أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - مسودة دستور... ومعضلة شعب...2















المزيد.....

مسودة دستور... ومعضلة شعب...2


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


)
سأبدا بهذا الحوار الساخر بين رفيقين في أحدى مقاهي بغداد...

+ اراك تضرب أخماسا بأسداس وشاحب الوجه

- اراك في حالة أضطراب وتشنج

+ آخ ٍ والف آخ.. الفرق سنة واحدة بيني وبين العشر سنوات المنصوص عليها في المسودة..

- اعرف ياعزيزي اعرف.. فأنت كنت قد تركت الحزب قبل تسع سنوات فقط من تاريخ سقوطه

+ ولكن قلي لِمَ كل هذا الإنزعاج وقد تركت الحزب قبل أحدىعشر سنه وسيحميك الدستور فأنت لم تشارك في الأنفال ولا بقمع الأنتفاضة
أما مسألة النزاهة والأستقامة الواردة في نص المادة فهي خاضعة للكبس والشد والمراوغة

- يبدو أنك لم تفهم يا ابا احمد.. المشكلة ليست في المدة المحددة وأنما في النص نفسه

+ لم افهمك ياأبا زيد

- يا عزيزي يا ابا احمد نص المادة(148) /الفقرة (3) هو :

ثالثا-يشترط في اعضاء مجلس الرئاسة ما يشترط في عضو مجلس النواب على ان يكون
أ-اتم الاربعين عاما من عمره.
ب-متمتعا بالسمعة الحسنة والنزاهة والاستقامة.
ج-قد ترك الحزب المنحل قبل سقوطه بعشر سنوات اذا كان عضوا فيه.
د-ان لايكون قد شارك في قمع الانتفاضة في عام 1991 والانفال ولم يقترف جريمة بحق الشعب العراقي

أوليس كذلك يا قرة عيني ياابا أحمد؟..

+ بلى بلى.. سردك لعموم النص لم يغير الموقف.. أزداد فضولي فأنا لم افهم بييت القصيد بعد

- قل لي يا ابا احمد... نصوص دساتير الدول يجب أن تٌحبك لغويا ليأتي واضحا وبما يصب في الهدف المنشود من كل نص حيث أن الدستور يطبق بنصوصه ومعانيها لا بنوايا من كتب الدستور وما كان يقصده ويضمره في النص.. أوليس هكذا ؟ على فكرة كيف حال أحمد الشقي!؟

+ دعنا من أحمد وأم أحمد والذي خلق أحمد فأنا مشوش ولم افهم ما ضرورة كل ما قلت مع أتفاقي التام معه؟ وماهي أخبار أبنك المحروس زيد!!؟

_ زيد يكمل دراسته في أمريكا الآن... المهم دعنا من الأولاد الآن...
الفقرة (ج) من المادة ..هل تتذكر نصها؟

+ بلى بلى فلقد انهيتَ لي سردها توا...أرجوك أكمل

- طيب...
في تلك الفقرة تم تحديد مدة عشر سنوات ..يعني عشر سنوات لا فوقها ولا تحتها ...هل فهمت

+ لا لا لا.. لا يأبا زيد لا ..القصد واضح تماما ، والمعنى في النص هو أن يكون العضو قد ترك الحزب بما لا يقل عن عشر سنوات قبل تاريخ سقوطه..

- ماذا قلت؟ قلت ( القصد).. أنا اعرف أن المقصود كذا .. والمنطق يقول أن المقصود يجب أن يكون كذا..ولكن يأ ابا أحمد أولم نتفق سلفا بأن النصوص الدستورية لا تؤخذ بالمقاصد والنوايا وبما كان يريده واضعيها من مضمانين محددة.. النص يجب أن يكون بلا ثغرات ينفذ منها ما قد يكبح حقوق مواطنين أو يمنح حقوق لغير مستحقيها

+ بهذا المنطق نكون يا ابا زيد وكل الرفاق قد ضعنا عدا الرفاق جماعة العشر سنوات ..

- بيني وبينك ياابا أحمد أنا اشك في أن بعض نصوص المسودة قد تم تمريرها بلغة أخرى غير العربية ..وهنا يقع العتب على الترجمة!

+ الله اعلم يا أخي .. هذا البلد الذي انجب عملاقة الشعر والأدب ..النحو والبلاغة .. كيف تكون مسودة دستوره بهذا المستوى..

