أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الأزهر وإشكالية التكفير














المزيد.....

الأزهر وإشكالية التكفير


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 01:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا : في حيثية الكلام إن داعش ليست كافرة !!!! مع إن المراد بلفظ كافر لا يعني فقط من لم يؤمن بالله ، هي لفظة عامة وتتعدد مصاديقها بحسب موضوعاتها ، والكفر هو الرفض وهو التحدي وهو الخروج على الملة ، ومن هنا فيجوز أن ننعتهم بالكفر ضمن هذا المفهوم وهذا السياق ولا ضير ، إن كان الأزهر يستشكل على نفسه نعتهم بالكفر مخافة المضنة والدخول إلى عالمهم التكفيري ، وطبعا الأزهر يجد في داعش ذلك الإسلام التاريخي الذي حكم وساد وغزى الأمم والشعوب ،
والأزهر في صيغته العامة يرى بأن إسلام داعش هو هذا المكتوب في الدفاتر والأوراق التاريخية للتراث الإسلامي ، هذا التراث الذي مجد لنا الغارات والغزوات على الآخرين ، وألبس الناس عنوة في الدين هو تراث وأخبار تنسب إلى النبي ، كقولهم - أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ....- هذا القول الذي ينسبونه إلى النبي زورا ، ويكأن الإسلام مرتبط بالسيف والإكراه والعنف ولا معنى فيه للكلمة الطيبة وللحوار أو للجدل بالحسنى ، وذلك الذي قرأناه في المنشور التالي كما في قوله - أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم - ، هذه الصورة هي الأقرب للمنطق وللواقع وهي صورة تنفي ذلك الطرد السلبي الذي ورد في الخبر المتقدم ، وهنا نعود للتذكير بالقول الإسلامي الذي طالما إنكرناه ورفضناه وهو القول بحجية الأخبار على النصوص بل وذهب البعض لتغليب الفتاوى على النصوص ، ومعلوم إن لدى عامة المسلمين هو الإعتماد على الأخبار وكتب الفقه والشريعة البشرية وترك القرآن وراء ظهورهم ، بحجج واهية يدخل فيها القول بالنسخ أو الترادف أو شريعة ما قبلنا أو التعارض بالحجية، هي مفردات وضعوها لكي يخففوا أو يبعدو القرآن من صيغة العمل وترويض الجاهلية العربية والجاهلية الشعوبية وقد تم لهم ما أرادو .
فداعش هذا المسخ ليس بضاعة مستوردة أو هي من صنع المستعمر أو المحتل ، بل هي ذلك الفكر الإسلامي الذي سمح له بالحكم وقدم نفسه للعالم بما لديه من فكر جاهلي كفر السلف السلطوي الحاقد ، وليس عنا ببعيد ذلك المثل التاريخي الذائع الصيت في قولهم أيام الحجاج - أنج سعد فقد هلك سعيد - ، كان ذلك هو الواقع وكانت تلك هي طبيعة الحكم الإسلامي تفريط وأفراط وغياب للعقل والتعقل ، ولهذا حين يكثر الكلام عن الخوارج في زمننا مع مقاربته بالدواعش ، نجد إنه كلام بعيد ومجافي للحقيقة التاريخية ، ولأنه ينسى أو يتعمد النسيان والتصريح ، نعم إنه تاريخنا بكل عنفه وظلمه وخلوه من روح الحياة والتنمية والتطور .
