أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - اغتيال شيماء الصباغ الرسالة و رد الفعل















المزيد.....

اغتيال شيماء الصباغ الرسالة و رد الفعل


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 08:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اغتيال شيماء الصباغ الرسالة و رد الفعل

اغتالت قوات الأمن بدم بارد الرفيقة شيماء الصباغ وسط القاهرة.و ساد شعور بالصدمة بين كثير من الدوائر حتي هؤلاء البعيدين عن اليسار. فالرفيقة شيماء كانت معروفة جدا و محبوبة من دوائر كثيرة من العمال للمثقفين ومن كبار قادة اليسار لشبابهم فقد كانت ممتلئة بالحيوية و الحماسة لم تترك مناسبة دون أن تشارك فيها. أغتيال شيماء دون أي مبرر لا يمكن إلا أن يكون رسالة لليسار من النظام أو علي الأقل قسم من هذا النظام. فواجبنا إذن أن نتجاوز حالة الصدمة و أن نفكر في مغزي هذه الرسالة و ما العمل في مواجهتها و في واقعنا السياسي.
بداية لنقر أن علينا أن نكون في هذه اللحظة عقلانيين و نفكر في صالح الشعب في هذا الظرف و أن نبتعد عن الانفعال و نحن نفكر في طبيعة الرسالة و بالتالي رد الفعل

الرسالة
لا شك أن الرسالة هنا هي "ابتعدوا عنا و إلا" فقتل شخصية يسارية معروفة بهذه الطريقة الوقحة وسط القاهرة لا يمكن إلا أن تعني أن هناك من يصر علي إبعاد اليسار عن المشهد السياسي و الحزبي .هل هذا التقدير مغالي فيه هل يمكن أن تكون مجرد صدفة؟ كان يمكن اعتبار الأمر صدفة لولا أن لدينا تاريخا طويلا من العداء الشرس من النظام لقوي الثورة و اليسار رغم أنهما لا يشاركان في أعمال عنف . فرغم كل شيء يمثل اليسار أمكانية أن يتحول لبديل شعبي لكل من النظام و نقيضه الذي هو منه الإخواني. أقول أمكانية و ليس أنه فعلا بديلا شعبيا جاهزا. فلو كان كذلك لم يكن أحد ليجرؤ علي الإقدام علي الاغتيال. الرسالة هي ابتعدوا عن السياسة عن الشارع عن الناس فردنا عليكم لن يكون سوي الرصاص. و هذا ربما نسبيا أمرا جديدا في السياسة المصرية رغم أنه توجد أمثلة لهذا لكن الاغتيال السياسي قائم في كثير من بلاد العالم أعني هنا الاغتيال من قبل أجهزة الدولة. كل تفكير في قضية ما العمل يجب أن يرتفع لمستوي الرسالة. خاصة و أن النظام مقدم علي عملية نيوليبرالية كبيرة من خصخصة – أو شبه خصخصة- الصحة و التعليم و النقل و تعويم العملة الخ و اليسار هو المعارض الطبيعي بل الوحيد حاليا لهذه السياسات فيجب أزاحته من المشهد أو علي الأقل أسكاته. الرسالة تعني أن قواعد اللعبة قد تغيرت و أننا أمام مرحلة جديدة من علاقة النظام و اليسار. أو علي الأقل محاولة لذلك.و ستكشف الأيام المقبلة عن حدود هذه القواعد. و حسي الشخصي أن ليس كل دوائر النظام وراء سلوك العصابات هذا فهو يؤسس لواقع جديد ليس بالضرورة لصالح النظام. لكن بالتأكيد لو مر الأمر فسوف تصبح سياسة يتبناها جميع من في السلطة. كان إصدار قانون التظاهر فضا لتحالف 30 يونيو و عزلا للقوي اليسارية و الثورية عن الساحة السياسية و الآن اغتيال شيماء رسالة تهديد مباشر لليسار بالرصاص.

ردود الفعل
بعد الشعور بالصدمة و الحزن و الألم علي الرفيقة الغالية تبدت ردود الفعل وسط اليسار و القوي الثورية في شكلين أساسيين

أولا : الانضمام الصريح للإخوان. و هذا تبناه من كانوا أصلا يميلون للإخوان و في تقديري أن هذا السلوك هو خيانة صريحة للرفيقة الشهيدة و كل ما عاشت من اجله. و هو من ناحية أخري تسهيل لمهمة النظام و خاصة الدوائر الأكثر وحشية وسطه. كأنما لسان حال هؤلاء هو "انتم تعاملوننا كإرهابيين حسنا سنكون إرهابيين" و لا شك أن النظام سعيدا برد الفعل هذا فسوف يسمح بتحويل القضية برمتها إلي صراع عسكري بين الشرطة و الجيش و بين هؤلاء و لا داعي للاستطراد في توضيح خطاء هذا الموقف.

