|
مأزق الفكر الديني .. ومأزق الناس بسببه .
مسَلم الكساسبة
الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 16:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مشكلةُ ومأزق الناس مع الفكر الديني والذي هو مأزق الفكر الديني ذاته مع ذاته بالمناسبة تكمن في عدم قابليته للتطور والتجدد ، بل والادعاء انه كما هو قابل للحياة صالح لكل زمان ومكان أي تغليفه بهالة من التقديس والعصمة ترهب معتنقيه من ان يفكروا حتى بمجرد مناقشته ولو لصالحه فضلا عن التخلي عما اثبت الواقع وجدلية الحياة بطلانه منه ، او لنقل رفض السدنة والأوصياء عليه والشراح له "الفقهاء والمفين" بالسماح له وللناس ان يتعاطوا معه كأي فكر ، وسحب صلاحية التجديد والإحياء وإعادة النظر بتعاليمه من الناس انفسهم والأتباع لإيكال هذه المهمة لهؤلاء السدنة والأوصياء ، هم من يقررون اذا كان هذه المسألة أة تلك الطقوس والتعاليم في هذه الناحية أو تلك ممكن اعادة النظر بها ام لا ، وهؤلاء لهم صلاحيات لا يملكها الناس العاديون الذي يطبق عليهم ذلك الفكر والذي ليس امامهم إلا الامتثال والتطبيق وتلقف وتصديق ما يلقى اليهم .. ولهم تسميات وأوصاف في كل دين ، فهم عندنا في الاسلام الفقهاء والمفتون والأئمة مثلا..واذا سألت قيل لك الرسول وحده المعصوم .. لكن في الواقع والتطبيق العملي فلديك عدد لا يحصى من الانبياء المقنعين والمعصومين والشخصيات التي تحظى بالقداسة ..من فقهاء وائمة وخلفاء وصحابة ومفسرين.. فهو محاط بهالات لا تنتهي من التقديس تمنع وتحول بينك وبين نقد أو مناقشة الفكر ذاته لان شراحه انفسهم معصومون فما بالك به هو .. يرسل الله رسالة للناس عبر ادمي مثلهم ثم يموت هذا الادمي "النبي" ليخلفه عليهم الف نبي ونبي مقنع، كل واحد منهم يشرع حسب فهمه الآدمي غير المعصوم ، بينما في الحقيقة تـُخلع عليه العصمة والقداسة من ذلك الفكر المقدس ذاته الذي تصدى لشرحه ..حين صاحب الرسالة صامت لا يتدخل ؟ وعلى الناس ان يتحملوا ويجدوا مخارجهم بأنفسهم فإما يذعنوا او فالفتنة والعذاب بانتظارهم .
إن أي فكر يجعل من مهامه الهبوط على ارض الحياة والناس والتشريع لهم ولحياتهم التي من طبيعتها المرونة والدينامية حيث التغير والتطور هو سنتها الأزلية الأبدية ، فيجب ان يتناغم من تلك الطبيعة ويتخلى عن قداسته ومعصوميته ويخضع لسنة التطور والتغير ذاتها ما دام هبط على الارض وبين ايدي الناس ، التغير الذي قلنا هو سنة الحياة ذاتها والناس أنفسهم ، وإلا صار عبئا على الاتباع ومعيقا لتقدمهم وسبب تعقيد وصداع مزمن لحياتهم وعبئا يضاف لأعبائها الجمة ، واضطروا آخر الأمر لتركه والتخلي عنه مكرهين عاجلا ام آجلا .
أما اذا كان مفروضا على رقابهم بالجبر بحيث لا يملكون التخلي عنه بإرادتهم ، ومتمتعا بالقداسة من اي نقاش او تطور في نفس الوقت –وهو شأن الفكر الديني في مجمله- فإنه سيتسبب بإعاقة الحياة كحياة وإصابة الناس بالأمراض العقلية والنفسية والتوحش كأناس ..وهو مأزق الناس اليوم مع الفكر الديني بالمناسبة.. ومأزق الفكر الديني ذاته مع ذاته .. وتحوله من كونه- يفترض - معينا لهم إلى كونه عبء من أعباء حياتهم. وهو سبب ما نلحظه اليوم من فتن وفوضى وقتل وحروب غامضة عبثية..بسبب الضغط الذي يولده تناقض تعاليمه مع سياقات الحياة الجارية والمتدفقة تطورا وتقدما مقابل تناحته وجموده .. ما يؤدي في النهاية الى صراع نفسي ومعرفي لا يلبث إلا ان يتجلى على شكل صراعات عنيفة تتجه نحو الذات والآخر كما نلحظه في مجتمعاتنا اليوم.
