أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علا الشربجي - هولوكست العرب على أيدي داعش -الجزء الثاني-















المزيد.....

هولوكست العرب على أيدي داعش -الجزء الثاني-


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 08:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حين حاول ُصنّاع القرار في العالم ، صناعة الموت في منطقة الوطن العربي، من خلال الإرهاب الناعم ، الذي قادته ثورات الربيع العربي ، كان الفشل حليفهم في خلق منظومات حكومية ، إسلامويه ، سياسية ، متطرفة ، يحتضنها مشروع الربيع العربي ، الذي إجتاح المنطقه ليضمن خلق هذه المنظومات الحكومية ، التي تأتي ثمار تشددها ضمن أهداف المعسكر الغربي . وبالتالي يُراد من هذه الحكومات العمل على تكوين قطب متشدد، متطرف ، تحت مسمى إسلاموي سياسي ، مقابل القطب الإيراني المتشدد لكنه مخالف بالمذهب ، بحيث تخلق معركة أو تخلق حربا بالنيابة عن معسكري الشرق والغرب ، وتدمير الموارد البشريه ، والإقتصادية ، وكل المنظومة الشرق أوسطية تحت عنوان الطائفية.
ٓ-;-فشِل هذا المشروع ، إنكٓ-;-سر بتدخل َسبّاق من الخليج العربي ، ومنظومة العسكر في مصر . وعودة المنظومه القوميه في قيادة الحكم في مصر أخلّ في امكانية الاستقطاب الإسلاموي السياسي المخطط له أن ينشأ ، في نظام سني ، متطرف ، متشدد ، يحشد السنة العرب مقابل منظومة اسلاموية شيعية في ايران ، وخلق معركة الخليج .... والإحتراف في تدمير الاقتصاد و البشر التي كانت نيابة عنهم حرب العراق وإيران .
أرادوا إعادة انتاج حرب جديدة بطريقة جديدة ، وبالتالي العمل على إنشاء حرب إستباقيه بالنيابة عن الشرق ( روسيا والصين ) وعن الغرب امريكا وحلفائها ...
لكن هذا المشروع تكلل بالفشل ، ما أدى الى خلق ( داعش ) . وهو بنفس الإطار والمنظومه التي عملت عليها امريكا في افغانستان ، التي حاولت من خلالها خلق منظومة أمام التدخل الروسي حينها، وفشلت في الحصول على الدعم اللوجستي من منظومات الحكم المجاورة ...
لذلك اضطرت الى خلق تنظيم ( القاعده وطالبان ) ، ولما اندحرت روسيا من افغانستان عادت للتعامل مع طالبان .
اليوم نرى المشهد يعود من جديد في المنطقه ... .. عندما تم خلق ( داعش ) ، هذه المنظومه التي رُسم لها أن تأخذ حجما بين معسكري الشرق و الغرب ، الذي خطط له فيما سبق ان يحرق العراق ، بما فيه من المكون السني والمكون الشيعي ، آخذا معه لبنان وسوريا ، ممتداً الى السعودية والبحرين ، وباقي الخليج العربي .
ويبدو نجاح هذه الجهود قد أثمر في التسويق الدولي وتمكن من إحراز الهدف .

بالتزامن مع داعش كان هناك مساع للحركة الصهيونيه العالميه ، لاكتساب ثقة العالم وتعاطفه في حربها الساعي لتحقيق مصيرها ، واستقلالية وجودها بين الدول العربية ، بالأخص عندما بدأت الاصوات تتعالى في المجتمعات الاوروبيه مؤكدة على حق الفلسطينيين بالعيش بدولة مستقلة يعترف بها جميع العالم ، وكانت فرنسا إحدى تلك الدول المعترفه بدولة فلسطين .

