أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب محسن - أسطورة الإسلام السياسي














المزيد.....

أسطورة الإسلام السياسي


غالب محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 23:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تأملات


بمبادرة من البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في مدينة يتبوري السويدية أقيمت ليلة أمس الجمعة 5 ديسمبر ندوة على شكل طاولة مستديرة للحوار وتبادل وجهات النظر حول ما يعرف بدولة الإسلام في العراق وبلاد الشام (داعش) وتداعيات الوضع السياسي العراقي والأقليمي – العالمي المرتبط بظهور هذه الحركة. رغم تواضع المبادرة من حيث الإعداد والتحشيد من جهة وغلبة تكرار الأفكار ذات الطابع الأخباري للكثير من المساهمين ( دون التشكيك بحسن نواياهم وحماسهم بالطبع) إلا أنها بشكل عام تبقى محاولة إيجابية لتنشيط الحوار الفكري – السياسي وتقوية العلاقات بين أفراد الجالية العراقية . أستطيع القول أنه جهد يسعى نوعاً ما لكسر حالة اللامبالاة الفكرية التي يمكن تلمس ملامحها على الأقل في تحول خيبات الأمل المتلاحقة الى حالة يأس دائم بل صارت حالة عامة لدى الكثير من المغتربين.

ما زالت نظرية المؤامرة تحتل مكانة متميزة في تحليل الأحداث السياسية لدى الكثير من الناشطين. هكذا أنعكست في العديد من مساهمات الحاضرين، مرة بشكل غير مباشر وخجول وأخرى ساطعة وبنوع من الزهو. تلك الأفكار ليست فقط من بقايا نفايات الحرب الباردة بل أيضاً لسهولة تقبلها لدى الجمهور العام وربما عجر فكري لدى قوى اليسار عموماً. فالمصالح الدولية قضية واضحة لا تخفيها أية دولة ديمقراطية متحضرة ولا أدري ما العجب في ذلك كما لو أن أمريكا وحدها تسعى لمصالحها. ألا تسعى روسيا والصين وإيران والسعودية والسويد الى مصالحها أيضاً. ربما خاطرت وأنا أكتب هذه التأملات بتلقي تهمة الدعوة للتدخل في الشؤون الداخلية والدفاع عن مصالح الدول الغنية الأستعمارية ومصادرة حق الشعوب والدول في تقرير مصيرها وغيرها كثير لكن ما فائدة فكرة لا تثير جدلاً .

شئنا أم أبينا لم يعد الشأن الداخلي والمحلي شأناً وطنياً خاصاً بعد أن تشابكت مصالح الدول رغم أنه اليوم أخذ أشكالاً أكثر فضاضة في عالم القطب الواحد. هذا ليس شيئاً جديداً أزعمه بل واقعاً نلمسه كل يوم ومن لا يرى ذلك لا يلوم سوى نفسه. بالطبع هناك منظوراً آخلراً يجب أن لا يغيب عن البال وهو: كلما تطورت وتقدمت الدول كلما تشابكت مصالحها أكثر وبالتالي أزدادت " حاجتها " للمساومة الدولية في معظم الحالات و إن أضطرت للتصادم في حالات أخرى. هذه تستدعي ألتزاماً أخلاقياً ومسؤولية أكبر بالتأكيد لكن لللأسف تفتقر معظم هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة ومعظم حلفاءها لهذه المصداقية مما يمنح اليوم نوعاً من " المشروعية " لبقاء نظرية المؤامرة وتفرعاتها الفكرية وربما في المستقبل أيضاً. المسألة الأهم من وجهة نظري هي كيف التعامل مع هذا الواقع.

أجتهد بعض المساهمين في الحوار بتحديد بدايات داعش أو أسباب نشأتها الى أنتصار الثورة الإيرانية 1979 وآخرين الى الحادي عشر من سبتمبر 2001 أو تواريخ أخرى لكن كاتب هذه السطور ذهب الى أبعد من ذلك بكثير أي الى بدايات أنتصار وتأسيس أول دولة إسلامية على يد صاحب الدعوة منذ أكثر من 1400 سنة. فالحديث عن داعش لا بد أن يقود للحديث عن الإسلام والدعوة ورسالة النبي محمد وسيرته وأصحابه وليس نظرية المؤامرة فقط. فالعنف في الإسلام ليس وليد التطورات السياسية المعاصرة رغم أنها قد تسارع فيها أو تحد منها.

