|
أليس الطب النبوي افضل؟
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 11:07
المحور:
كتابات ساخرة
أليس الطب النبوي افضل؟ يثير موضوع المافيا اهتمامي كثيرا لانني احب الجريمة في الروايات و الافلام و الخيال و يعجبني الطرق الذكية المتبعة في الغش من قبل العصابات و اني اعتقد باننا لو عشنا في عالم يسوده جنات تجري من تحتها الانهار مع مؤمنين خالدين فيها ابدا يشربون الحليب بالعسل و يصلون ليل نهار لاصابنا ملل قاتل و سبات مميت لذا افضل الجهنم و الالتقاء بعصابات المافيا على الجنة و معاشرة ايات الله العظمى. تحارب الجرائم و الفساد و الغش و الكذب و التجسس الملل و تعمل كمحرك للتطور و لكنها ايضا تخوفني و تثير اشمئزازي و قرفي خاصة اذا توسع الامر الى قتل الابرياء. لم اقترح لحد الان بان اصل كلمة (مافيا) لربما هو العربية: (ما في) اي (لا يوجد) لان الانسان يختفى بسرعة من الساحة كما اختفى معارضو حزب البعث الحاكم في العراق بمجرد ملامسة اقدامهم ارض المطار. اذا كانت عصابات المافيا قد بدأت في ايطاليا او في محيط اوربي جنوبي ـ شرق اوسطي فان عصابات المافيا الروسية و الصينية و الاوربية الشرقية اليوم بصورة عامة اشرس و اقل رحمة منها لانها تقتل دون سبب و بأوحش وسائل التعذيب و المحو. اذا كانت عصابات المافيا تقتصر على شلة من المجرمين الايطاليين في الولايات المتحدة تحكمت في كل شيء لدرجة لم يستطع حتى نجم المطربين و الممثلين فرانك سيناترا ان يتلألأ دون مساندتها فان المافيا اخترقت اليوم جميع المهن و نواحي الحياة: مافيا الطب و الصيدلة و المحاماة و الجامعات و و الصناعة و السياسة... من افسد الوزارات العراقية اليوم هي وزارة التجارة و الصناعة ـ وزارة عراقية واحدة تجمع بين افسد نواحي الاقتصاد بلجان نزاهة افسد منها.
عندما ادخل عيادة الطبيب الالماني الممتلئة بالمراجعين اتعجب و احتار كيف يمكن للطبيب معالجة كل هؤلاء في ساعات و دون ان يصاب بارهاق فكري و بدني و يسقط على الارض و كيف لا تحدد الحكومة الالمانية عدد المراجعين باليوم الواحد و لكن حيرتي تصل الى قمتها عندما اخابر العيادة المكتظة بالسكان للمراجعة:
السكرتيرة: صباح الخير عيادة الطبيب (كهيص) اسمي السكرتيرة (جميلة ساحر) كيف استطيع مساعدتك؟ انا: عفوا لابد ان اشوف الطبيب اليوم السكرتيرة: طيب عندك موعد؟ انا: لاء مع الاسف و لكن ليس عندي وقت يوم اخر السكرتيرة: طيب ساحاول ان احرشك حرفيا (ادفعك بين مواعيد المرضى) انا: لك الشكر الجزيل على هذا التحرش الجميل السكرتيرة: لا شكر على الواجب و لكن (جيب وقت كثير معك) لان عليك الانتظار. بعد الانتظار بساعتين نادت السكرتيرة اسمي: السكرتيرة و دون ان تقابلني بعيونها الحلوة: هل لك ان تعطينا نماذج من البول و البراز و الدم؟
انا: (ما فيش مانع) او بالعربية العراقية (ما يخالف) شبيك لبيك انا ملك ايديك ايتها الحلوة. بعد الانتهاء السكرتيرة: غرفة رقم 3 من فضلك انا: شكرا و لكن الغرفة رقم 3 لم تكن مكتب الطبيب بل غرفة انتظار ثانية لانتظر نصف ساعة اخرى الطبيب: يجب ان اراك غدا ايضا انا: نعم يا دكتور انشاء الله خير طبيب: لا تخاف مجرد فحوصات اضافية روتينية لانك عندك تأمين صحي خاص انا: شكرا على الكرم يا دكتور الله لا يحرمنا منك. و في اليوم الثاني و حال دخولي باب العيادة طلبت مني السكرتيرة (جميلة ساحر) و دون ان تقابلني بعيونها الحلوة: هل لك ان تعطينا نماذج من البول و البراز و الدم؟ أنا: هل هناك حاجة ألم اعطيتك النماذج امس؟ شو عملتي بها؟ السكرتيرة: صحيح ليست هناك حاجة ارجو الانتظار سأناديك عندما يأتي دورك.
تصل قائمة الحساب الينا مباشرة بسرعة في اليوم التالي لاننا في التأمين الصحي الخاص و عندها يرتفع شعر الرأس بارتفاع جبال همالايا للاسعار الصاروخية التي سجلها مكتب الدكتور المحترم لدرجة يتهيأ لك ان كل نفس يتنفسه الطبيب و كل اصيع يحركه بسعر خاص. نأكل خرة و نسكت و ندفع القائمة و بعدها نرسلها للشركة لاسترجاع المبالغ.
يهرب اطباء المانيا الى المملكة المتحدة او الى دولة اخرى تدفع رواتب اعلى لان رواتب الاطباء الجدد في المستشفيات الالمانية نزلت الى السرداب بمستوى رواتب المعلمين لتزيد من الطلبات على محاضراتي الجامعية عن لغة الطب الانجليزي و الاستعداد لامتحانات كيمبرج و السفر بلا رجعة: ESP اي English for Specific Purposes و يتم تسديد النقص بالاستعانة باطباء من افغانستان و دول العالم الثالث او الرابع الاخرى رغم الفرق في الدراسة و المستوى مما ادي انخفاض نوعية العلاج الطبي في المانيا و لكن الطبيب الالماني ليس بافضل على الاقل من الناحية الاخلاقية: نصحه الطبيب اجراء عملية جراحية ليحوله الى معوق و يكتشف المعوق بان عملية جراحية من هذا القبيل لم تكن ابدا ضرورية و السؤال هو لماذا اجرى الطبيب عليه العملية؟ أليس الطب (الجن) النبوي افضل؟ قل اوحي اليّ انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا ـ يهدي الى الرشد فامنا به و لن نشرك بربنا احدا. www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المافيا الايطالية العربية
-
الاسمر في الشيوعية و الاسلام
-
المتهم .. المتهم..
-
المكتبة المتنقلة على الحمار
-
ذهب الى المذهب..
-
كيف ترى وجهك؟
-
تأريخ واحد للجميع!
-
منديل الزمن المجعد
-
لا يثبت الوجه
-
لماذا هي؟
-
الاستخفاف بالمواد الغذائية
-
الطبخ و البطيخ
-
حرب البيض
-
العرب و العظم 2
-
الاسهال ام الامساك (الفكري)؟
-
العرب و العظم 1
-
كركوك ليست ترتوك
-
الادراك الحسي و التحرر من الجسم
-
الحنيفية = الوثنية
-
لا يقرأ و لا يكتب!
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|