أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - في معنى السياديني ح2














المزيد.....

في معنى السياديني ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 18:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ولا يجد على الدوام إجابة مقنعة هو ما هو سر التناقض المزعوم بين الدين والسياسة طالما أن كلاهما من أدوات الضبط الجماعي ومن وسائل الأنتظام المدني ومن العلاقات الطبيعية التي تتواءم مع كونية المجتمع البشري القائم على فكرة أن المدنية قيمة أصلية فيه وأن الإنحرافات السلوكية التي تنتج من ممارسة الدين والسياسة هي النقيض للطبيعي للتمدن؟ ,الحقيقة المرة أن السؤال هو جواب خفي وأن كثرة التساؤل لا تعني عدم القدرة على أنتاج إجابة محددة .
يفترض البعض أن الدين قيم وأن السياسة معالجات واقعية قد لا تكون في أحيان كثيرة صالحة لأن تمثل وتنبسط للقيم المثالية الدينية وبهذا فالواقع هو من يتحكم بالسياسة وليس القيم المثالية ,في حين أن الدين يفترض عالما خياليا خالي من الغير المتوقع ويعيش في واقع هو من يصوره ويصيغ شكلياته وبالتالي فالحلول التي يطرحها الدين غالبا ما تكون حلول خيالية , لذا فلا يمكن ربط الدين بالسياسة ولا يجب للسياسة أن تنصاع للمفردة الدينية .
الواقع الذي لا ينكر أن التنظير الفكري أحيانا هو الذي يصيغ عالم مثالي ويبسط مفرداته التأملية على واقع غير حقيقي ومن هنا فليس التنظير المجرد هو من يقرر الأصلحية وعدمها ,التجربة الحسية بقوانينها المجردة هي من تملك الحق في ذلك والتجربة الحقيقية التي تجعل من الدين ضابط للسياسة في فترات معدودة عندما كان الدين معافى من التداخل البشري تثبت أن نظرية التعارض مجرد خلط وتحريف وكان على دعاة الفصل بدل ذلك أن يهذبوا التعاطي السياسي بالحس الديني من خلال تقديم الأخلاقيات الإنسانية بدل فرض الواقع كمقياس للصحة , المنحرف في سيره والخاضع للتبدلات الأنانية لا يمكن أن يكون قانونا معياريا لقياس التوافق الصحيح .
الجواب المضمر في التساؤل هو أن العوامل الضابطة لحركة المجتمع والمنظمة لنشاطه بغض النظر عن مصدريتها يجب أن تتحول إلى منظومة تكامل تسعى وفق منهجية تتلمس الإصلاح الأجتماعي وتتقيد بمنطق أن المصلحة العامة والتي تتناسب مع وظيفة الإنسان في الوجود هي المقياس الذي نحتكم له في التعارضات العملية ,وليس الواقع المادي الراهن لأن الإنسان أساسا موجود بفلسفة تتمحور حول حريته في الحركة للأمام وبالتالي تقيده بالواقع ومتطلباته إنما يعني أننا نركن للإنحراف ونتعبد سواء بالسياسة أو بالدين لواقع الأنا المنحازة لذاتيتها التي صنعت هذا الواقع وجسدته كوحدة معيارية .
الخطأ ليس في الدين وليس في السياسة الخطيئة في وعي الإنسان وبدورهما في الحياة وتحديد مسارات هذا الوعي وتقييده بالضوابط العقلية ,الخطيئة عندما تخرق القيم بدواع المصلحة وليس بدواع الحق والخير والجمال ,الإنسان مكيف ومكون على
ان ينصاع لقوانين تؤمن له العيش المنتظم وتؤمن له حق الحرية التي تتفاعل مع وظيفته الأساسية لكنه أيضا سرعان ما يتمرد على هذه الكونية والكيفية ويحاول أن يبحث عن مبررات وهمية خارج طبيعة التكوين لأنه يعلم ويعي أنه على خطأ يلجأ لكل ما هو غير حقيقي وغير طبيعي ليستمر بمنحنى التزييف وليذهب في الأخر ضحية هذا المنهج الضال .
إن الوعي بمشكلة التعارض وفهم حقيقة الخلاف والأختلاف الناشئ من عدم جدية الإنسان في البحث عن حلول ممكنة تتراوح بين التنسيق بين الدين بأعتباره وعيا متقدما وعمليا خارج تدخل الإنسان في تغيير المراد القصدي الأساسي منه وبين السياسة كونها ترجمة لمجموعة الأفكار والرؤى التي تضبط إيقاع المجتمع بما لا يمنح للفوضى فرصة التغلغل في حقيقة تمدن المجتمع المنتظم بقانون البقاء لأجل الإصلاح والتطور والاستفادة من العامل الروحي الذي يمثله الدين في تعزيز أليات الأنتقال من الواقع اليومي إلى حالية التجدد الذي يمنح قدرا أكبر للإنسان من إشباع حاجات أساسية ورئيسية تتفرع من هرمية الحرية وتتغلغل إلى تفصيلات أدق وفق وعي شامل للحياة أنها تجربة إيجابية لا تتكرر .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دنفش وصندوق جدتي وصورة الزعيم _ قصة قصيرة
- مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح2
- الف جني وجنية _ قصة مجنونة
- مشاكل التدخل الإنساني في هيكلية النص الديني
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح1
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح2
- عناوين كبرى وعناوين صغرى
- مفاهيم القيادة والعمل التنظيمي في فكر الرسالة
- العراق التأريخي وصناعة التمدن
- العبادي وواضعي العصي بالدواليب
- محاولات لكبح الجنون
- العقل والنتاج المعرفي
- نحن والربيع الأوربي , نسخ تجربة أم تقليد لظاهرة
- البصمة الأولى
- التحولات الكبرى في الصراع بين الأعراب والإسلام من محمد ص إلى ...
- الليبراليون المسلمون والموقف من النقد الديني ح2


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - في معنى السياديني ح2