أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - البصمة الأولى














المزيد.....

البصمة الأولى


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 22:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الإنسان عند الله (كائن مجمع) من مكونات تتكامل فيما بينها وظائفيا لتنتج أولا وفق النظام التكويني الخاص به وبالتشارك والتفاعل والتأثير المتبادل (كائن قيمة) قادرة أن التحرك وجوديا في دائرة الفعل وصنعه ,فهو حقيقة متعددة الأركان لكل ركن مرتكز يثبت عليه وظائف بينية مع بقية المرتكزات لنرى هذا الكائن القيمة في النتيجة سلطان يتحكم بالمسخرات التسخيرات التي هو في الأصل واحد من مجموعها لا يمكن أن يكون بهذه الكيفية لولا تفاعل وتكامل المحيط.
الإنسان كائن قيمة أبعاده تمتد من الكينونة الأولى في كل مرة يتحرك فيها باتجاه المجهول لاكتشاف ما فيه وما حوله تقوده الفطرة كباعث أولي للحركة والتي تستنهض العقل لاحقا بما تمارسه الفطرة من تجربة نمائية وتنموية ليتولى العقل بعدها بفرض قوانينه معتمدا بالأصل وابتداء على الروح (الطاقة المولدة للحركة والباعثة لها) هذا التحرك ضمن بدن مادي لا يمكنه أن يكون فاعلا ومن ضمنه المستوعب المادي للعقل وهو الدماغ والمجموعة العصبية التي تشاركه في العمل سواء العمل البيولوجي أو المعرفي إلا من خلال وجود الروح, والعقل يعرف بوجود الروح ولا يفهم مكنونها ولا كينونتها.
حتى يكون البدن قادر على النمو لابد من جهاز يتحكم بالوظيفة مبني على توافقية لا تتعارض مع الوظائف والأجهزة الأخرى ,ولكون العقل بحاجة إلى متحسسات تقوده للاستدلال على الموجودات الأخرى لينقل منها وأليها أثره الوجدي, فلا بد للبدن من تحصيل وتخصيص هذه المتحسسات من خلال التشكيل الجسدي للبدن ومن ضمنه العقل, وهكذا في كل الوظائف الأخرى لتكون بالأخر النموذج الذي ختم الله تكميله الخلقي ببصمة لا تتبدل ولا تتحور إلا في أضيق الجزئيات.
إن سيطرة العقل المتبادلة مع النوازع النفسية وتسخير القوى الذاتية للإنسان نحو قوانينه ومقدماته التي كونها اكتسابا وفطرة ستقود النفس الإنسانية لتظهر قوتها العظمى (النفس الكلية الإلهية) التي تنساق مع العقل وتنقاد له بدرجة مثالية عالية لتجعل من العقل يسمو في قوانينه وقواعده نحو الكمال البشري ونحو العودة إلى مكون هذه الأركان الإنسانية الخمسة ليخضع العقل بها تماما للنقل ويترافق معه ليس من خلال التجربة والبرهان ولكن من خلال التسليم الذي تحصل عليه من تطور الإنسان (قوة النفس) من الطور النباتي إلى الحيواني إلى الطور الناطق القدسي إلى الإنسان الكلي الذي يكون من الله وإليه يعود.
إن الدور الوسيط للانتقال الإنسان(العقل) من الدور الحيواني إلى الناطق ومنه إلى الكلي هو العلم المتحصل بقوى النفس الحسية التي تستعملها النفس الناطقة من خلال كل ما يدركه العقل من نقل أو تجربة أو شعور حسي أو تأمل أو حتى خيال ولكن لكل من هذه المؤديات نتائج علمية ومعرفية تختلف حسب المصدر المكون لها ولذلك كان للعلم دور تكميلي للعقل ولكن ليس بديلا عنه ولا تعويضا عنه بل هو تزين وتطوير للقابلية العقلية ذاتها.
فقد ورد بالأثر عن رسول الله صل الله عليه أله وسلم ما يبين منزلة العقل عند الإسلام ((قال إن الأحمق ليصيب بحمقه أعظم مما يصيبه الفاجر بفجوره وإنما ترتفع العباد غدا في درجاتهم وينالون من الزلفى من ربهم على قدر عقولهم )) فالعقل مفتاحه العلم والعلم مفتاحه الإيمان لأن الله أمر بالعلم قبل العمل والقول((كل الناس أمروا بأن يقولوا لا إله إلا الله إلا رسول الله فإنه رفع قدره عن ذلك و قيل له فاعلم أنه لا إله إلا الله فأمر بالعلم لا بالقول))(نهج البلاغة).
تتجلى البصمة الأولى في هذ التنظيم والترتيب مع تكيف بديع له يجع كل هذه الشبكة من الأجزاء الفاعلة والمنفعلة لتتحرك بمستويات عدة لتنتج بالأخر قيمة وجودية حقيقية تسمى الإنسان العاقل المنتظم الساعي لمعرفة ما يريد وأول هذه المعرفة دوما هو السؤل الأزلي لماذا أنا؟ ولماذا كل هذا النظام يسير بانتظام؟ من الفاعل ومن المفعول؟. من يحرك هذا الوجود وما الغاية أصلا منه؟. إنه أول علامات التدين التي تحركه دوما الفطرة بما فيها من تركيب يشحن العقل والفكر نحو هذه التساؤلات والمسائل, إنه الدين الفطري المشترك الجماعي عند كل إنسان بدون انتماء وبدون نص نازل أو دعوة مخصوصة.
إذن الدين ليس اختراعا بشريا ولا هو مما ينتجه بعقله بنظامه الخاص لكنه من المؤكد أن وعاءه الأول هو العقل ومنتهى وجوده فيه, وإلا لكانت للروح الدينية أكثر من صورة وماهية وهذا مالم يثبت بوجه من الوجوه ولم يسلم به عاقل, وبالتالي فالله تعالى لم يجعله خارج علات الوجود ولم يمنح الوجود خيار انتقاء نظام الرابط بين الأنا والأنت للصدفة أو للحاجة المجردة أو لذات الأنا والأنت وإلا كان هذا الوجود عبثيا لا ينتمي له.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات الكبرى في الصراع بين الأعراب والإسلام من محمد ص إلى ...
- الليبراليون المسلمون والموقف من النقد الديني ح2
- الليبراليون المسلمون والموقف من النقد الديني ح1
- أنا والسبعين
- مهمة الفكر في تحرير الإنسان
- التراث العراقي المنهوب أمريكيا
- الفكر وقضية المستقبل
- قصائد مجنونه لكنها نبيلة 1
- قصائد مجنونه لكنها نبيلة 2
- العقل الأفتراضي ومفهوم الوهم
- دور العقل وصناعة أزمة المعرفة
- وجع ورجع وحنين _قصة فصيرة
- زمن الفلسفة وفلسفة الزمن ح1
- العدالة والعدالة الاستثنائية ح2
- العدالة والعدالة الاستثنائية ح1
- العقل الإنساني وقضية الفكر
- من قضايا العقل والفلسفة , المعرفة والوهم
- دارون والنص الديني
- عنوان مرسل مجهول _ قصة قصيرة
- النرجس يزهر في الشتاء أيضا . قصة قصيرة


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - البصمة الأولى