الاضطرابات النفسية كملجأ أخير


يعقوب ابراهامي
2014 / 11 / 27 - 17:26     

"ان مشكلة ابراهامي, كما يبدو, انه غير متصالح مع نفسه ولا يبغي الحقيقة. ان ما يبتغيه دوما وابدا هو تعظيم نفسه. انه مسكين فعلا يستحق الشفقة. فهو يعاني من دونية في دولته بسبب اصوله الشرقية فيسقط دونيته على الآخرين للتعويض واحتمال العيش . . . وهو يبدو وكانه للاسف مصاب بتضخم الذات المرضي MEGALOMANIA . . . ولكني اشفق على يعقوب, اذ يبدو انه يعاني من وحدة مؤلمة, ويحاول اختلاق شجارات مفتعلة تماما لجذب الانظار اليه لانه مثل نارسيسوس عاشق ولهان بنفسه. فيحب ان يكون مركز الكون ويشعر بالموت اذا كف الناس بالكلام (= عن الكلام) عنه. المهم ان يتكلمون (= يتكلموا), والمهم ليس محتوى الكلام, فالكلام عنه دليل على وجوده وعدم فنائه. انه الخوف من الموت, ولكن في حالته تحول الى عصاب, وشعوره المرير بالدونية يحمله دوما بالتعويض (= على التعويض) عن طريق امور تشكل جوهر اضطراب الشخصية النرجسية, التي تنطبق اعراضها كلها عليه. ان اعراض هذا الاضطراب, حسب منظمة الصحة العالمية هي . . . (هنا تأتي قائمة طويلة بالأعراض المرضية باللغة الإنكليزية نعتذر عن نشرها احتراماً للخصوصية الفردية - ي. أ.) . . . وحتى السيد يعقوب عند قرائته لهذه الاعراض لا يستطيع انكار اصابته باضطراب الشخصية النرجسية, وانكارها سيدلل على انعدام البصيرة واحتمال الاصابة باضطراب نفسي اكثر خطورة. للاسف ان معالجة اضطراب الشخصية صعب جدا وخصوصا في سنه, ويستغرق سنوات, ولكن العلاج مستحيل في حالة عدم رغبة الشخص بالحصول على العلاج بسبب انكار الاضطراب وعدم توفر البصيرة. كما ان الاضطراب لا يزول بتوفير الحب والتعاطف. ولذا اني اشفق على يعقوب واتمنى له ان يهتم بصحته وان يعي تماما ان ما نقوله هو لصالحه فعلا" - الدكتور طلال الربيعي، استشاري في الطب النفسي والجنسي، يشخص الإضطرابات النفسية التي يعاني منها خصمه الفكري.

" أحد العراقيين الأغبياء ظن أن والدته تنتسب إلى ذلك الراعي المصري أصلاً وغير اليهودي فأعلن صهيونيته تأييداً للولد الراعي المصري غير اليهودي يحتل جبل صهيون اليبوسي !!!" - فؤاد النمري، في جملٍ غير مترابطة وغامضة المعنى، يستعين بآخر نظريات علم الجينات في بحثه عن جذور خلافاته الإيديولوجية مع خصمه الفكري.

مَن وضع وأسس فرع الرياضيات المعروف باسم "حساب التفاضل والتكامل" (Differential and integral calculus)؟
ما كنّا نثير هذه القضية التي حُسِم النزاع الصبياني حولها، بين لايبنيتز ونيوتن، لصالح الأخير، قبل أكثر من ثلاثة قرون، لولا أن فؤاد ("برجوازية وضيعة") النمري، المعروف بخياله الخصب، طلع علينا في الأيام الأخيرة باكتشافٍ مفاجئ.
على السؤال: من الذي أوجد وأسس حساب التفاضل والتكامل؟ - يجيب فؤاد النمري بلا تردد: كارل ماركس!. (مؤسسا حساب التفاضل والتكامل، لايبنيتز ونيوتن، انتقلا إلى رحمة ربهما، الأول عام 1716 والثاني عام 1726. كارل ماركس وُلِد عام 1818. هل يؤمن فؤاد النمري بعودة الروح؟)
للقراء المذهولين الذي لم يقعوا من كراسيهم من هول المفاجأة (الزميل جاسم لا يصدق حتى الآن إن هذا هو حقاً ما قاله فؤاد النمري) نقترح هنا فترة استراحة قصيرة نستعرض خلالها باختصار شديد جداَ موضوع كارل ماركس والرياضيات.

