جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 15:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كانت اللوحات الزيتية التي اقتنيتها بشكل او باخر بمبالغ عالية و في فترات متباعدة معلقة على حائط مكتبي في صف واحد تحت الدرج في الطابق الاسفل (تحت الارض). كنت انا في الطابق الارضي عندما وجدت زوجتي فجأة ينتابها جنون و صراخ رهيب في الاسفل. دعني اقول بان زوجتي بصورة عامة انسانة هادئة جدا لا تتصرف بهذا الجنون و اني لم اجدها تفقد اعصابها بهذه الحالة المتطرفة سابقا.
عندما نزلت الى الاسفل رايت احدى اللوحات الزيتية في يديها تضرب بها اللوحات الاخرى بكل قوتها و تكسرها كلها قبل ان استطيع منعها. لا يمكن ان تصدر هذه التصرفات الغريبة منها لان هذه هي نفس تصرفات زوجتي الاولى التي كانت تقول لي: اذا اذيتني فسوف ادمر اعز ما لديك في البيت و لكن لا افهم كيف يمكن لهذا الملك القيام بعمل شيطاني من هذا القبيل؟ لا يستطيع احد ان يصدقني اذا قلت ان مريم العذراء - رمز حليب الانسانية فقدت سيطرتها على نفسها اخيرا.
لذا نسيت الحادثة بسرعة و رجعنا الى حالة القلب و الروح الواحدة في عجلة فيريس العالية التي قذفتنا الى الاعلى لنتحول الى وطاويط معلقة على رأسها على الاشجار. فجأة ارخت زوجتي قبضتها على الحديد – في الحقيقة لا اعلم لماذا و كيف استطعت مسكها و انقاذها من السقوط المحقق - وصلنا بطريقة او باخرى الى الاسفل لنحس بالارض تحت اقدامنا و لكن و كانما لم تكن هذه الكوارث كافية لتوجيه ضربة قاضية اخيرة لي مر رجل مكمم الوجه وهو يركض ليضرب زوجتي بساعده و يطرحها ارضا و يهرب.
وقعت زوجتي على الطريق الاسمنتي بقوة لذا توقفت عن مطاردة المجرم لاهرع لنجدتها. بدأ الدم ينزل من وجهها عندما رفعتها و هي فقدت وعيها. مسكتها بقوة و ضممتها الى صدري لاصرخ باعلى صوتي الى ان اختنق في داخلي: لماذا هي؟
- لقراءة النسخة الاصلية يرجى مراجعة الرابط الاتي:
http://www.jamshid-ibrahim.net/340.0.html
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