أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - متى تستيقظ الذاكرة الوطنية















المزيد.....

متى تستيقظ الذاكرة الوطنية


السيد حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 16:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


متى تستيقظ الذاكرة الوطنية لتتصفح أرشيف سنوات الطوفان الأهوج؟
السيد حميد الموسوي
عانت الانسانية على مر العصور من سياسة التسلط والقهر والعبودية، وابتلت الشعوب حقبا طويلة من عمرها بتلك النظم، لكنها- وبمرور الزمن واتساع المدارك والثقافات واستيقاض الوعي، تأججت المشاعر فالتهبت الثورات والتي اتجهت نحو تحرير الانسان والسعي الحثيث
نحو تغير القوانين المجحفة التي حفظت الحكام والملوك والنبلاء وحاشياتهم مصونين غير مسؤولين، وكبلت الجماهير بقيودالعبودية والرق والاستغلال وحرمانهم من ابسط حقوقهم في الحياة، وقد نجحت شعوب العالم- خلا المنطقة العربية - نجاحا باهرا باقامة نظرية ديمقراطية دستورية يكون الحاكم فيها موظفا واجبه خدمة الناس وهو بالتالي محاسب اما م برلمان منتخب يمثل كافة شرائح المجتمع وتطلعاتهم، كما تم الفصل بين السلطات التي تتولى ادارة شؤون البلاد وتنظيم حياة شعبها، فصارت هنالك سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية، شغلها الشاغل النهوض بالبلاد نحو الرقي الاقتصادي والسياسي والحضاري.، وتحقيق الرفاه لشعوبها في ظل نظام ديمقراطي يرعى حريات الجميع بلا تمييز. وظلت المنطقة العربية-على حالها - مع تبدل وتطور بسيط في نظم الحكم لايرقى الى نسبة تذكر قياسا بانظمة الحكم في العالم المتطور، وظلت القوانين المكبلة للحريات العامة يورثها الهالك للمالك، واستمر المواطن العربي اسير قيود شيخ القبيلة واضطهاد الاقطاعي في القرى والارياف، ورب العمل في المدن حتى غدا في عبودية مركبة لايستطيع الفكاك او الخلاص منها، الى ان قامت الانقلابات العسكرية التي نظمت بعضا من قوانين العمل والاصلاح الزراعي،لكنها ادخلته في نظام دكتاتوري في بعض البلدان او سلمته الى سلطة وراثية في بلدان اخرى، حتى نسي بمرور الزمن هذه النعمة نعمة الحرية وتناسى، (كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا؟) بل الادهى والامر انه صار لايميز بينها وبين الفوضى ان تمتع بها في غفلة من غفلات الزمن وعبر مرحلة خاطفة!!
وهذا ما حصل ويحصل الان في العراق بعد عملية التغير وزوال النظام الدكتاتوري السابق، فالكثيرون لايدركون ان للحرية حدودا تدور ضمن قواعد منضبطة لاتتقاطع مع حقوق وحريات الاخرين، لا بل مع حقوق النفس المحترمة، فماكان مخالفا للشرائع والقوانين السماوية والذي ياتي بصيغة التحريم عند الاديان السماوية يقابله ما كان مخالفا لقوانين البلد. صحيح ان الناس ليسوا على درجة واحدة في تقبل الحرية وممارستها حيث ان الناس يختلفون بعضهم عن بعض من حيث استعدادهم للحرية"كما يقول العلماء" فالضعفاء دافعهم للحرية اضعف بينما الاقوياء دافعهم الى الحرية اقوى، وهذا الاختلاف هو السبب في ان ما مفروض على بعض مرتبات االافراد ليس مطلوبا من الافراد العاديين ومن هنا توجب على المعنيين صياغة القوانين التي تنظم طرق واساليب التمتع بالحريات العامة قبل ان تتحول الى حالة انفلات وفوضى نتيجة الانبهار او المفاجئة او عدم الاعتياد.
ان مانراه اليوم من فوضى ادارية واقتصادية واجتماعية، وفلتان امني وسلوكي مرده الى سوء استخدام الحرية وغياب القوانين الرادعة المنظمة لسيرها.