الرياضيات هي نتاج الفكر البشري المحض. "الله خلق الأرقام الطبيعية. كل ما عدا ذلك هو من صنع الإنسان" – يقول ليوفولد كرونكر (رياضي ألماني). لذلك ليس غريباً أن تثير الرياضيات اهتمام فيلسوف محترف، تلميذ نابغ لهيغل ومفكر ديالكتيكي من الدرجة الأولى، ككارل ماركس. (هيغل نفسه حاول أن يفسر "ألغاز" التفاضل والتكامل، كلغز "المتناهي في الصغر" (Infinitesimal) ولغز "اللانهائي" (Infinity)، مستخدماً سلاح الديالكتيك. أنجلز أيضاً خصص فصلاً كاملاً من كتابه "ديالكتيك الطبيعة" للرياضيات. محاولاته الممتعة لتقديم تفسير ديالكتيكي لمفهوم "اللانهائي" ً تثير الإبتسامة فقط دون أن يكون لها أية قيمة رياضية).
أغلب المعلومات والأفكار الواردة في ما يلي مستقاة من المقدمة التي كتبتها بروفسور يانوفسكايا للطبعة الروسية الكاملة الأولى ل"المخططات الرياضية" (Mathematical Manu-script-s) لكارل ماركس التي صدرت في موسكو عام 1968. يانوفسكايا هي التي ترجمت "المخططات الرياضية" لكنها توفت قبل أن ترى "المخططات" النور. النسخة الأولى من "المخططات" ظهرت لأول مرة في روسيا عام 1933.

يرجع اهتمام كارل ماركس بالرياضيات إلى الفترة التي عمل فيها على كتابة "رأس المال". في رسالة بتاريخ 11/1/1858 كتب ماركس إلى أنجلز: "الأغلاط الحسابية البغيضة التي أقع فيها عند صياغة المبادئ الإقتصادية تدفعني يائساً إلى أن أشرع على الفور في إتقان الجبر. علم الحساب (Arithmetics) لا يزال غريباً عني لكنني أشق طريقي سريعاً في سبل الجبر."
على أن انشغال كارل ماركس بالرياضيات في هذه الفترة كان متقطعاً ومقتصراً فقط على الأوقات التي لم يكن فيها مشغولاً بأمور أخرى.
في رسالة بتاريخ 23/11/1860 كتب إلى أنجلز: " بالنسبة لي الكتابة غير واردة تقريباً بالحسبان. الرياضيات هي الموضوع الوحيد الذي لا زلت أملك الهدوء الذهني الضروري للانشغال به".
وفي رسالة بتاريخ 6/7/1863: "في أوقات الفراغ أعمل على حساب التفاضل والتكامل. وبالمناسبة لديّ مجموعة من الكتب الزائدة سأرسل بعضها إليك إذا كنت تريد أن تدرس هذا الموضوع. هذا الفرع من الرياضيات أسهل بكثير من الأجزاء المتقدمة من الجبر".
من الرسائل المتبادلة بين ماركس وأنجلز في هذه الفترة يبدو واضحاً إن اهتمام ماركس بالرياضيات كان منصباً في الدرجة الأولى نحو حل المسائل التي واجهته في الإقتصاد السياسي. في رسالةٍ إلى أنجلز بتاريخ 31/5/1873 مثلاً يقول كارل ماركس أنه يريد أن يصل عن طريق الرياضيات "إلى قانون هام حول الأزمات رغم أن مور (صديقه صموئيل مور الذي كان ذا ثقافة رياضية محدودة – ي. أ.) يعتقد أن هذا غيرعملي".
ليس واضحاً ما الذي دفع كارل ماركس إلى أن يتفرغ بعد ذلك كلياً إلى دراسة حساب التفاضل والتكامل. يبدو إنه أراد أن يميط اللثام عن "الأسرار" التي تحيط بهذا الفرع من الرياضيات وأن يُثبت إن المادية الديالكتيكية تصلح للعلوم الرياضية كما تصلح للعلوم الاجتماعية. هكذا جاءت "المخطوطات الرياضية" إلى الوجود. "المخطوطات الرياضية" التي تعرف عليها العالم لأول مرة في الثلاثينيات من القرن الماضي تكشف أن كارل ماركس كان ملماً بآخر التطورات العلمية في هذا الموضوع.
هل هذا يكفي لكي تُعد "المخطوطات" مساهمة (بل أكثر من ذلك: مساهمة هامة) في تطوير الرياضيات؟ كلا بالطبع. أحدٌ ما عدا حلقة قريبة من اصدقائه (ربما أنجلز ومور فقط) لم يعلم في حينه عن البحوث الجدية والعميقة للغاية التي اجراها كارل ماركس بهذا الخصوص، وغير واضح حتى الآن إذا كان ماركس قد أعد "المخطوطات" للنشر أم لاستعماله الشخصي فقط. على كل حال اسم كارل ماركس لم يُذكر في "الإنجيل الرياضي" ("إنجيلي الرياضي" كما هو معروف هو: انسكلوبيديا برينستون للعلوم الرياضية). وهذا هو مقياسي للمساهمة أو عدم المساهمة في تطوير الرياضيات.
اعتراف: أكثر من مرة حاولتُ أن أقرأ "المخطوطات الرياضية" بكاملها ولكنني في كل مرة فشلتُ وذهبت محاولاتي أدراج الرياح.
بهذا ينتهي فصل الاستراحة ويدخل إلى المسرح الدكتور طلال الربيعي.

