|
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل السابع
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 11:13
المحور:
الادب والفن
ذهبت عند بسام المنصوري في الجريدة، مُبَلْبَلاً تمامًا، فقلق عليّ قلقًا شديدًا. - أنت هذه الأمة التي أوقفها النفط على رأسها، وها هي تسقط. كان سقوطي مدوخًا دوخ سقوط العرب مذ دالت علينا دولة بني العباس، سبعمائة عامٍ هناك، لا تدخل تحت الحصر، عدد لا يحصى من أسرّة الموت بين أصابع سبات الطبيعة، وصدى صهيل الخيل في الإسطبلات. كنت يأس لوركا وبيكاسو وهمنغواي. كنت توأم عنترة، وعشيق شكسبير، وبطل سرفانتس، فارس إسبانيا الحزين. كنت كل الغجر التائهين، الذين أحبوا مثلي عَبْرَ العصور، وكل الأبناء الغير الشرعيين، الذين لا يعرفون آباءهم ولا أمهاتهم، وكبروا في المواخير. كنت رائد الهوى في أمريكا لم تزل عذراء، وملك المنبوذين في الهند وباكستان والبنغال. بعد ابن سينا وابن باجه لم أكن أنا، كنت أبا بكر الآشي. كنت دَهِشًا، والحب دَهِشًا مني. هل هناك أحد يحب بقدر ما كنت أحب في تلك اللحظة؟ هل يوجد أحد في الوجود أحب مثلي وظل في الوجود حيًا؟ هل يجرؤ أحد على الجرأة كما جرؤت ويعطي للجبن معنى الجرأة؟ قبل أن أحب كنت الرجل الأقوى، واليوم، الأضعف، أصدق ما أنا عليه اليوم. - الحب يجعلني ضعيفًا، قلت للمنصوري، أنا القَصِمُ الأكثرُ بين الرجال! لعن الحب. - أنت مثلي، همهم. كان حزينًا عليّ، كان حزينًا عليه. - أمها حرضتها عليّ، أريد أن أعرف رأيها. - انسها! استحلفني، هذه المرأة ليست لك! ستدمرك! اكتب، حوّل المعاناة إلى كلمات. - أريد أن أعرف أولاً ما تفكر، ما تشعر. أحبها! - رغم كل ما نقاسي من الحب، آه، ما أجمله! عذاباته جوهر الحياة! - لم أعد أحتمل! لم أعد أنام، لم أعد آكل، وتقريبًا لم أعد أشرب! أنا مريض! هل تعرف منذ متى وأنا على هذه الحال؟ منذ اكتشف الإنسان فيروس الغرام! - الحب داء يتطور، من سيء إلى أسوأ. لحظة تفكير، ثم: - الحب يعادل الموت! أنا أقضي وقتي بانتظاره، أنتظر بلا انقطاع أن يصلني نبأ موت أحد أفراد أسرتي، بسرورٍ لا يصدق. مستعدٌ أنا للموت في سبيل المرأة التي أحب، حقًا بسرورٍ أقل، ولكن بإرادة مطلقة. نحن آخر جنود الحب على هذه الأرض، نحمل أرواحنا على أكفنا، ونذهب إلى الموت من أجل الحب طائعين. نحن انتصارات العرب القادمة! حوالي الساعة الحادية عشرة، تلفنت لرشاد رشد، لأعرف أخبار رشا. لم يكن هناك. كنت قلقًا. قليلاً فيما بعد، عدت أطلبه. قيل لي إنه أطل قليلاً، ثم عاد وخرج. كان في طريقه إليها. غدت الرسالة مركز حياتي. صحن موتي. كل ما كنت أريده أن أعرف ما تشعر به، هي، وكنت آمل أن تكرهني. كان حبها أمرًا مفروغًا منه، ومع ذلك، لم يكن الأمر بيدها. أن تكرهني يعني أن نفتح صفحة جديدة، أن نرى الواقع كما سيكون. كل هذا الظلام في الضوء ليس ظلامًا، كل هذا الرغام في الحلق ليس رغامًا. قبل أن أغادر الجامعة، قرع الهاتف. كانت هي. وصلني صوتها، حزينًا. أعلمتني أن رشاد رشد سلمها الرسالة منذ ربع ساعة