صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 19:29
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في أوّل أيام حملتك الإنتخابية، ومن مواجع الدهر أن الحركة الثورية مُنقلَب عليها تماما إلى حد الآن وأنت مسؤول، كلهم ونحن لا انت وحدك ولا بصفة متكافئة، أسمّي ما يلي رسالة تنبيه إلى مسؤولية لا أدري مدى قدرتك على تحمّلها. هي رسالة توريط نزيه لا رسالة تضامن نقدي ولا مساندة بالخُلْفْ أو بالمغايرة:
أدنّاك بالامس القريب ووقفنا معا في الامس البعيد، لن نكافئك اليوم ولن نسامحك غدا ونحن لا نقف إلا مع الحق وأين تقف الجماهير. قلنا أنه عليك، اذا اردت مواصلة ادعاء أنك مثقف، أن تعاهد التحتيين، السّاساريين، الأنديجان، السّابالتارن، الأهالي أفضل، على التسيير الذي تترشح من أجله، حتى لا تقول حكم، أن تعاهدهم على ممارسة مهامك لزمنية محدودة أوْلى أن تكون بمقتضى ميثاق شرف جماهيري مع هؤلاء الأهالي أنفسهم وليس مع غيرهم مهما كان غيرهم المحلي- الغلوبالي.
أنت تعرف بوصفك مثقفا محترما وفاشلا في الحكم، لا بوصفك مفكرا، تعرف، ونحن نساند ونناصر من يساندك ويناصرك بوصفك مرشحا، لا بوصفك منشودا ولا بوصفك منخوبا، بل بأمل هؤلاء أن تنتصر فيك المروءة على نفسك وتحفظ لهم النفس الاخير، تعرف أنه يمكن بلا طول ركاكة وكعررة أن نضع بالتلخيص الأقصى لائحة أمل الحياة الثوري عند كل هؤلاء في كل أبعاد حياتهم الوجودية والروحية والإقتصادية والإجتماعية...، ان نضع كل ذلك في كلمة نزع الأساس الكولونيالي من حياة الناس أو نزع الإستعمار أو الديكولونيزاسيون أو، بالإيجاب، الإستقلال.
لا بد لك من مركز سياسات الوطن المستقل والشعب الحر أكثر من مكتب رئيس جمهورية.
هذا الحد الادنى يمكن أن يجعلك ناجحا ألف مرة أكثر من أي حد أدنى قد تجرؤ عليه حياء من الاهالي إذا لم نقل حبا في ثقافة أصحاب الضمائر الثورية واكراما لهم
نعم بإمكانك، أن تتعهد وتخدم ونحن ننظر إلى العهد ونحكم
هل فهمت أننا لن نترك أعداء أهالينا يستفردون بتجفيف دماء أهالينا
هل فهمت أننا مكرهون على الإنتصار لهم من أجلهم
اذا قبلت العهد فنفذه
حظا سعيدا واقتدارا طيبا اذن
نحن نحدس في العمق أنك تأمّلي ولك العاقلية الكافية لتفهم وتنفع
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