أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - ثقافة الوحشية وإرادة التوحش لن تترك أحداً













المزيد.....

ثقافة الوحشية وإرادة التوحش لن تترك أحداً


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 14:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (60) .

تنهمر علينا صور الممارسات الوحشية والهمجية لتنظيم داعش وممارساته ليفضح فعلها وأدائها ثقافة الإسلام المؤدلج وخطورة حضور الخطاب الإسلامى المتشدد على الإنسانية جمعاء .
لن يعنينى فى هذا المقال إدانة وتقبيح أداء وسياسات وانتهاكات التنظيمات الإسلامية الإرهابية كداعش والقاعدة والنصرة وكل الطابور التتارى الهمجى فالإدانة حاضرة وتم الإعلان عنها على لسان العلمانيين واليساريين وكل الأقلام الحرة كذلك تبريرات المتخاذلين جاهزة والقائلة أن داعش ليست من الإسلام لننام ونغفوا على هذا القيح السرطانى وهو يتمدد وينتشر ونبقى على حالنا ندفن رؤوسنا فى الرمال نتجرع التخلف والإنهيار .
لن يعنينى داعش فالموضوع أكبر من هؤلاء التتار الجدد ولن نغرق فى التحليل عن ظاهرة الإرهاب الإسلامى كأسباب ونشأة فنحن أمام مصيبة كبيرة لم يفطن لها أحد وكيف يفطنون إذا كان أكثر الباحثين فى التيارات الإسلامية هم مُبررون أكثر منهم محللون فداء بقاء الصنم الإسلامى .
المصيبة الكبرى إننا أمام تردى وهمجية وتوحش تصيب جمهور المسلمين العاديين ليكون هذا موضوع بحثنا ,فالأمور وصلت لحد تصاعد سلوكيات همجية بشعة من مواطنين مسلمين عاديين لا يمكن حسبانهم على التيارات الإسلامية الظلامية فهم مواطنون عاديون كانوا يمارسون حياتهم بشكل بسيط وطبيعى ليضحوا فى ليلة وضحاها كائنات متوحشة همجية يهللون لقدوم الدواعش بل يشاركونهم نفس سلوكهم أو قل يتواطئون على أقل تقدير .

سأعرض بعض الصور للحالة الإسلامية الشعبية ولنبحث لها عن تفسير وليس تبرير .
-عندما نجد إجتياح داعش لثلثى العراق وسوريا فلا تقل أن هذا التنظيم يمتلك من القوة العسكرية التى سمحت له بذلك بل قل أن هناك تواطئ تم من مسلميّ هذه البلاد لنصرة داعش ,فنرى إحتفاليات فى بعض مدن وقرى شمال العراق بالفاتحين الجدد كما نشهد إنسحاب الجيش العراقى ذو الخلفية السنية من الموصل ومدن الشمال وتكتمل مشاهد التواطئ بإعلان العشائر السورية والعراقية ترحيبها بجحافل التتار الداعشى فعلى سبيل المثال أعلن أعيان ووجهاء عشيرة الشويط في قرية أبو حردوب، في ريف دير الزور في بيان لهم مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية، جاء فيه: "نحن وجهاء وأعيان وأهالي قرية أبو حردوب من عشيرة الشويط نعلن بيعتنا لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي أميراً للدولة الإسلامية ."

- لا تكتفى الأمور عند هذا الحد بل نرى وشاية المسلمين العاديين على أماكن الأيزيدين والمسيحيين والتركمان والأكراد ليرشدون عنهم حتى ينال منهم الدواعش فلم يشفع التاريخ الطويل من الشراكة والمواطنة فى منع الغدر والخيانة والمشاركة فى الإيذاء .

- لنا أن نعلم أن التتار الداعشى إعتنى أن ينهب كل ما تطوله يده من أموال وذهب ومقتنيات الأيزيدين والمسيحيين والأكراد ليتركوا منازلهم بحكم أن الدواعش فصائل محاربة متنقلة وليستولى المسلمين العاديين على منازل وديار جيرانهم المسيحيين والأيزيدين والأكراد كغنائم ولا عزاء للإنسانية والمواطنه فكل هذه البشاعة نتاج ثقافة قبيحة تجعل من إنسان مسلم عادى وحش ومغتصب وناهب .
قال صباح حجي حسن (68 عاما) وهو من الايزيديين الذين ارغموا على الفرار الى اقليم كردستان الشمالي :" ان عشائر المتويت وخاتوني والكجيلا كانوا جيراننا، لكنهم التحقوا بتنظيم الدولة الاسلامية الذي سلمهم اسلحة، واخبروهم من هم الايزيدي من غيره . "
http://www.elaph.com/Web/News/2014/8/931847.html

