|
الدكتور العبادي والتحديات
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 00:35
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
منذ توليه الحكم أبدى رئيس الوزراء الحزم والثقة والشعور بالمسؤولية ، خاصة وهو يخوض حربا متعددة الأطراف وفي إتجاهات مختلفة ، وبدى لنا نحن المتابعين إن لهذا الرجل روحية كبيرة وهدف كبير يستهدف تطهير العراق من كل المفاسد التي خربت عليه روحه وعيشه ومستقبله ، العبادي هذا الرجل جعله القدر أن يمارس الحكم في ظل إحتلال داعش لمدن عراقية ، وفي ظل الغياب شبه التام للأمن وسيادة الفوضى والتسيب الذي عم كل مفاصل الدولة والنظام ، و الرجل حسب ما نرى ونسمع ونشاهد إنه يفعل أكثر مما يقول ، لذلك أبتعد عن الثرثرة الإعلامية والظهور وأنشغل بتفكيك وتحليل الملفات التي كانت تعيق على العراقيين حياتهم وإيمانهم بوطنهم ووحدتهم . لقد كان صائبا في كل ما ذهب إليه بحسب كل التقديرات والملاحظات بدءا : 1- من تسريح الضباط الفاشلين والمنهزمين من قوى الجيش والأمن . 2 - وبادر لفتح الصفحة ناصعة مع أربيل ليقول إن الأساس ليس المناكفة بقدر ما يلزم من تخفيف حدة التوتر وتوجيه القوى والأنظار للخطر الإرهابي . 3 - وكان له قدم سبق في إمضاء إتفاقية متوازنة إلى حد ما في مجال النفط والغاز . 4 - ورأيته مبادرا ليجعل من العشائر في المناطق الغربية متمكنة من نفسها وقادرة على مواجهات التحديات المحلية من قوى الجريمة والإرهاب . هذه معطيات تجعلنا نؤمن بان في الإمكان تصحيح وإصلاح ما كان بروح وثابة وإيمان وصبر ومجالدة ، وفي هذا المجال سيجد العبادي نفسه محاطا بكل العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم ومن شرقهم إلى غربهم وهذه حقيقة وليس تضخيما ، إن إصلاح المؤوسسة الأمنية وما يقوم به في هذا المجال هو الخطوة الأولى والضرورية و اللازمة للقضاء على الإرهاب ومن يمده بأسباب الوجود ، إن العراق في زمن العبادي هو عراق مختلف ومغاير والمغايرة والإختلاف نلمسها بهذا التأييد المحلي والأقليمي والدولي ، وفي مشاركة الجميع معه وإياه في دحر الفساد والإرهاب والتضليل ، ولا يغرب عن البال إن قوى حزب البعث و العهد البائد تسعى لتخريب عملية بناء الدولة الجديدة وتخريب أسس مفاهيم الديمقراطية وقيمها ، نرى ذلك من خلال هذا التعاون والتآلف بين الحزب المقبور وتنظيمات الظلام الإرهابية لتخريب الوطن وتخريب روح المواطن . إن ثمة دافع يقودني لتذكير العراقيين بضرورة الإلتفاف والإصطفاف خلف ومع العبادي وهو يقود - ثورة التصحيح والإصلاح الجديدة - وهي الثورة الأهم في حاضر ومستقبل العراقيين إذ فيها ، توجيه للعراقيين جميعا بمحاربة الفساد ، وفيها إصرار على جعلهم مؤمنيين بوحدتهم ووحدة مصيرهم مع أصالة التعددية والإختلاف الثقافي والمناطقي ، إن في ثورته رفد لمفهوم إصلاح مؤوسسات الحكم وتطهيرها مما علق بها من سني الظلام والجفوة ، وفي ذلك لا بد من مشاركة للمثقفين والإعلاميين وأصحاب القلم والناطقين عبر الأجهزة المسموعة والمقرؤة ، في توجيه الناس إلى هذه المعاني الكبيرة وإخطارهم بوجوب الإبتعاد عن كل ما يعكر صفو حياتهم ، ولعل هناك دورا لرجال السياسة ورجال الدين في هذه المرحلة أن يكونوا جادين في دفع المخاطر المحدقة بالوطن وهي مسؤولية أخلاقية وإنسانية وشرعية ، وأجدني ملزم بحث الأصدقاء والكتاب والمفكرين أن يتحدثوا عن الخير العام ، وأن يبتعدوا عن صغائر الأمور إذ إن فيها يكمن الشيطان . إن مرحلة جديدة نخوضها مجتمعين وعلينا وعلى الجميع مسؤولية وواجب في جعلها ممكنة للعيش والتعايش ، ولايكون ذلك كذلك إلآ من خلال توجيه المجتمع والشعب للعمل والإنتاج والبناء فهناك الكثير الذي يجب ان نعمله ، إن الإبتعاد عن الكلام الهوائي والثرثرة وأسلوب المجالس يجعلنا أكثر طواعية لتقبل التطور وتقبل التنمية وصناعة الفرد من جديد ، فليس هناك ثمة شيء مهم أكثر من الوحدة في الدين ووحدة الإنسان ووحدة الوطن ، وهنا نشير من غير مواربة إلى ذلك الدفع الذي يتلقاه بعض من ينتسب إلى السياسة في حملاتهم للتشكيك بكل فعل خير بدءا من مقولتهم النشاز ضد - الحشد الشعبي - إلى التشكيك في المؤهل الوطني لتحرير الموصل في السنة القابلة ، وإني أدعوا كل وطني غيور شريف للوقوف مع العبادي وهو يخوض معركة الوجود ويحارب قوى الفساد التي خلفت البلد وجعلته ركاما ، هي معركة يجب أن نخوضها جميعا لأنها معركتنا ولايجوز بحال التشكيك أو التشهير أو إختلاق الأكاذيب وترويجها لأن في ذلك تفتييت للوطن ، ونحن جميعا شهود على حاضر فاسد وساسة مفسدين ورجال أنصاف رجال ، لكن القدر والتاريخ والله أراد لنا أن نتحدى كل الصعاب مادام المطلب شريف وعظيم ، فلنكن مع روح المرحلة وما يريد صاحبها من تحقيق ماهو ممكن ونافع ، ولنكن معه من غير أنا ذاتي أو إلتواء ، ولا يجب أن نكون كأهل الكوفة مع علي وأولاده عليهما السلام إذ في ذلك خيبة أمل وخسران أبدي ، ولقد حدثنا القرآن عن أصحاب موسى حين قالوا - أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون - إن معركتنا يجب ان تكون جميعا ضد كل ماهو باطل وفاسد وإرهابي مجرم وتلك معركة طويلة وشاقة وفيها تضحيات جسام...
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام المتخلف
-
عقلانية الرئيس فؤاد معصوم
-
الحسين ثائراً
-
العلاقات العراقية السعودية
-
ستبدأ الحرب على داعش
-
تحرير المعنى
-
مؤتمر باريس
-
عن الغيير والديمقراطية
-
العيد في زمن الفتنة
-
الخلافة الإسلامية
-
على مشارف رمضان
-
عندما يطفح الكيل
-
بيان صادر عن - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي – ( فلتسقط
...
-
الحاكم القوى
-
تهنئة بمناسبة فوز المشير السيسي برئاسة مصر
-
كلمة في معنى ( الحلال والحرام )
-
عبدالملك السعدي وحماقات رجل الدين
-
في فوضى التكتل والتحالف
-
ثرثرة على الرافدين
-
الليبرالية الديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يجب ان يُنتخب
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|