|
قصة قصيرة
ملهم جديد
الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 03:51
المحور:
الادب والفن
نادى على خادمته جميلة فأطل رأسها من باب المطبخ و على وجهها تلك الابتسامة التي أخذت في الشهور الأخيرة تزداد غموضا و تشي بأكثر من الترحاب الذي اعتاد عليه كلما رجع من المدرسة . " أتيت اليوم باكرا " ، " و صلت أوامر من العاصمة بصرف الطلاب و عودة الموظفين إلى بيوتهم باكرا قبل انتهاء الدوام " فعرفت بأن الأمر يتعلق بتهديدات المعارضة المسلحة بالهجوم على المدينة ، و كان من الممكن لهذا الأمر أن يرعبها لولا الشعور بالطمأنينة التي كانت تستمدها من وجوده في المنزل . ابتسمت مرة أخرى و كانت تهم بالعودة لإكمال عملها عندما سألته إذا كان يأمر بشيئ آخر ، " لا شكرًا" ، ثم عاد إلى التفكير في التغيرات التي طرأت على خادمته في الشهور الأخيرة ، " أم أن الأمر لا يعدو بأنني أنا من بدأ يتغير !" تساءل و أخذ يسترجع ما بدا للوهلة الأولى أمرا بريئا تقوم به مراهقة فقدت أهلها جميعهم في الحرب و لم تكن قد تجاوزت السادسة عشر من العمر ، فاعتنت بها إحدى الجمعيات الخيرية التي تكاثرت في البلد بعد سنة على اندلاع الحرب الأهلية ، قبل أن تقترح أخته التي كانت تعمل كمتبرعة في إحداها ، تشغيلها في بيته للإعتناء بزوجته التي توفت بعد فترة قصيرة من إقامة جميلة . و كان قد فكَّر بالتحدث مع أخته بشأن إعادتها إلى الجمعية بعد وفاة زوجته ،عندما انتبه إلى تعلقه بها . فخلال شهور قليلة أصبحت تعرف ماذا يحب و ماذا يكره ، و متى يكون رائق المزاج أو مهموما ، فما أن تراه مكتئبا حتى تختفي ولا تعود للظهور إلا في حال ناداها ، و في حال رأته منشرحا ، تجلس إلى جانبه على الصوفا مكانه المفضل و تحكي له حكايات مسلية من قريتها ، فيسألها بعد أن ينتهي من الضحك ". و كيف عرفت هذه الحكايات ؟! " كنا فقراء ولم يكن بيتنا سوى غرفة كبيرة ، فكان علي أنا و أخوتي الأربعة أن ننام حوالي الساحة التاسعة مساء على فرشتين متلاصقتين على الأرض في زاوية الغرفة ، و لأنني لا أحب النوم باكرا فقد كنت أضع رأسي تحت اللحاف و أستمع إلى الحكايات التي كان أهلي و ضيوفهم يروونها في سهرات المساء " " و لكن هذا غش " يقول لها " أنا لم أكن أدعي النوم حتى أغش،كنت فقط أضع رأسي تحت اللحاف " تجيبه و هي تضحك ، " لكنهم كانوا يعتقدون بأنك كنت نائمة " ، " و هل علينا أن نفعل كل ما يعتقده الآخرون ؟! " " أنت ذكية يا جميلة " قال بعد أن لعن الحرب التي منعتها من إكمال دراستها ثم أضاف " سأجلب لك بعض الكتب لتعليمك ما قد يكون قد فاتك ،فقد رويت لي كل ما سمعته من حكايات و انت تحت ذلك اللحاف ، و سوف تشعرين بالملل في المساءات القادمة بعد أن لم يعد لديك شيئ لترويه " فتجيب مسرعة " و من قال لك بأني رويت لك كل الحكايات التي سمعتها ! " قالت وهي تبتسم تلك الإبتسامة الخبيثة التي كانت تظهر على و جهها بين فترة و أخرى " سنة كاملة و أنت تروين لي ، إلا إذا كنت تخترعين حكايات من عقلك " ظهرت على وجهها جدية مفتعلة و قالت " تتهمني بالكذب ؟! " أنا لم أقل ذلك ، لكن من الصعب أن أصدق بأنك لم تبلغي السابعة عشر من عمرك و عندك من الحكايات أكثر مما عندي و قد بلغت الخمسين " بقيت صامتة و على وجهها نفس الجدية