أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دور العقل وصناعة أزمة المعرفة














المزيد.....

دور العقل وصناعة أزمة المعرفة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 00:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما دور العقل الإنساني في صنع الأزمات وما دوره في المعالجة , بمعنى أخر أنه دائما يضع العقل موضع التساؤل الأتهامي حول دور ومشروعية وجدية العقل في إيجاد المخرج الذي يتناسب مع تفاقم المشكل البشري دون أن يقترح أو يساعد على اقتراح صورة أو بداية حل سواء بالمبادرة الفردية أو بالمشاركة مع العقل الجمعي ,دوما ما يطرح نفسه بريئا ويتهم العقل بالمسئولية ولكن هنا ايضا لا يحدد العقل المسئول ولا يبين حدوده.
هذا السؤال وإن كان مفتاح من مفاتيح الفلسفة وسؤال العقل للعقل السائل ربما يشكلان بالحقيقة كل الإشكالية الكبرى التي يعيشها الإنسان والتي نختصرها دوما بكلمة (( لماذا )) هذا السؤال المحوري الذي تدور الفلسفة المعتادة في جزء كبير من اهتماماتها به محاولة أن تقدم جواب تناظري جواب توفيقي يعكس وجهة نظرها هي والتي بالتأكيد تمثل وجهة نظر العقل السليم فهي تسأل وتعيد السؤال لنفسها فتجيب نيابة وباسم العقل,هذه المحاورة الذاتية العقلية لا تخرج عن كونها حديث ذاتي بين العقل ونفسه حديث قائم على تقليل المسافة بين الواقع الحقيقي والواقع الاغترابي , ومهما حاول العقل أن يخرج من حدود الذاتية سيصطدم بحدوده هو التي كرسها إيمانه أن المحيط بحدوده الثلاثة لا يسمح أن يجعل من أجابته إلا مجرد تحسين وتلطيف من بشاعة الجواب الحقيقي ,جواب لماذا الكامن في قصر التجربة على واقع العقل وليس على افتراض واقع خارجي متحرر.
واجب الفلسفة البعدية وهي التي تتناول موضوع اخر وإن كان نسقي مع الفلسفة وهو قدرة العقل على الإفلات من الحدود المنطقية العقلية النظامية للعقل التقليدي وبالتالي للفلسفة ذاتها بما فيها الفلسفة الإستشراقية المكبلة دوما بالمقولات التقليدية والأساليب الكلاسيكية التي تدرس فيها الفلسفة , إن قيمة الفلسفة البعدية بطرحها نموذج انعتاقي يحررها من عوامل ومرتكزات أسر العقل وبالتالي نتائجها وإن كانت تبدو للبعض ضرب من الخيال الجنوني أو لربما شكل من أشكال التوهم اللا معقول لكنها في النهاية هي الأقرب على الانتصار على كل الفلسفات والرؤى الفلسفية لأنها وليدة زمن متسرع يأخذ الواقع إلى مجاهل مستقبلية تبقى مجاهل عقلية ما لم يدرك العقل حاله ويتماهى مع حركة الزمن لاكتشاف هذا العالم ولكن بوسائل مستجدة وسائل لا تنتمي للواقع المحدود المقيد بالأبعاد الأربعة.
من يقول أننا وضعنا العقل في أزمة بين واقع يبسط تأثيراته عليه وبين طموح بالتخلص من هذا الأسر وبالتالي مجرد توريط العقل في هذه الأزمة إنما نضاعفها عليه كأزمة مركبة من حيث لا نسمح له أن يعطي ما يمكن من تصورات وحلول وينسب له جزافا الأزمة,أزمة عدم القدرة على التخلص من أسر الواقع وبالتالي فالفلسفة غير مسئولة بالحقيقة عن أي شيء لأن العقل أساسا مأزوم , الطرف الأخر يرى أن الأزمة أساسا تتركز في جانب الفلسفة التي تطرح نموذج غير قابل للتمكن منه تحت الظروف الحالية ولا تستطيع هي أن تفعله خارج أطار العقل الذي يتناسب مع رؤيتها وبالتالي هي في أزمة .
إنما العقل وسيلة لترتيب الرؤية الفلسفية وهندستها فكريا,أنا أرى أن الأزمة في خلاصتها هي أزمة الإنسان الذي يخشى المجازفة الإنسان المحافظ على سكونية وتراتيبية الإيقاع الطبيعي , الإنسان الذي ما زال مقتنعا أن الجنة في الحقيقة حلم صعب المنال وأن العودة إليها مرتبطة بقوانين النص لذا فالخروج عن قوانين النص ضياع للفرصة,الإنسان الذي يمنح الجسد حدود تامة فاعلة غير قادر ان يخرج بعقله من مدارات الممكن والمعقول إلى الحلم الثائر الحلم الذي كلما تسارع الزمن تسارعت فرص تحققه وهو العثور على الفردوس خارج واقع اصابه الترهل والشيخوخة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع ورجع وحنين _قصة فصيرة
- زمن الفلسفة وفلسفة الزمن ح1
- العدالة والعدالة الاستثنائية ح2
- العدالة والعدالة الاستثنائية ح1
- العقل الإنساني وقضية الفكر
- من قضايا العقل والفلسفة , المعرفة والوهم
- دارون والنص الديني
- عنوان مرسل مجهول _ قصة قصيرة
- النرجس يزهر في الشتاء أيضا . قصة قصيرة
- فهم العلم 2
- فهم العلم
- فهم العلم 3
- النظر والتنظير العقلي
- الإنسان وقضية الحداثة
- حب في زمن العاصفة _ قصة قصيرة
- مدرسة الحسين وأفاق مشروع الحرية والعدل ح1
- مختارات فكرية
- النقد وظاهرة الأثراء والتنوع
- الأبيض يليق بالملاك _ قصة فصيرة
- الوجود الظاهر والموجود ظاهرة


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دور العقل وصناعة أزمة المعرفة