أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - روكش محمد - للنزوح حكاية ألم














المزيد.....

للنزوح حكاية ألم


روكش محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 09:10
المحور: سيرة ذاتية
    


نولد, نحيا ,ونموت لنمد فلذات أكبادنا بقوانا ونزرع في نفوسهم ما لم نتمكن من بلوغها من أمنيات وأحلام وردية .لكن هذه القوى باتت خائرة الآن ,
موبوءة بظلم من يرتدي الدين رداءً يشف عن ضغينة وحقد استشرى في نفوسهم الضعيفة, وأهلك أرواحهم المريضة ,حتى صبوا نيران غضبهم ,
ووجهوا فوهات بنادقهم نحو قلوب طاهرة وأمنيات غضة لم ترى النور بعد. نحو أناس أبرياء جريرتهم الوحيدة أنهم تمنوا العيش الكريم وكسر حاجز
الخوف وقيود الاستبداد.
أوَ لسنا آدميين ممن خلقهم إله السموات ؟!!
أوَ لا يحق لنا أن نحيا كما نشتهي ..نتذكر ما نشتهي ..نحلم بما نشتهي ..نموت كما نشتهي
وفي المكان الذي نشتهي ..
أوَ لا يحق لنا التمرد على العقول المريضة والأفكار المتعفنة ...
طُلب منا الرحيل في غضون لحظاتٍ, وحمل ذكريات بعمر الزمن في حقيبة صغيرة وكيس
من البلاستيك...تجولت عيناي كثيراً في بيتي الصغير,وتنمرت روحي ,احترت فيما يلزم
وما يتوجب عليَ حمله ...كثيرة هي الزوايا والأشياء الصغيرة التي لها في قلبي محبةً وذكرى لاتقدر بثمن.
أنفاس عزيزي التي تسكن جميع الزوايا وتمتزج بروحي.. هذه الكتب والقطع الصغيرة ماذا أفعل بها ؟ !!
هذه الجدران ,وصورة والديَ التي تتوسط البيت ,ذكرياتي ,آمال صغاري وأحلامهم الغضة
لحظات الحب والدفء التي عشناها ...من المعيب أن أنساها الآن ,أو أتجاهل ولو لثوان ذاك الكم الهائل
من الشغف والوله في داخلي نحوها .
ترنحت في مكاني ,ولم أعد أميز شيئاً ,جمعت بعض الأشياء الصغيرة ولم أنسى ألبوم صوريفحكاية عمري من الألف إلى الياء مطوية بين صفحاتها ,
ثم خرجت وأطبقت أصابعي بكل ما أوتيت من قوة على مفتاح منزلي الصغير,وغادرت مسرعة خائفة ,هائمة على وجهي حاملة ما تبقى من روحي دون أن أحظى بلحظة وداع ...
الآن كلما تذكرت زهور النرجس ,والياسمين ,وشجيرة التين العزيزة علي ,تشتعل روحي غضباً وحنيناً وأغرق في خضم بحر من الحزن والأسى ,وأنا أتنفس الصعداء .
من الصعب جداً أن نحيا في فراق عما نحب ونشتهي ,وتصطبغ حياتنا بلون الشقاء والحزن ..
من الصعب أن تطوي الحياة أجمل لحظاتنا في كفن ,أن نمدَ أصابعنا فتعود خائبة ..
ومن الصعب أن تصرخ أفئدتنا فلا يُسمع لها غير الصدى ونبتسم في وجوه نجهل ملامحها وتجهلنا ..
والأصعب من كل ذلك أن نعانق الموت في الحياة ,ونضيع في وطنٍ ليس وطننا...
أنا التي لم أُحبذ يوماً أن يسترق أحدٌ النظر إلى بيتي الصغير ,يقتحم عليَ خلوتي وأحلامي ,
ويعري قلبي الصغير من مشاعره ,فإذا بأبغض خلق الله يجتاحونه ,يعبثون بأشيائي ,ويهدمون
عمراً من الذكريات هدهدتها طويلاً في ليالي الشتاء الباردة ,وتسامرت كثيراً برفقتها في
سهرات الصيف الحالمة .والآن أناجيها طويلاً في ليالي النزوح الحزينة التي تقضم ما تبقى من
رمق حياتنا المتهاوية .. .
لم يعد أمامنا الآن سوى الضياع والوجع وحرقة الفؤاد , فأمنياتنا وأحلامنا غدت أشلاءً مبعثرة
على شرفات وفوق أرصفة بلاد الشتات والنزوح. والأسوء من كل ذلك الخضوع لهذا الاستبداد النفسي والجسدي
والحياة في بلاد أوكسجينها لا يمتزج بأنفاسنا,و لايمت بأية صلة لرئتينا ,قمرها لايدرك شيئاً عن معاناتنا ,
لا تلفح حرارة شمسها وجوهنا المكفهرة ولاتخترق خيوطها شغاف قلوبنا الممزقة من الحنين والألم ...



#روكش_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبك فضيلة ٌ كبرى
- ألا ليت
- حياتنا ضاعت ..وتآكلت
- هذا المساء..كوباني غابت عنها الحياة
- الوصول إلى الحرية مرهق ومؤلم
- كوباني.. يا وجعي الأبدي
- أنا وأنت
- ذاكرتي حبلى بالأمنيات
- في الحياة خطب ما
- أستميحك عذراً يا وطني ...يا وطن النور والنار
- رفقاً ... وطني وقع في براثن الغدر والموت
- أيتها الارض المتخمة بالألام والاوجاع متى المخاض؟؟
- في وطني


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - روكش محمد - للنزوح حكاية ألم