أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - الإحراق فتوى تخالف النص وتحرق المجتمع معالجة فقهية أصولية














المزيد.....

الإحراق فتوى تخالف النص وتحرق المجتمع معالجة فقهية أصولية


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 01:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الفتوى الشرعية ما زالت مشكلة تحتاج لحلول جريئة :
ثار جدل كثير في جواز أم تحريم فعل الإحراق . وطرحت أدلة كثيرة من كلا الطرفين ، وإن كان من المعلوم بالبديهة والفطرة السليمة أن تلك الممارسات تتعارض مع أبسط قيم الدين الإسلامي و أولها تكريم بني آدم أي البشر والإنسان بصفته الخلقية، قبل تصنيفه وفقا لأية انتماءات دينية أو أيديولوجية أو تصنيفات عرقية أو طائفية. وثانيها عموم النص الذي لا يقبل التأويل ألا و هو قول النبي الكريم الثابت كما صححه وثبته المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة)
(إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولاتحرقوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار )
(كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : من حرق هذه ؟ قلنا : نحن , قال : إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار
والتحريم واضح جلي في قول النبي الكريم ( لا ينبغي ) فهو قطعي
حتى ولو في مواجهة المعاملة بالمثل ، فالحرق تعدي على تحريم أمر اصطفاه الله لنفسه. وفقا للنص الشرعي ، ولا يعتد بفعل ـ حتى ولو ثبت ـ لمن هو دون النبي ، ومن المعروف في علم الأصول أن عموم النص قاضي على ما دونه من أفعال الصحابة ولا صفوة الصحابة. الحاجة الملحة لممارسة النقد والتفكيك لمجمل التراث الفقهي المتوا رث وإعادة النظر في دور الفقه بمنطوقه الشرعي في التحكم وقيادة الفرد والمجتمع والدولة. كما أن الضرورة تقتضي التركيز على قيم الإنسانية وإعطائها الأولية في الفهم والتفسير والاستدلال والاستنباط وإلا أهلك أهل التطرف والتشدد مجتمعاتنا وأحالوا أفعال الشر ( تحريق الأسير الحي ) محل الخير الذي هو أصل كل شرع ومآل كل نص ديني في الصلب والأساس..)
والتحريم واضح جلي في قول النبي الكريم ( لا ينبغي ) وهو أشد دلالة وأبلغ من قوله تعالى فاجتنبوه (: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91-90 والتحريم هنا متفق ـ أي تحريم الخمر والميسر ـ عليه بين جميع المسلمين من فقهاء وأئمة معتبرين من كافة المذاهب ، ومن المعلوم بالضرورة أن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله كما ورد في الحديث النبوي الصحيح ، فقوله لا ينبغي مقرونا بانتفاء فعل الإحراق من قبل النبي لا يدع مجالا للشك بتحريم إحراق البشر أحياء أو أموات أما الاحتجاج بإحراق منازل بني قريظة فمعلوم من أخبار السيرة أنه تم إفراغ الحي مما فيه من إنسان أو حيوان، ولم يثبت عن النبي أنه أحرق إنسانا أو حيوانا حيا أو ميتا ، ووردت روايات عن أفعال ذكر فيها الإحراق من قبل صحابة كبار كأبي بكر وعلي، أو لقادة مشهود لهم كخالد بن الوليد، فإن الأولى في حال ثبوت تلك الروايات هو الرجوع إلى المشرع الأول بالنص أي النبي الكريم (ص) و لا خلاف بين عامة المسلمين على قبول قول الإمام مالك حال وقوفه فوق منبر النبي في المدينة المنورة ( ليس منا من يأخذ منه أو يرد عليه إلا صاحب هذا القبر ) وأشار إلى قبر النبي (ص)
إذن نحنا أمام نص جلي لا يحتمل الشك وبقرائن عملية تؤكد الدلالة، يعارضها فعل منسوب لصحابة النبي بعضها مشكوك فيه وبعضها ثبت ضعفها وأخرى أقرب للصحة، وهنا تثار شبهة : تصاغ على الشكل التالي : كيف لكبار الصحابة أن يخالفوا أمرا للنبي ؟ والجواب أن الأصل في التشريع هو ما جاء في النص الأصلي ـ الكتاب والسنة ـ وما خالفهما فهو بين حالين إما الرد أو التأويل ويبقى الأصل الوارد في الكتاب والسنة أولى بالاعتبار . أما ما ورد عن فتوى ابن تيمية فليس بحجة، بل هو مجتزئ من سياقه وجواز الإحراق في حال صح الفهم منه فهو مخالف لأمر النبي الجلي بالنهي عن الإحراق فلا يعتد به حتى ولو كان من مشاهير العلماء والحفاظ.
ونحنا هنا في هذه المعالجة الفقهية والأصولية لا نرمي الإقرار بالاكتفاء بتلك المعالجات رغم أهميتها بل نسعى لتفريغ الإسناد الديني لأفعال مشينة لا يقرها عقل ولا تؤيدها فطرة سليمة، لكنها للأسف الشديد تجد لها آذان صاغية من رعيل من الشباب المسلمين وهم بأحوج ما يكونون لمن ينير لهم الطريق ويسدد لهم طريق الصواب، وإذا كانت تلك المعالجات جزئية فمعلوم أنها لا تكتمل إلا بقراءات تفدية إصلاحية تجديدية لمجمل التراث المنقول والموروث؛ بما يعزز التوجه نحو علوم إنسانية وتاريخية قادرة على إعادة صياغة مفاهيم القيم والأخلاق وإعادة الاعتبار للإنسان باعتباره أكرم مخلوقات الله وبما يؤهله ليكون خليفة في الأرض يعمرها بالخير والصلاح.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشاف عالم عماد شيحا الأسطوري إبحار عبر أمواج رواية بقايا م ...
- العام المطلق والعام المخصص مسألة أصولية
- هل سيهزم داعش بالضرورة تاريخانية الإرهاب ونسبية الحقيقة
- المقاصد كلية أوجزئية:العلة والحكمة والسبب والشرط
- فقه المقاصد أسرار الشاطبي
- المقاصدية والمصلحة المرسلة وسد الذرائع رؤية جديدة للمفاهيم 1 ...
- الأفلاطونية المحدثة نظرية الفيض الأقانيم الثلاثة
- الفيلسوف أفلوطين الشيخ اليوناني وفلسفة الفيض 3 من 4
- ابن رشد العقل المنفعل 2 من 4
- فلسفة الدين العقل الفعال 1 من 4
- في الإشراق الصوفي فلسفة وحدة الوجود
- في مسائل المعتزلة ، القانون الكلي ،الدلائل العقلية والأصول ا ...
- العبد ومولاه
- تعريف الثقافة وعلاقتها باللغة والهوية القومية، ملاحظات للنهض ...
- كأس ملطخة
- عالم بلا رأس أفضل للقاعدة، العصر الأوبامي الهزيل
- في وداع 2013
- أرحام تحترق
- بناء نظرية معرفة للإصلاح والتجديد
- مآلات السياسة الدولية في سوريا جرس الإنذار


المزيد.....




- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - الإحراق فتوى تخالف النص وتحرق المجتمع معالجة فقهية أصولية