المفتعلة ثم لم تلبث أن ابتسمت " ربما كانت ذاكرتي أقوى من ذاكرتك " قالت وهي تنظر في عينيه ، و بما يشبه الإعتراف هز برأسه ، فعادت الابتسامة الخبيثة إلى وجهها ، " طيب ، تابعي الروي " قال لها و هو يمسد على شعرها الأسود الطويل " لا أستطيع ، أو ربما ليس الآن " " ما زلت زعلانة ؟! " . أدارت وجهها إلى الناحية الأخرى و قد ازدادت ابتسامتها الخبيثة التماعا "لا أبدا ، الأمر يخص الحكايات " " ماذا بشأن الحكايات ؟!" " إنها تخص الكبار ؟!" " ماذا تعني ؟!" سأل ببراءة " التفتت إليه لبرهة ثم أزاحت عينيها عنه ، أخفضت وجهها و قالت " يعني حكايات عيب " ، شعر بالإرتباك ، و لأنه لم يعرف ماذا يقول طلب ، منها أن تعد له فنجان قهوة مع أنه كان قد أقلع عن شرب القهوة في المساء بسبب القلق التي تسببه له قبل النوم . نهض و اتجه نحو النافذة ، كانت السماء معتمة ، نظر إلى الشارع أسفل الغرفة ، و بالكاد تبين بعض أسطح السيارات المتوقفة تحت نافذته في الطابق الثالث بسبب سياسة ترشيد الكهرباء التي كانت تتبعها الحكومة و التي اقتضت بعدم إنارة الشوارع ليلا ، فجأة لمعت عشرات الشهب النارية . فأسرع بالأبتعاد عن النافذة لتعقبها صوت الإنفجارات ، بعدها بدأ صوت زخات الرصاص يٌسْمع في مناطق متفرقة في المدينة ، بعضها كان يأتي من مناطق بعيدة ، بينما كان بعضها الأخر يأتي من الأحياء القريبة لبيته ، أسرع نحو المطبخ ،عندما رآها خارجة منه و هي ترتجف ، فجأة انقطعت الكهرباء في المنزل ، و شعر بيديها النحيلتين تلتفان حول خصره بينما غرق وجهها الصغير في صدره ، مسد على رأسها ، و بهدوء قادها و هو يحاول تذكر مواضع موجودات الصالون كي لا يصطدم بها ، إلى حيث الصوفا ، و بصوت خفيض سألها عن مكان الشمع " في المطبخ ، في درج الطاولة" تلمس طريقه نحو المطبخ و أحضر شمعتين ، بعد أن أشعلهما رآها متكورة على نفسها ، كانت ما زالت ترتجف و تمسح دموعها بكم فستانها " لن تتركني ، أريد أن أبقى معك " " طبعا ستبقين معي " قال وجلس إلى جانبها " هل تعدني " ابتسم و هز رأسه أحاطت خصره بذراعيها مرة أخرى، أسندت رأسها على صدره و بدأت بالبكاء بصوت مرتفع " كانت ليلة مثل هذه الليلة عندما اشتد القتال و وعدني والدي بأنه لن يتركني ، لكنه لم يفِ بوعده ، حيث مات وتركني " " عدني بأنك لن تموت " فقال بعد أن قبل رأسها " أعدك " . و فكَّر ، من دون أن يشعر بالأسى ، فيما إذا كان بإمكانه أن يحتفظ بوعده في بلد أصبح البقاء على قيد الحياة فيه مصادفة قد لا تتكرر في اليوم الثاني . كان مساءً طويلا لم يتوقف فيه القتال طيلة الليل . رفع سماعة الهاتف للاطمئنان على شقيقته فتذكر بأن الخطوط مقطوعة . كان يريد الإقتراب من النافذة ليلقي نظرة على الشارع عندما بدأت نوافذ البيت بالإرتجاج ، و بدا بأن طائرات النظام بدأت تصل تباعا لتحلق في السماء السوداء لمدينة انكمشت على نفسها من الرعب ، و ساورت سكانها الشكوك فيما إذا كانت مدينتهم ستبقى هي ذاتها صباح اليوم التالي ، و لم تكن شكوكهم من النوع المبالغ فيه ، اذ شهدت السنوات الثلاث المنصرمة من الحرب الأهلية دمار مدن و قرى كان أهلوها حتى وقت قريب من دمارها يراهنون على شيئ من الحكمة عند النظام أو المعارضة ، فخسروا الرهان ، و الكثيرون منهم خسروا حياتهم معه.
