عدنان جواد
الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 10:01
المحور:
المجتمع المدني
نزل خبر تحولي من الثاني إلى الثالث علي كالصاعقة التي تحتاج إلى زمن كي تصدق بمرورها عليك، فقد كان واقعا كالفنتازيا، في بداية السنة تم إعلان النتائج وحسب الدرجات كنت الثاني في قسم القانون الذي عشقته، وحرمت من دراسته سابقا، وقد سعيت حثيثا لحرق المراحل أردت أن اسبق سنوات الدراسة لأكون قاضيا لأنصف أولك المظلومين ، سمعنا إن كل شيء في العراق صار فضائيا، وان كل وزارات الدولة فيها فساد وغبن حقوق، ولكن أن يمس التعليم والدرجات هذا مالا يقبله العقل والمنطق، خصوصا وان اغلب الأساتذة كبار في السن.
تحدث مثل هذه الأمور في الابتدائية حين يكون الطالب ابن المعلمة، أو ابن صديقة المعلمة، فيتم الاهتمام به وتفضيله على الآخرين، بالرغم من وجود من هو أكفا منه (اشطر)، فيصمت الشاطر خوفا من المعلمة وبطشها، وتهب الدرجات العالية لابن المعلمة، إلا أن يصل هذا الأمر ، إلى مراحل التعليم العالي، وخاصة في الكليات الأهلية، هذا ما لايرضاه جميع من له عقل ومبادئ إنسانية، في بداية الدراسة تحدث العميد عن عصاميته وانه ضد الفوضى والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، وانه من المتصدين لهذا الأمر وطلب منا الجد والاجتهاد، لنساعده بعد التخرج في محاربة الفساد والمفسدين، تأملنا خيرا واتخذنا ذلك العميد والأساتذة قدوة لنا، لكن وبعد انتقالنا للمرحلة اللاحقة ، كانت هناك أسماء موجودة في سجل الحضور لكننا لم نرى وجوههم طيلة أيام الدراسة، والملفت للنظر وجدنا أسمائهم قد انتقلت معنا، وتحول الثالث إلى الثاني، وربما سوف يقفز الثاني ليحتل المركز الأول ، لأنه يعمل في احد الوزارات المهمة!!.
على الحكومة أن تنهي هذه الفوضى العارمة التي تجتاح البلاد ، وإدانة الجهات و الشخصيات التي عطلت تشريع القوانين الحامية للمواطنين بكل فئاتهم وطبقاتهم إلى جانب تنفيذها، ليتحول هذا النحيب إلى فعل ايجابي، للحد من هذه الظاهرة بل والقضاء عليها، إن أكثر ما يثير الاستغراب هو الاستنكار والشجب لمثل هذه الظواهر، من الذين يتسيدون أعلى المناصب في الدولة ، فكلامهم في الإعلام كأنهم قاضي القضاة ، ولكن في الفعل هم داهنين في القضاء مع الأسف، ويلهم يومئذ من قاضي السماء.
فينبغي علينا الوقوف بوجه هؤلاء الانتهازيين، وتثقيف الشعب بالحصول على حقوقه، التي اغلبها في جيوب السياسيين، فالديمقراطية لايمكن تطبيقها في مجتمع لايعرف ما له وما عليه، وان فات الأمر وفقدنا نحن فرص النجاح، فهذا سوف يلحق الأجيال اللاحقة ، فيكون أبناؤنا عبيد لأبناء أصحاب الإمبراطوريات السلطوية والتي تحولت إلى مالية، والتي حصلوا عليها بالنصب والاحتيال، ونحن أصحاب الجد والاجتهاد مصيرنا النقل والاستبدال، وعندها لم يكن مستغربا أن يصبح الثاني ثالثا، وان يصبح الأمي عالما والعالم حمالا.
#عدنان_جواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