أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد صموئيل فارس - حكايتي مع بائع الذهب !















المزيد.....

حكايتي مع بائع الذهب !


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 22:32
المحور: سيرة ذاتية
    


الحياه هي محطات بين الامل الكامن داخل طبيعة الانسان وبين اليأس من واقع نحياه ونعيشه

لم تكن القاهره بالنسبة لي مكان مريحا للعيش فيها فدائما ابناء الجنوب الذين تربوا علي الهدوء سرعان ما يسئمون من ضوضاء المدينه ويضجرون من ايقاعها الصاخب هذا ما دعاني الي التفكير للانتقال للعمل داخل واحده من المدن الساحليه ذات الجمال الخلاب وهي مدينة الغردقه ولكن ليس كل ما يتمناه الانسان يحصل عليه بسهوله

ذهبت الي المدينه الهادئه التي كانت تموج خلال تلك الفتره باعداد هائله للسائحين من مختلف الجنسيات كنت احمل رساله من احد رجال الدين الاقباط الي واحد من كبار رجال الاعمال في تلك المدينه الرساله شخصيه بينهم كانت علاقتي بها لاتتعدي انني ساعي بريد يسلم الرساله لصاحبها ويذهب الي حال سبيله بالفعل قابلت صاحب الرساله وسلمتها له وفيما انا منصرف سألني عند من تعمل هنا قلت له الحقيقه لا احد انني قادم للبحث عن العمل

فعرض عليه ان اعمل معه فهو صاحب شركه كبيره تعمل في مجال بيع الذهب والمجوهرات يمتلك اكثر من 14 فرع 6 منهم داخل الغردقه والباقي موزع علي انحاء الجمهوريه والاغلبيه في المناطق السياحيه بدون تردد وجدتها فرصة عمل سريعه بدون ان احمل احدا اعباء ان يبحث لي عن عمل كان الرجل يمتلك ذكاءا كبيرا في ادارة عمله ولا ادري لماذا كان يثق بي بهذه السرعه

سرعان ما اوكل اليه تعاملاته مع البنوك وورش الذهب واغلب اسرار عمله كنت علي اطلاع بها كان يذهب ليلا مع الزبائن من السائحين للسهر داخل صالات الديسكو وبالليل يرن هاتفي اجد الرجل يخبرني بأن احضر اموالا من الحسابات فما يمتلكه لايكفي لاتمام سهرته وكان ذلك هو جزء مهم لاتمام صفقاته من بيع الذهب فأقوم من نومي متجها الي مدير حساباته اجده ايضا مستيقظا ويعطيني مبالغ كانت تصل بالالاف

وما ان اصل الي المكان حتي اجد الرجل فاقدا وعيه نتيجة الاصراف في الشرب اقوم بمحاسبة المكان واحمله انا وسائقه الي سيارته المرسيدس الفارهه واتساءل بيني وبين نفسي كل ما تملكه من ثراء ووضع اجتماعي لايشعرك بالسعاده كنت اشعر ان هناك شيئا في حياة هذا الرجل يدفعه الي ادمان الكحوليات علمت من مدير حساباته الذي كان يلازمه لعشرات السنين ان بينه وبين زوجته مشاكل كبيره وهو ما يؤثر عليه بصوره سيئه ويدفعه الي الهروب

بعيدا عن الواقع بهذا الشكل كانت علاقتي به تزداد يوما بعد اخر ولكنه كان بخيلا جدا الي حد لايطاق وبإنتهازية بعض رجال الاعمال يعيش وكان كل من يعملون معنا من بائعين او داخل الورش يشكون من بخله تجاه مرتباتهم واوضاعهم العمليه معه ظللت معه لعدة اشهر وانا اشعر بغصه بيني وبين نفسي اقوم بعمل العديد من الوظائف في وقت واحد والمقابل زهيد وفي يوم تحدثت معه وقلت له اريد ان اعرف

ماهو المسمي الوظيفي لي في الشركه قالي يعني ايه قلتله يعني الشغل هنا عشوائي مفيش تخصصات والمرتبات لاتكفي اطعام كلبك المدلل نظر اليه ببرود وقال لي هذه هي اوضاعنا قلتله لكني اريد تحديد لموقعي وليس لي دخل بغيري لمن هم ارتضوا بهذا قال لي ان لم يكن الامر يناسبك فبراحتك فقلت له فعلا لايناسبني استأذنك اراك علي خير وانا اهم بالخروج تلفظ بألفاظ جارحه لي

وهنا رجعت بظهري الي الخلف ونظرت اليه بحده وبغضب شديد وكان اغلب من يعملون معنا يراقبون الموقف وقلت له انا بعمل معاك اختلفنا المفروض تقولي الله يسهلك بلغة السوق لكن تتجاوز في حقي بهذه الصوره ما اسهل ان انزل الي مستواك الواطي والوضيع وان اخرج لك مجلدات من الشتائم والسباب التي لاحصر لها ولكني تربيت في بيئه تجعلني اترفع عن لغة الشارع والسوقيين ظل الرجل ينظر اليه في اندهاش وتركته ورحلت في طريق مسكني