عاد و جلس إلى جانبها على الصوفا و تذكر ابنه الذي يدرس في ألمانيا عندما وقعت عيناه على صورة بالأبيض و الأسود لزوجته و ابنهما ، كانت زوجته الراحلة في عز شبابها و هي تحتضن ابنهما الصغير ، نهض، اقترب من الحائط ، و وقف قبالة الصورة. كان قد بكى ما يكفي على فراق زوجته في الأيام الأولى التي أعقبت وفاتها بحكم التَعَوُد الذي يشبه الحب أو هو الحب نفسه تحت اسم آخر ، و تأقلم مع فكرة " هذه حال الدنيا "، لكنه لم يستطع أن يتكيف مع مجرد التفكير بأنه لن يرى ابنه لفترة طويلة ، كان ابنه قد اتصل به من ألمانيا عقب وفاة أمه و أخبره بأنه لن يعود حتى تنتهي الحرب خوفا من الخدمة العسكرية الإلزامية ، و ألح على والده بأن يصفي أموره و يبيع المنزل للإلتحاق به ، اقتنع بالفكرة و بدأ بالبحث عن مشتر ، و لأنه لم يكن بالأمر السهل بيع عقار في بلد يفكر فيه أغلبية السكان بالمغادرة ، فقد مرت شهور قبل أن يتقدم أحدهم بعرض يجعل من مقدم العرض أقرب إلى لص منه إلى مشتر ، و مع ذلك قبل العرض .أثناء عودته إلى المنزل اختار المرور في أزقة و شوارع المدينة التي وُلِد و عاش فيها طيلة حياته ، تمهل في سيره و هو يمر في الزقاق الذي قضى فيه طفولته و مراهقته ، فلاحظ بأن الزقاق لم يتغير كثيرا ، فما عدا بعض الأبواب التي تغير دهانها الخارجي ، و التشابك العشوائي للأسلاك الكهربائية مع أسلاك الهاتف التي تعلو هنا و تنخفض هناك ، فقد بقي كل شيء على حاله . ما أن توغل في الزقاق حتى بدأت تصله روائح الطبخات المنبعثة من تحت الأبواب و النوافذ ، هنا لا يخطئ الأنف رائحة قلي الباذنجان ، و هناك لا بد أن إحداهن تعد طبخة فاصولياء شهية ، و ليس من الذكاء تخمين أنهم سيتناولون الرز معها . كان مايزال يمشي ببطئ عندما توقف أمام أحد الأبواب محاولا استنشاق ما يستطيعه من رائحة طبخة البامياء . نظر خلفه حيث بداية الزقاق ليعرف المسافة التي كان قد قطعها ،فرأى طفلا في حوالي الثانية عشرة يركض باتجاهه، ما أن وصل إلى مقربة منه حتى انعطف من دون أن يخفف من سرعته ، و دخل المنزل التي كانت تنبعث منه رائحة البامياء ،" إذا ما زال هناك في هذا الجيل من يغادر المدرسة راكضا ليصل بسرعة إلى البيت ، إذا كانت والدته قد أعدت له ما كان قد طلبه منها مساء اليوم السابق واعدا إياها بالإجتهاد في المدرسة " . انتبه إلى أنه في حارة محافظة و ليس من الحكمة الوقوف أمام بيت لا يعرف أحدا فيه ، فتابع السير ،أصبحت الروائح أكبر من قدرة أنفه على التمييز بسبب تكاثرها و اختلاطها ببعضها البعض ، فما أن يمسك بطرف رائحة حتى تختفي أو تتداخل مع روائح أخرى أكثر نفاذا . توقف مرة أخرى و شعر بقلبه يخفق كما خفق في المرة الأولى منذ خمسة و ثلاثين عاما عندما وجد نفسه أمام البيت الذي كانت تسكنه حبيبته الأولى ، تذكر وجهها الذي ، و لمدة تزيد على العام ، قلما مر في ذهابه و عودته من المدرسة ، من دون أن يراه مسمَّرا في الإطار الأزرق لنافذتها ، كانت في السادسة عشر و على وجهها ، دائما ، تلك الإبتسامة الغامضة التي تشبه ابتسامة جميلة ، لم يتحادثا أو يتبادلا أية رسائل ، فقط تبتسم له و يرد لها الإبتسامة ليطأطئ بعدها رأسه و يسرع باتجاه بيت أهله في آخر الزقاق ، عندما بلغ الثامنة عشر انهمك بالإستعداد للإنتقال إلى منزل جديد كان والده قد اشتراه في وسط المدينة بعد تحسن أحوال العائلة الإقتصادية ، أخذ الأمر أسبوعين و العائلة منشغلة بعملية النقل ، و كان لا يفوِّت فرصة لإختراق الزقاق و النظر