكان ساقيّ الملساوين ساقان مشعرتان. اندمجت كليًا في جسدي الجديد، فكان لي جسد الذبابة التي أريد. كان ينقصني جناح، وكنت في أقصى حاجتي إلى رشا. نزلت أدب في الليل، أو، أتطاير إلى شارع شذونة بجناحٍ واحد، وأنا أقاوم ألمي. تحت نافذتها المغلقة، حاولت تسلق الجدار دون أن أنجح، بعد أن سقطت عدة مرات. أخذت أدعو الله أن يمدني بالقوة على أن أصبح ذبابة بجناحين، وأن أطير. كنت أريد أن أصبح ذبابة كاملة. كنت أرفرف قليلاً بجناحي الواحد، ثم أسقط، فأُجرح، ويسيل من خرطومي الدم، ومن ساقي المشعر. كنت أريد، من كل قلبي، إن لم ينبت لي جناح ثان، أن أتحول إلى حشرة، أية حشرة غير الذبابة تمكّنني من الطيران، والصعود إلى نافذة رشا المغلقة، والدخول من صِفْقِها، والنظر إليها، وهي نائمة، في الفراش. ركّزت كل طاقتي الحسية في ذراعي الإنسانية، وتماهيت وَجَناحي الذبابي الفقيد، وعزمت، وتضرعت، وبذلت كل الجهود الحرارية اللازمة، وكل الخيال، وكل الذكاء، وكل ما صنع العقل من إعجاز، كل ما صنع الكون من إحساس، وإذا بجناحي الثاني ينبثق، وإذا بي أعلو في الجو، وأنا أطن من الفرح، وإذا بي أصل إلى نافذة رشا المغلقة، وأفتحها بخرطومي، وأدخل منها إلى سريرها، وأنام إلى جانبها، وأضمها بحنان كل الذباب النازف في عمان. - إذن، كما قلتِ لي، أنتِ ضد، بدأت رشا الحديث، والنادل يضع الأطباق على طاولتهما. - هل تعرفين لماذا؟ سألت سونيا بلهجة جادة، لأن أخي لا يستأهل واحدة مثلك. - العالم العلامة والطبيب الذائع الصيت! - أنت لا تعرفينه كما أعرفه. - أنا لا أعرفه إطلاقًا. - أناني، جشع، خشن، منغلق، متخلف، محتقر للمرأة، سادي في كل شيء. - إلى هذه الدرجة. - كان يريدك ليذلك. - ماذا فعلت ليذلني. - هذه هي طبيعته. - هل هو مريض؟ - انظري ما يصنعه بزوجته، ببناته، بي. - بك. - لا يريدني أن أكون قحبة. - تريدين أن تكوني ق... - الصورة، يا عزيزتي، الصورة. - ظننت أنك تريدين أن تكوني ق... - قحبة. - ق... - قحبة. - ق... لا، لا أستطيع. - هل رأيت ظلمه؟ - أنا لا أجد في منعك من أن تكوني قحبة ظلمًا. - قلت لك الصورة، يا عزيزتي، الصورة، وعلى هذا الأساس، الأميرة هلا قحبة، وابنة "شومان" التي تقضي نهارها وهي تتزوق قحبة، والسكرتيرة التي هي أنت قحبة. - أرجوك! - اسمحي لي! - أنت لا تقصدين. - أنا لا أقصد بخصوصك. بخصوصه أعني ما أقول. - إنه مريض. - ككل كاتب. - ليذلني. - ليذلك، ولينتقم من زوجته. - لا يحب زوجته؟ - لا يحب أحدًا! ثم لزبون –النادل حمارنة- لا يتوقف عن غمزها: كم تدفع؟ - ماذا؟ - أنا آسفة؟ لا أدري لماذا قلت هذا، إنها المهنة. - المهنة؟ - أعني... لنعد إلى هذا القذر. - هذا القذر! - أخي. - أخوك. - أبو بكر. - أبو بكر قذر! - وبعدين معاك! - إذن؟ - اتركي الأمر عليّ. ومرة أخرى للزبون –النادل حمارنة-: سأنتهي مع الآنسة وفي الحال أنت. أمسكَتْها من يدها، وضغطت، ورشا ليست مصدقة، ثم جعلت تلمسها لمسات شبقة، وترقى بأصابعها حتى زندها. - سنكون صديقتين، أليس كذلك؟ - الرجاء، آنسة سونيا! نبرت رشا، وهي تلقي بيدها جانبًا. - فهمتني غلط، كنتُ متأكدة. - سأضطر إلى تركك. - لم أنته بعد. - ها أنا أسمعك. ثم للرجل –النادل حمارنة-: طيب، طيب، دقيقة؟ - أنا ذاهبة. - سؤال قبل أن تذهبي. - ما هو؟ - لماذا جفناك منتفخان؟ - جفناي منتفخان؟ - اجلسي. - صفراء على وشك الموت. - من العياء. - لماذا تسعين إلى إيقاع أخي في حبائلك؟ - ها أنت تقلبين كل شيء. - لماذا صدقتِ بسرعة ما قلته عن أبي بكر. - لم أصدق. - أنت الأنانية، أنت كابوس البشرية، أنت المرأة الأقذر في العالم بعدي... غادرت بسرعة البرق، وسونيا تصيح من ورائها: - ستدفعين الثمن غاليًا، أيتها القذرة! فرقعت إصبعيها، فهب الرجل المتواطئ واقفًا: - حمارنة! الحق هذه القذرة، واعرف كيف تَفْتَكّ منها السبب الحقيقي لرفضها أبا بكر. وهكذا، يا أخي، جئت عمان، وأنا أحسب أن هذا الصرح الذي كنته لن ينهار، تساقط برشقة حجر واحدة من يد الحب! فهل أغضبت الله في شيء، وأنا حبيب الله؟ وهل أضعت عمري من أجل الغير سدى؟ غدت رشا كل عمري الباقي، ولكنها لم تكن لتأبه بعمري. كيف ضيعتْ لي شهرًا من عمري؟ كيف جرؤت على سلبي ثلاثين يومًا كان يمكن أن تكون من أجمل أيام حياتي؟ كيف لم تفهم أن كل يوم يمضي من حياتي لن يعود؟ كيف فَرّطَتْ في أيامٍ تساوي ثقلها ذهبًا؟ غضبتُ على بسام المنصوري الذي يحتمي بالحب تاركني لعذاباتي. عتبتُ على رشاد رشد الذي يحتمي بالحق تاركني لذئابي. قطعتُ كل صلة بأبي عبد الله العوفي الذي جعل من الحب والحق، وهو على فراش المرض، سلاحين نَصَبَهُما أعوانه في وجهي. كنت أحسب الأيام الباقية على التقائي بها بالساعة، بالدقيقة، بالثانية، وكم كانت الأيام طويلة. الوحوش! هل يحسب المحبون مثلي أيام البعاد؟ هل أكون أول وآخر من أحب؟ أين أضع حبي في المسافة الفاصلة بين المتع والآلام؟ الوحوش! لم يكن ماضيّ كله سعيدًا، لم يكن حاضري كله آلامًا. كانت تكفيني ضحكتها الوحيدة التي سمعتها على الهاتف كي اجعل لضياعي معنى في الصحراء. لكني لم أكن لأثق بالمستقبل، كنت قد هجرت المستقبل للذئاب. لهذا، كانت للماضي مُتَعُهُ رغم كل شيء، ولم تبق للحاضر إلا الآلام. رأيت المرأة التي أحب من زاوية الماضي لأني أريدها أن تكون أكبر متعة، مع أنها كانت تقف هناك على عتبة المستقبل، فعطلتها لم تنته بعد، والحاضر كان أليمًا. الوحوش! أشد ما في الحاضر ألمًا كانت صورة بناتي أمام سريري، وهن ينظرن إليّ أبكي، ويبتسمن. أشد ما في الحاضر ألمًا كان حلم ابنتي بي من مدريد مريضًا، وسؤالها عني إذا ما كنت أشكو من شيء؟ أشد ما في الحاضر قسوة كان إحساس كل الناس أن هناك مشاكل لدي، والمرأة التي أحب لا تحس بشيء. العصافير ندبت حظي، وهي لا تحس بشيء. القطط بكت نصيبي، وهي لا تحس بشيء. الكلاب افتدت روحي، وهي لا تحس بشيء. هل أحكي لك قصة الأرملة التي قبلتني في الحلم؟ بعد ربع قرن من معرفتي بها، حلمت بأستاذتي الجامعية التي أحببتها رغم أنها تكبرني بسنوات كثيرة. أردت الزواج منها، وأرادت الزواج مني، لكنها ماتت، وهي في الطريق إلى عنابة، مسقط رأسها، الطريق نفسها التي مات فيها زوجها. الوحوش! الأيام الثلاثة الأخيرة قبل لقائي برشا كانت الأتعس في حياتي: في اليوم الأول كنت موقنًا من رفضها بعد أن رأيت فاجعتي من خلال فاجعة إحدى شخصياتي. في اليوم الثاني عدت آمل بقبولها رغم يقيني بتخلي المرأة التي أحب عني وتخلي العالم. أما في اليوم الثالث، فقد حاولت الاحتيال على اليأس، قلت أحدهم سلبها بكارتها، وهي، لهذا، تخشى الفضيحة، بينما الأمر عندي سيان، بعد أن أعداني الغرب الضحك على مهزلة البكارة. الوحوش! الوحوش! لم أكن أعلم كيف سألتقيها، لم أكن أدري إذا ما كنت سألتقيها. غدًا سأرتدي لها قميصًا