ففي هذا الفكر انت امام يقينيات باتة ونهائية وفكر معصوم لا يخطئ ولا يلحقه العيب والنقصان على مر الزمن ، حتى اذا تعارض مع سياقات الحياة ومعطيات الواقع فهو الذي على حق ، أو على الأقل عليك ان تبحث عن حل وتبرير وتخريجة تستثني نهائيا ادانته او إلقاء أي تبعة عليه ، وإلقاء تلك التبعة بالكامل : إما على تقصير الاتباع -المغلولة عقولهم وأيديهم أصلا عن اي تصرف - أو على الأغيار ومؤامرتهم التي لم تتح له أن يطبق فتظهر ابداعاته وأثره العظيم! وهو مأزق فظيع بحد ذاته ..، وأنت أيضا أمامه من أمرك في خيارات محددة جدا : فإما تؤمن به ككتلة مصمتة وإلا فأنت كافر به جملة وتفصيلا ولا ثالث لكما .. كما ان مهمة مراجعته او التجديد فيه قلنا محظورة عليك محصورة ومتاحة فقط للسدنة والأوصياء ، وعليك دائما ان تنتظر زمنا ومعاناة الى ان تفرض سياقات الحياة شانا ما لكي تجبرهم ان يقدموا تنازلا طفيفا ويفتوا بأمر بات أصلا من مفردات ذلك السياق وتجاوزهم بزمن أفتوا بذلك أم رفضوه ..ما يوقع الناس في حيرة وفِصام.
ولكي لا يظل الكلام في العموميات دعونا نعطي امثلة ، فإذا لاحظنا مثلا وليس حصرا فقد كانت أمور كالبنوك والموسيقى والتصوير هي من المحرمات قطعا ، وبعضها من الكبائر في الاسلام ، في حين أن سياقات الحياة العملية والاقتصادية والثقافية فرضت هذه الامور عمليا ، بينما على الجانب المقابل لم يهيء الفكر الديني نفسه لهذه المتغيرات بشكل مقنع بالقدر الذي تُـقدم به الانساق الاخرى حلولا عملية منافسة ومقنعة يجعلها اقناعها وعمليتها تسود وتفرض ذاتها بشكل مدهش.. فظل رده الوحيد عليها هو أن يرفضها ويجرم من يتعاطون معها رغم انها فرضت ذاتها على واقع الحياة وانتهى .. وصارت جزء من سياقات الحياة وبنفس الوقت لم يطرح حلولا وبدائل أو لنقل لم يبن سياق الحياة البديل المقنع بوحي من تعاليمه ، حتى فكرة البنوك الاسلامية هي مجرد تحايل على ذات فكرة البنوك العادية الموازية - ولم يساعد - وهو يفترض المقدس والمدعوم من الله الذي جاء به والقادر على ان يجعل ما يطرحه هو الفائز والسائد والعملي والمقنع ، والقادر أن يجبر الواقع وسياق الحياة ان يكيف نفسه بما يتفق مع تعاليمه ، لكن ذلك لم يحصل أبدا ، بمعنى آخر لم تُبنَ سياقات الحياة ذاتها بوحي من تعاليمه ولم يفلح هو باحتضان الحياة واخذها اليه ، فاختطفت الحياة وسياقاتها من بين يديه ، فكان كأنما تخلى هو عنها وعن اتباعه في حين لم يسمح لهم بدورهم ، لا أقول أن يتخلوا عنه ، بل ولا حتى فقط أن يتّبعوا من الأمور ما لم يطرح هو لها بدائل مقنعة ، بل ولم يعذرهم إن حاولوا أو فعلوا ، وظل مصرا على اتباعه المساكين ان يعلنوا القطيعة معها ومع الواقع ويدينوا له دون ان يكون لديه البدائل العملية الرائجة .. بالتالي بتنا امام مأزق فاقع للناس وللدين نفسه معا ، وتصدع او انشق الناس بين فريقين : من طاوع تيار الحياة ولم ينتظر اذن السدنة والأوصياء .. فاستفتى قلبه ومشى ، ومن ظل ينتظر فتيا أو حلا في امور بنت الحياة سياقاتها الخاصة وقالت كلمتها بها دون ان تنتظر فتاوى أو فقها يرى فيها رأيه ، ما أدى لإرباك وتعطيل للحياة وإضرار بحياة ومصالح الكثير من الناس بانتظار ما يقوله السدنة والأوصياء والذين اضطروا اخيرا تحت ضغط سياق الحياة للعودة لتحليل ما سبق وحرموه وأغلظوا القول في تحريمه . أي بمعنى العودة لقبول سياقات سبق وحرموها ولم يبتكرها الفكر الذي يدينون له والذي ظلوا زمنا بوحي من تعاليمه يشتمونها ويرفضونها ويشيطنونها ...الخ ، وهو نوع من الهزيمة وخسارة جولة مهمة لصالح تلك السياقات ولصالح سنة التطور التي يعارضها فكرهم.
