|
سامح سليمان يحاور الشاعر المصرى الشريف منجود ج 2
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 12:43
المحور:
الادب والفن
س : ما رأيك فى التجربه شبه الليبراليه التى خاضتها مصر منذ عام 1923 حتى 1952 هل نحتاج الى العوده الى هذا النموذج ، أم تلك أصوليه فكريه و نحتاج إلى نموذج جديد ذو خصوصيه مصريه ، وما هى طرق تحقيق تلك الرؤيه و ما هى المعوقات ؟ التجربة التي كانت في مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر وحتى خمسينيات القرن العشرين تجربة رائدة في المنطقة لا يمكن أن ننكرها تاريخيا، تجربة رائدة في شتى المجالات الفكرية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية، لم تستمر لأنها ضعيفة وهشة غير أننا لا نسطيع، أظن، أن ننكر ريادتها وأهميتها، وإذا تعرضنا للتجربة الليبرالية أو الشبة ليبرالية، كما أسميتها أنت، في فترة العشرينيات من القرن المنصرم فسنجد حراك سياسي واجتماعي يكفي أن في تلك الفترات تولى ئاسة الوزراء يوسف وهبه وهو مسيحي كما تعلم، وحين تم إسقاطه كان بسبب تصرفات الحكومة التي يرأسها، وكذا معرفي فهناك إسماعيل مظهر وصدماته الكهربائية للعقل المصري والعربي، وهناك طه حسين وعلى عبد الرازق ، لا شك هذا الحراك الذي يناسب عصره، فلا يمكن أن نحكم على الحقب التاريخية بمعايير حداثية فهذا ظلم لها، فلك أن تعلم أن مفهوم الحرية على سبلي المثال في ذلك الوقت كانت منصب على عدم التدخل الاجنبي في شئون مصر، أما الآن فالحرية أمر آخر، حتى تحرير المرأة الذي أراده قاسم أمين هو يختلف عن حرية المرأة التي تريدها اليوم وغير ذلك من المعايير المختلفة، لكن لا يمكن في حقيقة الأمر أن نستفيد من تلك التجربة سوى أنها تثبت لنا وتبرهن لنا على قدرتنا على تحقيق تجارب أخرى مشابهة، النموذج الجديد الذي نسعى له هو ما أسميته في إحدى مقالاتي (الاستقلال النقدي) أي وضع كل ما لدينا من أفكار حداثية وتراثية تاريخية وفكرية أمام مرآة النقد ثم استخراج من يناسبنا منها والاستفادة منه، أي إذا وجدنا في التراث ما يناسبنا أخذناه وإذا وجدنا ما يضرنا في الحداثة تركناه وهكذا يا عزيزي نخلق حياة ليبرالية سياسية واجتماعية راقية تورثنا التقدم. س : من وجهة نظرك ما أهم قضايا المرأه العربيه و كيف يمكن حلها ؟ أهم قضايا المرأة العربية هي المرأة العربية، وحلها لن يأتي من خارجها هي الوحيدة أظن القادرة على حل كل مشاكلها يا صديقي هناك نساء لا يريدون سوى العيش في كنف رجل، وآخرين لا يملكون أي مواهب أو رؤية سوى جسدهن، عندما تترك المرأة نظرتها الدونية جسدانيه إلى ذاتها سوف لا ينظر أحد إليها بأي دونية وجسدانية.
س : نرجوا أن تحدثنا فى أيجاز عن أهم سمات الثقافه المصريه من ( أدب _ فن _ فكر _ عادات و تقاليد ) و من أهم المفكرين و الشعراء العرب و المصريين من وجهة نظرك و لماذا ؟ الثقافة عالم يصنعه الإنسان، ويتنوع من خلاله السلوك البشري وندرك أن لكل مجتمع إنساني ثقافته المتميزة أو كما يقول كلاكهون –وهو من أكابر الباحثين في مجال الدراسات الثقافة- أن ثقافة مجتمع من المجتمعات هي نسق تاريخي المنشأ يضم مخططات الحياة الصريحة والضمنية، يشترك فيه جميع أفراد الجماعة أو أفراد قطاع خاص معين منها وهي ما يمكن تسميته بـثقافتها الخاصة التي تشترك فيها مع مجموعات أخرى ببعض الخصائص وتنفرد فيها بخصائص أخرى كون الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده فهو يتشكل داخل جماعته ويشكلها كذلك، إذ تبتدع كل واحدة منها حلولا مبتكرة لما يطرح عليها من مشاكل لكن هذا لا يعني أننا نستطيع أن نكتب سمات محددة، أنا أرفض ذلك، ولك أن تتأكد من أن جميع الباحثين المصريين الذين تناولوا الشخصية المصرية لم يتفقوا على شيء فهناك تباين في الآراء، إلا أن هناك تراث متراكم وتقاليد متأصلة لا يمكن إنكارها ولا يمكن تقويمها بشكل عام كذلك، وعلى الجانب الآخر فإن الفن والأدب جزء أصيل من الثقافة