نعم.. ان لحقب الاستبداد والكبت والاظطهاد المتعاقبة التي صبغت تاريخ العراق طيلة السنين السود الماضية اثرها في تشويه بعض النفوس وطبعها بطابع الشر والثأر والانتقام والحقد والاثرة، لكن هذا لا يعني تخريب الممتلكات العامة ونهب المال العام واستشراء الفساد الاداري والمالي وشيوع السلب والخطف والاستهتار بالقوانين والخروج عن سيطرة الدولة، وتحدي القوانين والانظمة وحتى الاعراف! ان المسؤولية تقع-بالدرجة الاولى - على قوات التحالف التي اسقطت السلطة السابقة فهي التي اسست لهذا الفساد والخراب والارهاب بكل اشكاله حين عطلت القوانين الصارمة في حق المجرمين والمفسدين وتركت الابواب مشرعة بما فيها الحدود الدولية، وبقصد او غير قصد اطلقت يد العابثين والمخربين والسلابين والمجرمين لاشاعة الفوضى والتي تحولت فيما بعد الى ردة فعل جمعي عند ضعاف النفوس لتستمر طيلة السنين العشر الماضية من عمر عملية التغيير . بل وتتحول الى اكبر معين للارهاب.كما تتحمل الاحزاب والحركات والتجمعات السياسية جانبا اخرا من المسؤولية حيث كان المفروض بقيادتها وتنظيماتها اشاعة الوعي والتثقيف في صفوف جماهيرها على التعامل مع الوضع الجديد، واستثمار فسحة الحرية ،ان لم يكن قبل عملية التغير فخلالها او في الفترة التي اعقبت سقوط السلطة السابقة. ولا شك ان استمرار حالة الفوضى والاستخدام السىء للحريات بعد مضي اكثر من عشر سنوات على التغير يشكل سابقة خطيرة في تاريخ العراق وقد يؤدي الى الاضرار بسير العملية الديمقراطية الجديدة وربما الى انتكاسها -لا قدر الله-. ومما لا شك فيه ان الجماهير ليست بمعزل عن تحمل حصتها مما يجري من انفلات على كافة المستويات، وهي غير معذورة بعد مضي كل هذه الفترة على سقوط السلطة السابقة، وهي فترة كافية لتفريغ شحنات كبت السنين السود، وتشتيت غيض الحرمان والقهر، ولا بد من ايقاظ الذاكرة الوطنية التي غفت بفعل سطوة وطغيان النعرات الطائفية والعشائرية والحزبية الضيقة وحتى المناطقية والتي اسست لها السلطة السابقة ومارستها سلوكا ومنهجا وثقفت عليها وفرضتها في اكثر الاحيان، ثم جددتها وشجعتها الاوضاع المتردية المتفشية بفعل فاعل! فالجماهير المكدودة الصابرة هي المتضرر الاشد من تعسف وقهر السلطات الشوفينية الدكتاتورية وهي حطب حروب سياستها الهوجاء، وبالتالي يقع على عاتقها الثقل الاكبر حمايةً لمنجزات التغير وانجاح مشروع النظام الديمقراطي الحر في العراق، وعليه فان الشعب العراقي مدعو بكافة طبقاته ومختلف شرائحه الى العودة لمنطق العقل، واعادة مشاهدة شريط سني الاظطهاد والتعسف والاستعباد، وتقليب ليالي جذ الالسن وصلم الاذان، وجدع الانوف، ووشم الجباه، وبتر الاطراف، وسبي النساء، وسوق الشباب كالقطعان الى محرقة الحروب العبثية التي لها اول وليس لها اخر، واستعادة ذكريات احواض الاسيد، والمقابر التي طرزت خارطة العراق، وظلت موحشة فلا تزار ولايدري بها احد. وليستذكروا الكثير.. الكثير من رعب كابوس جثم على الصدور طيلة اربعين عاما حالكة السواد ثم ليثوبوا الى رشدهم، وليستغفروا نعمة الحرية التي اساؤوا استثمارها واعانوا اعداءها، فعكروا صفو معشرها، ولاثوا صافي شربها وكدروا اشراقة نورها.



#السيد_حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تُعاد للمواطن ثقته بساسته ومؤسساته؟
- كونوا احرارا في دنياكم
- السلطويون ومصير الثروات العربية
- المناطق المغبونة بأنتظار حصتها من ثروتها الوطنية
- فشلوا نوابا ..ونجحوا ممثلين
- أشباح الرؤساء
- حسناً فعلت مفوضية الانتخابات
- الاعلامي حين يتخلى عن وطنيته
- شعّ وجه الفادي
- عاشوراء ..وثورات التحرر العالمية
- السلة الواحدة ابتزاز سياسي
- خريف اردوغان
- ملفات متقاطعة
- الحضور النوعي
- للعاطلين المترقبين
- الطبقة المغبونة
- اعتكفوا يوم الصمت الانتخابي
- نياسين العراق الباهية
- عبد الكريم قاسم وجيفارا
- مستشفيات فضائية


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - متى تستيقظ الذاكرة الوطنية