وهكذا في امور كثيرة .. وهي هنا مجرد امثلة لمجمل ما يجري من تفاعل بين تلك الافكار ذات الطبيعة الاستاتيكية إن صح الوصف ، وسياق وتيار الحياة الديناميكي المتدفق كالنهر والذي سنته التطور والجريان.
وإذا رجعنا للأديان وأخذنا نماذج من تعاليمها وطقوسها نجد الجمود المطبق يلفها فإذا نظرنا لصفة الكثير من العبادات والشعائر كصفة الصلاة أو الصوم...الخ نجدها هي ذاتها حينما كان الناس لا شغل لهم إلا هي وهي نفسها اليوم بعدان اصبح الناس مشغولون لأذقانهم ، لذلك ترك كثير من الناس تلك الطقوس مرغما رغم التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم ألأمور لأنه لا خيار لهم اما ان يتركوا اعمالهم وأسباب رزقهم وإما يضحوا بها ، فكان ان استأذنوا ربهم وهم على قناعة انه اعظم من ان يفرض هكذا فرض جامد مصمت من بدء الخليقة حتى منتهاها ، باق كما هو لا يتبدل ولا يتغير ، وتقبلوا حكمه فيهم وانصرفوا لحياتهم وأعمالهم.
وفي الاسلام ايضا وهو كمثال ، احدى الشعائر مثلا ليس من المنطقي والمعقول ان تكون ماكنة دائرة من طلعتها لمغيبها تصحي الناس من نومهم في الليل وعلى مدار الساعة في النهار حتى تعود وتصحيهم في الليلة التالية دواليك.. في الحر كما في الثلج ، في العمل والإنهاك كما في الراحة والدعة ، في الهرم والكبر كما في الشباب والسعة ، حتى الرجل الهرم الذي تلفت ركبه ومفاصله وتقاعدت سائر اجهزة جسمه مع ذلك لا تعف عنه ولا ترحمه وتوفره لا في حر ولا في قر ، حتى ان العامل الذي يشتغل 12 او حتى 16 ساعة في اليوم في اخر النهار يترك العمل وينساه وهناك 12 ساعة اخرى او أكثر او أقل صافية له يجد بها سويعات للراحة ونسيان هموم الشغل تماما ريثما يعود له ، لكن في الصلاة الاسلامية فلا توجد استراحة 5 مرات يوميا موزعة على 24 ساعة من مطلعها الى مطلعها في اليوم التالي هكذا دواليك.. ولا يجوز لك ان تجمعها مثلا أو تؤديها مرة واحدة في وقت ما من النهار لتفرّغ باقي وقت نهارك وتنام مرتاحا دون ان تشعر انك مدين على الاقل لعشرين او 15 او حتى عشرة ساعات قادمة ، ودون ان تشعر ان عليك ان تصحو في جوف الليل وأنت متعب ، بل يجب ان تظل مدينا بها حاملا همها ما أديت منها ومما لم تؤد بعد ، الذي قد يقبل وقد لا يقبل ، وكل ذلك تحت ضغط هائل من التهديد بالويل والثبور وعظائم الامور دنيا وآخرة ، وهذا الوضع لا أمل في تغييره للأبد ، فالرسول الذي جاء به قد مات وهو قد قرر انه لا رسول بعده ليعيد النظر ، أما الله فلا يوحي للبشر مباشرة الا لرسول ، بينما ولا أحد له صلاحية ان يرحم الناس ويخفف عنهم ، اما الفقهاء فقد قرروا انها عماد الدين ومن تركها كافر ومن انكرها مرتد . وهذا ربما يشمل حتى من ناقش او جادل. وأي كلام حولها ممنوع ومحرم . رفعت الاقلام وجفت الصحف ، مثال عملي لمأزق مستحكم ؟