ومكون رئيسي لها، والفن بمختلف تنوعه يجد طريقا وعر لممارسته بين القيود الدينية والسياسية والاجتماعية، وبين اكتفاء الأديب بما يبدعه من لون أدبي دون تطوير ذاته وثقافته حتى يجعل أدبه محمل بالمعاني وعميق بالفلسفة، ويكفي أن تتابع حركة مبيعات الكتب فستجد كتب السحر والشعوذة و الأكاذيب . س : الأمام محمد عبده ما تقييمك الشخصى لأرائه ، و هل مازال لأطروحاته القدره على حل مشكلات مجتمعاتنا العربيه ، أم عفا عليها الزمن ، و هل يتقارب أم يتباعد مشروعه الفكرى مع المشروع الفكرى لكلاً من : محمد شحرور _ جمال البنا _ محمد عابد الجابرى _ محمد أركون ؟
لا يمكن أن نقوّم مشروع محمد عبده في جلسة أو جلستين هو شخص يمتلك من الفكر والعقل والمعرفة الدينية ما يجعلنا نتعامل مع ما قدمه بحظر وتأني شديد، كما أننا لا نستطيع، أظن، تصنيف فكره أيضا، ولكن هناك سمة يشترك فيها هو والجيل اللاحق عليه، وتلك الفترة وهو التأرجح بين القديم والحديث، التوفيق كما يسميها البعض، وأنا أرى أن هذا هو الوصف الدقيق حتى الآن لمشروع محمد عبده، كما أنني أقول لك أننا على الرغم من ذلك نحتاجه اليوم نحتاج منه الطريق الذي أراد أن يسلكه، وهو له أثر في كل الأسماء التي ذكرتها لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فهو من بدأ وتواصل مع التراث برؤية مرنة، فعلى سبيل المثال نجد تواصله مع الفكري الاعتزالي في قضايا كثيرة ولم يرفضهم مثلا، وأوضح لك أنني حين طلب مني عمل دورة تدريبية في مجال التنمية الثقافية بقطاع الفنون لم أجد سوى اسم الإمام محمد عبده كي يصير عنوانا للدورة، حتى أن الجرائد وقتها كتبت (عودة الإمام محمد عبده) نعم أريد أن يعود فكره وننتقي منه ما نريد، أما عن الأسماء التي طرحتها فأقول لك إنهم باحثين جادين أرادوا أن يؤسسوا للعقل في مجتمعنا، ربما أميل إلى أركون أكثر من الباقين كوني دارس للأنثروبولوجيا الثقافية، وهو ذو باع في هذا المجال، والجابري لا يقل أهمية عنه وكذا شحرور وما يحاول طرحه اليوم من أفكار وأسئلة. س : أيهما أكثر أقتراباً من المجتمع و قضاياه حالياً و أيضاً الفترات السابقه الشعر العربى أم الشعر الغربى ؟ ماذا تقصد بالاقتراب هل التواصل مع المجتمع كمتلقي فهذا يجعلنا نتناقش مع الباحثين في نظريات الاتصال، ونستفسر منهم عن ذلك، وإذا كنت تريد بمعنى الاقتراب هو التعبير عن المجتمع فأرى أن الفن العالمي اليوم يبتعد إلى عالمه الخاص عالم افتراضي بامتياز، وهو في المجتمعات المتقدمة لا يعاب أبدا ذلك، ولكن في المجتمعات الفقيرة النامية غير المتطورة تحتاج إلى أن يصير الفن أداة لهذا التطور وبناء عليه يجب أن يتواصل مع المجتمع ويكون الشعر معبرا عن كل ما يجول من خواطر في هذا المجتمع وأن يثور. س : كيف نبتت لديك فكرة الخان،وما هى أنشطته،وما الذى تهدف أليه من خلال أنشاء هذا المشروع الثقافى ؟ الخان حلم كان يراودني كل يوم منذ دخولي الجامعة، أن يكون هناك مؤسسة ثقافية كبيرة، تحاول إصلاح ما أفسده التعليم، إصلاح الرؤية ، وتبني العقل، وبناء جسر حقيقي بين الثقافة بمعناها العام الواسع، وبين الشباب وطاقاته. وما لبثت حتى وجدتني أبحث عن أقراني في تبني هذه الفكرة ووجدتهم وبدأنا المشوار أن يكون هناك مشروع لتنمية الثقافة بعيد أن الأيديولوجيا قريب من التجريب، وبدأ معي المشوار مجموعة من الشباب منهم من استمر ومنهم من تركنا لظروف الحياة لكن له بصمة لا يمكن أن ننكرها، بدأنا أنشطة في مكتبة علي بدر خان المخرج الكبير، وانتقلنا إلى أكاديمية الفنون وكان لنا لمدة ثلاث سنوات مقر بالأكاديمية يحمل اسمنا وكنا نقيم فيه الأنشطة، وبعد ذلك بدأنا العمل على الانتشار بشكل أكثر فلنا حتى الآن منذ 2011 دورة الإمام محمد عبده بمركز الجزيرة التابع لقطاع الفنون وهو مشروع أظن أنه لاقى نجاح واهتمام وكان من أكثر المتحمسين له الدكتور إيناس حسني مدير المركز والتي تقف بجانبنا دوما وما لبثنا حتى وجدنا الدكتور خالد