نحو الأعلى حيث النافذة . كانت النافذة ، و منذ سرت أخبار انتقالهم من الحي مغلقة قد دُهٍن إطارها باللون الأسود . لسنين قادمة ، وفي أوقات متباعدة أحيانا ، متقاربة أحيانا أخرى ، كان يمر في الزقاق ليلقي نظرة على النافذة المغلقة التي كان إطارها يبدو، دائما، و كأنه دُهِن بالأسود منذ فترة قريبة ، استمر كذلك بعد زواجه لسنين أخرى حتى توقف عن المرور في الزقاق منذ ما يقرب العشر سنوات . نظر مرة أخرى إلى النافذة ، و انكمش قلبه عندما تأكد بأن الدهان الأسود بدأ بالتشقق في بعض المواضع ، و بالتَقشُر في بعضها لآخر ، حيث كان من السهولة تبين اللون الأزرق الباهت القديم . مشى على مهل من دون أن يفكر في مفارقة أن أمله الغامض كان قد ارتبط باللون الأكثر مدعاة للكآبة، و بنزق مراهق شعر بالصدمة ففكَّر فيما إذا كانت قد نسيته ؟! أو ربما انتقلت ! و كان يمكن له متابعة التساؤل و تَقلْيب الإحتمالات ، لو لم ينتبه إلى أنها كانت سوف تقوده إلى التفكير فيما تجنب التفكير فيه حول مصيرها طيلة السنوات الطويلة الماضية . نظر حواليه فوقعت عيناه على الدكان العتيق الذي رآها فيه للمرة الأولى بذلك القرب ، طلبت بوظة بالحليب ، مدت لسانها و كانت تهم بأن تلحس اللحسة الأولى عندما التفتت إليه و هو يحدِّق فيها ، ابتسمت بعد أن سحبت لسانها و خرجت. كان ما زال مطرقا في الأرض و مرتبكا عندم سأله الحاج صاحب الدكان عن رغبته، فلم يجب ، خرج من الدكان و ذهب إلى البيت . كان الحاج قد توفي منذ سنوات ، و تراكم الكثير من الغبار فوق صورته بالأبيض و الأسود على الحائط خلف كرسي القش الذي كان يجلس عليه ابنه الآن ، لم يتغير الكثير داخل الدكان ،الشيئ الجديد ، و ربما الوحيد ، كان البراد الكبير الذي ازحمت فيه قناني البيبسي و الكوكاكولا إضافة إلى منتجات غربية أخرى كانت الحكومة قد سمحت باستيرادها في السنوات القليلة الماضية بعد وفاة الرئيس الراحل الذي ، و لمدة خمسين عاما ، اعتمد سياسة اقتصادية مغلقة خلافا للإبن الذي ورث الدولة عن والده ليعتمد نظاما إقتصاديا مفتوحا سمح باستيراد كل شيئ . كان مازال واقفا في الدكان يتأمل موجوداته و يفكِّر بطرح السؤال الذي كان قد تحاشى طرحه لسنوات طويلة ، "تأمرنا بشيئ؟"، كان صوت ابن الحاج ممبحوحا و لا يشي بالترحاب ،" السلام عليكم" ، و قبل أن يرد الابن تابع "رحم الله والدك الحاج "،" و عليكم السلام " قال الابن و قد ظهرت على وجهه ابتسامة بدا واضحا بأنها لم تكن من طباعه . كان ابن الحاج زميله في نفس المدرسة لكن لم يكن من أصدقائه ، و لا يذكر أنه حدث و خاض معه حديثا طويلا ، أو شاركه أيا من ألعاب الطفولة سواء في المدرسة أو في الحارة." ربما لا تذكرني ، كنت جاركم في الحارة" ،" أهلا ، أهلا" قال الابن و هو ينهض عن كرسيه مصافحا،" إنه العمر، و الذاكرة لم تعد كما كانت " . و كما يحدث أحيانا، كان لا بد من كذبة ما توصله إلى الحقيقة ، فادعى بأنه يود السؤال عن صديق كان يسكن في في البيت مقابل الدكان ،" أي بيت تقصد ؟!" " في الطابق الثاني" و أضاف " البيت الذي له نافذتان ، و قد دُهن إطار إحداهن بالأسود "، "أعتقد بأنك مخطئ ، فالبيت الذي تقصده لم تسكنه سوى الأرملة و ابنتها الحزينة "، قال الإبن ،" الحزينة !! اسم غريب !!" قال محدِّقا في عيني الإبن ، " الحزينة لم يكن اسمها ، كان لقبها "، وأضاف ، "غريب أنك لم تسمع بها فالحارة كلها تعرف قصتها" ،" يبدو أننا انتقلنا من الحارة قبل أن يطلقوا عليها هذا اللقب" ، "ممكن " قال الابن ،" و هل ما زالت تسكن في الحارة ؟"