أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان محمد شناوة - الايمان الوجودي















المزيد.....

الايمان الوجودي


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 00:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقول فلسفة سورين كيركغور إن " إن الإيمان المطلق بالله، هو الشئ الوحيد الذي يمكننا من التغلب على عدم معقولية الحياة. يمكننا من السيطرة على القلق واليأس والوحدة في هذا العالم الغريب " ....

الأيمان المطلق بالله ...
ماذا يعني ذلك ...
ماذا يعني الأيمان ...

أليس يعني الأيمان التسليم بدون عقل أو تفكير بأمر ما , لأنه كما قيل لايمكن إن نتعقل وجود الله , فوجود الله خارج أطار العقل , وكذلك نبوة الأنبياء , فأما إن تؤمن أو لا تؤمن ... فكيف نخضع العلاقة مع الله إلى عالم التجربة والبرهان , واليس الأيمان هو نوع من الفلسفة ,وان الفلسفة هي اختراعنا البسيط إن نعرف حقيقة الإيمان وبالتالي نعرف الله ...

يقول احد الأتقياء " اللهم دعني أعرفك حق معرفتك , حتى أعبدك حق عبادتك " ...

ولكن أليس هذا الكلام لا يمكن وضعه في ميزان العقل , فكيف تعرف الله أو كيف ترى الله , يقول الحل الوحيد إن ترى الله من خلال مخلوقاته , فيقولون على لسان إعرابي أو ربما احدهم وضع هذه الفلسفة البسيطة على لسان أعربي حين قال حين تم سؤاله : كيف عرفت الله ؟

فقال : كيف عرفت الله , البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير , فسماء ذات أبراج وارض ذات فجاج إلا يدلان على الحكيم الخبير ؟!!

الحقيقة هذا رد بسيط يسكت أحيانا في لجة السؤال في بحثه الدائم عن الخلق والخالق , والحقيقة هو بحث في الدرجة الأولى في الذات , حين يسأل الإنسان : من إنا ؟ ..

والحقيقة إن البحث عن الله هو بحث في درجة الأولى عن حقيقة الإنسان ومن يكون , ومن أين أتى والى أين يسير ؟

أسئلة لا ينتبه لها الإنسان في خضم الحياة والسير السريع خلف خبز الحياة والعائلة والمسئوليات اليومية , ولكنه حين يتوقف فجأة ينتبه إلى هذا الغول والذي ينهش به قليلا فقليلا (( الزمان والذي يأخذ منه حياته وعمله وحتى علاقاته من أهله وأصدقائه وأبنائه )) , ويتركه بعد حين عاجزا و على حافة الطريق يمن عليه السائرون بالسلام ...

في خضم الحياة و والركض السريع خلف العمل والعلاقات المعقدة بين العامل ورب العامل , أو العلاقات الأكثر تعقيدا بين الإنسان والإنسان الأخر , والوقفات الصغيرة بين الإنسان وأبنائه في البيت أو المدرسة , وبين السير الحثيث حتى نلتقط هذه الفائدة أو نتجنب هذه الخسارة , تكمن كتلة كبيرة من القلق والحيرة واليأس , تدفع الإنسان أحيان للانفجار أو الصراخ أو حتى الانفعال , وأحيانا إلى الانتحار , حين تصبح الحياة كصخرة غير قابلة للتزحزح تضغط على أعصاب وصدر الإنسان , وبالكاد يستطيع إن يتنفس أو يزحزح قدمه من موضعه , انه قلق الحضارة , حيث تكاد تحكم جدران المدينة على صدره ولا تجعل له منفذا ...

فهل من علاج لهذا القلق ...

كتب كيركغور ذات مره عن حياة رجل حاول الهرب من القلق والاكتئاب، عن طريق الاستسلام لحياة الواجب والمسؤولية. لقد نجح هذا الرجل في حياته العامة. كون الأصدقاء، وتزوج وأنجب الأطفال. لكن سرعان ما عاوده القلق والاكتئاب على أشدهما.
الرجل، كما يقول كيركجارد، قد نجح في حياته العامة. لكنه غريب بالنسبة لنفسه. لأنه لا يعلم أن الخلاص من اليأس، لا يكون إلا عن طريق الانغماس بعمق في اليأس نفسه. الإنغماس في العدم.
إذن ما هو طريق الخلاص ...

طريق الخلاص من اليأس، هو ترك كل شئ والزهد فيه. الزهد في الشهرة والمال والجاه والرضي والراحة. الزهد حتى في الاعتقاد في التفكير المنطقي وفي العلوم وفي الفلسفة.

لهذا كله يقول كيركغورد " الإيمان المطلق بالله، هو الشئ الوحيد الذي يمكننا من التغلب على عدم معقولية الحياة. يمكننا من السيطرة على القلق واليأس والوحدة في هذا العالم الغريب " ..