عزب يطلب منا أن نقيم أنشطة ببيت السناري وأن يكون لنا تواجد هناك مما أسعدنا طبعا، ورابطة الخان الثقافية مشروع مستقل يمثل مركزا وساحة لكل أشكال الفنون بشتى اتجاهاتهم الفكرية، وكذلك هو ساحة للمشاريع الثقافية والتنموية في المجتمع، فهي فضاء لإقامة الورش التعليمية في مجال الفنون، وكذا ورش تنموية في تحسين العادات الفكرية السلبية وتحسين رؤية الشباب وتدريبهم على ممارسة حياة أفضل. حتى تواجه ذلك الركود الفكري والمعرفي والفني الراسخ مدة كبيرة من الزمن خاصة في هذه الفترة الحالكة التي تمر بها المنطقة ويتلخص العمل في الخان على محاور هي (مشروع خان الورش) التفاعل الحقيقي بين الشباب وبين خبراتهم التي سوف تؤهلنا جميعا لتأسيس مجتمع راقي قادر على تحقيق سبل الحق والخير والجمال، وهي عبارة عن مجموعة من الورش في شتى مجالات الفنون وخدماتها: ورش في الكتابة الإبداعية والتعبير الحركي والرقص وورش التمثيل ومبادئ فن التمثيل المسرحي وكذلك ورش في الإخراج المسرحي والتعرف علي أسس اﻻ-;-خراج المسرحي. وورش في الرسم الزيتي والسنيما (المونتاج،السيناريو،إنتاج واخراج فيلم روائي قصير، وعمل وإعداد فيلم وثائقي) وورش في العمل الصحفي والمهارات التي تخص هذا المجال، لتقديم خدمة خبرية وصحافية للمجال الثقافي والفني وثاني المحاور مجلة الخان الثقافية وهي تقوم بنشر أعمال الشباب الإبداعية من أدب بأشكاله المختلفة ودراسات أدبية وفنية وعمل صحفي (تحقيق- تقرير- مقال رأي) وكذلك تنمية قدرات الشباب المبدع والمساعدة على ظهور جيل جديد من المبدعين بنشر أعمالهم الأولى بجانب نشر أعمال لكبار الكتاب حتى يتم تبادل الخبرات بين الأجيال كما هنا محور مستقل هو المهرجانات الثقافية والفنية والحفلات، ونشترك فيها مع مؤسسات خاصة وأخرى حكومية وتهدف إلى تقديم نماذج فنية وإبداعية للشباب وما تم انتاجه من أعمال في الورش التابعة للرابطة. في مجالات: (المسرح –الأمسيات- المعارض الفنية- العروض السينمائية- الأفلام الوثائقية) ولنا مشروع جديد هو إنتاج أفلام وثائقية وقمنا فعلا بعمل فيلم عن الشاعر حسن طلب وهناك تحضير لفيلم جديد. فى نهاية الحوار أرجوا منك توجه كلمه للقراء أستاذ الشريف منجود : تحياتى للقراء الأعزاء سواء أتفقنا أم أختلفنا و تحياتى لك عزيزى المفكر و الأديب سامح سليمان لما تبذله من جهد فكرى و تثقيفى و تنويرى ثرى تحتاج الى مثله مجتمعاتنا بشكل مكثف .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سامح سليمان يحاور الشاعر المصرى الشريف منجود ج 1
-
سامح سليمان يحاور الشاعر المعرفى ثائر أيوب ج 2
-
سامح سليمان يحاور الشاعر المعرفى ثائر أيوب ج 1
-
سامح سليمان يحاور الكاتب المصرى باهر عادل
-
سامح سليمان يحاور القاص و الروائى السورى المبدع محمود الوهب
-
سامح سليمان يحاور المثقف الكردى مصطفى مقصود
-
سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج
...
-
سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج
...
-
سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج
...
-
سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج
...
-
حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 1
-
حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 2
-
الشاعر و الناقد ريبر هبون يحاور سامح سليمان حول الدين و مؤسس
...
-
حوار فلسفى هام و عميق مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زاي
...
-
مناظره هامه بين المفكر المصرى سامح سليمان و الشاعر وحيد راغب
...
-
حوار فلسفى مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زايد ج 1
-
حوار هام و عميق مع القس المصرى المستنير رفعت فكرى سعيد
-
حوار مهم و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
-
حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
-
حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|