ليست في نيتي أعادة ما كتبته في مقالات سابقة * عن تحول لغة وحي القرآن من الدفاع الى الهجوم منذ أنتقال مركز الدعوة من مكة الى يثرب. وتذهب معظم مراجع التفسير العريقة بغض النظر عن مدارسهم ومذاهبهم الى أن الكثير من الآيات المدنية " الجهادية " قد نَسخت الكثير من سابقاتها المكية " التسامحية " وخصوصاً آخر آيات الوحي في سورة التوبة. لا يمكن تجزئة كلام الله وهو يصلح لكل زمان ومكان بل أي محاولة لتفسيره هي حرام " كتب أبن كثير تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام " **. ورغم أن أبا الوليد أبن رشد حاول رد الأعتبار لعقل المسلم إلا أن فكرة " من تمنطق فقد تزندق أنتصرت في النهاية " ***. هذه هي القاعدة الفكرية الإيمانية لكل نشاط أرهابي عنفي يقوم به المسلم. كتب عبد الرحمن الراشد عندما كان رئيساً لتحرير صحيفة الشرق الأوسط " ليس كل المسلمين أرهابيين، لكن كل الأرهابيين مسلمين". الإيمان حق لكل إنسان وهو ليس موضوعاً للنقاش عندي، فالإيمان لا يحتاج الى برهان. لكن لم يعد يكفي تفسير تطوع المئات من الشباب المسلم السويدي في صفوف داعش فقط بكونه " مؤامرة أمريكية ". ما هو الدافع لهذا المسلم الشاب لرفض حياة " الأمان " في هذا البلد الهادئ والمسالم حتى يطلب الشهادة على بعد 3500 كم ؟ ثم يأتي الجواب الساحر : أنه الإسلام السياسي يا عزيزي. هي تصرفات أشخاص ومجموعات متطرفة تستغل الدين في السياسة وبتحريض أمريكي. هكذا وببساطة مُذهلة . أنتهت مشاكلنا.

لنبحث في التأريخ الإسلامي منذ أنتصار الدعوة قبل أكثر من أربعة عشر قرناً وحتى اليوم ولنطرح السؤال الذي يلوح في الفضاء مثل سيفٍ يبحث عن رؤوسٍ أينعت وحان وقت قطافها:

متى كان الإسلام ليس سياسياً ؟


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* أنظر كتابي " تأملات وطن مهاجر ".
** عبارة القرآن حمّال أوجه إتما كانت أستشعاراً عبقرياً من الإمام علي للمأزق الذي سيتعرض له الكتاب في المستقبل.
*** في كتابه " تهافت الفلاسفة " أنتقد الغزالي بشدة فلاسفة العقل من بينهم الرازي وأبن سينا وقد رد عليه أبن رشد في كتابه " تهافت التهافت " محاولاً أعادة الأعتبار للعقل .



#غالب_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاة المذبوحة لا يؤلمها التقطيع
- غياب النقد لا يُحَوِلُ الإنتكاسة الى نصر
- أنتخابات البرلمان العراقي ، دروس قديمة
- التعاويذ بدل العلم
- رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير
- رسالة الى المؤتمر السابع لرابطة الأنصار، دعوة من أجل تقييم ج ...
- وطن بلا مواطنين
- مرة أخرى ، التيار الديمقراطي / بين هَم الأمل وثقل العمل
- عِندَما تَوَهَّجَتْ السماءُ
- علمانية أم قرآنية
- حوافرالخيول أعمق من حكمة العقول
- وجهةُ نَظَرْ، لتَحليلِ المُتبدأ والخَبَرْ ، في وَثائقِ المُؤ ...
- تأملاتٌ في حَيرةِ نَصير
- زيوه ، لم تُطفئ الشموع
- عندما يكون الحضور أكبر من الحدث
- أنصار و مهاجرين / جزء 4
- أنصار و مهاجرين / خروج 3
- مهاجرين وأنصار / خروج 2
- أنصار و مهاجرين / جزء 1
- تأملات في بيان الحزب الشيوعي حول الذكرى 78 لتأسيسه


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب محسن - أسطورة الإسلام السياسي