أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ثامر ابراهيم الجهماني - كيف يزوّر التاريخ : بشّار أم ( اسرائيل ) ؟!














المزيد.....

كيف يزوّر التاريخ : بشّار أم ( اسرائيل ) ؟!


ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 04:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من أكبر الأضرار التي أصيب بها الوجدان السوري بعد الكم الهائل من الضحايا ، تلك الشيزوفرينيا الوطنية ودوامة الإنتماء التي أُدخلنا بها رغماً عنا .
كُره الوطن المتمثل بالحاكم المستبد وتفضيل العدو التاريخي عليه لا لشيء فقط لأنه يؤلم قاتل الاطفال ويضعفه .ليست جديدة علينا كسوريين تلك المشاعر المتناقضة المتنافرة بين حب الوطن الحر والرغبة بالقضاء على الإستبداد من جهة ومن جهة أخرى التمترس حول الحفاظ على الدولة بمواجهة كل من يهدد وجودها خصوصاً من قبل العدو التاريخي ( الصهيوني ) ، لم نكن سابقاً نشعر أن كلمة المواطنة والانتماء تعني لنا الكثير منذ عقود خلت ، فالمواطن كان يشعر أن المسؤل لص كبير مهما علت مكانته واختلف مكانه ، حتى راح الكل يخالف القانون بالقانون لتدني منسوب الشعور بالانتماء للوطن ، حتى تغيرت مفاهيم القيم ، رغم أن المفاهيم العامة قيم مطلقة لكن لايمكن لها أن تنقلب الى التضاد إلا لخلل جماهيري جمّعي .
تركت الإعتداءات الصهيونية الأخيرة أثرها النفسي لدى مجمل الشعب السوري بشكل إجمالي فإنقسم السورييون بين مؤيد ومعارض للضربة وكليهما يؤسس موقفه تبعاً لحب الوطن ، فالأول المؤيد للضربة يؤمن أن كل الويلات التي صبّت على رأس الوطن مرجعها الاستبداد السلطوي المافيوزي وإجرام أدواته الامنية وذراعه العسكرية فكل ما يرهق هذا الاستبداد ويزعزع أركانه مرحب به ، دون الاشارة إلى أي موقف واضح من كون هذا العدو الضارب هو عدو تاريخي لايرتجي لنا الخير مطلقاً ، وما هذه المسرحيات العسكرية لا تعدو إلا فركة أذن لربيبهم بشار للعودة إلى مربع تنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار 1974 التي بصم وأكد على تنفيذها والقبول بكل بنودها العلنية والسرية أمام ( مادلين أولبرايت ) يوم تشيع والده الذي أورثه الحكم و هذه الحضوة لدى الصهاينة .
كما يؤكد المؤيدون أن القصف الصهيوني لم يكن معاصر للثورة فضربة عين الصاحب وقصف مفاعل دير الزور والتحليق فوق القصر الجمهوري سبق الربيع العربي بسنوات ، مما يسقط مزاعم المنتقدين أن هناك تحالف صهيوني قطري مع الثوار وطالبي الحرية . بينما ذهب بعض المتطرفين من مؤيدي الضربة إلى أبعد من ذلك مطبلين مزمرين (لأبناء عمومتهم من اليهود لمزيد من الضربات ) على مبدأ ( أتحالف مع الشيطان لأتخلّص من الأسد ) .
بينما ذهب المغالون من معارضي الموقف الأول والمحسوبون على الثورة إلى تخوين الموقف الأول واصفين إيّاهم بالخونة المتأمرين على الوطن ، انطلاقاً من تاريخ الصراع العربي الصهيوني وعدم الاستقواء بالخارج وخصوصاً ( اسرائيل ) ضد الوطن ممثلاً ببشّار ونظامه .ينطلق موقف هؤلاء من فهمهم الطوباوي للمواطنة والقيم الانسانية ورفض العنف ولا يبالون لموقف منتقديهم أنهم بهذا التطرف في فهم المواطنة ينسجمون لدرجة التماهي مع موقف المستبد القاتل لانهم يتمسكون بالاسس التقليدية لفهم القيم المطلقة والتي تحتاج على الاقل لمراجعة فكرية بسيطة تبعاً للواقع الجنائزي المؤلم الذي يعيشه السوريون .
بالمطلق يصر كلا الطرفين التمترس حول فهمه واعتقاده لمفهوم الوطن والمواطنة والاخلاقيات والثوابت ..دون افساح المجال لنقاط التلاقي التي قد تنقذ الوطن لو اشتغلوا عليها ...الكل يدفع السوريين الى خيارات صعبة إما بشار أو ( اسرائيل ) ، وبشار يدفع السوريين والعالم لخيارات أكثر صعوبة الاسد أو داعش بينما الشعب السوري يحصر نفسه بالخيار الاصعب الموت ولا المذلة .
كيف لنا أن نوفق بين إصرارنا على طلب الحرية ، رغم مرارة خيار العسكرة ؟ وبين طوباوية مفهوم الدولة والمواطنة وجسارة العنف وكسر العظم التي يتّبعها نظام الاجرام في سوريا ؟
لكن السؤال الذي يفتح الجرح على غارب الملح لنفترض ان الغارة لم تقع ومستودعات الاسلحة لم تقصف وتفجّر ...ضد مَن كان سيستعملها رئيسكم بشار ؟



#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات والفرصة القانونية الأخيرة :
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي كامل
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 35
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 34
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 33
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 32
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 31
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 30
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 29
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 28
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 27
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 26
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 25
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 24
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 23
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 22
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 21
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 20
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 19
- كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 18


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ثامر ابراهيم الجهماني - كيف يزوّر التاريخ : بشّار أم ( اسرائيل ) ؟!