- لا تزيد من مواجعي يا ابا أحمد وتعال .. اقترب مني... أقترب اريد أن أهمس بأذنك شيء فنحن في مقهى عام!..

+ قل قل يا ابا زيد.. لا تخف... الدستور يشجع ويحفز على انطلاق النشاطات السرية .. من حيث يدري او لا يدري. انه يشجع على التمتمة والتهامس. ويشجع على.....
(... بعد فترة من القهقهة أعقبتها فترة صمت وجيزة أقترب أبو زيد من أبي أحمد وهمس في أذنه...)

- هل كل الرفاق في الجمعية من جماعة العشر؟ هذا اولا.. ثانيا ما سر وجود الفقرة (ج) من هذه المادة؟؟ بيني وبينك وعلى مايبدو ولحسن حظنا أن المسودة لم تصنف سرقة اموال الدولة والأنتهازية والوصولية والتصفيق لحروب بلا هوية وغزو دول الجوار بوقاحة وانتهاك اعراضهم على انها جرائم او على أقل تقدير على انها ضد مفهوم الاستقامة والنزاهة والسمعة الحسنة وهذا جيد ولصالحنا.. أوتذكر كم طبلنا لغزو الكويت وكم أغتمنا من غنائم مازلنا ننعم بها..أتذكر كيف كنا ؟

+ نعم نعم أذكر.. كل منا كان كالطاووس.. صدقني سنرى يوما احد رفاقنا على كرسي الحكم وبحماية دستورهم.. ولكن ماهذا الكلام القاسي الذي اسلفته عن السرقة والوصولية وووو ..الخ، هل نسيت بأننا من الرفاق؟

- يا عزيزي وهل نسيت انت بأننا فعلنا كل هذا وذاك ام انك تريد أن تدعي وامامي بأنك بعثي نظيف؟
(تعالت القهقهات حتى انتبه من في المقهى لضجيجها ... وبعد فترة من السكون)

+ حسنا يا ابا زيد علي ان اغادر لقضاء بعض الأعمال

- قبل أن تغادر اريد ان استمع لرأيك بهذا المقطع الشعري وهل سيسمح الدستور بهكذا طروحات..
...

...... هو... هو كما القاه...
أ ٌتعب نفسي وبقاياها
أٌدركه فلا أراه والخجل
إلاّ ماسكا قدي.... كالضواري
هاتفا وبين يديه نهدي..
للدنيا نافثا كل خطاياها
غارقا فوقي..وتحتي..
بين أنفاسي وهمسي والشوق يمزقه
حارقا بين شفتيه حرقة البعد تُلهبه..
ناهلا
من اضلعي..
ثورة الوجد ِ..
ولوعةً حبلى.. لا تخفى خفاياها..


+ ومن هو صاحب تلك المقطوعة؟

- ليس مهما... فقط دعني اسمع رأيك

+ ليس قبل الأجابة عن سؤالي

- حسنا يا ابا أحمد..انها امرأة من الجنوب العراقي وحسبما اعتقد من البصرة

+ ها.... وأين حزب الفضيلة عنها

- سأعتبر ما قلته توا وبشكل عفوي هو الجواب

أنقطع الحوار وتفرق جميع من في المقهى بعجالة على أثر أنفجار في الشارع المقابل ........
لذا...
لنعود الى المسودة والمباديء الأساسية المنصوص عليها...


مثلما هو معروف وبعد وفاة الرسول محمد وقبل انتهاء فترة الحداد عليه بدأت الخلافات والصراعات والأجتهادات تشق دربها ، وتطورت مع الزمن لتتعقد وتدخل في دهاليز المذاهب والطائفية والتيارات الأسلامية المتناحرة حتى وصلت الى درجة من التشعب والتعقيد بحيث اصبح المسلم عدوا لأخيه المسلم وملحقا الأذى به أن لم أقل الموت وأصبح الفقيه يكفر الفقيه والمجتهد ينقض مجتهدا آخر .. وأختلفت تفاسير القرآن والسنه وتضاربت وتصارعت ،كما اختلفت وجوه التحليل والتحريم وما يصح او لا يصح .. ولهذا اصبح من الضرورة لو أردنا أقحام الأسلام في دستور دولة ما كمصدر اساس في التشريع وسن القوانين، اصبح من الضرورة أن نورد تعريفا واضحا لما تعنيه هذه الكلمة والتي تبدو واضحة ومعروفة للجميع إلا انها في حقيقة الأمر مبهمة الأبعاد والمداخل والمخارج ومتنوعة البطون، وأن وضعها في الدستور بشكل مجرد وبدون تعريف صريح لما تعنيه هذه الكلمة وما هي آفاقها وحدودها سنكون قد وضعنا مصدرا جادا لأفراز العراقيل والتأويلات في الدستور ... قد يبدو للبعض أنه لمن الغرابة أن نتحدث عن تعريف الأسلام وما تعنيه شريعته بعد قرون طويلة من ظهوره وأنتشاره بين الناس والأمم ولكن لو تأملنا الأسلام وشريعته من جهه وواقع الحال من جهة أخرى سنرى وجوها مختلفة له تختلف وتتلون بأختلاف وتلون الدول والشعوب والأمزجة العقلية والنفسية والفقهيّة...
دعوني أطرح بعض التساؤلات البسيطة....