الدكتور طلال الربيعي نشر في "الحوار المتمدن"، بتاريخ 11/11/2014، مقالاً تحت عنوان "ماركس والعلوم الطبيعية". ورغم ان الدكتور الربيعي يشير في نهاية المقال إلى المصادر التي استند إليها في "كتابة" المقال - الحقيقة هي أن طلال الربيعي لم "يكتب" المقال استناداً إلى هذه المصادر بل "ترجم" أجزاءً كاملة من أحد المصدرين اللذين يشير إليهما (لا أعرف لماذا أشار إلى المصدر الثاني أيضاً). لا عيب أبداً في نشر مقالٍ مترجم بشرط أن القارئ يعرف بما لا يقبل الشك إن هذا مقالٌ مترجم. والقارئ البسيط الذي يقرأ "ماركس والعلوم الطبيعية" لا يمكنه أن يعرف أنه مقال مترجم. مقال الدكتور طلال الربيعي كله، من أوله إلى آخره، عدا المقدمة - (وأنا استطيع أن أبرهن على ذلك) - هو ترجمة حرفية، كلمة بكلمة (بما في ذلك: "مؤتمر فيينا لعام 1815" و"بطريرك المرتدين") لمقالٍ كتبه الفيلسوف السوفييتي الماركسي والمؤرخ للعلوم ي. م. يورانوفسكي عام 1933. (أعتقد أنه كان خطاباً أُلقي في مؤتمر عالمي حول فلسفة وتاريخ العلوم عُقِد في لندن). اللغة المستخدمة في المقال هي اللغة الستالينية التي كانت سائدة آنذاك. نضيف فقط إن هجوم يورانوفسكي على "أشباه الماركسيين" وعلى "بطريرك المرتدين" كاوتسكي لم ينقذه من يد الجلاد. فيلسوف العلم البارز يورانوفسكي لقى حتفه في التطهير الستاليني الكبير وهو في أوج طاقاته الفكرية. (قبل أن أكتشف أن مقال السيد طلال الربيعي هو في الواقع ترجمة حرفية لأجزاءٍ من مقال كُتِب عام 1933 تعجبتُ: كيف تذكر طلال الربيعي فجأةً ببطريرك المرتدين كاوتسكي ؟ وما لكاتبٍ يكتب عام 2014 ولمؤتمر فيينا عام 1815؟)
الترجمة دقيقة بصورةٍ عامة ما عدا غلطة واحدة لفتت نظري ولم أدرك مغزاها إلاّ فيما بعد. أنا أعرف من تجارب سابقة إن أخطاءً لغوية في الترجمة لا تحدث صدفةً. لذلك سألتُ نفسي: لماذا حوّل الدكتور طلال الربيعي "الحاضر" إلى "ماضي"؟
في النص المترجم يكتب طلال الربيعي: " كانت أبحاث ماركس المستقلة في الرياضيات العليا مشهورة".
أنا أعلم وطلال الربيعي يعلم إن أبحاث ماركس في الرياضيات لم تكن معروفة في حياته إلا لنفرٍ معدود ولم يُكشف النقاب عنها للعالم إلا في الثلاثينيات من القرن الماضي. لماذا يقول إذن أنها "كانت" مشهورة؟
مدفوعاً بحب اصطياد الأغلاط اللغوية رجعتُ إلى النص الأصلي (عادت حليمة إلى هوايتها القديمة). وهناك وجدتُ:
Marx s independent researches in higher mathematics are well known
are" " وليس: "were". والترجمة: أبحاث ماركس المستقلة في الرياضيات العليا معروفة جيداً. (أنا أفضل "معروفة" على "مشهورة" ولكن هذه قصة أخرى).
"معروفة" الآن. لا: "كانت معروفة" آنذاك.
أنا أعرف الآن لماذا تحولت "are" إلى "were" ولماذا تحول "الحاضر" إلى "ماضٍ". السبب: إذا لم تكن أبحاث ماركس المستقلة في الرياضيات معروفة في حياته – كيف كان يمكنه أن يساهم "اسهامات مهمة في الرياضيات العليا تضيف الى التفاضل والتكامل لنيوتن وليبينتز"؟ الحل الذي وجده طلال الربيعي لهذه المشكلة: خطأٌ في الترجمة. لكن هذا عرفته فقط في الفصل الثاني من المسرحية.

