أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رابحة مجيد الناشئ - الشُعراء ليسوا في سُبات















المزيد.....

الشُعراء ليسوا في سُبات


رابحة مجيد الناشئ

الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 20:46
المحور: الادب والفن
    



Les poètes n’hibernent pas

حَلَّ المهرَجان السنوي للفدرالية الأُوربية لبيوت الشعر ” الشعراء ليسوا في سُبات “ ضيفاً على المجتمع الفرنسي في هذا العام ، كما هوَ الحال في كل عام منذُ 7 سنوات على التوالي ، في الأسبوعين الأولين من ديسمبر/ كانون الأول ، ليختَتِمَ أيام سنة 2014 بفعالياتٍ شعريةٍ وأدبية ، بل أيضاً بفعالياتٍ غنائيةٍ وَمسرحية.

تَضم هذهِ الفدرالية 38 بيتاً للشعر منتَشرة في أوربا: فرنسا، بلجيكا، لكسمبورغ، إيطاليا....

منذُ تأسيسها ركزت الفدرالية على التبادل والتعاون فيما بينَ هذهِ البيوت، وهذا دليل على حيوية العلاقات فيما بينها وعلى الحركة الحرة للشعراء وللكلمة. في إطار هذهِ المناسبة، ارتأى بيت الشعر لمدينة بواتيه الفرنسية -
La maison de la poésie de poitiers، أن يكون خِتام فعالياته الأدبية والشعرية لهذا العام 2014، هوَ استضافة الشاعر الفرنسي فرنسيس كومب - Francis COMBES.

ولدَ الشاعر عام 1953 في مدينة مارفيجولس الفرنسية، وهو الآن يعيشُ مع عائلته في إحدى ضواحي باريس.

حقق فرنسيس كومب دراسات عُليا في العلوم السياسية وفي دِراسة العديد من اللغات الشرقية.

تحدث الشاعر في الأُمسية عن حَياته وعن نشأته وعن حبه لِلغات العالَم، كما أسهبَ في الحديث عن تأثره بأبي نؤاس وعمر الخيّام وناظم حِكمت وأراغون، ثم تناول الحديث عن تاريخه السياسي وَمدى تأثير كل ذلك على جميع مَيادين حياته.

دَخلَ فرنسيس كومب معترك الحياة السياسية منذ حَداثة سِنه، بانتمائه إلى الشبيبة الشيوعية في عام 1967، أي وهو في عمر 14 سنة، وشغلَ عِدَة مسؤوليات في حركة الشباب الشيوعي بين عامي 1967 وَ 1981، ثم أصبح سكرتيراً عاماً لاتحاد الطلبة، وهو عضو في الحزب الشيوعي الفرنسي منذ عام 1970.

كشاعرٍ، نشر فرنسيس كومب 15 ديواناً شعرياً، كما نشر العديد من المختارات الشعرية وبعض الكتب النثرية، وقد تُرجِمَت العديد من قصائدهِ إلى لغات متعددة: العربية، الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، والبرتغالية...
وشاعرنا، هو بدورهِ مترجم وناقِد، وقد ترجم إلى اللغة الفرنسية أعمال العديد من الشعراء الصينيين والأمريكيين وغيرهم.

في سؤال عن تعريفه للشعر، أَجاب فرنسيس كومب:‹‹ الشعر يَهرب من كُلِ تعريف، لكن من الممكن القول بأَنه فعالية مهمة للدفاع عن الحياة.....إِنه غزو من أَجل التحرير ››.

من مجاميعه الشعرية اخترنا لكم لَمحات من مجموعتيه الشعريتين الأخيرتين:

المجموعة الأولى المنشورة في عام 2012 بعنوان ‹‹ قارب الصياد ›› -La barque du pêcheur:

قصائد هذا الديوان مستوحاة من رحلات الشاعر للكثير من الدول ومنها دول عربية. وهي قصائد لا تعبر عن انطباعات سائح، فالغالبية منها كان بدوافع أدبية أو سياسية، وتعبر عن قصص وعلاقات نَتجَت عن افتتان وانبهار وعن تفاعلات، بل أيضاً عن عدم تفهُّم مُتبادَل ما بينَ الشرقِ والغرب.