ثانيا : و هذا هو الموقف الأكثر أنتشارا بين اليسار هو مقاطعة الانتخابات. أو علي وجه الدقة تعليق المشاركة في الانتخابات علي أمور يدرك من أعلنها أنها لن تتحقق مثل عزل وزير الداخلية و إعادة هيكلة جهاز الشرطة و بالطبع التحقيق في الجريمة البشعة الخ . و هذا الخيار بالذات هو ما أريد مناقشته نقاشا موسعا.

بداية موقف اليسار يجب أن يكون في مستوي الجريمة و مستوي الرسالة من ورائها. فما هي القضية المحورية بالنسبة لليسار الآن؟ قضية اليسار الآن ليست أسقاط النظام . فأسقاط النظام لن يأتي إلا بنظام يشبهه أو أسواء منه أو فوضي علي طريقة ليبيا و اليمن. قضية اليسار اليوم هي أن يتخلص من العزلة و أن يتحول لقوة شعبية مستقلة عن كل و أي طرف أخر بحيث يمكنه أن يقوم بالمبادرة و أن يصبح جاهزا لتولي السلطة بطريقة أو أخري. قضية اليسار أن يتحول لقوة شعبية. و اغتيال شيماء هو تحذير بالذات من هذا الاحتمال. فليست مظاهرة 50 شخص مسالمين في طلعت حرب ما يقلق النظام ففارق كبير بينها و بين حرب الشوارع الفعلية التي تجري في المطرية مثلا.و نحن في حاجة لآن نحدد علي وجه الدقة القضية المحورية لليسار في هذه اللحظة أو بتعبير أخر مصلحة الشعب اليوم فكلاهما يجب أن يكونا وجهين لنفس العملة.

فما الذي سيقدمه لنا الاستنكاف عن الانتخابات؟ لن يقدم لنا سوي عزلنا عن الشارع بل وخسارة أمكانية أن يكون هناك ممثلين لليسار في البرلمان القادم . إلا إذا كان أحد يتصور أن النظام سيستجيب للمطالب المعلق عليها المشاركة في الانتخابات مثل هذا الشخص طيب القلب جدا بحيث لا يجب أن يشارك في السياسة.هل مثلا هناك تصور أنه ستكون هناك بعض الاستجابة من النظام؟ أو حتي قليل من الاستجابة ؟ لمن يتصور هذا لقد أعلن السيسي نفسه أنه سيفرج عن الشباب و لم يفرج عن أحد فهل لنا تأثير علي النظام أكثر من السيسي مثلا؟ يجب أن نكون واقعيين اغتيال شيماء يعنى أن هناك قواعد جديدة للتعامل مع اليسار اسمها العنف . فلا تنازلات من أي نوع بل العند و التعنت و إذا كان أحد من دوائر النظام ينوي الإفراج مثلا عن الشباب أو حتي قسم منهم أو تقديم أي مبادرة من هذا النوع و في هذا الاتجاه فسوف يمتنع عنها الآن.

ما هو هذا "النظام" الذي نتحدث عنه؟ لدينا الجناح الأقوى و هو البيروقراطية-العسكرية لكنه ليس الوحيد. جناحا أخر هو "عصابات" رجال المال و هي عصابات فكرا و سلوكا كما يتضح من الإعلام و من التوجه المحموم لأن تتخلي الدولة عن كل خدمة تقدم للشعب و تركه كي ينهبه المستثمرين. فقط علينا أن نتأمل في الهجوم علي "مجانية" التعليم التي لم تكن تناقش حتي أيام نظيف . و الهجوم ليس علي مكتسبات الثورة فحسب بل علي الشعب نفسه -مثلا العمال كسالي – الخ الخ من النفايات التي نراها كل يوم . مثل هذا اليمين الرجعي المتطرف ليس مجرد ميول فكرية لكنه تعبير عن قوي واقعية جدا سمح لها الإرهاب الإخواني بأن تفصح عن نفسها فلا يجب أن نتوقع شيئا من النظام لم ننتزعه بالأظافر و الأنياب.

