خالد الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 02:03
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لطالما سمعنا الكثير من المحللين و الكتاب العرب يلقون باللوم في جميع ما يحدث في العالم العربي على إيران بسبب ما تحيكه من مؤامرات ودسائس ضد وطننا العربي. ناهيك عن التسميات التي تطلق على طهران انطلاقاً من مواقفها تجاه الدول العربية فهناك من يسميها برأس الأفعى ومن يقول إنها وراء كل ما يحدث من تأزم و تشرذم في الدول العربية و هناك من يحمّلها جميع ما تؤول اليه الأمور في الوطن العربي. لكن في واقع الأمر أنّ معظم ما يحدث في الوطن العربي لا علاقة له بالخارج بقدر ما له علاقة مباشرة بمشاكل مستأصلة في مجتمعاتنا.
لا ننكر لما للقادة الإيرانيين من دور مخرب في شؤون الدول العربية لكن لا يختلف اثنان بأنها ليست السبب الرئيس وراء كل ما يحدث بقدر ما تتحمل الدول العربية نصيباً من المسؤولية بسبب ما حلّ ويحلّ بشؤونها وإنّ تحميل الغير مسؤولية كل ما يحدث بنا أو الادعاء بأنّ الطرف الأخر هو خارق الدهاء ونحن ينقصنا ما ينقصنا من العقل والتوازن. و الركون الى أنّه لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس لا يمكن أن يكون صحيحاً على الأقل في الوقت الراهن.
إنّ الوسيلة الناجعة في معالجة شؤون دولنا هو البحث عن جذور تلك المشاكل ومحاولة معالجتها بصورة جذرية وليست مؤقتة. إنّ التطرف ولإرهاب في منطقتنا يشكلان تحدياً حقيقياً لمجتمعاتنا فلا يمكن استئصال تلك الظاهرة إلاّ بالتثقيف و إعادة هيكلة التعليم وبناء مجتمع واعٍ يدرك مخاطر و مضار التطرف. بالنهاية رغم أنّ سياسة إيران تعتبر خاطئة جداً تجاه دولنا لكنها في الوقت نفسه تحاول أن تعمل خدمة لمصالحها القومية. فإننا بدل التركيز على نظرية المؤامرة يجب علينا إقناع طهران بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية و إصلاح ما يمكن إصلاحه في مجتمعاتنا: ثقافياً واجتماعياً ودينياً واقتصاديا.
#خالد_الأحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