أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - أزمة مجتمعاتنا العربيه بين رجل السلطه و رجل الدين ج 1














المزيد.....

أزمة مجتمعاتنا العربيه بين رجل السلطه و رجل الدين ج 1


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 08:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن قضية مجتمعاتنا العربية و علاقتها مع رجل السلطة و رجل الدين و رجل الفكر و علاقة كل طرف من الأطراف الثلاثة بالآخر ، هى قضية مركبة و شديدة التعقيد ، و مناقشتها لا تكفيها مئات الكتب ،
منها على سبيل المثال لا الحصر ما هو متعلق بالهوية ، فعلى سبيل المثال هل الهوية هى بحسب الدين أم العرق أم الانتماء الحضارى أم اللغه أم الثقافة أم المصالح المشتركة ؟
على سبيل المثال : فى بلدى الحبيبة مصر أثيرت فى الثلاثينيات مشكلة الهوية المصرية هل هى مصرية خالصة نسبة الى المصريين القدماء، دعا سلامه موسى الى إلغاء اللغه العربية و أستبدالها بالديموطيقية ،
و أن نتجه بقوه نحو الثقافه الغربية ، و نادى طه حسين بأننا ننتمي الى ثقافة البحر المتوسط .
أم هى قبطية كما ينادي بها حتى الآن بعض المتزمتين العنصريين من المسيحيين ، أم اسلامية و قد دعا إلى ذلك غير المؤمنين بفكرة الوطن فهو بالنسبة اليهم تراب و دين و لكن مؤمنين بفكرة الأمة التى ليس لها حدود جغرافية لأن باب الجهاد من وجهة نظرهم لم ينتهي و لن ينتهي ،  لذا فالوطنية كفر و الوطن وثن ، مثل (جمال الدين الأفغانى) ، (رشيد رضا)( ،  حسن البنا ، ) أم عربيه وهو تيار القوميه العربية الذى نشأ على يد المسيحيين الشاميين كردّ على التيار الإسلامي و قد ساد هذا التيار على يد حركة  يوليو 1952م ، بعدما أجهض تيار القومية المصرية لمنشئه (أحمد لطفى السيد) و تم التعتيم على مفكري الليبرالية التي سادت من 1923م حتى 1952م ، مثل (فرح أنطون) ، (شبلي شميل) ، (اسماعيل مظهر )و غيرهم كثيرون .
( أنصح بقراءة كتاب الليبرالية المصرية للدكتور (رفعت السعيد) ، مستقبل الثقافة فى مصر للدكتور( طه حسين ),أيضاً كتاب (المثقفون والسلطة) و كتاب (النهضه و السقوط فى الفكر المصرى الحديث) للدكتور (غالى شكري)ولا ننسى القله المستنيرة التى نادت أن الهوية كيان دائم التجدد له أكثر من مكون حضاري
بينما تغيرت تركيا للأفضل فى أوائل القرن الماضي على يد (كمال أتاتورك) إلى دولة علمانية عصرية.
إن من أهم أزمات مجتمعاتنا أن هويتها هلامية مشوشة أو أقصائية عنصرية ، من أهم أزمات مجتمعاتنا أن هويتها لا يحددها علماؤها و فلاسفتها و أدبائها و مفكريها و لكن الهوية تتغير بتغير توجهات من يمتلك السلطة, فمبدأ شعوبنا بدرجة كبيرة هو الناس على دين ملوكهم ، فإذا كان من حكم ( الحاكم القوي ) علماني أصبحنا علمانيين و إذا كان اسلامى أصبحنا إسلاميين ، حتى بالنسبة للتوجه الاقتصادي ، إذا ما أراد من يملك السلطة الاتجاه نحو الأشتراكية أصبحنا اشتراكيين ، و أصبحت وسائل الأعلام المقروءة و المسموعة و المكتوبة و انبرى أكثر مثقفينا _ خدم السلطان و أكلى الفتات المتساقط من مائدته ,فى كتابة الكتب و المقالات عن عظمة الاشتراكية ، و مسترزقى و موظفى المؤسسة الدينية بما لهم من تأثير غير محمود ، بحثوا عن نصوص دينية تتوافق مع هذا التوجه، وسبَّحوا منادين ليل نهار بأن الأشتراكية من الدين،و إذا ما تحولت إرادة من يحكم الى الرأسماليه حدث نفس السيناريو .
لكن يجب ان نعلم أن من يتحكم فى طبيعة النموذج السائد من قيم وأفكار و صناعة القرار فى كافة المجتمعات خاصةً المجتمعات الرأسماليه ، ليس فقط رجل السياسة أو حتى رجل الدين و لكن أيضاً رجل الاقتصاد ، فمن يملك رأس المال يملك قوة قد تتفوق على قوة كلّ من رجل السلطة و رجل الدين و بالطبع رجل الفكر ، بل و قد تتحكم بهم ، الأقتصاد له من القوه القدره على أعادة صياغة المجتمع بكافة مفرداته .
الدين و السياسه و الأقتصاد ثالوث لا ينفصم
 هناك أيضاً أزمتنا فى مثقفينا ، بتخليهم عن دورهم فى تنوير الأذهان و معالجة المجتمع من أمراضه
و تفشى الشلليه و التحزب ، و أكتفائهم بما يتساقط من موائد أصحاب المال و النفوذ و السلطة مقابل الانعزال فى برج عاجي و التحذلق على البسطاء و التعالي عليهم ، و لعن التيارات ذات الصبغه الدينية و أحياناً التحالف معهم ، و عدم القيام بدورهم فى النزول للشارع و التعمق فى فهم المشاكل الحياتية و تكوين تيار تنويرى غير قائم على الشللية ، تيار غير قائم على اجترار ما قد تركته الأيقونات الثقافيه المقدسة من فكر،
أتيار لا يعترف بالدوجما أو بالأيقونات،تيار يدعو الى ثقافة الكيف و ليس الكم و المضمون و ليس الشكل.
نحن لدينا أزمة هوية و أزمة مفاهيم و أزمة ثقافه و أزمة مقدس متعدد الوجوه ، وأزمات أقتصاديه و قيميه،
و تلك الأزمات لن تذوب أو على الأقل تنحفض كثافتها إلا بتكاتف كل معرفى حر محب لوطنه و لإنسانيته. 



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف و رأى حول الزواج المدنى و الزواج المختلط
- عن الهوس الدينى و الألحادى و الجنسى و الأعتقادى أتحدث
- كيف تنجو بحياتك من فساد و بشاعة مجتمعك ؟ ج2
- كيف تنجو بحياتك من فساد و بشاعة مجتمعك ؟ ج1
- الأسباب الحقيقيه وراء المغالاه فى الألحاد و المغالاه فى الدي ...
- مجتمعاتنا ما بين التقهقر و الصراع الفكرى ج 1
- من اقوال سامح سليمان ج 4
- من أقوال سامح سليمان ج 3
- لو سالومى 2015
- أقتباسات هامه جداً 12
- المجتمع و الجسد ما بين السينما و العلوم الإنسانيه
- للأسف يوم جديد
- الجسد و الجنس و لعبة العلاقات فى سينما رأفت الميهى ( الساده ...
- الجنس و المال و لعبة الزواج فى سينما رأفت الميهى
- الجنس و المال و لعبة الزواج فى سينما رأفت الميهى
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 3
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 2
- اقتباسات عن الظلم و الفقر ج 1
- أقتباسات هامه جداً 6
- هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 8


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - أزمة مجتمعاتنا العربيه بين رجل السلطه و رجل الدين ج 1