بينما في الاخلاق والتعاملات لا تجد أي اثر لتلك الطقوس مما يقال ويُدعى لها ولأثرها ومما يفترض أنه الغاية من وجودها أصلا ، رغم ما تشغله في حياة الناس من وقت وجهد واهتمام والذي يفترض أن يترك في حياة الناس والمجتمع ما يقابله من أثر او يربو عليه حتى ، بل على العكس ، تجد اكثر المتدينين الملتزمين بالطقوس هم اكثر الناس جرأة على حقوق العباد وتقية ونفاقا !! ففي الأمة المحمدية تجد النفاق والقسوة والتوحش والتعدي على الحقوق مستشر ، عدا عن التخلف العلمي والتقني والمعرفي ، لدرجة ان دعاة كبارا يعظون ويوبخون الناس ليل نهار حُوكِموا وحُكِموا بقضايا ملكية فكرية في كتب ومنشورات لهم باعوها وتربحوا منها !! فتجد الرجل منهم مثلا يطيق أن يتوضأ في الفجر في عز الثلج ويهرع للمسجد لكنه لا يطيق أمورا أخرى اهون بكثير في التعاملات والأخلاق بمستوى أن يؤدي بضعة دنانير دَين لأصحابها ، بل وأحيانا يفتي لنفسه بذلك فتيا ويشرعنه . فتسأل نفسك ولا تجد تفسيرا كيف نجح ذلك الفكر في حمله على ان يفعل هذا وهو اشد ولا يفعل ذاك وهو أهون ؟؟ . فإذا سألت او احتججت قالوا: الذنب ليس ذنب الفكر بل ذنب الناس !! فكر لا يؤثر على الأتباع ولا يغير في سلوكهم إلا للأسوء وباتجاه النفاق والتوحش وقضم حقوق الناس ولا يظهر له أي أثر سواء في اخلاقهم أو ابداعهم وابتكارهم بين الامم ثم بعد كل ذلك فالذنب ذنبهم لا ذنبه وليست له أية مساهمة في هذا الذنب على الإطلاق .. مأزق هذا أم ليس بمأزق ؟
من لا يعتبر ان هذا مأزق فهو إما مكابر عن قصد وعمد ، أو أنه عطّل عقله او عطله له الترهيب وهالات القداسة التي يغلف ذلك الفكر نفسه بها وربى فيه التقية والنفاق ، ولكي يستمر المأزق ويتعمق فإنك ممنوع من أن تقول كلاما كالذي اقوله هنا . بل عليك ان تلعن الشيطان لان هذا وسوسة منه. لأن هذه أمور قد بت فيها السدنة والأوصياء وانتهى ولا مجال فيها لقول غير الذي قالوا .. وأقصى ما تستطيعه هو أن تلوم نفسك على التقصير وتعترف بذنبك ، كما ويجب دائما ان تبرئ ذلك الفكر من أي ذنب فيما يعانيه الاتباع وتلومهم هم ، فتقول مثلا : اذا فشل الطالب في فهم درسه فما ذنب الدرس ؟ وما شابه ذلك من تشبيهات تعفي المنهج وتنحي باللائمة على الاتباع .. وتجد بعد كل هذا من يقول لك : "يسر وليس عسر " ، ماذا أبقى كل هذا العسر من يسر ، وهي بالمناسبة سمة من سمات الفكر الديني ، وجود التناقض الفاضح بين نصوصه وتعاليمه ، يقول لك في اية او حديث " الراحمون يرحمهم الله " او الخلق عيال الله وخيرهم خيرهم لعياله .. ثم في اية او حديث اخر يأمرك ان تضرب الاعناق وتشد الوثاق او تحرق او تمثل أو تقصي وتكفر وتشيطن من يفكر أن يناقش فضلا عن أن يرفض .. فلا تعرف أي الشخصيتين يريدك ؟
وقس عليه الكثير من طقوس وتعاليم الاديان وشعائرها ، هي هي كما فرضت حينما كان عدد سكان الارض بضعة ملايين كما هي اليوم وسكان الارض مليارات عديدة .
