|
رسالة -داعش- الي الأردن عبر ظهور الطيار الاسير بالبزة البرتقالية
علي رجب
الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 16:16
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
فيما يبدو ان تنظيم الدولة الاسلامية " داعش" الارهابي، اراد ان يرسل رسالة الي الحكومة الاردنية ، بأن حسم مصير طيارها الاسير لدي التنظيم معاذ الكساسبة قد اقترب، مع ظهور بالبزة البرتقالية، وهو الذي ظهر فيه اغلب ضحايا التنظيم من الاجانب خلال الفيديوهات السابق، وايضا خلال قتلها 13 عنصر من عناصر كتائب فرسان العلم المعارضة في للدولة الاسلامية بالعراق.
وعقب ايام من سقوط الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة الأربعاء الماضي، اسيرا في يد تنظيم "داعش"، نشر التنظيم في الإصدار السادس من مجلة "دابق" الالكترونية التابعة له والتي تصدر باللغة الإنكليزية، صورة للطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة بالبزة البرتقالية، والتي ظهر فيها قبله الأجانب الذين قتلهم التنظيم ذبحاً، ما يرجح أن التنظيم قرر قتل الطيار.
الحوار الذي نشرته "داعش" يوضح ان الاستجواب كان عن نوعية الأسئلة والطائرات التي يستخدمها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والدول العربية المشاركة ، وهو ما افسح عنه الطيار، قائل: القواعد السعودية والكويتية والبحرينية والأردنية والتركية تُستخدم لاستقبال طائرات التحالف، وأن المقاتلات الأردنية تنطلق من الأردن والمقاتلات الخليجية تنطلق بشكل عام من الكويت والسعودية والبحرين، وهناك مطارات مهيأة لحالات الهبوط الاضطراري مثل الأزرق في الأردن وعرعر في السعودية ومطار بغداد الدولي وبغداد الكويت الدولي ومطار في تركيا نسيت اسمه يبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود السورية". كما أشار إلى أن بعض المقاتلات الأميركية والفرنسية تنطلق من قاعدة موفق السلطي في الأردن، إلى جانب قواعد في تركيا.
وأضاف: "هناك قاعدة أميركية في قطر، حيث يتم التخطيط للمهمة وتحديد الأهداف وتوزيع المهام، وترسم مهام كل دولة مشاركة في هذه الحملة قبل يوم من تنفيذها ويقوم الأميركيون بطلعات جوية من طائرات دون طيار تنطلق من الخليج ويستخدمون الأقمار الاصطناعية والجواسيس لتحديد ودراسة الأهداف، ويتم تزويدنا بخريطة وصور للأهداف". وأوضح أن الأردن يشارك في الحملة مع التحالف الدولي بطائرات "اف 16 " والإمارات والسعودية بطائرات "اف 16" المطورة والمزودة بقنابل موجهة عبر الليزر، أما الكويت فتشارك بطائرات لتزويد الوقود، البحرين والمغرب بطائرات "اف 16 " المطورة، إلى جانب قطر وعُمان، لافتا الي إلى مشاركة أكثر من 200 جندي أميركي في الحرب منهم 16 طياراً، والباقي مهندسون وتقنيون وآخرين يقومون بأدوار دعم. وفى رده على سؤال حول مصيره بعد ارتدائه البزة البرتقالية، أجاب الطيار الأردني الأسير: "ستقتلونني".
وفيما يبدو حتي الأن بالرغم من بنشر صور للطيار الاردني بالبزة البرتقالية، لم ينشر التنظيم كعادته فيديو لـ"الكساسبة" كعادته في نشر فيديوهات للأسري تناشد حكومات بلادهم لإنقاذهم، فنشر صورة وعبر مجلته باللغة الإنجليزية، قصد توجيه رسالة بان قرار الاعدام لم يتخذ بعد ، ولكن من الممكن قتله في أي وقت، اذا لم تنفذ الحكومة الاردنية مطالب التنظيم والتي تتم فيما يبدو عبر وسطاء مختلفون سواء عبر جهاز الاستخبارات التركية، ام عبر قيادات العشائر السنية، او عبر قيادات السلفية الجهادية بالأردن. الرسالة الأخرى التي يريد وأرسالها التنظيم، هو ريالة الخوف والفزع للمقاتلين الاجانب والعرب الذين شنون غاراتهم اليومية علي معاقد التنظيم، ضمن الحرب النفسية التي تتبعها الدولة الاسلامية في صراعها مع القوي المعادية لها سواء قوات التحالف او الدول العراقية والسورية او الجماعات المسلحة الأخرى في العراق وسوريا.