ورديًا. كانت تسكن دماغي. اجعليني أسكن دماغك، أعبث بهرموناتك، فهي الطريقة الوحيدة لمقاومتهم كلهم. اجعلي منك بيتي المتنقل. لم يكن حبنا ملجأنا، لنعمل على أن يكون، لنحاول. ليكن حبًا بلا أمل، ولنحاول. دعكِ منهم، دعكِ منهم كلهم، من كل الوحوش، ودعيني أكون. سنبدأ من جديد. سنبدأ باليأس، ثم سنرى. حثثتها على الصراخ، ناديتها بيا رشاي، يا رشاي الشرقية الغبية، لن يحبك مثلي أحدٌ على وجه الكرة الأرضية. الوحوش! الوحوش! الوحوش! - حمارنة، صُبْ لي كأس ويسكي أولاً، طلبت سونيا من وراء المشرب. دَبِل! ياالله! استنى! ما ألذ ويسكيك! إذا كنتَ تشتهيني، أنا فاضية الليلة؟ لِدْ! - جذبتُها بعنف، في شارعهم، شارع لا إنس فيه ولا جن، وسحبتُ على عنقها السكين، فبالت تحتها. - لِدْ، قلت لك! بلا تفاصيل! - خذ كل ما معي من نقود، قالت، ليس معي منها الكثير. - لِدْ! يا دين الرب! - لا أريد نقودك، أيتها القذرة! - طيب، طيب، وبعدين؟ هل اعترفت؟ ماذا اعترفت؟ - أريد أن أُدخل هذا النصل فيك، في شقك، في دينك، في ربك، في لوثك، أيتها القحبة! - لا، لا، المسكينة! - أنا بعرضك، أنا بطولك، صارت تنتحب. - اعترفتْ، أليس كذلك؟ قالت السبب. - أشفقتُ عيها. - لا تقل لي إنك تركتها تذهب، والله لو تركتها تذهب لقتلتك. - لم أتركها تذهب، أنت مجنونة؟ - وبعدين، قل ما قالت. - رأيت أحدهم يأتي من بعيد، فزنقتها تحت جدار، وقلت لها حذار، وإلا كانت نهايتك، شخطة سكين، وكل شي خلاص. - ماذا قالت، يا دين الرب؟ - قالت... - استنى، سأفرغ كأسي. - قالت... - صُبْ لي أخري. - يا دين الرب، سونيا. - معلش، أنا أرتعش، كي أحتمل. - دَبِل؟ - دَبِل. - كل شي تمام؟ - سآخذ جرعة صغيرة. - تسمين هذا جرعة صغيرة؟ - أنا مستعدة، قُلْ. - البنت مصابة بالسرطان. - ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! - نعم، قال النادل محزنًا، وأيامها معدودة على الأصابع.
يتبع الفصل الحادي عشر من القسم الثالث
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل التاسع
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثامن
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل السابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل السادس
-
أبو بكر االآشي القسم الثالث الفصل الخامس
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الرابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثالث
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثاني
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الأول
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثاني عشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الحادي عشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل العاشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل التاسع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثامن
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السادس
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الخامس
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الرابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثالث
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثاني
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|