هي هي مثلما كانت عندما كان الناس يعيشون في بحبوحة من الوقت والأرض ، كما هي اليوم والناس يكادون يختنقون لضيق الوقت وضغط الحياة.
هي هي ذاتها حينما كان الناس لا شغل لهم إلا هي ، وهي نفسها اليوم بعدان اصبح الناس مشغولين لأذقانهم ، لذلك تركها مرغما كثير من الناس رغم التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور؟ لأنه لا خيار لهم اما ان يتركوا اعمالهم وأسباب رزقهم وإما يضحوا بها ليتعبدوا ويضيفوها لما لديهم من هموم واعباء الحياة الهائلة .. فكان ان استأذنوا ربهم وهم على قناعة انه اعظم من ان يفرض هكذا فروض جامدة مصمتة من بدء الخليقة حتى منتهاها باق كما هو لا يتبدل ولا يتغير ، وتقبلوا حكمه فيهم وانصرفوا لحياتهم وأعمالهم.
بالتالي أي فكر في علاقته بالبشر والحياة وتفاعله معهم امامه ثلاث احتمالات وأمام كل احتمال نتائجه :
- اما ان يكون خاضعا لسنة التطور والتجدد قابلا للنقد والنقاش غير مفروض بالإكراه فيُحذف منه ويُضاف اليه ويُعدل عليه بالتالي يتاح له الحياة والاستمرار.
- وإما أن يكون فكرا جامدا محاطا بهالة من التقديس والعصمة لكن غير مفروض بالجبر والقوة ما سيؤدي إلى أن يحدث شروخا وتصدعات وصداع مزمن في المجتمع بين من يؤمنون به ومن يرفضونه حتى يؤول به الامر الى أن يتعرض للاضمحلال بسبب عدم الملاءمة مع نظم الحياة وسياقاتها المتجددة بالتالي الفناء والترك.او ان يحصر في المعابد والأديرة ولا يتنطح لسياقات الحياة وتفاعلاتها كما حصل مع بعض الاديان.
- وإما إذا عومل كفكر كامل وصالح لكل زمان ومكان ولا ينبغي لا تجديده (محاطا بهالة من التقديس والعصمة) تمنع نقده وتُحرم مناقشته ، وبنفس الوقت كان مفروضا بالإكراه والجبر بشتى صوره بما فيه شيطنة وتكفير من لا يؤمن به –كما هو حاصل بالفعل في كل ألأديان - فالنتيجة هي ان يؤدي لإعاقة تطور اتباعه ومعتنقيه ويصيبهم بشتى الامراض العقلية والنفسية ويرتد على شكل ضغط داخلي يؤدي تفاعله للصراعات والفتن بين الاتباع انفسهم وبينهم وبين الأغيار.
وهو ما يحصل اليوم من ضغط وانفجارات داخل بعض المجتمعات التي فُرض عليها فكر ستاتيكي جامد غير قابل للتطور وإعادة النظر بشعائره وطقوسه وأوامره ونواهيه. بموازاة تيار الحياة المتدفق الحي وسياقاتها المختلفة.
#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مازق الفكر الديني ومازق الناس بسببه
-
نموذج اخر من التفكير -التكفيري-
-
رسالة الى همج العصر :
-
الوَلي والعاصية .. كيف آمن اليتيم بالإقطاعي وكفر بأمه وإخوته
...
-
كيف آمن اليتيم بالإقطاعي وكفر بأمه وإخوته ..
-
شطرنج اون لاين ..؟!
-
الأمة ، من ربيع ضد الاستبداد والفساد.. الى ؟؟؟؟؟ ...... متى
...
-
قرون وأحلاف ..
-
الربيع العربي إلى أين ..عَود على بدء..
-
عبرة من التاريخ ، عين على الحاضر .
-
أزمة وجودية ومنعطف خطير ..!
-
مقاربة أخرى نحو دولة الحداثة والإصلاح ..
-
فنتازيا على الأرض أغرب من الفنتازيا ..
-
حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-3 )
-
حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-2 )
-
حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-1)
-
حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(11)
-
حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(10)
-
حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(9)
-
حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(8)
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|