و، بعجلة، أخذت تدافع عن أمها قائلةً إنني أتحامل عليها، أعاملها ظلمًا. بعد ذلك، طلبت أن أغفر لها عن كل ما حصل، وأرادت أن نكون أصدقاء. رفضتُ. والصور في عيني تتلاشى. لم ألتقط إحداها. كانت صوري تُبصق من عين المكان، وأنا أتعالى للصعود. لم تكن أهلاً بمكانها. لم تكن خشبًا للنجوم. لم تكن بقدر انفلاق البرق. رفضتُ. والأفكار في رأسي تتداعى. لم أميز بينها. كانت أفكاري تُقاء من فم الزمان، وأنا أتداعى للسقوط. لم تكن أهلاً بزمانها. لم تكن ماسًا للغربة. لم تكن بقدر انزياح الشمس. كانت أمها التي تتكلم بلسانها. سمعت صوتها، أنفاسها. أردت خنقها. والأفكار في رأسي تتداعى. غامضة. كلها غامضة. بسببها. كلها رمادية. لم تكن سوداء أو بيضاء. كانت رمادية. غامضة. بسبب حمرة شفتيها. اتهمتها بالكذب. بسبب كحل عينيها. بسبب تطريف أظافرها. والأفكار في رأسي تتداعى. أمسكت رأسي بكلتا يديّ، وأنا أفتح عينيّ على العالم، كان العالم يتداعى، وكل شيء فيه يتساقط مع دقات الساعة، في الضياع الأبديّ. ترنحت بين تصديق الكذب وتكذيب الصدق، فدختُ، كنت كالمعنى الذي أُفلت مني، بلا معنى كنتُ، كالكلمة الجوفاء. جرفتني دوامة الغثيان، فلم أجد شيئًا آخر غير التهكم بها وبصلواتها، الشيء الآخر الذي وجدت، غير الكذب وغير الصدق. - عندما نصلي خمس مرات في اليوم، قلت لها، نحن لا نكذب، خوفًا من غضب الله! الصلوات التي يرضى عنها الله هي تلك التي تقام في معبد الحب. صلواتك كذبة، خطوبتك كذبة، أكبر كذبة، وأنت تقولين ما تقولين لأنك تخضعين لإرادة أمك، أمك، لأنك تخضعين لِ... شيء غير الكذب وغير الصدق. إرادة الأمهات كإرادة الآلهة شيء غير الكذب وغير الصدق. فتحت فمي، وَقِئت بعض الأشعة. لم تكن لقيئي رائحة كريهة. كان قيئي شيئًا غير الكذب وغير الصدق، فلم يرحني ذلك. رجتني من جديد أن نكون أصدقاء، فجن جنوني، وأخذت أهذي. لم أكن أصدق أحدًا آخر غيري. كنت الصدق في كل هذا الكذب، في كل هذا الأفك، وكنت قناعتي الوحيدة. ألحت في الرجاء، وهي ترتعش كطفلة، فارتعشتُ لَذة، وشعرتُ بعضوي، وهو ينتصب. كانت بين جملنا لحظات طويلة من الصمت، كنا ندخل في بعضنا، وكم كان ذلك لذيذًا، وكم كان ذلك تعيسًا. كانت اللذة والتعاسة شيئًا واحدًا، غير الكذب وغير الصدق. ولما لم أكن وحدي، لم أستطع الكلام بحرية. رفع زميلي رأسه، ورماني بنظرات حائرة. كان عليه أن يتركني، لكنه حسنًا فعل. أمدتني قلة ذوقه بالقوة على الصمود في معركة الرياء والبصاق، وانتهت نظراته بدفعي إلى طرق الهاتف. بقيت لمدة مرتعشًا مهمهمًا متلذذًا، أكلم نفسي كلمات غير مفهومة. كان لدي شعور بأنها تسخر بي، تذلني، فصدقتُني. لأول مرة في حياتي، العظمة التي رفعني إليها اعتباري كعالِم انعدمت، علاقاتي بالملك الإيبيري انهدمت، صداقاتي مع حاكم مراكش ما انوجدت. كل هذا كان معيارًا للصدق الكاذب لديّ. هل كنت سهل الإيمان كأي ناسك؟ سهل العطب كأي واحد؟ صعب التصور كأي مريض؟ رأيتُني أنا والباحث في نفايات عمان شخصًا واحدًا. لمحتُني أنا والمدمن على دعس أحذية الناس رصيفًا واحدًا. لاحظتُني أنا والقانع بمصير الحارس لمضجع أمه مسخًا واحدًا. أحسستُني أنا والمحاصَر من كل الجهات كصرصارٍ يحاول أن يجد محيط هذه الدائرة، فقمت بعمل آلاف الكيلومترات، آلاف آلاف الكيلومترات، وأنا لم أزل في مكاني. قرع الهاتف مرة أخرى، كان رشاد رشد. قال لي إنه أدى مهمته، بلهجة مرحة. لم أخبره بكلمة واحدة عن تلفون رشا. لم يكن باستطاعتي. كنت أبحث عن أمل كاذب أيًا كان. - ذهبتُ إلى بيتها، أفشى لي، وأمها تراقب من الفرندة، حتى أنها دعتني إلى شرب القهوة. وأنا أعطيها الرسالة، قلت لصديقتك فحوى الرسالة يبقى سريًا، الكشف عنه سيعقد الأمور أكثر. مهما كان ذكاؤها، لن تكون قادرة على فهم جسامتها. قالت إنها مخطوبة، وإنك لا تفهم شيئًا، لأنك لست من هنا. لم أحقها بشيء. شخصيًا، أعطيكما الحق، أنت وهي، واضعًا كل واحد منكما في زاويته. قالت إن أمها تراقبها، وتحسب عليها كل خطواتها. أرى ذلك، قلت لها، لستُ بحاجة إلى وسيط من أجل هذا. سببت لي مكالمة رشا اضطرابًا كبيرًا. بعد ربع ساعة من استلامها الرسالة كانت قد اتخذت قرارها. تهتُ: هذا القرار، هل تم بإملاء أمها أم أنها فكرت فيه وأمعنت التفكير قبل ذلك بكثير؟ لكن قلوب المحبين، يا أخي، لا تستسلم للعقل بسهولة. أدنتها. لم أكن قادرًا على تحليل شخصيتها. لم أدرك، في ذلك الوقت، أن ردود فعلها تعود إلى عدم نضجها. ما كنت متأكدًا منه، جمود عاطفتها تجاه ما يحيط بها. كنت معطفها. حقيبتها. معلقها. منديل الورق. جورب "ديم". حزام البلاستيك. كتبتُ لها. قلت لها إنها حبي الأخير، كم كان الصدق كريهًا! وأنها لا تستطيع أن تتخذ قرارًا بخصوص مسألة حياة أو موت في ربع ساعة، كم كان الكذب كريمًا! رفضت صداقتها بما أنها رفضت حبي، كم كان الادعاء هزيلاً! اتهمتها بالخضوع لأمها، كم كان تسلط الفكرة مريحًا! عضت مشاعري المشاعر، فلم أجد شيئًا آخر غير أن أحثها على التمرد. عدت أتداعى للسقوط، كان عليّ أن أضع حدًا لعبث الصدق، فاعترفت لها بعدم استطاعتي النوم، بعدم استطاعتي رصد النجوم، بعدم استطاعتي القراءة، الكتابة. نسي فمي طعم الطعام، وأذني لحن الألحان. في القبور، لا توجد موسيقى. في القبور، تعزف الأحزان. دون موسيقى. وصفتها بالمدمرة، كملهمة للشعراء الملعونين. لا شيء يؤثر فيها. أمة بأكملها أثرت فيها كلماتي وليس هي. شعوب الأرض أثر فيها حي بن يقظان وليس هي. صخور وادي الأردن خرت على قدميّ وليس هي. كان كل هذا كذبًا جَعَلْتُني أصدقه، ولم أعد أراه كذبًا. انتهت الفروق بين الصدق والكذب، كان الكذب صدقًا، وكان الصدق صدقًا. سميتهما نعلاً، فكانت النعل صدقًا، وكانت النعل صدقًا، ولم تكن كذلك، كانت استعمالي لها، ككل شيء في عالم الصدق والكذب. هل كانت امرأة من غير النساء؟ كيف من الممكن، خلال كل هذه الأيام، أنها لم تفكر فيّ لحظة واحدة؟ لم تتساءل ماذا أفعل؟ إذا ما كنت وحدي؟ مترهبًا في حجرتي؟ إذا ما كنت أتعذب؟ كيف من الممكن أنها لم تنهض صارخة "يحتاج إليّ"؟ ألم تفكر مرة واحدة في المجيء عندي؟ في كَسر كعبها؟ في جَرح ظلها؟ في مَزق شِفّها. كنت أنتظرها في كل لحظة. كانت تخاف من الكشف عن أحلامها، عن مشاعرها، من التجلي بإنسانيتها. دخلتْ في عالم عمان، عالم القلوب المتحجرة، فَنَعُمَت قلوب الحجر، وأشفقت عليّ. هل تعرف ما الحب؟ الحب، أن تلقي بنفسك في الفراغ. ألقيت بنفسي في الفراغ، وانتظرتها على شواطئ جزيرتي. أخيرًا، سمحتُ لها بأن تُقرئ رسالتي لأمها. عندما طلبتُ منها أن تطرد أطيافها التي تتسلط علي، كل يوم، في الساعة الثالثة، كنت على أمل أن تفهم أنني أريد رؤيتها في تلك الساعة، كل أيام الأسبوع، وأن ذلك أساسي لي. رجوتها أن تجيء، وأنا أعلم أنها، حتى ولو فهمت، لن تجيء. كان من اللازم ألا تجيء، كان من اللازم أن تبقى أمنية المجيء. لو جاءت لما غدا الكذب صدقًا والصدق نعلاً. حملت حذائي، وتأملت نعلي. كان نظيفًا. لم يسعدني ذلك، أن يكون نظيفًا، فالصدق، بالنسبة لي، لم يكن نظيفًا. أنهيت رسالتي بهذه الكلمات: : كرست كل أعمالي للدفاع عن الحرية، وأنتِ، أنتِ رمز العبودية البهية!" كان نعلي نظيفًا، وهذه العبارة، آه، كم كانت قذرة! بعد الانتهاء من رسالتي، فكرت في أنني على خطأ. كانت مخطوبة بالفعل، والعادات والتقاليد تمنعها من التراجع. من الأفضل أن أواصل حبها سرًا، كوهمٍ حقيقيّ. استعادت روحي توسلاتها الممزقة لنياط القلب على الهاتف، وهي ترجوني أن أكون صديقها. اجتاحني الشعور بالذنب. كنت أعذبها دون أن أشاء. كنت سبب سهادها. قمعها. محنتها. كنت نصلها. رمحها. شفرتها. كنت أصابع شبقها المجرمة، أفواه متعتها المقرفة، أثداء أنّتها المخنقة. عدت إلى رسالتي. كتبت لها أن تقتلني، لأني دون أن أعلم، كنت أقتلها. بعد لحظة، أنا المعذب بموتي، قلت لنفسي إنها لا تحبني، وإن أمها لا يد لها فيما قررت، وهي ربما حثتها على الزواج مني. أحسست بذنبي. لم يكن إحساس النعل. كان إحساسي، دونما صدق أو كذب. إحساس لأجل الإحساس. لم يكن إحساس البرتقال. كان إحساسي، دونما شَفَقٍ أو رائحة. من الأفضل أن أتركها تحيا حياتها كما تبتغي. صنعتُ منها ضحية للمنطق. نعم، كانت ضحية طريقتي في رؤية الأشياء. كنت أرى الكون كجزيرة، وجزيرتي كانت هي. كانت الماء على الضفاف، آثار حوافر الظباء على الرمل. كانت الزمج الراقص فوق الماء، الكرز الأصفر في حلم أزرق. كم كنت أود الرجوع إلى إسبانيا، كي أقضم حبة أو حبتين من هذا الكرز الأصفر! الآن أعرف لماذا طارق بن زياد فتح الأندلس: لأجل الكرز الأصفر! غدا العالم حبة كرز صفراء، خرج منها ثعبان أسود. كان الزمان. اخترقتُ بطن الثعبان، وأخذتُ شكله. كان لي رأسه، لسانه، جسده. كنت الثعبان-الملك. أردتُ الانزلاق عبر العصور لأصل إليها، فاختلط الليل والضوء في بحر من البراز. غطست فيه، وعمت خلال قرون. هيمنتُ على العالم، بينما بقيتْ رشا بعيدة عني. حملتُ الكون على أنيابي كتفاحة. هلكتُ من التعب. كانت الطريق المؤدية إلى حبيبتي لم تزل طويلة، فوضعتُ ثلاثَ بيضاتٍ فضية، حضنتها خلال ثلاثة قرون. ثلاثة ثعابين سوداء مثلي وُلدت: آكرول، آكفاك، أوماك. كانت تعرف الطريق إلى تحت السيل، أقصر الطرق إلى رشا. تسلقتِ الثعابين الثلاثة جسدها، اثنان غطيا ثدييها، والثالث فرجها، وأخذتِ الثعابين الثلاثة تتلوى كلما تلوت، وتميل كلما مالت، والشوق يفتك بالشوق تحت ألسنة المتفرجين. - ما رأيك في رشا؟ سألني الفزاع، وهو يملأ كأسي. - كنت أعرف أنها هي، قلت، وأنا أفرغ كأسي. - ولماذا صدقتني؟ - لأن كل الآخرين لن يصدقوني. - أنا أصدقك. - هذا لا يمنعني من العودة إلى جزيرتي. - ليس مع رشا. - ليس معها. - كنت أعرف. - ماذا؟ - أنها لا تحبك. - أنا أحبها. - وإذا ما أقنعتُها؟ - لن تقتنع. - سترى. - لن تقتنع. - قلت لك سترى. - وأنا قلت لك لن تقتنع، يا دين الرب! - لا تريد. - ... - منذ البداية. - منذ البداية ماذا؟ - لا تريد. وجد الفزاع نفسه في حِلِّ معي من كل التزام. سيلتزم مع رشا، مع دمية تتحرك بالخيطان. الملاك الهاشميّ كان. الأيادي الطويلة. الأصابع الدموية. المرامي الخفية. الناس لن تصدقني، وستصدقه. يعرف كيف يدفعها إلى تصديقه. كانت طريقته في الحب: الواجبات السرية. العبث بالجثث فيما بعد. بعد التصديق. يجب على العقيدة أن تمضي أولاً. وأن تبقى. بأمر الإله الهاشميّ. غادرتُ علبة تحت السيل، وأنا أترنح، وأكاد أسقط لولا أبنائي الثعابين الثلاثة. استندت على أكتافهم، فابتعدوا بي عن الانفجار الكبير الذي دمر القنطرة. - رشا! صرخت، وقد ذهب عني الثَّمَل. عدت أجري بحثًا عنها، كانت العلبة أنقاضًا، والدولة تحت أنقاض الدولة. أخذتُ أبكي، وأولول مناديًا إياها. وعلى ندبي، جاء الفزاع، وطمأنني: - لم تمت رشا. - هي التي قتلتْ؟ استنتجتُ. - هي التي اقتنعتْ.
يتبع الفصل الثامن من القسم الثالث
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل السادس
-
أبو بكر االآشي القسم الثالث الفصل الخامس
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الرابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثالث
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثاني
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الأول
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثاني عشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الحادي عشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل العاشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل التاسع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثامن
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السادس
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الخامس
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الرابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثالث
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثاني
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الأول
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الخامس عشر
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الرابع عشر
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|