ثم نأتي لسؤال "الشرعية" الحجة الشهيرة جدا أن مشاركتنا ستضفي الشرعية علي النظام ستعني اعترافنا به . هذه الفكرة المثالية كما لو كانت الشرعية نوعا من التوابل يضاف للطعام. الشرعية يكتسبها أي نظام من الشعب. و الشعب اليوم رغم معاناته الشديدة يتقبل النظام لأنه – عن حق- يكره الإخوان و يكره أن يري بلده مثل سوريا أو ليبيا. و لن يمكننا أن ننزع الشرعية ما لم يكن الشعب لجانبنا أي يرانا كقوة فاعلة قادرة علي أن تكون بديلا مقبولا يحافظ علي البلد و يقاوم الإرهاب و في نفس الوقت يقدم سياسات بديلة لسياسات النهب و الإفقار السائدة. ألسنا نقول عن أنفسنا أننا كذلك.

ثم نأتي لفكرة "الحالة الثورية" أو أن قبل ثورة يناير لم يكن اليسار أو الثوريين قوة كبيرة في الشارع لكن الثورة قامت و قام بها الشعب و يستطرد أصحاب هذه الحجة أنه ليس ضروريا أن يكون لنا قوة شعبية كبيرة حتي تقوم الثورة. و من ناحيتي أقول فعلا أن هذا صحيح جدا لا يحتاج الشعب لليسار برمته كي يقوم بثورة . لكن الشعب يحتاج ليسار قوي و قادر كي يقوم بثورة ناجحة. أن ثورة يناير و المسار الذي أخذته يؤكد هذه الحقيقة فلم بعد 4 سنوات وصلنا لوضع أن الهجوم علي الثورة أصبح علنا في الفضائيات؟ أليس لأن القوي الشعبية اليسارية ضعيفة و معزولة . لما تبدو تونس أكثر نجاحا منا ؟ أليس لأنها لديها يسار أفضل و نقابات أفضل و مستوي ثقافي أفضل ؟ أن "الثورة" يمكن أن تكون كارثة ألم تقم في سوريا ثورة سلمية مدنية طالبت بما طالبنا به و الآن تحولت لكبوس إرهابي و حرب أهلية مدمرة و أنزوت قوي الثورة الحقيقية في سوريا مجبرة و مضطرة أو غيبها القتل و الموت.

إذن فهل يعقل أن يمر قتل شيماء رفيقتنا الغالية دون موقف ؟ أيعقل أن نمضي في عملنا كالمعتاد و زميلتنا اغتيلت أمام اعيننا ؟ بالطبع لا . واجبنا أن نجعل حملة الانتخابات حملة شيماء الصباغ . أن نرفع صورها في مكان دليل علي وحشية النظام أن نكون كتلة يسارية في البرلمان أسمها كتلة شيماء الصباغ أن نحكي للشعب من هي شيماء و لما اغتليت أن لا نترك الأمر للنظام أن نأخذه بأيدنا أن نكون مخلصين لقضيتنا أن نركز علي بناء تيار يساري مستقل تماما عن أي توجه أخر و أن يطلق هذا التيار حملة المشاركة في الانتخابات تحت أسم شيماء أن نقول للنظام أننا لن نغادر الشارع رغم اغتيالكم لرفيقتنا بل سنقف فيه أكثر و بعزيمة أشد و نحن نحمل صورة شيماء و سنبني بديلا شعبيا يمكنه أن يحقق ما نحلم به و ما كانت تحلم به رفيقتنا شيماء . الرد علي الرسالة يكون بالعمل الجاد و ليس بالاستنكاف.
حسن خليل
يناير 26 2015



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلنة الثورة
- القاعدة الاجتماعية للإرهاب
- توجهات خاطئة للمؤتمر الدائم لعمال إسكندرية
- اوباما يحارب داعش
- ثورة مبهرة
- العاصفة
- أزمة اليسار المصري الراهنة
- تحيا غزة
- داعش و أمور أخري
- الرئيس الجديد
- بين الحلم و الواقع
- تحديات أمام الحركة العمالية المصرية
- الانتخابات الرئاسية المصرية 2014
- الدستور الجديد (دروس تاريخية)
- حسن خليل - كاتب وناشط يساري مصري- في حوار مفتوح مع القارئات ...
- الموقف من مشروع دستور 2013
- طريق الثورة للانتصار
- الثورة أوسع كثيرا ..
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 2 - الجيش و الشعب و الإخوان ...
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 1 -


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - اغتيال شيماء الصباغ الرسالة و رد الفعل