، صمت الابن لفترة قبل أن يهز رأسه ، "ماتت من حوالي العشر سنوات " . تمالك نفسه ، و تحرك لسانه داخل فمه و هو يحاول أن يقول شيئا فلم يستطع ، رفع رأسه و وقعت عيناه مرة أخرى على صورة الحاج المرحوم وخُيِّل له بأنه كان بإمكانه سماع صوت الغبار الذي كان ما زال يتابع تراكمه الرتيب فوق الصورة ، " و والدتها ، هل ما زالت تسكن في نفس البيت ؟!" ، سأل بصوت خفيض بعد فترة طويلة من الصمت ،" عادت إلى القرية التي تتحدر منها ، و البيت معروض للبيع الآن" . عندما اقترب من منزله ، كانت الشكوك ما زالت تساوره في صحة قراره مغادرة البلد ، نظر إلى ساعة يده ، كانت الخامسة بعد الظهر و بدت السماء صافية بينما كانت الشوارع مزدحمة بالسكان الذين استغلوا فترة الهدنة ، التي كان من المفترض أن تستمر لأسبوعين ، من أجل تأمين حاجياتهم . تذكَّر أخته التي تسكن في منطقة قريبة فأخذ الطريق الموصل إلى بيتها . استقبلته أخته و على وجهها فرحة لم يرها منذ اندلاع الحرب ، " خير انشاء الله ، سعيدة اليوم !" قال لها متصنعا ابتسامة لم يكن تصنعها ليمر على أخته التي تكبره بسنوات ، و كانت بمثابة أم له منذ أن تيتم كلاهما و لم يكن قد بلغ العشرين ، " بارك لي " " ألف مبروك " ثم أضاف " خير إنشاء الله "" وافقت دائرة الهجرة الأمريكية على طلبنا بالهجرة " عظيم " قال لها ثم إضاف "و أنا وجدت مشتر للبيت و ساهأجر إلى ألمانية " مبروك ، لكن لا تبدو عليك السعادة !" كان سيقول لها " الوطن " عندما انتبه إلى أن أخته سوف تكتشف عدم اقتناعه بما يقوله ، و أرعبته فكرة أن تعرف سر عدم رغبته في الهجرة ، فصمت ، و تابع شرب فنجان قهوته بهدوء .
استمر القتال حتى إلى ما قبل الفجر بقليل ، و بدا بأن محاولة المعارضة بالسيطرة على المدينة قد فشلت . كانت ما تزال إلى جانبه على الصوفا نعسانة و متعبة ، " يجب أن تنامي "قال ، و بهدوء أخذ يفك ذراعيها عن خصره ، فتكمَّشت به ، قبَّلها على رأسها ، و حاول مرة أخرى فك نفسه من ذراعيها .، استسلمت لرغبته ، فنهض بينما بقيت على الصوفا ، " عليك أن تنامي قليلا " فأومأت برأسها ، أمسكت بيده الممدودة باتجاهها ، أنهضها و اتجه نحو غرفة النوم ، بينما كانت شعلة الشمعة التي يمسكها باليد الأخرى تعلو و تنخفض فيتراقص خيالاهما على طول الحائط الذي يصل الصالون بغرفة النوم . عندما أصبحا داخل الغرفة ، انتبه إلى أنه ما زال ممسكا بيدها ، فأفلتها بسرعة " تصبحي على خير" ، قال لها ، لم ترد ، و بهدوء اتجهت نحو السرير لتستلقي عليه . كان الإثنان يتجنبان النظر إلى بعضهما البعض . بقي واقفا في الغرفة لفترة قصيرة ، قبل أن يخرج و يذهب إلى المطبخ بينما كانت الشمعة لا تزال في يده ، فكر أن يغلي فنجان من القهوة و يدخن سيكارة ، و ضع الركوة على النار ووقف خلف شباك المطبخ ، نظر إلى السماء المعتمة ، بينما كانت أصوات صفارات الإسعاف تصله من مناطق بعيدة في المدينة ، دخَّن سيكارة أخرى ، و ما أن انتهى من تدخينها ، حتى انتبه إلى الركوة التي نشف ماؤها ، أقلع عن فكرة شرب القهوة ، و بهدوء اتجه نحو غرفة النوم ، كانت نائمة وعلى وجهها نفس الإبتسامة الغامضة التي جذبته إليها يوم قابلها في مركز الجمعية الخيرية ، و لم يكد ينتبه إلى فستانها الذي انحسر عن فخذها الأيمن ، حتى أدار وجهه ، و أحسَّ باللسع الحارق للشمع الذائب الذي كان قد أخذ بالتساقط على يده قبل أن يعدَّل من وضعية الشمعة ، و يحاول السيطرة