هنا بدأ التحرك الصهيوني وتم إختيار فرنسا من خلال أحداث شارلي ايبدو .. وتمكن العقرب الصهيوني ، من كسب التعاطف ، و ترسيخ صورة الشعب المضطهد في نظر الاوروبيين .. بل ما جرى كان أكثر من تعاطف ، حيث قامت فرنسا بحماية كل مدارس اليهود في فرنسا وتجهيزها بأكثر من عشرة ألاف مسلح .
وبهذا استطاع اليهود ، من جعل المعسكر الاوروبي المتردد في دفعه للانضمام الى التحالف الدولي بكامل قواه العسكرية والاقتصاديه ، وقناعة تامه لشعوبهم بالانضمام للحرب ضد الارهاب .
وبهذا ازداد الشعور بالخطر عند ايران ، موقنة ان هذه المنظومه -داعش- أخذت بالانتشار و التضخم ، بحيث لا يكون بالسهولة السيطرة على أفرادها فيما بعد .... أخذت ايران تستغل الارض ، أي العامل الجيوبلوتكس أو الجيوسياسي بأن تفرض سيطرتها على العراق وسوريا ولبنان لتنتقل الى اللعب على العامل الجيوستراتيجي للدفاع عن مصالحها .

لكن هذا الحذر المتشدد من ايران ، دفع بإسرائيل الى استباق خطوات جديده ،لا أن تكتفي بالمراقبة من بعيد بانتظار تحرك داعش ، فما كان منها الا أن قامت بشن غارات على جنوب سوريا، وقامت بقتل الضباط السوريين و قاده ايرانيين ومن ضمنهم ابن عماد مغنيه ... محاولة بهذا تهشيم لبنان وكسر قوتها ، لتعطي مجالا لداعش بالاستحواذ على لبنان بعد استنفاذ قوته، وهي العاصفه المفاجئه التي اعتادت اسرائيل القيام بها ضد ادوات لُعبتها سواء كانت غارات غزة او غاراتها على سوريا .

و في فصل جديد من الدراما التي رسمها ممول داعش الأصلي ، بدأ ذلك الممول بالترتيب لتوريط جهة تمتلك موارد ضخمه ووضعها بقالب مضاد لداعش تواجه فيها التنظيم الارهابي الدولي ، وبذلك يحصل على تمويل جديد و بنفس الوقت ضم واستغلال موارد تلك الدوله ، وضمها للمعسكر الغربي ، تزامن ذلك مع الأزمه الاقتصاديه التي يعاني منها الغرب، بالوقت الذي كان فيه الدعم العسكري والتقني لداعش مستمرآ بإمكانياته المتطوره الحديثه.

بدت إمكانيات داعش واضحه أمام الاعلام العالمي حيث ظهرت في الدراما الاخيره عند اعتقال الرهينتين اليابانيين ، من خلال استوديو ( الكروما) الذي ُصور وكأنه صحراء ، ولكن من يفهم بتقنيات التصوير يكاد يجزم بأن الصوره تركيب ، وقميص أحد الرهائن يرفرف بفعل هواء مفتعل... بما معناه أن داعش امتلكت التكنولوجيا ، ووسائل الاتصال وبأدوات ومعدات حديثه ، و كوادر بشرية مدربة مثقفه بالتقنيات الحديثه ..... وبالتالي تكنولوجيا حديثه و امدادات عسكرية حديثه ، و أشخاص مدربين يتقنون فنون التكتيك الحربي والتحرك المنظم !!!.

في زاوية أخرى بات واضحآ من خلال المعركة في الكونغرس الأمريكي حول موضوع الدعم اللوجستي للعمليات العسكريه في الشرق الأوسط ، ومنها ما يجري في العراق وسوريا ...مطالبين بخمسمائة وثلاثة عشر مليار دولار للتمويل .