- صورة أخرى جديرة بالتأمل عندما نجد داعش يسبى النساء ويعرضهن للبيع فى سوق للنخاسة ليطل علينا مشهد التاريخ الإسلامي القديم وأسواق العبيد ولكننا لن ندين سلوك داعش ولا التاريخ الإسلامى القديم كما أشرت فى بداية المقال حتى لا تتوه ولا تتميع القضية المطروحة لنجد أن الزبائن والمشترين فى سوق النخاسة هم مسلمون عاديون أباحوا لأنفسهم أن يشتروا نساء جيرانهم , فلو كان هناك بشر يمتلك أى درجة من التحضر والإنسانية ما فلحت داعش أن تقيم سوق للرقيق إلا أنها تعلم أن هناك بشر فى مثل بشاعتهم وعلينا ملاحظة أن هذا القبح والبشاعة جاء من مسلمون عاديون ليسوا مؤدلجين .
إمرأة يزيدية بيعت ب12 دولارفقط لرجل مسلم عادى فى الخمسينات من عمره .
http://www.elaph.com/Web/News/2014/10/950840.html
http://www.eremnews.com/erempictures/inline/382f759a3f1b3a8850a08e6e6f56a875/wmen%20(1).jpg

- صورة أخرى من مصرالقاهرة (رويترز) - قال مسؤول في النيابة العامة المصرية إن زعيم الشيعة في مصر الشيخ حسن شحاتة قُتل يوم الأحد مع ثلاثة آخرين من طائفته في هجمات لقرويين سُنة على منازل في قرية قرب القاهرة .
يرجى العلم أن الشيخ حسن شحاته والثلاثة الآخرين قتلوا على يد مسلمين عاديين كما جاء فى تقرير النيابة (قرويين سنه) ليسحلوا القتلى فى الشوارع ويعلقونهم بعد ذلك علاوة على حرق منازلهم وأكرر مرة ثانية إنهم مسلمون عاديون وليسوا مؤدلجين كإخوان أو سلفيين أو تكفيريين .

-صورة أخرى من مصر تتكرر بشكل كربونى فيما يُطلق عليها حوادث الفتنة الطائفية عندما يدرك المسلمون أن المسيحيين يصلون فى مكان ما إعتبروه كنيسة لتجد الثورة والغضب والعنف من مسلمين عاديين جيران لهؤلاء المسيحيين ولكنها نزعة التوحش الكامنة قد إنطلقت .
القاهرة (رويترز) - قال شهود عيان ان ألوف المسلمين حاصروا يوم الاحد مبنى في شرق القاهرة بعد أن صلى فيه مسيحيون دون الحصول على تصريح من السلطات ببناء كنيسة وقالت مصادر في وزارة الداخلية أن المبنى منزل قديم يعاد انشاؤه وان حوالي 100 مسيحي صلوا فيه يوم الأحد قبل أن يحاصره المسلمون. وأضافت المصادر أن عضوا في جماعة الاخوان المسلمين حث مصلين في مسجد بعد صلاتي المغرب والعشاء على الاحتشاد لمنع اقامة الكنيسة وأشار شهود عيان أن المواطنين المسلمين تجمعوا في الخامسة عصراًَ، وتوافد عدد كبير من المواطنين من مناطق متفرقة من عين شمس، عزبة النخل، مدينة السلام، المطرية، وقاموا بالتنديد لبناء كنيسة "مش عاوزين كنيسة"، "الكنيسة خربت والقسيس مات" ، "الإسلام هو الحل"، "الله أكبر"، "مفيش كنيسة هنا".
أقول ثانية أن من قام بالحرق والتخريب والإعتداء هم مواطنون مسلمون عاديون ولا عزاء للمواطنة والجيرة والعيش والتاريخ المشترك وأنشودة الوحدة الوطنية وكل هذا الهراء أمام ثقافة توحشت فأصابت البسطاء بالتوحش والقسوة .
http://www.aljeeran.net/wesima_articles/reports-20081124-135078.html

أسئلة قد تبدو حائرة :
- هناك سؤال يفرض نفسه عن معنى تطوع مسلمين أوربيين وامريكيين فى صفوف داعش لنسأل هنا ما معنى هذا المشهد الغريب لمسلمين عاشوا فى الغرب وليس فى بلاد الإسلام فهل هو جين ثقافى وحشى لا يُجدى معه تحضر ولا تمدن .
- ما معنى أن نجد مسلمين أوربيين وأمريكيين ينحدرون من الجيل الثانى والثالث للمهاجرين الأوائل ورغماً عن ذلك أصحاب ميول إرهابية ومنخرطين فى خلايا إرهابية ليمارسوا الإرهاب فى البلاد التى تحتضنهم وتقدم لهم الحرية والكرامة والعيش الطيب.