الرسالة الأخرى تشير الي ان التنظيم ، قاد علي اسر مقاتلين من أي قوات برية تابعة لاي جيش ستحارب مقاتلي التنظيم ستواجه بقوة وشراسة وسكون مصيرها القتل كما كان في مقتل العميد في قوات الحرس الثوري الإيراني حميد تقوي، مما يتيح للتنظيم الحفاظ علي مقاتليه، وعدم وجود قوي برية تستطيع ان تهزمه علي الارض مع وجود العشرات من رسائل الحرب النفسية ضد اعدائه.
وفيما يبدو ان التنظيم نجح في توصيل رسالته، من خلال ظهور اصوات من نشاطين سياسيين، بالأردن تطالب بالانسحاب من التحالف الدولي، فقد اصدر أعضاء بالبرلمان الاردني، بيانا تحت شعار"ليست حربنا" لإعادة تقييم دور الأردن في التحالف ومصلحته في المشاركة بحرب بعيدة عن الأردن خصوصا أن ادبيات تنظيم داعش لم يسبق لها أن اعلنت أية أهداف في الأردن.
البيان البرلماني، اثار جدلا واسع النطاق لكنه ساهم في امتصاص حالة احتقان شعبية وضعت مكانة التحالف الدولي في الشارع الأردني أمام اختبارات حادة خصوصا بعد واقعة إسقاط الطائرة.
"داعش" سيذهب الي استثمار اسر الطيار الاردني لأقصي مدي، مع حالة القلق والتخبط التي اصابت القوي الدولية في مواجهة التنظيم"، وعدم فك شفرة التنظيم ، مع استمراره حالة "اللا نصر" و"اللا هزيمة" بين التحالف والجيش العراقي ومقاتلي التنظيم في عدد من مناطق الصراع بالعراق واقليم كردستان، بالإضافة الي تحقيق التنظيم تقدم ضعيف علي الساحة السورية.
رسال التنظيم الارهابي من خلال فيديوهات قتل الرهائن الاجانب، واعلانه عن مسئوليته عن قتل العميد بالحرس الثوري الارانين واسر الطيار الاردني هي رسالة لعدم ارسال قوات برية لمقاتله، في ظل تألق التنظيم مع الغارات الجوية.. فهل وصلت رسالة "داعش" الي الأردن ودول التحالف الدولي؟
#علي_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تستفيد -داعش- من مبايعة جماعة ارهابية خارج نطاق نفوذها؟
-
تجربة الدعم بين ايران وتطلعات مصر
-
رؤية في سلفيي الغد وإخوان الأمس
-
الاخوان ..جماعة متعددة الجنسيات
-
إيران والإخوان علاقات السر والعلن
-
وماذا عن مظاهرات الاخوان بالجامعات
-
إيران أمريكا ..وحلف بغداد القادم من الماضي
-
إيران بين يدي الشيطان الأكبر
-
تذكرة السفر
-
30 يونيو ..وسقوط دولة المليشيات
-
الأمريكان المغول الجدد علي أبواب قاهرة المعز
-
ما وراء اختطاف الجنود بسيناء
-
عن -الحداد-ايران-و-مرسي –روسيا-
-
شيخ الإزهر وإستاذية العالم الإخوانية
-
الحكاية أيه يا خال
-
الأمل
-
خروج هاشمي رفسنجاني هل يكون المسمار الاخير في عرش خامئني
-
راكض...راكض
-
البترول الإيراني في قبضة التنين الصيني
-
خلاص راحل
المزيد.....
-
تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد
...
-
قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
-
وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا
...
-
مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو
...
-
الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر
...
-
مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
-
شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها
...
-
-نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام
...
-
ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
-
الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|