وبعد يوم جاء اليه مدير حساباته وقال لي ماذا حدث فقلت له ما سمعته وظل يتودد اليه ان اعود الي العمل وبالطريقه التي ترضيني ووافقت بعد ان وعد بتنفيذ ما اطلبه وقال لي هناك احد الفروع يوجد بها مشاكل ماليه نتيجة سرقه كانت تتم من بعض العاملين وانا اريدك ان تكون مسؤلا عنها ولن
يحتك بك احد وبالفعل في خلال فتره قصيره كانت الامور قد تحسنت وبعدها شعرة بالام شديده تطاردني

فذهبت الي احد الاطباء وقد شخص الامر خطأ فقد كانت اعراض الزايده الدوديه وهو كان يعطيني مسكنات للقولون وظللت هكذا حتي انفجرت الزايده الدوديه وكنت وحدي في المسكن ولم استطع التحرك سوي زحفا علي الارض حتي وصلت الي محل مجوار لي لشاب يعمل حلاقا اسمه محمد نظر اليه وركض مسرعا يسألني عن ما اعانيه وكان داخل المحل بالصدفه زميل في العمل اسمه سمير جاء مسرعا هو الاخر وقاموا بالنداء علي سائق اجره اسمه محمود

وقاموا بحملي الي المستشفي وبالفعل ذهبت الي المستشفي الاستثماري الكبير هناك وقلت لزميلي وديني مستشفي عام قالي يبقي مش هنلحقك واضح ان حالتك خطره وبالفعل دخلت الي الاستقبال وقاموا بسرعة البرق بعمل الفحوصات التي اثبتت انفجار في الزايده الدوديه وهو يمثل خطوره كبيره لانه يسبب تسمم للغشاء البريتوني داخل المعده واثناء ذلك كان سمير حائرا ادارة المستشفي تطلب دفعه تحت الحساب لعمل العمليه

حيرة سمير كانت نتيجة معرفته بصاحب العمل البخيل والامر الاخر انه يعلم بالخناقه الكبيره بيني وبينه لكنه لم يجد مخرجا سوي بالاتصال به وبالفعل كان الرجل يتصرف بصوره غريبه فقام بتحويل مبلغ مالي ضخم تحت الحساب وقام بحجز جناح خاص لي بعد العمليه ومرافق خلال عشرة ايام قضيتها داخل المستشفي وبعد ان تم تخديري ارسل كل زملاء العمل الي المستشفي في حال ان يكون هناك احتياج لنقل دم

بعد انتهاء فترت النقاهه كان سمير يقول لي انا مش مصدق تصرفات صاحب العمل قلتله ربنا يكرمه ويقدره علي فعل الخير وهنا طلبت منه انني لابد من عودتي الي المنزل لانني كنت في حاله نفسيه سيئه فوافق علي الفور وذهبت الي منزلي بعد ان قمت بتغيير رقم تليفوني وقطعت صلتي بالرجل نهائيا كل من حولي كانوا يلمونني انني تركت العمل ولم ارجع مره اخري الي الرجل ولكني تحدثت الي سمير الذي كان يتساءل مثله مثل اهل بلدتي الذين سمعوا بالامر

وقلت له بعيدا عن هذا كله انت تعلم ان الرجل دفع لي مبلغا كبيرا جدا لااستطيع سداده قالي فعلا قلتله والطريقه الوحيده للسداد هي الشغل قالي بالظبط قلتله وانت تعلم ان الرجل له علاقات غير مفهومه وحولها علامات استفهام وله بيزنس غير واضح في بعض الامور قلتله انا اديته شغل وهو ادي واجبه كصاحب عمل ناحيتي لكني لن اضع نفسي تحت ضغوط لاتورط في امور لن ارضاها بأي حال من الاحوال وانقطعت علاقتي به لسنوات

لكني اعتزم زيارته قريبا واشكره علي كل ما فعله حتي وان كان واجبه نحوي هذه هي حكايتي مع بائع الذهب !!



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوافع القياده السياسيه لتأجيل الانتخابات البرلمانيه ؟
- الصراع المتجدد من بنطلون فالكون الي تكدير الداخليه !
- هذه الاجواء لاتصنع استقرارا للوطن !!
- نظام لايريد صوتا للقبطي سوي داخل الصندوق !!
- صمتك يشير الي دعشنتك !
- السيسي يسير علي خطي اسلافه ممن حكموا مصر
- فكر وثقافة الدوله المصريه تجاه الاقباط ؟!!
- الفوضي بين ميزوري الامريكيه والقاهره المصريه !!
- بطرس قتلوك حيا وميتا ؟!!
- اللغز وراء تنظيم داعش الارهابي ؟!!
- محلب اللي يشخلل يعدي ؟!!
- النضال الفلسطيني علي جثث المصريين !!
- تديين فلسطين جعلها يتيمه بلا مناضلين حقيقيين
- القضيه الفلسطينيه سبوبه كبري !!
- غزه حكاية كل نظام
- عب عاطي اسلوب ومنهج حياه ؟!!
- نعم وماخلفته من نعم للاقباط ؟!!
- هل كان السيسي رقم 1 في المعادله الامريكيه لتداول السلطه بعد ...
- رد فعل المصريين تجاه الانتخابات الرئاسيه ؟!!
- هجرس شعلة تنوير في زمن إندثرت مشاعله


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد صموئيل فارس - حكايتي مع بائع الذهب !