القصائد في هذا الديوان طويلة نسبياً، وهي على غرار ‹‹ قصائد رﯾ-;-ﭙ-;-ورتاج ›› لناظم حكمت. في بعضها يتطرق الشاعر إلى الأحداث التي هَزَت بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة والتي سُميَّت أحياناً ﺑ-;- " الربيع العربي " وأحياناً أُخرى ﺑ-;- " الخريف العربي " لما صاحبها من صعود وتمركز لقوى التطرف، لكن فرنسيس كومب لا يَغرق في الدعايات ولا في الخطب الرنانة لبعض السياسيين، إنه لا يغلق الباب للمستقبل، فهو يعلم جيداً بأن من يصنع التاريخ هم البشر، وبأن كل شيء هو ممكن، معبراً عن ذلك في قصيدته ‹‹ الثورات العربية ››، وفيما يلي المقطع الأخير من هذه القصيدة :

مكتوب
ماذا سوفَ يحدَث ؟
اللصوص الصغار
سيجوبون الشوارع
واللصوص الأكبر
سيتوجهون للوزارات والسفارات
لكي يسرقوا من الشعوب
ثَوراتِها
مَكتوب....لا شيءَ مَكتوب
الذينَ يَعرفونَ إلى أَينَ هُم ذاهبون
سَوف يكونونَ قِدوَةً للآخرين .

- كتب الشاعر في هذا الديوان الكثير من القصائد عن بغداد في وقت الحصار الظالِم، وقصائد أُخرى عن حرب 2003 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على العراق، اخترنا منها هذهِ القصيدة:

É-;-TRENNES
هَدايا رأس السنة

أطفالُ بغداد
الذينَ لم يطلبوا شيئاً
كَهدايا لِرأس السنة
استَلموا ألعاباً
تَتحرَكُ عن بُعدٍ،
مَصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية،
مُكَلِفة للغاية
حَديثة-جداً،
بالِغَةُ التعقيد
لأجلِ تأثيرٍ مُهلكٍ، صاعقٍ، مُرعبٍ
نَظيف.

- المجموعة الشعرية الأُخرى نُشرَت في سنة 2013 بعنوان:

Si les symptômes persistent consultez un poète
إذا استمرَت الأعراض اطلب المشورة من شاعر

في هذه المجموعة الشعرية، يُظهر فرنسيس كومب أعراض المظالِم المتجَذِرة والسائدة في المجتمعات، ويقولُ كلمته حول ما يحدث في العالَم من مصائب ونَكَبات ،باسلوبٍ شيق جميل مطبوع بطابع الدعابة والفكاهة، وبلغةٍ بسيطةٍ لكنها لغة عادلة وحقيقية ادبياً وانسانياً بقوة معانيها كما هو الحال في القصائد التالية:

Collaboration des Classes
تَعاضد طَبَقي

‹‹ نَعتاشُ على
عَرَقِ جِباهكُم ››.

ويقولُ في قصيدةٍ اخرى :

La porte
الباب

مُغلَقاً، لا يُحدِث ضوضاء.
( وَكذلكَ حينَ يَكون مَفتوحاً )
المُشكِلة هيَ
عِندَما نفتَحه...

( وَمعَ ذلك
يَجِبُ فَتحه )

ثم يقول:

Je et L’Autre
أَنا والآخر

الآخرُ هُوَ أَنا
وَهوَ نَحنُ
إِنَهُ هِيَ
وَهِيَ كَذلِكَ أَنا
نَحنُ جَميعاً الآخَرون...
جَميعاً موَحدون
قليلاً جداً مختَلفون
كَثيرٌ مِن أَنا
قليل جداً مِن نَحنُ...

وَيوجه الشاعر عِتابه الى المُتَخاذلين والى الصامتين عن قولِ كلمة الحق في القصيدة التالية:

Entre Nous, Pas de Politique
لا سِياسَةَ بينَنا

على العموم
مَن هُم في الأعلى لا يحبونَ أَن
يتدَخلَ في شؤونهم مَن هُم في الأَسفل
ثُمَ - بما أَن تلكَ الشؤون صالحة
على العموم، أُولئِك الذين هُم في الأَسفل
يُفَضلونَ عَدم التدخُل
في قَضايا مَن هُم في الأَعلى...