هل الأسلام دين العدل والتسامح والمساواة؟
هل هو دين يحمي الفرد والأسرة والمجتمع وكافة الحريات المدنية ؟
يحمي الأباء والأمهات والأبناء وينظم العلاقة بينهما؟
هل يوفر العدالة الأجتماعية ويكفل الرعاية للجميع؟
هل يحمي البيئة ويحافظ عليها؟
هل يوفر العدالة في تقسيم الثروات والخيرات بين الناس؟
هل يؤمن حرية الدين والمعتقد وممارسة الطقوس الدينية بتنوعاتها
هل يشيع روح التسامح والتعاون والتآخي؟
هل يعتني بالطفولة والشيخوخة ويرعاهما؟
هل يوفر الديمقراطية التي يطمح اليها الفرد؟
هل يحترم المرأة ويصون حقوقها كأنسانة لا تقل شأنا عن الرجل
هل يحاسب المجرم بما يستحق من عقاب وتبعا لنوع جريمته؟

هل وهل والف هل على هذا المستوى..... والجواب الطبيعي سيأتي بنعم والف نعم مهما تغير الوجه الأسلامي الذي يعتمده المسلم ولكن لكل نعم آفاقها وقواعدها وحدودها ( بهذا سنحتاج الى دستور لتفسير كلمة نعم وما تضمره من سلب او ايجاب)
..انا ايضا ساقول نعم...ولبرهة....

أذا كان الأمر هكذا ،وطالما موضوع الفدرالية ما زال معلقا وسيبقى والى اشعار آخر فما هو العيب بأن يكون دستور الدولة العراقية عبارة عن جملة مفيدة واحدة تتسم بالوضوح والجرأة وذلك بأدغام بنود المادة الثانية /الباب الأول من المسودة مع اهمال الفائض منها كي يصبح النص:
الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر اساس للتشريع ولايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ...انتهى

وبهذا النص سنكون قد وفرنا الوقت ودخرنا الجهد المبذول في وضع نصوص ذات مضامين واقعة سلفا في محتوى الدين الرسمي للدولة ولا تخرج قيمها (قيم تلك النصوص)عن ثوابت وأحكام المصدر الأساس للتشريع.. وأذا كان لابد من الأطالة كي يبدو الدستور فخما ومرصوصا بالنصوص المثيرة ( وعلى غرار الدستور الفرنسي) كان من الأجدى أن تكون الأثارة والإطالة في تعريف مفردة الاسلام المبهمة وتأطير ما يعنيه وجودها في قلب الدستور وجملته الوحيدة المفترضة !!! وللحديث حتما بقية ....

فاتن نور
05/08/29



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب 1
- أين... وطني؟
- تصدعات جنوبية.. بين السيكارة وعقبها
- أنثى..
- غريب.. بين الرصيف والرصيف
- !! صدام.. ثروة قومية لا يستهان بها
- البعث خطار قاصدنه
- ويح اسمي والوطن......فضفضة حول تطويع الدين لخدمة الأرهاب وال ...
- ولماذا لا اسخر؟
- نفحة ٌ.. من أور
- القدس.. التهويد.. ومواء القطط
- ميزوبوتاميا..ودواليب الخزف
- الحركة العمالية العراقية.. بين زمنين
- عراق (الدين) والمصباح السحري
- بين دجلة.. واسرارها
- حُب ورسالة.. بمفردات سياسية..
- من تداعيات فوضى المدائن
- في العراق.. صراع حتى النخاع
- دغدغني.. ياعراق...
- !أما أن اذبح وزتي أو...مليون في جيبي


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - مسودة دستور... ومعضلة شعب...2