|
عشية عيد الحب -5-
كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 17:03
المحور:
الادب والفن
قلت كما لأغلق موضوعا ليس يُعرف آخره :-أرجو أن تنتهي سريعا هذه الملهاة الكئيبة التي نعيشها و يعود لتونس ألقها. يرن هاتفها فتنتفض متفاجئة و تخرج الهاتف بلهفة لكنها تصطدم برقم من لا يعنيها أمره. فتضعه على كرسي قريب و تتركه يرن. أغتنم الفرصة لأودعها فقد طال معها الحديث ونسيت أن ابني في السيارة و أنني لم أقتني بعد بعض مستلزمات العشاء. لكنها أرادت أن تستبقيني لتسألني رأيا. قالت: انظري مجموعات الكتب التي اخترتها لتكون هدايا في عيد الحب، معظمها مع الأسف روايات أجنبية فالروايات العربية الرومانسية الجيدة تكاد تكون مفقودة فهل لك أن تنصحيني بواحدة على الأقل. - ولكن، أليس الوقت متأخرا الآن فالعشاق قد اختاروا بعدُ هداياهم. و كأن قولي جرحها لذلك اضطرت لتصارحني بما كانت في البداية تخفيه. قالت: في الحقيقة أريد أن أختار رواية عربية لحبيب قلبي هذا المساء فهو، على العكس مني، مغرم كثيرا بالأدب العربي لذلك أردتك أن تساعديني في هذا الأمر إن أمكن. سألتها: ألم تختاري إلى حد هذه الساعة هدية...هذا تهاون لا يليق بعاشقة! حاولتْ إخفاء وجع لم أتبين مصدره لكنها قالت...بلى لقد اخترت له عطره الذي صار عطري المفضل أنا أيضا و دائما ما أضعه في غيابه عني حتى أشعر بقربه مني. -إذن فالرواية هدية صاحبة المكتبة، قلت مازحة. قالت:- المكتبة على ذمته في كل ما يشاء لكني مللت أن أراه يقرأ الكتب التاريخية و السياسية دون سواها. أريد أن أخرجه من هذا الإدمان المدمر الذي أصابه بعد الثورة، و لكني مع الأسف لم أجد رواية عربية رومانسية تترجم له أحاسيسي تجاهه. قلت لها: ليس من السهل على الأدباء العرب المجاهرة بأحاسيس الحب و الغرام في كتبهم فذلك أمر يحط منهم و قد يجلب عليهم المصائب في البيئة العربية المريضة بداء النفاق لذلك يفضلون غالبا الحديث في أمور السياسة و الثورة و النضال و أما الحب فلا يتحدثون عنه إلا عرضا و لأنه من مستلزمات الرواية أن تستند على قصة حب و إلا فإنها ستصبح كتاب توثيقي- و لكن هذا شيء مؤسف حقا. فنحن العرب في الأول و الأخير بشر ككل البشر من حقنا أن نكتب في الحب كما نشاء أم أنه كتب علينا أن نظل رهائن نكساتنا السياسية و أسرى عاداتنا الاجتماعية. - قلت: - ربما تأتينا هذه الثورة بنفحات من الحرية فلنتفاءل!!! و ها أنك ترين أن العشاق يقتنصون أدنى فرصة ليحتفلوا بعيد الحب رغم كل الموانع و التحذيرات. - - فعلا حتى أن كثير من المتدينين من الشبان و الشابات اقتنوا اليوم كتبا لهذه المناسبة رغم أنهم حاولوا إخفاء الأمر حتى يبدوا أنهم يقتنونها بصورة عادية لكنني عرفت الحقيقة من عيونهم. - - و هي حقيقة لا تخفى عن العين العاشقة؟ قلت لها ضاحكة. - ابتسمت و قالت: لأشد ما يحزنني أن أرى أدباء عرب يتهربون من الخوض في موضوع الحب مثلهم مثل العامة التي تنحني وجلا للأعراف و التقاليد حتى لو كانت ضدها. الأديب عندي هو ذلك الثائر أبدا من أجل مجتمع الحب و الحرية. - و لذلك سيكرم تاريخ الحب و الأدب شاعر العرب نزار قباني الذي تحدى التزمت الديني و النفاق الأخلاقي و عبّر بصدق و جمال عن روح العاشق الشفافة رجلا كان أم امرأة. -إنه يعشق نزار قباني و يحفظ له كثيرا و قد قال لي مرة لماذا نضطر للاحتفال ب"السان فالونتان"؟ لماذا لا نصنع لنا نحن العرب عيدا للحب خاصا بنا و لنسميه مثلا "عيد السان نزار" فهو يعتبر أن نزار أفضل من دافع عن الحب في البيئة العربية المتشددة. - المغلوب دائما مولع بتقليد الغالب لذلك يُكرّم عشاقنا عن غير وعي القديس فالونتان و يتجاهلون نزار قباني أو حتى رجال دين مسلمين دافعوا عن العشاق و المغرمين. - أحقا عندنا رجال دين يعترفون بالحق في الحب؟؟سألتني مندهشة. -طبعا مثل الإمام الشافعي أو الفقيه ابن داوود الظاهري أو غيرهما و لكن خلفائهم من صغار النفوس يتعمدون التعتيم عليهم لكي يُرهبوا الناس و يشدّدوا عليهم أمور دنياهم فيضمنوا طاعتهم لهم خوفا و ارتعابا. -الحمد لله أن حبل الكذب قصير و عيون الإعلام فاضحة في عصرنا و ها أننا نسمع و نرى كذب و فضائح شيوخ كنا نوقرهم و نعتبرهم أجلاّء و مصلحين. *يتبع* مارس2012
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
*قصر العطش*
-
عشية عيد الحب -4-
-
عشية عيد الحب -3-
-
عشيّة عيد الحب-2-
-
عشيّة عيد الحب -1-
-
* ونّاسة الكنّاسة*
-
و في جوره لا تُجاريه
-
..و لا أنت في الموت
-
في صحة المحتل !
-
لو كان حقا رآني...
-
أفي الحبِّ..تُكابرْ؟!
-
لن أبيع لحمي-الأخيرة-
-
لن أبيع لحمي-17-
-
لن أبيع لحمي-16-
-
آمال كربول...أنتِ رجلُ المرحلة‼-;-
-
لن أبيع لحمي-15-
-
لن أبيع لحمي-14-
-
لن أبيع لحمي-13-
-
لن أبيع لحمي -12-
-
لن أبيع لحمي-11-
المزيد.....
-
وفاة الممثلة البريطانية الشهيرة ماغي سميث
-
تعزيز المهارات الفكرية والإبداعية .. تردد قناة CN العربية 20
...
-
بسبب ريال مدريد.. أتلتيكو يحرم مطربة مكسيكية من الغناء في ال
...
-
إصابة نجمة شهيرة بجلطة دماغية خلال حفل مباشر لها (فيديو)
-
فيلم -لا تتحدث بِشر- الوصفة السحرية لإعادة إنتاج فيلم ناجح
-
قناة RT Arabic تُنهي تصوير الحلقات القصيرة ضمن برنامج -لماذا
...
-
مسلسل حب بلا حدود 35 مترجمة الموسم الثاني قصة عشق
-
نضال القاسم: الأيام سجال بين الأنواع الأدبية والشعر الأردني
...
-
الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
-
رواية -الليالي البيضاء- للكاتب ضياء سعد
المزيد.....
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
-
البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان
...
/ زوليخة بساعد - هاجر عبدي
-
التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى
/ نسرين بوشناقة - آمنة خناش
المزيد.....
|