أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - سياسة التوحد البيبية














المزيد.....

سياسة التوحد البيبية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 14:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


المتابع للسياسة الاسرائيلية، خاصة تصريحات رئيس حكومتها بيبي نتنياهو، يمكن ان يتعلم فن الديماغوغيا السياسية. الموسوعات العلمية تفسر الديماغوغيا بأنها إستراتيجية لإقناع الآخرين بالاستناد إلى مخاوفهم وأفكارهم المسبقة. بالوقت نفسه هي سياسية للبقاء في السلطة وكسب للقوة السياسية من خلال استغلال المخاوف الشعبية وتوقعات الجمهور المسبقة، تُنفذ هذه السياسة عن طريق الخطابات والتصريحات القومية التي تثير عواطف الجمهور وتظهر الديماغوغ/ الزعيم بأنه رجل قوي وأهل للثقة والتاريخ البشري لا يخلو من نماذج..
الديماغوغ يقول شيئا ويتصرف باتجاه مخالف ب 180 درجة. نتنياهو تحدث مثلا عن حل دولتين. ما قام بعد حديثه كان نسف كل الجسور لمثل هذا الحل، تحدث بعد وقف اطلاق النار في عملية "الجرف الصامد" عن فتح افق سياسي جديد، القصد مع الفلسطينيين طبعا وليس مع اله اسرائيل.. لكنه فتح افق جديد مع سوائب المستوطنين!!
يتحدث عن السلام مع الفلسطينيين، بل ويقر بأن ابو مازن هو البديل المقبول لدية وليس حماس،بنفس الوقت يتهمه بانه عدو للسلام؟ هل يوجد سلام ليكون عدوا له؟ يصادر الاف الدونمات الجديدة ويقر بناء مستوطنات جديدة، يقر مشاريع بناء جديدة، يقوم باستفزازات ضد مواطني القدس بسرقة منازلهم بعمليات بيع مزورة او غير مزورة لكنها تنفذ تحت غطاء احتلال غير مشروع. يكرر اتهامه للسلطة الفلسطينية ورئيسها بأنهم أعداء للسلام ومثيري عنف. يقف مؤيدا لإستفزاز لا يشمل سكان القدس لوحدهم، ولا يشمل سكان المناطق الفلسطينية المحتلة او المحاصرة، بل يشمل العالمين العربي والاسلامي بمحاولة تقسيم المسجد الأقصى بين أصحابه المسلمين وسوائب المستوطنين الفاشيين المدعومين من اليمين السياسي في السلطة الاسرائيلية ودعم بالصمت من اليسار.
النماذج السياسية الدولية لديماغوغ اسرائيل كثيرة، لكني الاحظ ما هو أخطر من "الديماغوغيا الواعية" التي يمارسها بيبي نتنياهو. نحن امام زعيم يميني مصاب ب "التوحد السياسي الشخصي".هناك مرض التوحد المسمى "اوتيزم". نحن أمام "اوتيزم"/ توحد سياسي وهي عبارة عن ممارسة سياسة منغلقة شخصية لا يسمع فيها مواقف الآخرين، ان كانوا من حزبه او من جنرالات جيشه (الذين ارسلوا رسالة هامة يحذرون نتنياهو من استمرار سياسته)، او من اصدقائه، او من الأحزاب التي تسمى اعتباطا معارضة وتشكل جبهة دفاع عن سياسة الديماغوغيا خارج اسرائيل ومنتقدة خجولة في الداخل باسلوب أشبه بالمسرح الهزلي الشكسبيري، أن نهج التوحد باعترافهم يلحق الضرر بدولة اسرائيل ويعرضها لخطر الانعزال الدولي والنزاع مع الحامي الأعظم/الأمريكي لسياساتهم وعربدتهم وانفلاتهم ونقضهم كل القوانين المتعارف عليها دوليا، حقا وصف الأمريكيون نتنياهو ب "الجبان البائس"..لكنهم صفعوه بيد و"حسمسوا" على وجنتيه باليد الأخرى، اما الواقع السائد فهو ان المعارضة اليسارية داخل المجتمع الإسرائيلي مرتعبة من الديماغوغية البيبية.
اليسار في اسرائيل يفقد يساريته وشرعيته اليسارية بعد ان فقد عذريته لليمين. مثلا الدعوة لذكرى رئيس الحكومة يتسحاق رابين، الذي اغتيل بسبب اعترافه بمنظمة التحرير الفلسطينية وتعامل مع النواب العرب في الكنيست على قدم المساواة، بدا سياسة مساواة هامة في الميزانيات ومشاريع التطوير للوسط العربي، نجد ان العرب استثنوا من المشاركة في ذكرى مقتله. رئيس الدولة السابق شمعون بيرس غرد في كلمته للسلام ولم يقدم أي تفسير لتعثر السلام، لم ينتقد نتنياهو على خطواته وخطوات حكومته التي لا تترك فرصة لا تستغلها لنسف أي امكانية لحل الدولتين.
هذه الحالة تذكرني بطرفة:عاد جميل الى بيته ووجد زوجته وأفضل صديق له عراة في السرير. قبل ان يتمالك نفسه من الصدمة قفز صديقه من السرير وقال له: قبل ان تفتح فمك وتقول شيئاً، من تصدّق؟، هل تصدّق أفضل أصدقائك أم تصدّق عينيك؟"
من سيصدّق حسب رأيكم؟
أحسن صديق لديه، أم يصدق عينيه؟!
هذا سؤال فلسفي للتفكير.. وليس مجرد نكتة. السؤال الفلسفي هنا: أي مجموعة من المعطيات يجب ان يثق بها جميل؟ معطيات الرؤية المدركة الواعية؟ ام معطيات الكذب التي ستصدر عن صديقه؟
هذا السؤال موجه لليسار في اسرائيل الذي يفتقد لمرشح قادر على الوقوف امام بيبي نتنياهو وفضح ديماغويته وتوحده السياسي. هل يصدقون نتنياهو ام رؤيتهم المدركة الواعية لما ينفذ عمليا؟
لعل اليسار يستعيد وعيه المغتصب.. لكني اشك ان الجمهور الذي اعتاد على ديماغوفيا نتنياهو قادر على التحرر منها بدون وجود سياسة يسارية تحافظ على عذريتها ولا تلوثها بالاستسلام للديماغوغيا البيبية!!

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراستان علميتان رصينتان حول اليهودية والتلمود
- بروفسور سليمان جبران في حوار ثقافي شامل
- يوميات نصراوي: وطنيون بالمراسلة!!
- معضلة العالم العربي
- في ذكرى رحيل صاحب اعظم تجربة تحررية:
- اليوم آرامي .. غدا أسكيمو؟!
- الاحتلال يطبق سياسة -هنود حمر- مع بدو الأغوار
- العنصريون عابرون واللغة العربية باقية
- اطلالة على العالم القصصي للقاص المغربي عبده حقي
- لإعادة اللحمة للنخب السياسية والمثقفة في المجتمعات العربية
- اسطورة فلسطينية... وكابوسا لاسرائيل
- لقاءٌ مع الأديبِ والناقدِ - نبيل عوده -
- توقف القتال .. لم تتوقف الحرب!!
- ورطة جنرالات اسرائيل
- اللغة العربية من منظار الواقع السياسي-الاجتماعي
- المنتصر على الطفولة
- اوشفيتش غزة: -امواتا يمشون -حتى متى؟!
- حين يصير المحتل مدافعا عن النفس
- من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟
- انتصار العقلانية الفلسطينية


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - سياسة التوحد البيبية