عجز البقاء.. قوة الرحيل.. في ذكرى استشهاد الرفيق القائد هاني العقاد
حافظ عليوي
2005 / 9 / 18 - 07:18
عندما نحاول جاهدين الإمساك بطرف الروح على أمل ألا تفلت منا الحياة .. إلا أنها تخذلنا وتفر منا هاربة لتسلم ما خطه القدر.. عندها ندرك أن قوتنا تعجز عن التحدي أمام قوة ذلك القدر .
فيشل اللسان عن التعبير ليبقى البكاء لغة الموقف ليعبر عن رفضك كل الرفض لما يحدث .. ولكن ما الفائدة إذا يصر بك الرفض هو الاستسلام والخضوع تحت الأمر الواقع الذي يفرض سلطته عليك .. ويجعلك ترضى بما لا يرضيك ويجبرك أن تودع عزيز مع حرمة حقيقة .. تدرك فيها أن هذا الوداع هو الأخير وبدون عودة .. عندها تدرك أن الموت ليس مفارقة الحياة وإنما مفارقة من تحب من الحياة .
فخبر استشهاد الرامح والقائد من أعلام المقاومة .. كان أقسى خبرا وقع على مسمع أذني .. وقع كطعنة ثائر ليس اقل أما خبر قتل في داخلي مشاعر كبير و أحيا مشاعر مؤلمة جعلتني لا أنسى تلك اللحظات الطويلة .. القليلة التي قضيتها معه .. حينها عرفت معنى أن يفارق الإنسان الحياة وعرفت معنى أن ترى الحزن بعينيك وتشعر به في قلبك .. وتعيشه واقعا مفروضا .. كان الصمت سيد الموقف وعيون تشع أسى وحسرة وحقدا على تلك اللحظة التي خرجت فيها روح هاني .. إضافة إلى حرماني من رؤيته .. حتى آخر نظرة لأراه فيها فوق التراب .. فلا املك حينها سوى وسيلة واحدة للتعبير وهي وسيلة معتادة لدى كل الرجال كما يقال .. لكن الآن اخط كل تلك المشاعر بلونها الأسود التي تعكس مدى صعوبة فراق من اعتدنا على وجوده بيننا .. انه مقاوم وثائر .. كبير الإخوة يتيم الأب .. يتطارد ويستشهد وسرعان ما حققوا ذلك بسرعة البرق .
هنيئا لك أيها القائد من كل الألم والفراغ الذي تركته في نفوسنا بفراقك المرير .
فإلى هنا اكتفي بالكتابة حتى لا تزداد الكلمات إلى درب الثرثرة وتفقد قوتها أما الموقف فتعجز مرة أخرى كما عجزت أولا أمام قوة القدر .