على يديه المرتجفتين . عندما اقترب من السرير ليتأمل وجهها عن قرب ، فتحت عينيها ببطئ ، ابتسمت و كانت تود أن تقول شيئا عندما أغمضتهما مرة أخرى وعادت إلى النوم . كان يهم بالنفخ على الشمعة و الاستلقاء إلى جانبها فالتقت عينيه بعيني زوجته في الصورة المعلقة فوق السرير ، كان قد علّق الصورة بعد وفاتها آخذا على نفسه عهدا بأن لا تدخل إمرأة ما عدا أخته هذه الغرفة ، و لأن للعهد قوته التي تتأتى من مجرد إطلاقه بغض النظر عن منطقيته من عدمها ، فقد شعر بتأنيب الضمير الذي سرعان ما تخلص منه عندما نظر مرة أخرى إلى جميلة " لكنها لم تصبح امرأة بعد " ، و كانت حجته من الضعف بحيث لم تقنعه هو نفسه ، فغادر غرفة النوم ، و استلقى على الصوفا في الصالون لينام . عندما استيقظ متأخرا و كانت الساعة حوالي الثانية عشرة ظهرا ، أبقى على عينيه مغمضتين مستمتعا بالصوت الخافت لاصطدام باطن رجلي جميلة الحافيتين فوق البلاط و هي تتحرك بين الغرف مشغولة كعادتها بأعمال التنظيف ، بينما كان الهواء الذي يدخل من النوافذ التي فتحتها بقصد تهوية البيت ، يحمل رائحة رز بالحليب كان بائع الحلويات على ناصية الشارع المقابل لبيته ، قد اعتاد إعداده في أيام العطل ، و من بين جميع روائح المنظفات التي كانت قد استعملتها ، كان باستطاعته شم رائحة صابون الغار الذي تستعمله عندما تستحم في الصباح . و كان سوف يستمر في استلقائه ، لو لم يشم رائحة القهوة التي أحضرتها له " ألن تذهب إلى المدرسة اليوم " قالت وهي تضع القهوة على التربيزة الصغيرة بعد أن رأته يفتح عينيه ببطئ ، " اليوم يوم الجمعة " ، عندما رشف الرشفة الأولى من فنجانه ، انتبه إلى أنها ترتدي الفستان القديم الذي اشترته لها زوجته عندما بدأت العمل في المنزل ، و بدا الفستان ضيقا على جسدها الذي لا حظ اكتماله في الشهور القليلة الماضية . لم يشغل باله كثيرا في التفكير بالطريقة التي عثرت فيها عليه ، مع أنه تذكَّر المرة الأخيرة التي رأى فيها زوجته ، و لم يكن المرض قد اشتد عليها بعد ، و هي تصعد السلم الخشبي لوضعه مع مجموعة ثياب قديمة تعود لكليها في السقيفة ، بقصد إعطائها لأحد الشحاذين الذين كثروا في الحرب ، و أصبحوا ، بالإضافة إلى تسولهم في الشوارع ، يدقون على الأبواب و يطلبون الصدقات ." من أين أتيت بهذا الفستان ؟" سألها " التفت على نفسها أمامه برشاقة ، و قالت مبتسمة " أعجبك ؟! " ابتسم من دون أن يجيبها ، و سوف يقضي الطريق الطويل الذي سلكه ماشيا إلى المحكمة للتوقيع على عقد بيع البيت ،و هو يحاول عبثا إقناع نفسه بأن جميلة تنتمي إلى مستقبل ليس له فيه سوى راتبه التقاعدي ، و ألبوم صور قديمة ، و بعض أمراض الشيخوخة التي تبدأ بتضخم البروستات و تنتهي بالتبول اللإرادي و الخرف ، هذا في حال ، لم يكن المرء محظوظا فيموت نتيجة سكتة قلبية مفاجئة . جاهد لإبعاد فكرة الشيخوخة الكئيبة من رأسه و هو يقترب من المحكمة ،و بينما كان ينتظر دوره للخضوع للتفتيش من قبل الشرطة قبل الدخول ، داعبت مخيلته فكرة الماضي الذي و إن مضى و أصبح من المتعذر تعديله ، فلماذا لا يحاول المرء إعادة عيشه ؟! فجأة ، اخترقت طائرات النظام جدار الصوت ، فركض الناس في الشوارع و همّ بعض التجار بإغلاق دكاكينهم ، ليتبين بأن الأمر، لا يعدو مجرد استعراض للقوة ، كان النظام يجريه بين فترة و أخرى ، لإقناع المعارضة بالكف عن التفكير في محاولة اقتحام المدينة . في المساء ، كان ذهنه مشتتا بعد أن أصبح عقد البيع نهائيا ، و كان