في الفصل الثاني يدخل فؤاد النمري.
لا أحد يعرف ما هي ثقافة فؤاد النمري الرياضية. نحن لا نتعدى الحقيقة كثيراً إذا افترضنا أن فهمه للرياضيات (وللرياضيات العليا بصورة خاصة) لا يزيد كثيراً عن فهمه للديالكتيك. هذا لم يمنعه من إرسال التعليق التالي:
"أرجو أن تسمح لي يا رفيقي بإدخال معلومتين هامتين إلى مخزن المعلومات الكبير الذي ابتنيته بعلمك الغزير.
المعلومة الأولى وهي أن كارل ماركس هو من اكتشف وأسس لحساب التفاضل والتكامل
وأما المعلومة الثانية وهي أم الحقائق وأم العلوم فتقول ..
قانون المادية الديالكتيكية إنما هو أساس الوجود القابل للإدراك والذي يتمظهر بمظهرين هما المادة والطاقة". انتهى تعليق فؤاد النمري.

"علمك الغزير" هو إشارة ذكية إلى المقال المُترجَم.
"المعلومة الثانية" هي مجموعة من الكلمات التي قد تبهر القارئ (لاسيما إذا كان يقيم في أوكرانيا) لكنها خالية من كل معنى حقيقي ولا يربط بينها رابط: "أم الحقائق". "أم العلوم". "قانون المادية الديالكتيكية". "أساس الوجود". "المادة والطاقة". الخ. . .
أين هو الإنسان العاقل الذي يستطيع أن يشرح لي معنى الجملة التالية: " قانون المادية الديالكتيكية إنما هو أساس الوجود"؟ واضحٌ تماماً إن كلمة "كشكوش" وُجِدَت بالضبط لهذا الغرض ولو لم تكن هذه الكلمة موجودة لكان من الواجب خلقها.
بقيت "المعلومة الأولى": كارل ماركس هو الذي اكتشف وأسس لحساب التفاضل والتكامل.
هنا فؤاد النمري يضرب رقماً قياسياً حتى وفقاً لمعاييره هو.