وَبالتالي، كل شيء ممكن أَن، يَستمر
وَكأنَ شيئاً لم يكن
والأعلى والأسفل بإمكانهما البقاء في مكانهما.

أَما العمال فيفرز لهم الشاعر مكاناً متميزاً في هذا الديوان، مطالباً إياهم بالتعبير عن الشعور بالمظالم وعدم العدالة واللامساواة:

Conscience de Classe
وَعي طَبقي

الشعور بالظلم
الذي انتَ ضَحيته،
حينَ تكونُ أَنتَ الضحية،
هذا باستطاعتك.
( إنهُ بمتناول الجميع.
حتى الكلب
عندما تتظاهر بِضَربهِ
يتَنحى وَيقاوم.
سَتَقول لي، لا يزال هناكَ بشرٌ
لا يُقاومون...)
الشعور بالظلم
حينَ يكون ضَحيته الآخرين
هذا كذلكَ، واجبٌ عليك...
( على شرطٍ بالطبع
أن لا تكونَ أنتَ – نفسك كَلباً )

- وفي القصائد التالية يدعوهم إلى الاتحاد والتضامن:

LOTO
يانصيب

يا عُمال العالَمِ أجمَع
اربحوا في اليانصيب
واصبحوا مليارديريه !
وَإلا...
عَليكُم الاتحاد

FACIL
سَهلٌ

من السهولةِ جداً
تغيير الليل إلى نهار
( الشمسُ تفعلُ هذا كُلَ صباح ).

من السهولةِ جداً
تحويل الجليد إلى ماء
( يكفي لذلِكَ بعض الأشعة ).

من السهولةِ جداً
تفتُّح بعض الأزهار
في أطرافِ أغصاننا الشائِخة
( إِطلالةُ رَبيعٍ يكفي لذلِك )

من السهولةِ جداً
تَغيير هذا العالَم الغير مُتساوٍ
والغير عادِل
( يكفي لأجل هذا: شيء من الاتحاد )

وقد تُرجمَت العديد من قصائدهِ إلى لغات متعددة: العربية، الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، والبرتغالية...

- ترأسَ الشاعر فرنسيس كومب تحرير العديد من المجلات الأَدبية والشعرية الفرنسية، ويرأس الآن مجلة شعرية حديثة الظهور بعنوان:

Zone Sensible
منطقة حساسة

من أهداف هذهِ المجلة، العمل على معرفةٍ أَفضل بالشعر المُعاصِر، وفتح فضاءات واسعة للقاءات والتأمُلات. صدر العدد الأَول منها وهو بعنوان: الشعر والالتزام.



#رابحة_مجيد_الناشئ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلود ماركات: شاعر وروائي ورسام
- الفرنسيون يَحتَفونَ بألفَن التشكيلي العراقي
- ثلاثة شعراء بضيافة بيت الشعر لمدينة بواتيه
- بيت الشعر لمدنية بواتيه -قراءات شعرية من العالَم
- مهرجان اللومانتيه 2014: نصف مليون إنسان يتعمد في رِحاب الفضا ...
- المهرجان العالمي للفيلم لمدينة لاروشيل الفرنسية -2014
- الشاعر والناقد الفرنسي دانيال لاوَرس ضيفاً على بيت الشعر في ...
- شاعرة العمال، ﭙ-;---;--اتريسيا كوترون دوبينه
- ربيع الشعراء السادس عشر في فرنسا -La poésie est au cœur des ...
- احتفاء بالشاعِر الفرنسي جورج بونه
- حِوارٌ مع الأطفال في مهرجان اللومانتيه
- ربيع الشعراء قنطرة للتواصل ما بين الشعوب ( 2 )
- ربيع الشعراء قنطرة للتواصل ما بين الشعوب ( 1 )
- أُسبوع آذاري للنساء
- توماس ترانسترومر - شاعر سويدي
- الشعراء ليسوا في سُبات
- قصائد السياب تُلهِبُ مَشاعر الفرنسيين
- احتفاء بالشاعر والروائي الفرنسي جورج بونه
- جورج بونه: شاعر الطفولة والمودة والحنين
- مهرجان اللومانتيه في دورته السابعة والسبعين يزهو من جديد


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رابحة مجيد الناشئ - الشُعراء ليسوا في سُبات