أسئلة إضافية :
- لماذا لم نشهد تظاهرة واحدة من المسلمين أصحاب المليار ونصف نسمة تثور على ممارسات داعش بينما شاهدنا ثورتهم على رسوم كاريكاتورية تسئ للرسول أو فيلم مسئ بالرغم أن داعش تسئ للإسلام أكثر وتجلب القبح له .
- إذا كان المسلمون لا يحتجون ولايثورون على داعش كتنظيم يسئ للإسلام فما تفسيرك عن قيام مسلمين ألمان بالإعتداء الهمجى على مظاهرة سلمية قام بها الأكراد تندد بإنتهاكات داعش وتدعو المجتمع الدولى لمساندة الأكراد المحاصرين فى كوبانى . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=437603
- لماذ نجد بعض المتحولين للإسلام قد تحولوا إلى إرهابيين بين ليلة وضحاها لنرى مسلمين أوربيين وأمريكيين يقاتلون فى صفوف داعش والنصرة والصومال بل يمارسون الإرهاب فى بلدانهم فما معنى هذا التحول الغريب المفجائى .
- لماذا نجد كلما اقترب المسلم من تراثه إزداد توحشاً وبشاعة ولماذا ينخرط المسلم العادى فى العنف والتوحش والهمجية لينسى أى قيمة حضارية تعلمها .
- لماذا تكون شراسة المسلمين ضد الآخر حتى ولو كان مواطناً من بنى جلدتهم فلم تعد هذه الظاهرة مقصورة على مشاحنات مع أصحاب الاديان الأخرى بل المُختلف معهم مذهبياً .
- لماذا لم نتحسس التعصب والعنف الإسلامى فى ظل أنظمة قومية قمعية بل ساد الإسلام المتسامح وعلاقات طبيعية مع الأقليات فهل يعنى ذلك أن الحل القمعى جدير بعلاج حالة إنفلات الظاهرة الإسلامية .
- لماذا لم يعد هناك إرهاب فى العالم إلا الإرهاب الإسلامى , وما تفسير أن كل القلائل والتوترات والخراب فى عالمنا نتاج تصاعد وحضور قوى للخطاب الإسلامى والتنظيمات الإسلامية كما فى العراق – سوريا – اليمن – ليبيا – لبنان – مصر – تونس – فلسطين .

دعونا نحلل الحالة الإسلامية وكيفية تأثير الثقافة الإسلامية فى خلق كيانات إنسانية تميل للعنف والإرهاب والتزمت .
لى رؤية قدمتها سابقاً عن الحالة الإسلامية أقول فيها : هل النص الإسلامى بشع أم هناك إناس بشعون يبحثون عن نص وأيدلوجية بشعة تمرر بشاعتهم .
مازلت أعتقد بهذه الرؤية ولكن أرى أنها تحتاج إلى الإضافة لتكتمل الصورة التحليلية .. قبل أن نتطرق إلى الإضافة فلنوضح الرؤية الأولية التى تعتنى بالقول أنه لا يوجد نص بشع يمارس أداء سحرى على معتنقيه , أى لن يقوم مسلم مسالم فى بيئة إجتماعية متوازنة بممارسة القتل والتوحش متى قرأ النصوص وهذا واضح وجلى فى الكثيرين من المنتسبين للإسلام كذلك حال المسيحيين الذين ينتفضون من العنف بالرغم أن الكتاب المقدس يحوى الكثير من المشاهد البشعة العنيفة لنصل أن النص لا يقوم بدور مالم يكن لأصحابه الرغبة فى قيامه بهذا الدور ليمرر وينفس عن رغباتهم العنيفة مع إيجاد مظلة تمنح توحشهم اللذة والطمأنينة , فمن يريد ممارسة التوحش ولديه إرادة التوحش فهو يبحث عن مظلة تجعله يمارس فعله العنيف الذى يدرك فى أعماقه قبحه ليتوهم أنه فعل طيب. لذا يمكن النظر إلى ممارسات الدواعش وغيرهم من التنظيمات الإرهابية كمجموعة من أصحاب السلوكيات العنيفة الهمجية تطلب تحقيق مشروعية العنف واللذة فى تحقيقها ليكلل هذا بهالات متوهمة من الفخر والإعتزاز .

