هدى الحديوي
الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 04:53
المحور:
حقوق الانسان
الثدي رمز الحياة
سأبدأ مقالي بسؤال وهو كالتالي : لماذا ينظر المجتمع العربي الى الثدي دائما بنظرة جنسية و يختار فيه بين الكبير و الصغير و يتلدد في النظر اليه؟؟! ، رغم انه ليس الا عضو كباقي الاعضاء يؤدي و وظيفة بيولوجية مهمة ، و هي الرضاعة .
لم تكن قبل اليوم تلك النظرة الجنسية الشهوانية الى الثدي، فقد كانت نساء المغرب قبل التسعينات تقوم بإرضاع أطفالها امام الملء دون الشعور بأي إحراج أو عيب في أنها ترضع طفلها و تقوم بإخراج تديها بكل التزام أمام الجميع حتى و إن كانت في لقاء مع العائلة ،أو في الشارع العام، او في الاعراس، أو حتى في الجنائز ،لا يهم المكان بقدر ما يهمها ان ترضع طفلها الذي يبكي من شدة الجوع .
إن ما يهمنا في هذا النقاش هو كيف تغيرت نظرة المجتمع بشكل سريع الى الثدي الذي اصبح عنصر جنسي يصعب تعريته حتى و إن كان في إطار أداء وظيفة البيولوجية ، من الممكن تفسير هذا التحول بظهور زجاجة الرضاعة و الحليب الاصطناعي بحيث ان الام كانت مجبرة في و قت من الزمن ان ترضع طفلها ان احتاج الى الرضاعة في اي و قت و في اي مكان كانت فيه لأنه ليس لديها البديل فالمهم هو اشباع رغبة الطفل ، اما اليوم فأغلبية النساء لم يعدن يستعملن الثدي في الرضاعة و تم استبداله بالرضاعة الصناعية .
و السؤال الذي يمكن طرحة هل تغيرت النظرة الى الثدي كوظيفة جنسية بدل من وظيفته البيولوجية "الرضاعة" هو ما جعل النساء يبتعدن عن الرضاعة الطبيعية للحفاظ على اشكال اثدائهن بالشكل الذي يروق للرجل ،؟؟؟ كما أن هناك من يقومن بعمليات التجميل اما تكبير او تصغير الثدي ، و بهذه الطريقة تساهم المرأة في تكريس وضعية الهيمنة التي يحددها الرجل دائما ، لأن الثدي لم تكن يوما عنصر اثارة او عنصر جنسي .
إن التركيز على الثدي و اعتباره مركز اثارة في المرأة فهو بحد ذاته عنف يجعل المرأة دائما بين العرض و الطلب رغم ان مقومات الجمال يجب ان تترقى الى أكثر من ما هو بيولوجي و تنتقل الى الجانب الثقافي و المعرفي .
هدى الحديوي
#هدى_الحديوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