سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 08:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من حسنات ثورة 17 فبراير - الثورة الليبية ضد الطاغية القذافي - وكذلك من حسنات ثورات الربيع العربي الفاضحة - انها فضحت الكثير من التنظيمات والشخصيات السياسية والدينية وشيوخ الدين !!.... فبعد هذه الثورة والتجربة لن يعد لرجل وشيخ الدين تلك المكانة التي كان يتمتع في قلوب الناس العاديين الطيبين !!.. لن تكون لهم تلك (السلطة الروحية) السابقة على عقول وقلوب وتدين الناس الا من أثبتت هذه الثورة أنهم بالفعل شيوخ ورجال وعلماء ودعاة دين مستقلين بكل معنى الكلمة ليست لهم اجندات سياسية وحزبية او طموحات شخصية ومالية بل هم بالفعل رجال دين في خدمة الدين - دين الله - ولا شئ غير الدين! .... لقد صاحب ما يسمى بالصحوة الاسلامية - هذه الصحوة التي خالطها الكثير من الدخن والانحرافات في القيم والمفاهيم والسلوكيات حتى وصلنا الى (ظاهرة داعش) كأقصى حالات التطرف الاسلامي والجنون الديني - ظاهرة كثرة شيوخ الدين !!!!..... حتى من يقرأ كتابين في الدين او يحفظ سورتين او حتى يتخرج من معهد ديني او كلية شريعة يصبح شيخ دين يضرب ويعور !!!... وهذه ظاهرة ليست جيدة بل ظاهرة ضارة وغير مفيدة للدين والدنيا خصوصا عندما يقتحم هذا (الشيخ) عالم السياسة وفق اجندة سياسية وحزبية معينة فإن النتيجة تصبح في واقع الحال ان الدين يصبح خادم للاجندة السياسية والحزبية لا العكس !!!..... ثورات الربيع العربي كما اطاحت بطواغيت السياسة فإنها فضحت وكشفت حقيقة طواغيت الدين وهؤلاء اخطر على سلامة الدين وصحة الدين من طواغيت السياسة لذلك وجدنا القرآن الكريم ينزل في عدة مواضع وهو يحذر من خطورة رجال الدين - أي الاحبار والرهبان - على تدين الناس !!.. فحتى الذين كانوا يبدلون شرع الله في اغلب الحالات ليسوا الحكام والسلاطين بل هم رجال الدين !!... لذا وجدنا الفقيه العلامة (ابن القيم) رحمه الله يقول في احدى قصائده النظمية : ((وهل افسد الدين الا الملوك ** واحبار قوم ورهبانها ))!!؟؟..... والاحبار والرهبان في اللفظ القرآني هم بمعنى رجال وشيوخ الدين !!..... أنا شخصيا ورغم انني ممن يمكن تصنيفهم على أنهم من فئة المتدينين والاسلاميين اصبحت انظر الى رجال الدين خصوصا من يقتحمون بحر الصراع السياسي ويتبعون تنظيميا او فلكيا جهات وتنظيمات واجندات سياسية وايديولوجية دينية معينة نظرة شك وارتياب وعدم ارتياح !!.... بل اصبحت اشعر بشئ من الضيق من ظاهرة تكاثر شيوخ الدين في حياتنا دون جدوى !!.. فهم والله اصبحوا أكبر من الهم على القلب ولا حول ولا قوة الا بالله فلا استفاد منهم الدين ولا استفادت منهم الدنيا!.
---------------
سليم نصر الرقعي
6 محرم 1436 هجري/عربي
30 اكتوبر 2014 ميلادي/غربي
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