الإنسان يحمل تحت مسام جلده نزعة نحو العنف أفلحت الحضارة والثقافات الإنسانية من تقليل منسوبها داخل البشر إلى أقل مستوى عبر مسيرة طويلة من التطور الإنسانى ولكن الذين لم يصيبهم الحظ من الحضارة ليقعوا أسرى ثقافة متفردة تؤصل العنف وتمجده لتصيب أصحابها بالفخار والمجد والوهم بل لديهم رخصة دخول الجنه فهذا يعنى أن نزعة العنف هنا يتم تأجيجها وأدلجتها وإعطاءها المشروعية لتغرى كل من يريد التنفيس عن غضبه وعنفه .

المسلم العادى لا يختلف عن الدواعش إلا فى حجم المكابح التى تفرمله وقدرتها على كبح جماح توحشه , والمكابح هنا هى حظه من القيم الحضارية الإنسانية التى يمكن لها أن تنفلت فى لحظات الجزر والإحباطات المجتمعية وتقزيم المشاريع المدنية .
المسلمون عندما يثورون ويغضبون عند الإساءة للنبى مثلا أو حنقاً على بناء المسيحيين لكنيسة فهذا ليس غيرة على الدين ولا يحزنون بدليل أن مشاعرهم المرهفة لم تتحرك غضباً على ما تفعله داعش التى تسئ للإسلام لذا هذه التحركات الغاضبة تكون فى إطار تحقيق العنف والتوحش تدفعها حالة من التهمييش والإحباط الإنسانى من جراء تدنى أوضاع إقتصادية وسياسية مثلا .

مقولة أن كل مسلم مشروع إرهابى مقولة مُتجنية ومتسرعة والواقع لا يقول هذا ولكن يمكن صياغة هذه المقول بشكل دقيق بالقول أن أى مسلم هو مشروع إرهابى متى تفردت الثقافة الإسلامية وتصاعد الخطاب الإسلامى التحريضى النابذ مع غياب تأثير ثقافة مدنية مع حالة إحباط إجتماعى وإغتراب الفرد عن المجتمع ليشكل هذا بيئة حاضنة تطرح سلوك وإرادة التوحش .وقد إتضح من دراسات أن سبب جنوح المسلمين للإرهاب والعنف هو خطاب إسلامى عنيف متفرد وهو لم يكتفى بأبناء العربية بل طال أبناء المهاجرين فى الغرب .
للإنصاف هناك حالة إنسانية يمكن أن نطلق عليها ثورة وتوحش الرعاع نتلمسها فى المظاهرات العربية عندما تنعدم القبضة الأمنية الرادعة لتنحو الجماهير نحو الشغب الأهوج المُخرب لتعبر عن نفسها بالعنف والنهب والفوضى العارمة لنشهد ثورة رعاع بإنفلات المظاهرات ولا يعنى هذا إننا أمام حالة شعبية عامة فبالطبع يوجد بشر لن يتدنى ولن ينخرط فى التخريب والتدمير ولكن الظاهرة حاضرة بالفعل لنقول أن النزعة نحو العنف والتخريب تجد حضورها عند إفتقاد مشروع حضارى مدنى تأسيسى مع غياب للقوة القاهرة .

ما الحل ؟!
يبدو ان الحل المتوهم بقيام المجددين الاسلاميين بتأصيل رؤية وسطية أو القيام البعض منهم بتوقفات ومراجعات لن تجدى فبالرغم من احترامنا لنهج البعض منهم ومسعاهم فلن تجدى سياسة مسك العصا من المنتصف ومحاولات التزويق والتخدير ولن يجدى إستنكار سلوك المتطرفين كونهم يفهمون النصوص بشكل خاطئ أو تلك الأسطوانة المشروخة أنهم ليسوا من الإسلام فهذا السلوك المتميع لن يُجدى ,فليس أمامهم سوى إعلان واضح وصريح أن نصوص القتال والجهاد هى نصوص زمانها ولا تصلح لعصرنا .. فهل يقدرون أن يعلنوا تلك الرؤية بقوة ووضوح ويرسخونها فى المجتمع بدلاً من هذا التميع , فإهمال ذلك يجعل من تلك النصوص قنابل موقوتة تدفع المسلم إلى التوحش .

