أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - الدولة الواحدة وضريبة القيمة المضافة !














المزيد.....

الدولة الواحدة وضريبة القيمة المضافة !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 12:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


جرت العادة على أن يدفع مواطنو الدولة ضريبة القيمة المضافة على جميع السلع والمواد الغذائية بلا استثناء، وتختلف ضريبة القيمة المضافة من دولة إلى أخرى ولكنها تبلغ بالمتوسط حوالي 15 %. الدولة بالمقابل تصرف هذه الضرائب للإنفاق على الجهاز الإداري الحكومي وهيئات الحكم المحلي المنوط بها تطوير البنى التحتية في البلاد، ويحصل المواطنون بالمقابل على جميع خدمات الدولة كما يحصلون على حق محاسبة السلطة التنفيذية في الانتخابات الدورية كل 4 سنوات مرة، بحيث يتم استبعاد المسؤولين عن الفساد والترهل والبيروقراطية في مؤسسات الدولة، وصولاً إلى أفضل أداء حكومي ممكن.

وفي حالتنا الفلسطينية العجيبة والغريبة، تقوم دولة الاحتلال بدون وجه حق، باقتطاع ضريبة القيمة المضافة من الشعب الواقع تحت الاحتلال كأي مواطن إسرائيلي، ولكن من دون أن تعترف بالمقابل، برزمة الحقوق المدنية والسياسية المترتبة على دفع الضرائب.

من جهة ثانية، كيف تعطي إسرائيل كدولة احتلال لنفسها الحق في قرصنة الضرائب على البضائع الواردة إلى غزة فيما تعتبر هي غزة أراض أجنبية وكأنها خالية المسؤولية عن حقوق سكانها ؟؟ إلى متى هذا التلاعب وهذا الاستغباء الذي لا يعرفه العالم، ولا حتى يتنبه له غالبية الشعب البسيط في غزة والضفة ؟؟!

إذا كانت إسرائيل كدولة محتلة تعطي نفسها الحق في اقتطاع الضرائب، وفي فرض أسعار السلع والمنتوجات ومواد الطاقة على الجمهور الفقير الواقع تحت احتلالها ( اتفاقية باريس )، فكيف وبأي حق تقوم بإغلاق حدودها أمام القوى العاملة في غزة ؟؟ أليسوا دافعوا ضرائب ويحق لهم التمتع بالحق في العمل في الدولة التي تقتطع الضرائب من خبز الأطفال الجوعى والمحرومين ؟؟!

إن تفاقم مشكلات الفقر والبطالة وما رافقها من إدمان على المخدرات وبدء تصاعد الجريمة المنظمة بهدف السطو والسرقة، ناتج بالأساس عن عدة عوامل، أهمها رزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إسرائيل على غزة بعد سيطرة حماس على مقاليد السلطة في 2007، فقد تم إغلاق المنطقة الصناعية في بيت حانون ( 4000 عامل ) وقبلها تم إغلاق أكثر من 800 مصنع حياكة ( 50 ألف عامل )، ثم تم منع تصدير منتجات مصانع الأثاث والمناجر ( 3000 عامل ) وقبلها، وهذا الأهم والأشد بلاء، تم إغلاق الحدود أمام العمال ( 120 ألف عامل ) ليصبح المجموع 180 ألف عامل، أي أننا نتحدث عن 180 ألف أسرة تم قطع مصادر رزقها، دون أن يطرف رمش لقوى المقاومة العنيفة التي تسببت مباشرة في كافة هذه الإجراءات العقابية، ومن دون أن يفكر أحد في مصير مئات الألوف من الناس، وحسبنا أن ابن فتح يتقاضى راتباً وهو جالس في بيته، وحسبنا أيضاً ما تناقله وسائل الإعلام عن ظهور 600 مليونير حمساوي نشاهد سياراتهم الفارهة أمام أعيننا في شوارع غزة، وهؤلاء كونوا ثروات طائلة من خبز الفقراء أيام تجارة الأنفاق وما رافقها من فضائح نصب وسلب ونهب !

إن كل ما يحدث من تطورات فظيعة عانى منها شعبنا، كما عانى منها بصورة أقل الشعب الإسرائيلي، هو نتاج طبيعي لدوامة العنف التي بدأت عام 1987 كرد فعل على انتهاكات حقوق الناس من قبل قوات جيش الاحتلال، الذي تصرف بسذاجة وغطرسة لا تليق بدولة نووية عظمى، عندما قرر رابين سحق عظام المتظاهرين في شوارع جباليا ومخيمات وبلدات غزة.

أخيراً، وليس بآخر، لابد من إعادة تصويب العلاقة بين إسرائيل كدولة محتلة وبين الشعب الفلسطيني الواقع تحت احتلالها، فإذا كانت إسرائيل ترفض نظرياً وعملياً حل الدولتين، فلماذا لا يتم الولوج إلى دولة ديمقراطية واحدة خالية من مظاهر العنف والعنصرية ؟؟ السؤال موجه إلى الطرف الذي يمتلك أدوات العنف والقوة الغاشمة، وهي إسرائيل والشعب الإسرائيلي !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحتاج إلى تيار فلسطيني ثالث ؟؟!
- هل يمكن حقاً اعتزال السياسة ؟!
- هل تعاني غزة من احتلال ثلاثي ؟؟!
- ماذا تريد حماس من داعش ؟!
- حول خطيئة طرد عميرة هس من جامعة بيرزيت !
- حماس ليست داعش وأبو مازن ليس خائناً !!
- بريطانيا منحت الصهاينة فلسطين وليس ( ياهو ) !!!
- أعطونا حقوقنا وخذوا السلاح !!
- استهداف الأطفال: جرائم لم يفكر بها النازيون !!
- الصهيونية هي الأب الشرعي للإرهاب !
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم ؟ رد على مقال سا ...
- الدولة ( اليهودية ) تفقد صوابها !
- دولة نووية تقتل الأطفال بأسلحة فتاكة !
- نقطة لصالح نتنياهو: لماذا الصمت يا مقاومة ؟؟!
- يهود مع حق الفلسطينيين بالعودة !
- ورقة للنقاش: هل من مخرج إنساني لدوامة العنف والإرهاب ؟!
- ملامح هزيمة إسرائيل: التفكير البدائي والفشل الأمني !!
- دفاع عن النفس أم حرب إبادة ؟!
- أوقفوا المجازر الصهيونية في غزة !
- محمد أبو خضير - 16 نجمة في سماء الحرية !


المزيد.....




- محكمة الاستئناف في الجزائر ترفض الإفراج عن الكاتب الفرنسي ال ...
- تونس - ليبيا: وزير الدفاع التونسي يلتقي مدير الاستخبارات الع ...
- إنقاذ فتاة تبلغ 11 عاما قبالة لامبيدوزا بعد قضائها 3 أيام في ...
- المغرب: هل تتجه الرباط نحو إلغاء عقوبة الإعدام؟
- سوريا: ما هي نوايا إسرائيل؟
- بعد سقوط الأسد: تحذيرات من عودة -تونسيين متطرفين- من سوريا
- بشار الأسد يعتذر وابن عمه يعدم؟
- عاجل | مصادر للجزيرة: الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبلباس مدني ...
- إصابة 4 إسرائيليين بإطلاق نار على حافلة جنوب القدس
- البشير للجزيرة: الجلالي لم يلتق بالأسد إلا مرة واحدة خلال رئ ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - الدولة الواحدة وضريبة القيمة المضافة !