عليه تسليم البيت خلال شهر . طلب من جميلة أن تعد له عشاء خفيفا ، و دخل إلى غرفة النوم ، كانت جميلة قد غيرت الأغطية و الستائر ، فتح باب الخزانة ليضع ثيابه التي كان قد خلعها ، فلم ير أثرا لثياب زوجته ، وقف لوهلة صامتا يتأمل النصف الفارغ للخزانة ثم أغلقها بسرعة ، وضع ثيابه على كرسي في زاوية الغرفة و هو يتحاشى النظر إلى الحائط حيث صورة زوجته التي حدس بأنها لم تعد معلَّقة في مكانها . عاد إلى الصالون ، فرأى عشاءه على الطاولة الصغيرة ، عندما جلس لتناوله ، سمع صوت الماء المتدفق في الحمام . كانت هذه المرة الأولى التي تستحم فية جميلة في المساء ، كما كانت المرة الأولى التي يشعر فيها بأن جميلة أصبحت امرأة . أنهى عشاءه بسرعة بينما كانت تجلس إلى جانبه ، و للمرة الأولى منذ دخولها المنزل ، ساعدها بتنظيف الطاولة . في المطبخ ، وقف وراءها أثناء تنظيفها للصحون و قال بصوت خفيض " كان يوما طويلا و متعبا ، سأذهب إلى غرفة النوم لأستلقي " فالتفتت إليه بينما كانت يداها البيضاوان الصغيرتان تختفيان و تظهران تحت رغوة الصابون فوق المجلى " عدني بأنك لن تنام ، لأن عندي لك حكاية " " حكاية !! " و أضاف " من الحكايات التي كنت تسمعينها و أنت تحت اللحاف ! " هزت برأسها " متأكدة بأني لم أسمعها من قبل ؟! " سألها ، فأجابت " حكاية ليست للروي " ارتبك قليلا ، و سألها " و هل هناك حكاية ليست للروي ؟! " هزت برأسها مرة أخرى ، ابتسمت و عادت لإكمال الجلي . قبل أن يذهب إلى غرفة النوم ، دخل إلى الحمام ، تأمل وجهه ، و لعن الشيب الذي كان قد تأقلم معه طيلة السنوات الثلاث السابقة ، انتبه إلى شعرتين طويلتين تخرجان من فتحة أنفه اليسرى فنتفهما و هو يحاول تذكر المكان الذي وضع فيه المقص الصغير المخصص لإزالة شعر الأذنين ، و عندما لم يتذكر ، بدأ بنتف ما استطاع الوصول إليه بنشاط ذكَّره بالشهور الأولى لزواجه . و كان يهم بمغادرة الحمام عندما وجد منشفتين نظيفتين على العلاقة جانب المرآة ، فتذكر بأن عليه أن يستحم . عندما دخل غرفة النوم وقع نظره على ما كان قد تحاشى النظر إليه لمرات عديدة ، فتسمَّر خلف السرير ، و لم ينتبه إلى جميلة التي دخلت خلفه مرحة كهرة بانتظار بكرة خيطان يوشك أحدهم برميها أمامها لتركض خلفها ، لكنها لم تلبث أن تجمدت خلفه ، و بهدوء انسحبت من الغرفة يقودها حدس قلما أخطأ . ذهبت إلى الصالون بينما بقي هو يتابع التحديق في المربع شديد النصاعة الذي خلَّفه نزع صورة زوجته عن الجدار . شعر بالذنب ، و انتابته كآبة كان يعرف بالتجربة بأنها سوف تستمر لساعات طويلة قادمة . في اليوم التالي ، اتصل بأخته التي كانت قد استقرت في أمريكا عند أولادها ، و تجاهل عدة اتصالات من ابنه، لأنه لم يكن يعرف ماذا كان عليه أن يقول له بشأن السفر إلى ألمانيا . و مع أن البلاد كانت قد دخلت في هدنة كان من المقرر أن تستمر لشهر كامل ، فإن مصيرها لم يكن أفضل من سابقاتها ، فهناك ، دائما ، طرف سوف يكتشف بأن الهدنة لا تناسبه بعد أن يكون قد وقَّع عليها ، فيلجأ إلى خرقها . و كما كان يحدث في كل مرة ، بدأت مناوشات خفيفة على الطرف الجنوبي للمدينة ، و بين فترة و أخرى كان يُسمع صوت القذائف التي يتبادلها الطرفان ، استمر الأمر على هذه الحال ليومين قبل أن يتدخل الرعاة الإقليميون و الدوليون للهدنة و يعيدوا تثبيتها . استغل فترة الهدوء التي كان الجميع يعلم بأنها لن تدوم مع وصول تقارير تؤكد بأن المعارضة قد حصلت على أسلحة حديثة و بدأت بالتحضير