حسين عبد المعبود
الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 21:46
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لي أصدقاء مسيحيون أعتز بصداقتهم لسمو اخلاقهم ، ونبل مشاعرهم ، وأفضل التعامل مع أخي المسيحي : صاحب المكتبة ، والمكوجي ، والنجار ، وفي طفولتي كنت أجد كل الدفء والحنان من سيتي تريزا التي كانت تقيم مع سيتي فهيمة عمة أبي وكنا نناديها سيتي كما ننادي سيتي فهيمة لا فرق بينهما لما كنا نراه من جدي شيخ الجامع والأسرة كلها التي لا تفرق بين سيتي فهيمة المسلمة وسيتي تريزا المسيحية وكذا أهل الحارة وكل قريتي الصغيرة ولكنني أتساءل لماذا ذهب السيسي إلى الكاتدرائية ؟ في سابقة لم يسبقه إليها أي من الرؤساء السابقين . ولا تقل لي لتهنئتهم بعيد الميلاد المجيد ، فكان يكفي أن يرسل مندوبا رفيع المستوى .
لو أن هناك احتقانا أو خلافا على شيء ما لكان من الواجب عليه أن يثبت أنه مسئولا عن الجميع ، وللجميع ، لا فرق بين مسلم ومسيحي ، ولو أن هناك فتنة طائفية لالتمسنا له العذر . لكن ليس هناك ما يعكر الصفو ، بل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين أجمل ما تكون الأن وإن علا صوت بعض المسيحيين .
ولا تقل لي أنها رسالة يطمئن بها الأخوة المسيحيين وصافرة إنذار للإرهابيين ! فكل حوادث الإرهاب التي تمت في معظمها حوادث فردية بغرض الانتقام من الأجهزة الأمنية ، أو كرد فعل لإرهاب الدولة المتمثل في حملات الاعتقال العشوائي بغطاء قضائي ، وأحكام قضائية جائرة في حقيقتها أحكام سياسية انتقامية فاقت أي أحكام في أي مكان بالعالم ، ومحكمة دنشواي سبة التاريخ المصري تتوارى خجلا أمام أحكام دوائر الإرهاب الآن ، ولم يثبت ، ولم يشاع أن أي من الأحداث كان يقصد به الأخوة المسيحيين .
إذا ربطنا بين هجوم السيسي على المسلمين في ذكرى المولد النبوي الشريف حيث اتهم كل المسلمين دون استثناء بالإرهاب حيث قال : ( 1.6 مليارمسلم يريدون القضاء على 7 مليار هم سكان العالم ) لم يتهم داعش ، أو النصرة ، أو انصار بيت المقدس ، أو الإخوان المسلمين بل اتهم كل المسلمين دون استثناء ، وبين زيارته للكاتدرائية بعد عودته من الكويت تحسبا لخريف خليجي قادم لا محالة بعد ان بدأت بعض دول الخليج تعيد النظر في سياستها الداعمة له ، وبعد اقتراب تغير الأوضاع في المملكة السعودية مما يفقده قوى خليجية داعمة له ، وبعد هجوم الإعلام المغربي ووصفه أن ما حدث في مصر في 3 / 7 انقلابا وليس ثورة ، تجد أنه أوشك أن يكون وحيدا في المنطقة العربية والإقليمية ، بلا سند شرعي ولا دعم عربي ، فراح يقدم اوراق اعتماده للغرب قائلا أنا معكم وبكم .
#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