كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 17:55
المحور:
الادب والفن
جَــزِيرَةٌ أنَــا وأنْتِ مِنْ غُــزَاتِهَــا.
طُبُــولٌ مِنْ أدِيمِ النَّجْمَةِ الأُولى
تَراَكَضَتْ وَخَلْفَهَــا صَواعِــقُ،
نَفِيــرٌ مِنَ الدَّمْعَةِ الحُبْلَى
تَــرِقُّ كُلَّمَــا اكْتَظَّتْ شَقَائِقُ؛
خَرِيطَةٌ أنَــا وأنْتِ مِنْ رُعَــاتِهَا.
حَسِبْتُهُ اقْتِحَــامًــا لِلْمَعَــادِنِ الكَرِيمَة
وَنَــزْرٍ مِنْ خُمُــورِي
ظَنَنْــتُهَا إغَــارَةً كَهِجْرَةِ الوُعُـــولِ
لَهَــا نَــاخَتْ جُسُــورِي
حَسِبْتُــنِي مَغَــارَةَ الغَنِيمَة.
فَمَــا بَاحَتْ نُجُــومِي باحْتِلاَلِي
غَــدَاةَ أرْسَلَتْ عَلَى بُحَيْرَتِي
رِقَاعًا مِنْ سُقَــاتِهَــا.
تَقَدّمَتْ فَيَالِقُ
وعَسْكَرَتْ نَوَارِسُ المَغُولِ،
مَشَــارِطُ الغَــزَالِ فِي ضُلُوعِي
تَدُكُّ بَــاقَةَ الخِيَامِ خَيْمَةً فَخَيْمَة
وأُسْرِجَتْ مَشَــانِقُ
وَمِخْلُبُ النُّهُــودِ
يَــهِــدُّ مَــا أصَابَ مِنْ فُصُـولِي
وَمِنْسَــرُ الشِّفَاهِ الكَدِيــدِ
يَــجِدُّ فِي عُــرُوقِي كالأَصِيلِ؛
بِأيِّ شِرْعَةٍ سَكَنْتِ جُوعِي؟
بِأيِّ جُرْعَــةٍ سَبَيْتِ الوَشْمَ فِي وَرِيدِي
وَحَــرَّقْتِ الصَّــدَى
وَهَشَّمْتِ الظِّلاَلَ فِي نَخِيلِي؟
مَدِينَةُ الجِـــرَاحِ أنْتِ مِنْ سُــرَاتِهَا.
زرَعْتِ بَيْدَرَ الأشْوَاقِ
صَــهَارِيجَ عِطْــرٍ بَابِــلِيٍّ
وشُــرِّدَتْ قَبَــائِلُ
وقُلْتِ: مِنْــهُ يَشْرَبُ القَمَرْ !
نَحَــرْتُ شَمْعَةَ العَــاجِ اليَتِيــمَة
عَلَى أعْتَابِ خَصْرِكِ المُرِيعِ،
فَقُلْتِ: مَــا لَــهَا أثَـــرْ !
سَقَيْتُ بَــازَكِ النَّــارِي
مَــؤُونَةَ البَــرَاكِينِ الحَمِيــمَة،
فَــأثْخَنْتِ جُحُودًا فِي الجِــمَالَ والشَّــجَرْ !
غُبَــارُ عِطْرِكِ المَــرِيرِ
سَــرَى فِي غَيْــمَةِ اليَمَــامِ مِنْ رُفَــاتِي
فَصِرْتُ غَــابَةً مِنَ الحَـــرِيرِ،
وأوْرَقَتْ حَــرَائِقُ ....
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