وهنا تكمن المعضلة ، ويأتي دور ُصنّاع القرار العالمي و تفننهم في احترافية القتل ، الاقتصادي ، والسياسي للدول ،،،، من أين نأتي بهذا الدعم الضخم ؟؟؟
أوروبا تنزف وتعاني من أزمة اقتصادية خانقة ، الصين يصعب التحكم بها نتيجة قوتها كإمبراطورية عظمى وتغلغل قوي لمنتوجاتها في منطقة الشرق الأوسط والعالم ، روسيا تحت الضغط في أن تخضع للنظام الدولي الجديد وغير قادره على المقاومة بعد تخفيض أسعار البترول ، و باقي أسيا تتخطاها الهند ، التي باتت تحت المجهر، حيث قام أوباما بالتوجه لزيارتها لكنه أضطر الى اختصار الزيارة بسبب وفاة ملك السعودية عبد الله بن عبدالعزيز ، جاءت زيارة الهند ليقين أمريكا أن هناك مارد ضخم اقتصاديآ ، وسيشكل موردا اقتصاديا مخيفا في النظام العالمي والدولي ، وقبله كان كان كيري في زيارة لذات الدوله . !!!!
إذآ من بقي في الساحة ؟؟؟ بحيث يكون أكثرهم غنى ، متحرر تماما ، ولديه القدره على التمويل ، وإكثرهم قدرة على التأثير في الاقتصاد الدولي ، ومتحرر من أي تبعية ؟؟؟؟
إذ أن بقاء دول خارج اللعبة ، مع امتلاكها لموارد ضخمة ورئيسة غير متحكم بها، لا يجوز أن تبقى في حالة انفلات دون جرها الى ساحة الحرب الدوليه ، و دفعها للمشاركة في الحرب ضد الارهاب الدولي ، وهي التي تشمل جزءآ لا يستهان به من منظومة العالم الاقتصادي ، وبالتالي لا يمكن ان تترك دون الزج بها الى اللعبه ، أما بقائها خارج السرب حالة لاتُطمئِن ...
عدم الدخول في اللعبه ، لا يعني أن هذه الأطراف ستبقى بعيده كل البعد عن أي مشاركات ، سواء كانت مع أم ضد ..... بحيث يمكن ان يأتي اليوم الذي تدخل فيه هذه الأموال في المعسكر الآخر ، وتشكل خطر على نظام اللعبه في الحرب الدولية على الشرق الأوسط ، الذي اتفقنا على أنه ( الوطن العربي ).
لذلك اتجهت الأنظار الى اليابان ...التي اكتفت في بداية الأمر أن تبقى طرفا محايدا ينظر الى الأمور نظرة انسانية ، وهو الأمر الذي يرفضه كلا المعسكرين الشرقي والغربي ...وهو ما استوجب جر اليابان الى نقطة الحرب ضد الارهاب ، وهي لعبة داعش ، وبالتالي أصبح بالامكان الحصول على الدعم الاقتصادي الدولي الذي سيعيل أمريكا في امدادها لاسرائيل في حربها على الارهاب في لبنان . بالاضافة الى انها باتت جزءآ لا يتجزأ من لعبة التحكم على مصادر الموارد العالمية و تقييد حريتها تماما .

تم رسم الخطة باحكام ، و تم أخذ الرهينتين اليابانيين لاخضاع الشعب الياباني للدفع باتجاه حكومتها الى دعم التحالف الدولي ضد الارهاب . مما يجعل سهولة الحركة والتمويل الياباني لمعركة الشرق الاوسط .

ومن البديهي أن لا معنى للإستقرار لدولة تربطها أي حدود مع داعش ، لذلك استطاع الأردن أن يلتقط تلك الخيوط ودخل الى ساحة الحرب ، حاميا كل شبر من أراضيه قبل أن تنفد تلك البؤر الارهابية الى أراضيه ، لكن حادثة الطيار معاذ كان يجب أن ُتستغل من قبل سّيد داعش ، فكان الاردن من جهة و اليابان من جهة أخرى ، وفرض دخولهما الى ساحة الحرب الدولية مع استباق الخطوة من الأردن ويقين تام انه لن ينسحب فيما بعد ، مع التأكيد على أن المجتمع الأردني لن يهدأ سواء عاد الطيار أم لم يعد، لوجود ساجده الريشاوي طرفا اساسيا في عملية المقايضه ...لضمان ُصناع القرار العالمي أن القبول أو عدم القبول بمقايضة ساجده سيخلق فتنة في المجتمع الأردني ، وهو البلد الوحيد القريب من خط النار لكنه آمن داخليا .
وللتأكد أكثر من جر اليابان الى دائرة النار ، وجّه التنظيم المتشدد كلمة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قال فيها: "بسبب قرارك الطائش بالمشاركة فى حرب عقيمة فإن هذه السكين لن تذبح كينجى فحسب بل ستستمر وتحدث المجازر حيثما وجدنا قومك" . فليبدأ الكابوس لليابان .



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا؟؟


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علا الشربجي - هولوكست العرب على أيدي داعش -الجزء الثاني-