مع ذلك يعتبر هذا الكلام غير مفهوم , لماذا احتاج انأ إلى الأيمان , والأيمان المطلق , إلا يكفيني القليل من الأيمان حتى تكون حياتي جميلة ورائعة , وتكون لي زوجه محبة وأبناء رائعون وعمل يدر عي ربحا يجعل حياتي مرهفه وأصدقاء رائعون يحلقون حول في الأمسيات الصيفية حيث يحلو السهر والسمر .. حيث الرحلات الخلوية في البرية ...
كل هذا جميل ..
ولكن ونحن في قمة السعادة , تأتينا هول التجربة , وقالها المسيح ذات يوم ... اللهم إني أعبدك وأؤمن بك ولكن لا تدخلني في تجربه ...

والتجربة هنا بين الخالق والمخلق ...
لماذا يحتاج الله إلى التجربة ...

وهل يمر بها كل إنسان .. أم هي مخصوصة للبعض دون الأخر ...
قصة أيوب مثال قوي للتجربة , وهو التجربة , حيث يفقد الإنسان كل شيئ , كل شي تقريبا ماله وتجارته . وأولاده , وأصدقائه ومحبة الناس , ويفقد حتى عطف الناس , ويبقى وحيدا ليس معه احد سواه هو والله ... ويرفع يديه ويدعو الله , لماذا هذه التجربة القاسية , هل يحتاجها الله , أم يحتاجها الإنسان , وهل هي لكل إنسان , أم مخصوصه لناس دون ناس ...

أسئلة تثور , ويصعب الإجابة عنها ...

لأننا في نسير في منطقة الإيمان ... حين لا حقيقة مطلقة , حيث لا معرفة , حيث إن الصح يساوي الخطأ , والتقدم يساوي الرجوع , والحب يساوي الكره .. منطقة الأيمان المجهولة , فمن دخلها كمن دخل منطقة مظلمة اشد الظلام موجعة اشد الوجع مرهقة اشد الإرهاق ... دليله الوحيد قلبه والذي يرشده إلى النور في أخر النفق ..أو كما يقول البعض (( الله في قلبك )) ...

والله لم تتسع له سماء وارض ... ولكن اتسع له قلب مؤمن ...

إما قليل الأيمان فتضيق به الأرض والسماء بما وسعت ... فهل لهذا السبب نجد ملحد مثل ستيفن هوكينج يبحث عن نفسه أو عن ذاته أو عن الله في الأرض والسماء والكون , ويرجع إلى لحظة الانفجار العظيم ( بينج بونج ) قبل 13.6 مليار سنة حتى يعرف أصل الخلق ... ولا يجد له جوابا شافيا ... بينما المؤمن رضي بالسكينة والرضا في زاوية صغيرة من كوخ صغير حقير مهمل في أقصى الأرض لا يعلم به احد سهر يعبد الله .. حيث وجد الأمان والاطمئنان والراحة والنفسية ...

من هذا قالوا ... إن الأيمان يعطيك كل الاطمئنان ... ولكن لا يعطيك شيئ من المعرفة ...
وان المعرفة تعطيك حقائق مجردة جامدة وملايين الأسئلة ... ولا تعطيك اطمئنان أبدا ...
ولذلك المعرفة بذاتها ملحدة ...

القلق والحيرة والسؤال ... طريق المؤمن إلى الله ..
والقلق والحيرة والسؤال .... طريق الملحد إلى المعرفة ...

ولكن بعد هذا كله نقول , من انأ ومن أنت , ما هي ذاتي وما هي ذاتك , أين إنا من الله , وأين الله منى .. إذا أغمضت عيني في لحظة تأمل وسؤال وشك وحيرة , .. إلا يختفي هذا الكون كله , وحين افتح عيني إلا يرجع هذا الكون مره أخرى .. هل هذا يعني إذا اختفيت إنا من الوجود , هل يختفي وجودي إنا , أم يختفي الكون كله , فلا يبقى له وجود ,
وهل لو اختفى الإنسان من الوجود فجأة ولا أي سبب كان ... هل يختفي الوجود أيضا ...
والسؤال يطرح نفسه ...
هذا الوجود كله سموات ونجوم وأفلاك , ما قيمته كله بدون وجود الإنسان ...

فهل الإنسان هو الذي يضع القيمة للكون , لان الإنسان هو الذي يخلق ويبدع بالعبارة والوصف والمعني حول أي شيئ , فبدون الإنسان كيف يًعبد الله , وكيف تعمر أو تخرب الدنيا , وبدون الإنسان أين موضع الخير أو موضع الشر ... وبدون الإنسان هل هناك سيكون وجود جنة أو نار أو حساب أو عقاب ... أو سعادة أو حزن ...