لهجوم جديد على المدينة . مشى نحو مكتب السفريات الذي اشترى منه تذكرة السفر إلى ألمانيا ، ليعيد التذكرة و يسترجع ثمنها ، عندما خرج من المكتب ، اتجه نحو البنك الذي كان قد أَوْدَع فيه ثمن المنزل لسحبه ، قبل أن يصل إلى البنك ، أخرج جواز سفره الذي كان يضم بين صفحاته فيزا السفر إلى ألمانيا و بدأ بتمزيقه على مهل ، و كلما مرَّ من أمام سلة مهملات ،كان يرمي قسما من الأوراق الممزقة ويتابع سيره . سحب ثمن البيت من البنك ، و ارتأى أن يأخذ تكسي إلى المكتب العقاري في الحارة القديمة حيث كان السمسار الذي تواعد معه بانتظاره مع الأرملة العجوز" أم الحزينة " التي أحضرت معها أحد أبناء إخوتها لمرافقتها إلى القرية بعد قبض ثمن المنزل . "غدا نلتقي في المحكمة لتثبيت عقد البيع" قال صاحب المكتب العقاري " بعد أن بارك للبائعة و المشتري . كان ما زال يتأمل الحالة البائسة للصالون في الطابق الأول عندما رأى جميلة تركض نازلة من الطابق الثاني و في يدها صورة قديمة بالأبيض و الأسود لفتاة مراهقة ، ما أن أصبحت قبالته و كانت قد انتهت من مسح الغبار عن الصورة بكم فستانها " انظر كم تشبهني " قالت له فرحة ، أخذ الصورة و تأملها طويلا " متأكدة بأنك ليست أنت صاحبة الصورة !!" سألها محاولا تأجيل دموعه حتى يختلي بنفسه ، زمّٓ-;---;-----;---ت شفتيها و فكّـرت قبل أن تقول مازحة " ربما ، و لكن في حياة سابقة " ، ثم أضافت بعد أن أخذت الصورة من يده و قَلَبْتَها على ظهرها " حتى أن اسمها كان جميلة " وضع نظارة القراءة و أخفض رأسه قليلا فتمكن من قراءة الخط الصغير " المرحومة جميلة / تاريخ الصورة عام 1981 ". في الغرفة العليا ، لم يكن هناك سوى كرسي خيزران خلف النافذة اليسرى و أمامه طاولة خشبية صغيرة فوقها كنزة صوف لم يتم انهاؤها ، فتح النافذة و نادى على جميلة التي نسي بأنها تقف وراءه ، " انزلي إلى الطابق السفلي و اجلبي لي علبة الدهان الأزرق" أخذ تنظيف البيت يومين كاملين ، وفي اليوم الثالث وصلت المفروشات القلية التي كان كلف عاملين بنقلها . فلاحظت جميلة ، و هي تشعر بالرضى ، بأن سرير غرفة النوم لم يكن من ضمنها ، و لكي تتأكد من حدْسها سألته " و أين سننام ؟! " عندما التفت ليجيبها ، لا حظ بريق عينيها ، و عبثا بحث عن أي أثر للبراءة في ابتسامتها " مؤقتا سوف ننام على فرشة على الأرض ،ريثما ينتهي سرير غرفة نومنا الذي أوصيت على صنعه عند نجار في مدخل الحارة " ازداد لمعان البريق في عينيها ، و قفزت على حضنه ، قبَّلها و هو يمرر أصابع يديه في شعرها ، فاستغلت الفرصة التي انتظرتها منذ انتقالهما إلى المنزل و سألته " لابد بأن لهذا المنزل حكاية ، فهل يزعجك أن ترويها لي ؟ تذكر بأني رويت لك الكثير من الحكايات ، و لم يحدث أن رويت لي و احدة ، أريد فقط حكاية هذا البيت " قبَّلها مرة أخرى و قال و هو يداعب خديها " هل تذكرين ما قلتيه لي عن الحكايات التي لا تروى ؟" " أذكر " فقال " حكاية هذا البيت من الحكايات اليي لا تروى ".
#ملهم_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكاية ليست للروي / قصة قصيرة
-
على الجبهه الشمالية
-
على باب السيد الرئيس / قصة قصيرة جدا
-
الحبل
-
الرأس المقطوع
-
الشرق
-
العاشق / قصة قصيرة
-
القنَّاص
-
حدث في الأسبوع الماضي /قصة قصيرة جداً
-
تلك الرائحة
-
المعارضة السورية و دور الضحية
-
المؤامرة و المؤامرة ....ثم المؤامرة
-
رائحة ثقيلة
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|