كنتُ واثقاً أن الدكتور طلال الربيعي سوف لا يقع في فخ "علمك الغزير". وَقع.
طلال الربيعي لا يصدق كلمة واحدة مما قاله فؤاد النمري ومع ذلك ألّف النثر التالي في قرظه:
"كل الشكر استاذي ورفيقي العزيز فؤاد النمري على مرورك الكريم وتقييمك الثمين. نعم لماركس اسهامات مهمة في الرياضيات العليا تضيف الى التفاضل والتكامل لنيوتن وليبينتز. المهم جدا هو ان البعض يوجه كلمات بحق الماركسية بدون فحص او تنقيب , حتى بحده الادنى, للمفاهيم النظرية على مستوى فلسفة العلم او الماركسية, او بدون قراءة, حتى لو كانت طفيفة, لتاريخ تطور العلم والافكار, فتخرج كلماتهم مبعثرة, مستهلكة, دعائية, خاوية, وشاحبة شحوب الموت."
لم أكن بحاجة إلى ذكاءٍ مفرط لكي أفهم على الفور من هو هذا "البعض" الذي يوجه كلمات بحق الماركسية "فتخرج كلماتهم مبعثرة, مستهلكة, دعائية, خاوية, وشاحبة شحوب الموت."
هذا كان أكثر من أن يستطيع أن يتحمله Megaloman.
ذهبتُ أبحث في كنوز اللغة العربية عن وصفٍ ملائم لهذا المديح الزائف الذي يغدقه طلال الربيعي على فؤاد النمري. عثرتُ على ما يلي:
التملق: تملق ، تملقا ، فهو متملق ، والمفعول مُتَمَلَّق. تملق الشخص / تملق للشخص: أبدى له من الود ما ليس في قلبه ، تضرع له فوق ما ينبغي ، داهنه. احذر المتملقين.
الرياء: تظاهر بخلاف ما في الباطن. قَالَ رَسُولَ اللهِ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ [حديث]".
التزلف: تزلَّفَ إلى، يتزلَّف، تزلُّفًا، فهو مُتزلِّف، والمفعول مُتزلَّفٌ إليه. تزلَّف إليه: تقرَّب منه مادحًا إيّاه نفاقًا لقضاء مصلحة أو حاجة.
متسلحاً بتوصية كارل ماركس حول النقد الذي يقرن ال-fine بال-coarse أرسلت تعليقاً تحت عنوان "متى يكف المثقف العربي عن اسلوب التزلف والرياء؟" (عنوان بائس دون أدنى شك، وهو يُثبت مرةً أخرى صحة الحكمة القديمة القائلة إن العجلة من الشيطان. كان يجب بالتأكيد التريث واختيار عنوانٍ آخر، أكثر تواضعاً، ولكن بين هذا وبين اتهامي بالعنصرية فأن البون في اعتقادي شاسعٌ جداً). وهكذا كتبتُ:
" بدلاً من أن يشير إلى كشكوش فؤاد النمري (الذي بلغ أعلى درجات الكشكشة عندما قال: أن كارل ماركس هو من اكتشف (!!) وأسس لحساب التفاضل والتكامل) يقول الدكتور طلال الربيعي في واحدةٍ من أعلى درجات التزلف والتملق: "كل الشكر استاذي ورفيقي العزيز فؤاد النمري على مرورك الكريم وتقييمك الثمين. نعم لماركس اسهامات مهمة في الرياضيات العليا تضيف (!!) الى التفاضل والتكامل لنيوتن وليبينتز."
عزيزي الدكتور طلال: لقد قضيتُ كل عمري في الرياضيات ولم اسمع إن كارل ماركس اسهم اسهاماتٍ مهمة (!!) في الرياضيات العليا. هل تستطيع أن تقول لي ما هي هذه الإسهامات المهمة؟ وماذا أضاف كارل ماركس إلى حساب التفاضل والتكامل؟ دعنا من فؤاد النمري - هل أنت تعرف ما هو حساب التفاضل والتكامل؟". انتهى التعليق "العنصري".

في اليوم التالي وجدتُني مُستلقياً على سرير في عيادة استشاري في الطب النفسي والجنسي.