أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إسماعيل أيت بادو - الطوطمية في المجال القروي، دوار- الزاوية بين الجبلين نموذجا-














المزيد.....

الطوطمية في المجال القروي، دوار- الزاوية بين الجبلين نموذجا-


إسماعيل أيت بادو

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 22:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أولا:" الزاوية بين الجبلين" التعريف بالمنطقة وفلسفات التسمية :
أ: ينتمي دوار الزاوية بين الجبلين الى مدينة أكدز التي تقع في الوسط الشرقي للبلاد وتنتمي الى إقليم زاكورة، كما أنها تقع في جبال الأطلس أسفل جبل كيسان،وتمتد على ضفاف واد درعة بين ورزازات التي تبعد عنها ب 65 كلم وزاكورة التي تبعد عنها ب 92 كلم وإذا عدنا الى الطوبونيميا1، فإن تسمية الزاوية بين الجبلين يمكن إرجاعها الى مصدرين، أما الأول فيتمثل في كون هذا الدوار يتموقع بين جبلين ، والثاني -وهو الأهم -كون السكان الأصليين لهذا الدوار تربطهم علاقة بالزاوية الناصرية 2 المتواجدة في تامكروت ، وهذا ينبؤ بالطابع الديني التصوفي لأهل الدوار ، وما يبرر هذه العلاقة إضافة الى التسمية ، هو تواجد ساحة شبه مقدسة بالدوار تدعى " ساحة سيدي علي بناصر ، كما أن هناك مواسم وطقوس تقام في الدوار توطد هذه العلاقة كذلك ، حيث إن جماعة الرماة يأتون الى هذه الساحة ويرددون" سيدي علي بناصري ، كي أيكان العين داس نتاكمي" وليس هذا من قبيل الصدفة بطبيعة الحال... وهذه أمور ليس هذا موضع التفصيل فيها.
ثانيا: الطوطمية وتجلياتها في الدوار:
1. ماهية الطوطمية
تعرف بانها ديانة تشمل الرموزالأفكار والطقوس ترتكز على العلاقة بين جماعة إنسانية معينة وموضوع طبيعي ما يسمى الطوطم، والطوطم يمكن أن يكون طائر أو حيوان أو نبات أو ظاهرة طبيعية أو مظهر طبيعي، هكذا يصير هذا الطوطم مقدسا لدى هذه الجماعة وتخصص له طقوسا معينة.
2. تجليات الطوطمية في الزاوية بين الجبلين
تتمظهر الطوطمية في الزاوية بين الجبلين في عنصرين أساسيين من مظاهر الطبيعة – وليس لوحدهما بطبيعة الحال وإنما هما البارزان بقوة- وهما "حجر وجبل" .
أ‌- الحجر . وهو حجر يسمى" تيفرت ننبي " أي حجر النبي، وآكتسب هذه التسمية من رواية يحكيها الأجداد ، مفادها أن النبي الكريم حل بالمنطقة في قديم الزمان، ووضع رجله على ذلك الحجر المسطح ليرتاح وقيل إنه كان ينوي أن يقيم بالمنطقة ويصير لها شأن عظيم، لكن الكلاب أفزعته ففر الى مكة تاركا أثره فوق ذلك الحجر، لذلك صار مقدسا وتزوره النساء رغبة في الزواج ، أضف الى ذلك أن بعض الناس يطوفون به اعتقادا منهم أنهم يِؤدون فريضة الحج، لأن أصل الحج كان سيكون بالمنطقة لولا الكلاب اللعينة ، وهذا يفسر حب أهل المنطقة لنبيهم ورغبتهم في الحج لكن البعد يحول دون ذلك .
ب‌- الجبل . ويسمى " تاوريرت إنقبن" أي الجبل المثقوب فيه فج، وقصته هي تتمة لقصة الحجر ، فيحكى أن النبي حينما فر وجد أمامه ذلك الجبل ، ولشدة فزعه شقه ، فأحدث فيه فجا، وهو الآخر تزوره النساء وتطفن حوله ، قصد الحصول على الزواج . فصار هو الآخر مقدسا . فهذا نموذج بسيط للطوطمية بالدوار يبرز أهمية الدراسة الاثنوغرافية في الكشف عن الثقافة الشعبية للجماعات البشرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الطوبونيميا هي علم يدرس أعلام الأماكن قصد التوصل الى معانيها التاريخية ويفسر علاقتها بالمكان الذي سمي بها
2 .تأسست الزاوية الناصرية بتامكروت في عصر ازدهار الحركة الصوفية بالمغرب، وقد تأست في زمن متقارب مع بعض الزوايا الكبرى كالزاوية الدلائية، وكلها تأسست في أواخر القرن العاشر الهجري. وعلى غرار باقي الزوايا بدأت الزاوية الناصرية في بيت صغير ومسجد مناسب ثم أخذت في التوسع إلى أن صارت قرية كبيرة، أو حواضر في مقدمة حواضر درعة الأوسط. كان الغرض من تأسيس هذه الزاوية، كما ذلك مجموعة من المؤرخين أمثال : محمد حجي وجورج دراك George Drague هو هداية الناس وتهذيب أخلاقهم بنشر تعاليم الطريقة الشادلية، ثم تطور نشاطها فأصبحت مركزا علميا ودينيا هاما تشد إليه الرحال. وكلن أول مؤسسيها " أبو حفص عمرو الأنصاري سنة 933هـ، واستقر بها حفيده القطب الصوفي أحمد بن ابر اهيم الأنصاري مع شيخه عبد الله بن حساين الذي كان يلقن في الزاوية الأوراد الشادلية. بعد وفاة عبد الله بن حساين سنة 1045هـ/1635م تصدر أحمد بن إبراهيم مشيخة الزاوية غير انه لم يلبث أن توفي قتيلا بيد أحد منافسيه من زعماء درعة سنة 1052هـ/1642م، وبعدها انتقل أمر الزاوية إلى سيدي احمد بناصر.



#إسماعيل_أيت_بادو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقامة السوقية


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إسماعيل أيت بادو - الطوطمية في المجال القروي، دوار- الزاوية بين الجبلين نموذجا-