واليوم ونحن نصطدم بهذا العفن الإسلامي لا ننسى أبدا طبيعته المجرمة حين تبدت يوم عاشوراء مع الإمام الحسين بتلك الطريقة البشعة من القتل والتمثيل مع إنه بالفرض أبن بنت النبي ، الإسلاموية السياسية هي كما في الماضي هي كما في الحاضر ، وإن كنا نرفض شكلها اليوم فواجب أن نرفضه في الأمس ولا نمجده تحت ظل التخالف والمخالفة بل يجب أن نكون منطقيين في حكمنا على التاريخ ، الإسلامية السياسية يمثلها داعش خير تمثيل إذ ليس لها نظرية يمكنها أن تتماشى مع روح الدولة المعاصرة أو روح الدولة كما هي ، الإسلامية السياسية في صورة داعش ليست غريبة ولا يجب ان نستمع لجوقة الملحنيين الذين يحاولون تبرئة الإسلام منهم ، نعم حينما تحول الإسلام من قيم أخلاقية إلى نزوع نحو السلطة حدث هذا الذي نقرئه في التاريخ ونسمع عنه ونشاهده اليوم ، وحين نقول إن ترجمة الجهاد إلى القتال وتخصيصه بذلك جعل حياتنا نوع من الإضطراب والريبة والتربص ، وحين لم نرعى صيغة القتال وتخصيصها لمحاربة الظلم حدث هذا أن صار القتال من أجل الدعوة للإسلام ، وحدث هذا أن بيعت النساء والأطفال وكثر الرق والإماء عند المسلمين ، لهذا لاجديد حين تباع نساء العراق الإيزديات والمسيحيات في سوق النخاسة لا جديد عما نعرفه عن إسلام الفرق والملل لدى الإسلام السياسي ، وأما الحديث عن الحرية في ظل الحكم الإسلامي ففرية لم نجد لها غير تهويل لا تعضده تجربتهم الدموية ،يوم بدأت الغزوات بل يوم بدأت حروب ما يطلق عليه بالردة وصار ما صار من إحتلال للبلدان تحت بند الدعوة إلى الإسلام مخالفين روح الإسلام حين جعلها كلمة نافيا مفهوم الإكراه والغصب في المجال الفكري ، لهذا داعش عندنا تمثل الإسلام المتخلف والشريعة المتخلفة التي بدأت يوم تنازلوا عن الشورى وتمسكوا بالخيار الثاني ، إنني حين أنبه لهذا إنما أنبه إلى التخلي عن النظر بعين واحدة وتجميد الرؤية دونما التحري عن الأصل والتأصيل في الفكر الإسلامي ، والحق إن توهين روح الدولة إنما كان بفعل الضغينة على الذي حصل من تغيير وأصل هذه الضغينة ذلك التراكم السلبي من المبثوث في الكتب الصفراء من تاريخ المسلمين ، وكلهم لا يؤمنون بمعنى المشاركة ولا يؤمنون بوحدة الوطن بل إنهم لا يرون إلا من خلال ما يعتقدون إنه الصواب حسب مفهومهم التراثي والتاريخي ، إسلام داعش ليس بدعا من الإسلام الذي نقرئه في الكتب الأخبارية والفقهية ، ولهذا لا يجب أن نستنكر أو نتعجب هذا التناقض في التعبير عن الفكر عند جماعة الأزهر ، هذه المؤوسسة التي تعتمد التمويه والتمييع والهروب وعدم المواجهة ، حبذا إنها تقول كلمة الحق ولو لمرة واحدة فعالمنا لا ينصف المتذبذبين وأنصاف الرجال .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور العبادي والتحديات
- الإسلام المتخلف
- عقلانية الرئيس فؤاد معصوم
- الحسين ثائراً
- العلاقات العراقية السعودية
- ستبدأ الحرب على داعش
- تحرير المعنى
- مؤتمر باريس
- عن الغيير والديمقراطية
- العيد في زمن الفتنة
- الخلافة الإسلامية
- على مشارف رمضان
- عندما يطفح الكيل
- بيان صادر عن - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي – ( فلتسقط ...
- الحاكم القوى
- تهنئة بمناسبة فوز المشير السيسي برئاسة مصر
- كلمة في معنى ( الحلال والحرام )
- عبدالملك السعدي وحماقات رجل الدين
- في فوضى التكتل والتحالف
- ثرثرة على الرافدين


المزيد.....




- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الأزهر وإشكالية التكفير