الحل الحقيقى فى تحجيم الثقافة الإسلامية الأصولية المؤدلجة ومحاصرة فعلها وحضورها السياسى والإجتماعى وذلك بمراجعة المناهج التعليمية ومراقبة المنابر والمرجعيات الإسلامية المعتدلة منها قبل المتطرفة .
لابد من إتخاذ علاج قاسى فلا يفل الحديد إلا الحديد فمن يظن أن الإنسان المسلم يأتى بالتوعية فهو مُخطأ واهم فقد يكون هذا صحيحاً عند من يمتلكون حالة نفسية وذهنية رافضة للتراث القديم سواء كان هذا بوعى أو بإنتسابهم لمنظومة ثقافية حديثة أما الوضع العام فهو نتاج حالة ثقافية متجذرة تمنح طاقات التوحش أن تنطلق ,لذا فالمعالجة يجب أن تكون نفسية حضارية للجمهور وذلك بتأصيل ثقافة جديدة بديلا عن ثقافة التوحش ولكن طالما دخلنا هذه المعركة الحضارية فثقافة التوحش لن تسمح بظهور ثقافة مناهضة لها لذا يجب فرض ثقافة علمانية ولو بالقوة فلا عيب أن يتناول المريض الدواء رغماً عنه .

يجب تجفيف ثقافة التوحش وعندما نقول هذا سيتبادر للأذهان تلك الجملة الشهيرة عن تجفيف منابع الإرهاب وذلك بمطاردة أصحاب الرؤى التكفيرية الارهابية ولكن لا يجب الإكتفاء بذلك لأرى أنه من الأهمية وقف المفارخ وذلك بمراقبة صارمة لكل ما يصدر من المنابر ومايقال عنها مؤسسات وسطية إسلامية فللأسف معظم ما يتم طرحه يؤدى إلى ثقافة التوحش فى النهاية .. لذا يجب مراقبة كل من يطرح وينثر بذور التوحش ولو كانت صغيرة فمن بذور المؤسسات والمرجعيات الإسلامية الوسطية كما يقولون جاءت السلفية والدواعش وكل تيارات التشدد .فلا يجدى ان تجز الفروع والاوراق الفاسدة وتترك الجذر قادر على انتاج فروع وأوراق جديدة فهكذا هو حالنا البائس الغير واعى بإهمال حضانة ومفرخة التطرف .
علينا وقف تسميم فكر وروح المواطن العربى أولاً وذلك بحظر النصوص والتراث الدينى التى تدعو للتطرف فلا ننتظر من يستجيب لهذا النداء فهو فعل وقائى حتى لا يجد البشعون مظلة يتظللون بها وحضانة ترعاهم .. صحيح إنهم لن يتخلصون من بشاعتهم وتوحشهم على الفور ليتولى المجتمع المدنى معالجة هذه الظاهرة ولكن هذا أفضل حالا من ترك ثقافة التوحش تترسخ وتنتشر وتتمدد لتصيب البسطاء من شظاياها .

دمتم بخير .
فليكن شعارى هذه المرة : " من أجل مجتمع مدني علماني ديمقراطي حديث يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع "



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الحوار رفض جائزة ابن رشد وردها كموقف إحتجاجى.
- أمتحنكم !-الأديان بشرية الفكر والهوى.
- أبشروا الأرض والمستقبل لكم.
- موائمات وتوازنات ومعالجات سياسية تحولت لمقدس- تديين السياسة ...
- مجتمعاتنا سبابة لعانه بسند ورخصة إلهية- الدين عندما يشوه إنس ...
- الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جد ...
- تناقضات الأحاديث مع القرآن-تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء ث ...
- تأملات فى ماهية الإنسان والحياة.
- للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان
- ذبح العدل والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ...
- سوبر ماركت أم تناقضات أم موائمات .
- يلعنكم-الكتابة بالصور-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء سادس
- داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات
- حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة.
- قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!
- منطق الله الغريب !.
- من فلسفة الجمال ندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان .
- وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .
- على هدى الداعش الكبير .


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - ثقافة الوحشية وإرادة التوحش لن تترك أحداً