وكأن كل شي في الدنيا والكون خلق من اجل الإنسان , وحين يختفي الإنسان ... يختفي كل شيئ معه ...

هل تجاوزت حدودي بالسؤال والطرح والبحث البعيد إلى حيث لا إجابات منطقية أو عقلية على أي سؤال يطرحه العقل , أو نرجع إلى حيث الدنيا والكفاح من اجل لقمة العيش .. حيث نكون اكثر إدراكا للمساحة البسيطة والتي يدور بها الإنسان بشكل يومي ...

من البيت إلى العمل إلى السوق لشراء مستلزمات المنزل والأولاد والعودة للبيت للنوم , وهكذا تعود لنا نفس الحكاية بشكل يومي وبشكل روتيني قاتل أحيانا ... تصحو تشاهد نفس الوجوه والابتسامات إلا مبالية في حين والمحبة في أحيان أخرى .. لتذهب إلى العمل نفس الروتين والعمل اليومي .. لتذهب إلى السوق ثم إلى البيت مره أخرى تصحو في اليوم الأخر على نفس الحكاية ...

وكأنها أسطورة سيزيف , والذي حكمت عليه الإلهة , إن يرفع حجرا ضخما إلى قمة الجبل وحين يصل إلى القمة يتركه حتى ينزل إلى أسفل , فيعود يرفع الحجر إلى القمة مره أخرى , وهكذا يعود مرارا ومرارا , في عقوبة أبدية فرضتها الالهه عليه , عمل هو الملل نفسه , ولكن سيزيف مثله مثل الإنسان المعاصر , مشدود إلى في حركة دائمة إلى عجلة الحياة بدون رغبة من إلى الانطلاق إلى حياة الحرية ... والمشكلة في هذا التفكير يناقض حالة الاستقرار والتي يعيشها الإنسان والتي توفر له الحياة الكريمة .. بينما الانطلاق إلى الحرية ... به هدم لكل ما هو مستقر في حياته , فهل يستطيع إنسان العصر الحديث إن يغامر بترك ماهو حقيقي للبحث عن المغامرة ...

وبعد هذا كله ...
ماذا نحتاج في الدنيا ... الأيمان البسيط والذي يجعل حياتنا الدنيوية ممكنه ...
أم نحتاج إلى الإيمان المطلق ... والذي يجعل علاقتنا مع الله ممكنه ...
وكيف يختلف السؤالان ؟ ..

وكأننا نقول إن الحياة بانها تحتاج إلى الحد الأدنى من علاقتنا مع الله , وفي هذا الحد الادني يكفي الأيمان البسيط , صلاة وصيام ومعاملة فاضلة بحدودها البسيطة , وتقيك إن أمكن السقوط بالمحظور والحرام ومعرفة الحلال .. والتي تجعل حياتك مبهجة , وأصدقاءك وعائلتك وعملك وأطفالك رائعون ...

ولكن إن أردت إن تعرف الله حق معرفته , فلا يكفي هذا الإيمان البسيط , إنما تحتاج إلى الإيمان المطلق , حيث يفترض بك تتنازل عن كل شي , والزهد بالحياة والمال والجاه والأولاد والزوجة والبيت والوطن والأرض وحتى السماء .. تهبك نفسك كاملا إلى الله , وحينها تمر بأقصى درجات التجربة بينك وبين الله .. حتى تصل إلى درجة المحب أو الخليل , فيكون حبك لله خالصا .. تذوب بالله ذوبان غير معقول , فتشعر فكانك أصبحت أنت والله ذاتأ واحدة ... فمن هذا قيل إن الإنسان حين يصل إلى درجة اليقين .. يقول للشيئ كن فيكون , ...

سلمان محمد شناوة



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتشددون ... والمجتمع
- النضال من اجل 8 ساعات عمل ..
- ماذا يعني إن يكون الأمير مقرن وليا للعهد ....
- نظرية مالتوس عن حتمية الفقر ...
- الاخلاق ... والألتزام ...
- سيمون دي بوفوار امرأة لا تشبه إلا نفسها ...
- الحرية من الحُسين الى جيفارا ....
- المنسيون في ثورة الحسين ...
- تأمل في ارادة حرة ...
- بين عبد الرحمن بدوي وسارتر
- كيف نفهم الوجودية ...
- هؤلاء البعيدين عن الدولة ....
- الوطن يختفي حين تسود الطائفية ...
- الدين وحاجتنا اليه ...
- الصراع في سوريا ...
- لماذا احمد القبانجي ؟ !!!
- بعض العلمانية ودعونا نعيش
- زيرو دارك ثيرتي
- الحرب في مالي
- ارغو هذا الفيلم المزعج ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان محمد شناوة - الايمان الوجودي